المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وزاد عليه في النهاية (1): وإن كان النبي صلى الله - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٤

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب اللباس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخاتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النعال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الترجل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التصاوير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الطب والرقى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الفأل والطيرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكهانة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرؤيا

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الأدب

- ‌باب السلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الاستئذان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المصافحة والمعانقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القيام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العطاس والتثاؤب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الضحك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأسامي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البيان والشعر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوعد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المزاح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المفاخرة والعصبية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البر والصلة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحب في الله

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يُنهى عن التهاجُر والتقاطُع واتباع العورات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغضب والكبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الظلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمر بالمعروف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرقاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فضل الفقراء، وما كان من عيش النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمل والحرص

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التوكل والصبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرياء والسمعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البكاء والخوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تغير الناس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فيه ذكر الإنذار والتعذير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الفتن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الملاحم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أشراط الساعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قصة ابن صياد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب نزول عيسي عليه السلام

- ‌من الصحاح

- ‌باب قرب الساعة، وأن من مات، فقد قامت قيامته

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب لا تقوم الساعة إلا على الأشرار

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: وزاد عليه في النهاية (1): وإن كان النبي صلى الله

وزاد عليه في النهاية (1): وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد سنة خمس وثلاثين من الهجرة، ففيها خرج أهل مصر، وحصروا عثمان، وإن كان ستًّا وثلاثين ففيها كانت وقعة الجمل، وإن كانت سبعًا وثلاثين ففيها كانت وقعة صفين.

قوله صلى الله عليه وسلم: فإن تهلكوا فسبيل من هلك هو خبر مبتدأ محذوف تقديره فسبيلهم سبيل من هلك أي اختلفوا بعد ذلك واستهانوا بالدين واقترفوا المعاصي فسبيلهم سبيل الأمة السالفة في زيغهم عن الحق ووهنهم في الدين سمى صلى الله عليه وسلم أسباب الهلاك والاشتغال بما يؤدي إليه هلاكًا.

قوله صلى الله عليه وسلم: "وإن يقم لهم دينهم" يقم لهم سبعين عامًا، قال الزمخشري (2): دينهم أي ملكهم، قال الخطابي (3): ويشبه أن يكون صلى الله عليه وسلم أراد مدة ملك بني أمية، وانتقاله إلى بني العباس فإنه كان من استقرار الملك لبني أمية إلى أن ظهرت دعاة الدولة العباسية بخراسان، وضعف أمر بني أمية نحوًا من سبعين سنة.

قوله: مما مضى أي ابتداء المدة المذكورة مما مضى من الهجرة فإنها أول دولة الإسلام ومبدأ ظهوره.

‌باب الملاحم

‌من الصحاح

4313 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة، حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب

(1) انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 211).

(2)

انظر: الفائق للزمخشري (2/ 49).

(3)

انظر: معالم السنن (4/ 313).

ص: 467

الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، -وهو القتل- وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يُهم رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها".

قلت: رواه البخاري في علامات النبوة ومسلم في مواضع متفرقة منها في الفتن من حديث أبي هريرة وغيره، إلا قوله:"وتكثر الزلازل" فإن مسلمًا لم يذكره وجمعه البخاري ورواه كما ساقه المصنف بهذا اللفظ. (1)

والملاحم: بالحاء المهملة جمع ملحمة وهي الوقعة العظمية في الفتنة، مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب.

قوله صلى الله عليه وسلم: دعواهما واحدة أي كل واحدة من الفئتين تدعي الإسلام.

وتقارب الزمان: كناية عن قصر الأعمار، وقلة البركة فيها، وقيل: هو أن الزمان يتقارب حتى تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السعفة.

قوله صلى الله عليه وسلم: وقد انصرف الرجل بلبن لقحته اللقحة بكسر اللام اللبون من النوق.

قوله صلى الله عليه وسلم: حتى يهم رب المال، هو بضم الباء من أهمه الأمر إذا أقلقه ورب المال مفعول.

(1) أخرجه البخاري (7121)، ومسلم (157) و (2954).

ص: 468

قوله صلى الله عليه وسلم: وهو يليط حوضه يقال: لاط حوضه يليطه ويلوطه لوطا وليطًا إذا لطخه بالطين وأصلحه (1).

قوله صلى الله عليه وسلم: وقد رفع أكلته إلى فيه، الأكلة: بضم الهمزة اللقمة.

4314 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا، نعالهم الشعر، وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين، حمر الوجوه، ذُلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة".

قلت: رواه البخاري في علامات النبوة وروى مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه معناه كلهم من حديث أبي هريرة (2).

قوله صلى الله عليه وسلم: نعالهم الشعر، ظاهره أن نعالهم من حبال ضفورها من شعر أو من جلود مشعرة غير مدبوغة، ويحتمل: أن المراد وفور شعورهم حتى يطؤوها بأقدامهم، وحكى البيهقي أن أصحاب بابل كانت نعالهم الشعر، وذكر: أنهم قوم من الخوارج خرجوا من ناحية الري فأكثروا الفساد حتى قتلوا وأهلكهم الله.

ومعنى حمر الوجوه: بيض الوجوه مشوبة بحمرة.

وذلف الأنوف: بضم الذال المعجمة والمهملة لغتان، قال صاحب المشارق (3): رواية الجمهور بالمعجمة وهو الصواب، وهو بضم الذال وإسكان اللام جمع أذلف كأحمر وحمر، ومعناه: فطس الأنوف قصارها مع انبطاح، وقيل: هو غلط أرنبة الأنف، وضع موضع جمع الكثرة ويحتمل أنه قللها لصغرها (4).

والمجان: بفتح الجيم وتشديد النون، جمع مجن بكسر الميم، وهو الترس.

(1) انظر: شرح السنة للبغوي (15/ 27 - 28).

(2)

أخرجه البخاري (2928) و (3587)، ومسلم (2912)، وأبو داود (4304)، والترمذي (2215)، وابن ماجه (4096).

(3)

انظر: مشارق الأنوار (1/ 270)، والمنهاج للنووي (18/ 51).

(4)

انظر: معالم السنن للخطابي (4/ 319).

ص: 469

المطرقة: بإسكان الطاء وتخفيف الراء قال النووي: هذا هو المشهور في الرواية وكتب اللغة وحكي فتح الطاء وتشديد الراء، قال العلماء: هي التي يطرق بعضها على بعض كالنعل المطرقة المخصوفة (1).

4315 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزًا وكرمان من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة، نعالهم الشعر".

قلت: رواه البخاري في علامات النبوة من حديث أبي هريرة (2).

قوله صلى الله عليه وسلم: حتى تقاتلوا خوزًا وكرمان ذكره في النهاية (3) بالخاء والزاي المعجمتين مع الإضافة فقال: خُوزِ كرمان، وأسقط واو العطف.

قال: وروي خوز وكرمان وخوزًا وكرمان، قال: والخوز جيل معروف، وكرمان: صُقْع معروف في العجم، ويروى بالراء المهملة، وهو من أرض فارس، وصوّبه الدارقطني، وقيل إذا أضيفت فبالراء وإذا عطفت فبالزاي انتهى كلام ابن الأثير.

4316 -

ويروى: "عراض الوجوه".

قلت: هذه الرواية رواها البخاري من حديث عمرو بن تغلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قومًا ينتعلون نعال الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا عراض الوجوه"، ولم يخرج مسلم في كتابه عن عمرو بن تغلب شيئًا. (4)

(1) انظر: شرح السنة للبغوي (15/ 37)، وإكمال المعلم (8/ 456)، والمنهاج للنووي (18/ 51 - 52).

(2)

أخرجه البخاري (3590).

(3)

انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 87).

(4)

أخرجه البخاري (2927).

ص: 470

4317 -

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة، حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبىء اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود".

قلت: رواه مسلم في الفتن (1) من حديث أبي هريرة وقال البخاري: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقول الحجر: إلى قوله: فاقتله، ولم يذكر غير ذلك، ورواه هو ومسلم من حديث ابن عمر وليس فيه ذكر الشجر، ولا الغرقد، والغرقد: بالغين المعجمة والراء المهملة وبالقاف نوع من شجر الشوك، معروف ببلاد بيت المقدس، وهناك يكون قتل الدجال واليهود، وقيل: لمقبرة المدينة بقيع الغرقد لأنه كان فيه غرقد وقطع (2)، وقال أبو حنيفة الدينوري: إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة.

4318 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه".

قلت: رواه البخاري في مناقب قريش ومسلم في الفتن من حديث أبي هريرة. (3)

4319 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب الأيام والليالي، حتى يملك رجل، يقال له الجهجاه".

قلت: رواه مسلم في الفتن من حديث أبي هريرة ولم يخرجه من أصحاب الكتب الستة غير مسلم. (4)

(1) أخرجه مسلم (2922)، والبخاري (2926).

(2)

انظر: النهاية (3/ 362).

(3)

أخرجه البخاري (3517)، ومسلم (2910).

(4)

أخرجه مسلم (2911).

ص: 471

والجهجاه: بفتح الجيم وإسكان الهاء وفي آخره هاء أخرى، وفي بعض نسخ مسلم الجهجا بحذف الهاء الأخيرة.

4320 -

وفي رواية: "حتى يملك رجل من الموالي، يقال له: الجهجاه".

قلت: هذه الرواية ليست في مسلم فكيف أدخلوها في الصحاح؟. (1)

4321 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض".

قلت: رواه مسلم في الفتن وفي المغازي مطولًا من حديث جابر بن سمرة (2) قال عبد الحق: ولم يخرج البخاري هذا اللفظ عن جابر، ولكن ذكر: كنز كسرى وقيصر ينفق في سبيل الله بمعنى الحديث الذي يلي هذا (3).

وقال الحميدي (4): ونحو هذا المعنى في المتفق عليه من مسند عدي ابن حاتم، والأبيض: قصر كان لكسرى في المدائن وقد أخرج كنزه في أيام عمر رضي الله عنه، ويقال: إنه بنى مكانه مسجد المدائن.

4322 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا هلك كسرى، فلا يكون كسرى بعده، وقيصر ليهلكن، ثم لا يكون قيصر بعده، ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله"، وسمى "الحرب خدعة".

قلت: رواه البخاري في مواضع منها: في الزكاة وفي الجهاد، ومسلم في الفتن من حديث أبي هريرة (5) وخرجا في الجهاد من حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم: سمى الحرب خدعة،

(1) أخرجه الترمذي (2228) وقال حسن غريب، وأحمد (2/ 329).

(2)

أخرجه مسلم (2919).

(3)

أخرجه البخاري (3121).

(4)

انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (1/ 338).

(5)

أخرجه البخاري في المناقب (3618)، والأيمان (6630)، وفي الجهاد (3027)، ومسلم (2918).

ص: 472

وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، قال العلماء معناه: لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر في الشام كما كان في زمنه، صلى الله عليه وسلم فأعلمنا صلى الله عليه وسلم بانقطاع ملكهما في هذين الإقليمين فكان كما قال صلى الله عليه وسلم، فأما كسرى: فانقطع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض، وتمزق كل ممزق واضمحل بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما قيصر: فانهزم من الشام ودخل أقصى بلاده فافتتح المسلمون بلاده واستقرت للمسلمين ولله الحمد وكسرى: بفتح الكاف وكسرها لغتان (1).

4323 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله، ثم لتغزون فارس، فيفتحها الله، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله".

قلت: رواه مسلم في الفتن (2) من حديث جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة ولفظه: قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع كلمات أعدهن في يدي، قال: تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله، ورواه الحاكم في المستدرك وقال: على شرط مسلم وهو وهم، فإن الحديث خرجه مسلم، وقد أقره الذهبي في مختصر المستدرك على وهمه، وذكره البخاري في التاريخ فقال: وقال موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم، وتغزون الدجال فيفتح الله عليكم، وتغزون الروم فيفتح الله عليكم، وتغزون فارس فيفتح الله عليكم، ولم يخرج البخاري في صحيحه عن نافع بن عتبة شيئًا، وما ذكره في التاريخ تعليق (3) عند المغاربة، مسند عند غيرهم، وقد قدمنا ذلك وموسى بن إسماعيل هو التبوذكي وهو شيخ البخاري.

قوله صلى الله عليه وسلم: تغزون الدجال هذا خطاب مع الصحابة والمراد به الأمة.

(1) انظر: المنهاج للنووي (18/ 58).

(2)

أخرجه مسلم (2900)، والحاكم (4/ 426)، وأحمد في المسند (1/ 178) و (4/ 337).

(3)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 81 - 82) معلقًا.

ص: 473

4324 -

قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فقال:"اعدد ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقُعاص الغنم، ثم استفاضة المال، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا".

قلت: رواه البخاري في باب ما يجوز من الغدر في كتاب الجهاد عن نافع ابن عوف بن مالك ولم يخرج له في كتابه غير هذا الحديث، ورواه ابن ماجه في الفتن بتمامه، ولم يخرج مسلم هذا الحديث، ورواى الحاكم في المستدرك من حديث عوف بن مالك وقال: هو على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي وهو وهم فإن الحديث في البخاري كما بينته فاستدراكه على البخاري فاسد والله أعلم. (1)

وغزوة تبوك آخر غزواته صلى الله عليه وسلم وهي غزوة جيش العسرة.

قوله: موتان بضم الميم وإسكان الواو على وزن البطلان: الموت الكثير الوقوع قاله في النهاية (2). وقال الجوهري (3): هو موت يقع في الماشية.

قوله: كقعاص الغنم: بضم القاف وبالعين والصاد المهملتين بينهما ألف، وهو داء يأخذ الغنم فلا تلبث أن تموت، ومنه ضربه فأقعصه أي مات مكانه، قوله: استفاضة المال: أي كثرته، وأصله الانتشار، يقال: استفاض الحديث: أي انتشر.

قوله: هدنة: هو الصلح بعد القتال.

قوله: بني الأصفر: هم الروم، وهو الروم بن غيضوم بن إسحق بن إبراهيم، وقيل: إنما سموا بني الأصفر لكثرة أموالهم، وإنما يقال ذلك: لملوكهم، وقيل: لأن أباهم كان

(1) أخرجه البخاري (3176)، وابن ماجه (4095)، والحاكم (4/ 419)، وأحمد (6/ 22).

(2)

انظر: النهاية (4/ 370).

(3)

انظر: الصحاح للجوهري (1/ 267).

ص: 474

أصفر في بياض فسموا به، وقيل: اسم رجل أسود ملكهم فنكح من نسائهم فولد له ولد في غاية الحسن فنسب إليه الروم.

وقوله: غاية هي بالغين المعجمة والياء آخر الحروف، الراية، ويروى بالباء الموحدة ومعناها: الأجمة من القصب شبه كثرة رماح أهل العسكر بها (1).

4325 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة، حتى ينزل الروم بالأعماق، أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سَبَوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويقتل ثلثهم، هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدًا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علّقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون -وذلك باطل-، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانْذَاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حَرْبته".

قلت: رواه مسلم في الفتن من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري لكنه ذكر عيسى بن مريم وخروج الدجال. (2)

والأعماق: بفتح الهمزة والعين المهملة، ودابق: بكسر الباء الموحدة وفتحها قال النووي (3): والكسر هو الصحيح المشهور، وحكى القاضي في المشارق (4): الفتح ولم يذكر غيره وهو موضع معروف.

(1) انظر: النهاية (3/ 404)، وشرح السنة للبغوي (15/ 43 - 44).

(2)

أخرجه مسلم (2897).

(3)

انظر: المنهاج للنووي (18/ 29).

(4)

انظر: مشارق الأنوار (1/ 265)، المنهاج للنووي (18/ 29).

ص: 475

قال الجوهري (1): الأغلب عليه التذكير والصرف لأنه في الأصل اسم نهر قال: وقد يؤنث ولا يصرف، والأعماق ودابق: موضعان بالشام بقرب حلب.

قوله صلى الله عليه وسلم: قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا. قال النووي (2): سبوا على وجهين فتح السين والباء وضمهما.

قال في المشارق (3): والضم رواية الأكثرين وهو الصواب.

قال النووي (4): وكلاهما صواب لأنهم سبوا أولًا ثم سبوا الكفار، وهذا موجود في زماننا، بل معظم عساكر الإسلام في الشام ومصر سبوا، ثم هم اليوم بحمد الله تعالى يسبون الكفار.

قوله صلى الله عليه وسلم: فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا أي لا يلهمهم التوبة.

وقسطنطينية: بفتح القاف وإسكان السين وضم الطاء الأولى وكسر الثانية وبعدها ياء ساكنة ثم نون. قال النووي (5): هذا هو المشهور ونقله في المشارق (6) عن المتقنين والأكثرين.

وعن بعضهم زيادة ياء مشددة بعد النون وهي مدينة مشهورة من أعظم مدائن الروم.

4326 -

قال صلى الله عليه وسلم: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة، ثم قال: عدو يجمعون لأهل الشام، ويجمع لهم أهل الإسلام، يعني: الروم، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت،

(1) انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1473).

(2)

انظر: المنهاج (18/ 29).

(3)

انظر: مشارق الأنوار (2/ 206).

(4)

انظر: المنهاج (18/ 29).

(5)

انظر: المصدر السابق (18/ 30).

(6)

انظر: مشارق الأنوار (2/ 199).

ص: 476

لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نَهَد إليهم بقية أهل الاسلام فيجعل الله الدَبَرة عليهم، فيقتتلون مقتلة لم ير مثلها، حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتا، فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يُقسم؟ فبينا هم كذلك، إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ: أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم، ويُقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس -أو من خير فوارس- على ظهر الأرض يومئذ".

قلت: رواه مسلم في الفتن (1) من حديث عبد الله بن مسعود وأول الحديث عن يُسَير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، قال فجاء رجل ليس له هجيرى إلا: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة، قال: فقعد وكان متكئًا، فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة .. وساقه.

ولم يخرجه البخاري إلى آخره.

قوله صلى الله عليه وسلم: فيشترط المسلمون شرطة للموت، الشرطة بضم الشين طائفة الجيش تتقدم للقتال، قال النووي (2): وضبطنا "فيشترط" بوجهين، أحدهما: بمثناة تحت ثم شين ساكنة ثم مثناة فوق.

والثاني: فيتشرط بمثناة تحت ثم مثناة فوق ثم شين مفتوحة وتشديد الراء.

قوله صلى الله عليه وسلم: نهد إليهم بقية أهل الإسلام، هو بفتح النون والهاء أي نهض وتقدم.

والديرة: بفتح الدال والراء أي الهزيمة.

(1) أخرجه مسلم (2899).

(2)

المنهاج (18/ 33).

ص: 477

قال النووي (1): وروى بعض رواة مسلم الدائرة بالألف وبعدها همزة وهو بمعنى الديرة قال الأزهري: الدائرة هم الدولة تدور على الأعداء. وقيل هي الحادثة.

قوله صلى الله عليه وسلم: إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتًا، قوله: بجنباتهم: بجيم ثم نون مفتوحتين ثم باء موحدة أي بنواحيهم وقد روي بجثمانهم بضم الجيم وإسكان المثلثة أي بشخوصهم، ويخلفهم بفتح الخاء العجمة وكسر اللام المشددة أي يجاوزهم، وروي فما يلحقهم أي يلحق آخرهم.

قوله صلى الله عليه وسلم: إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك قال النووي (2): هكذا هو في مسلم في نسخ بلادنا بباء موحدة في بأس وفي أكبر وفي بعض النسخ بناس بنون وأكثر بثاء مثلثة، والصواب الأول، ويؤيده رواية أبي داود سمعوا بأمر أكبر من ذلك.

والطليعة: هو الذي يبعث ليطلع على أحوال العدو كالجاسوس.

4327 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟، قالوا: نعم، يا رسول الله!، قال: "لا تقوم الساعة، حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرّج لهم، فيدخلونها، فيغنموا، فبينما هم يقتسمون الغنائم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون".

قلت: رواه مسلم في الفتن من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري. (3)

(1) المصدر السابق.

(2)

انظر: المنهاج للنووي (18/ 33 - 34).

(3)

أخرجه مسلم (2920).

ص: 478