المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌من الحسان 4352 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٤

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب اللباس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخاتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النعال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الترجل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التصاوير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الطب والرقى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الفأل والطيرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكهانة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرؤيا

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الأدب

- ‌باب السلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الاستئذان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المصافحة والمعانقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القيام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العطاس والتثاؤب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الضحك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأسامي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البيان والشعر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوعد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المزاح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المفاخرة والعصبية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البر والصلة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحب في الله

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يُنهى عن التهاجُر والتقاطُع واتباع العورات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغضب والكبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الظلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمر بالمعروف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرقاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فضل الفقراء، وما كان من عيش النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمل والحرص

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التوكل والصبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرياء والسمعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البكاء والخوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تغير الناس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فيه ذكر الإنذار والتعذير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الفتن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الملاحم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أشراط الساعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قصة ابن صياد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب نزول عيسي عليه السلام

- ‌من الصحاح

- ‌باب قرب الساعة، وأن من مات، فقد قامت قيامته

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب لا تقوم الساعة إلا على الأشرار

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: ‌ ‌من الحسان 4352 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

‌من الحسان

4352 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة، حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار".

قلت: رواه الترمذي في الزهد (1) من حديث أنس وقال: غريب انتهى، وسنده لا بأس به، وإن كان فيه خالد بن مخلد القطواني وكان يتشيع وقال فيه أحمد: له مناكير، وقال أبو حاتم لا يحتج به لكن خرج له الشيخان.

وفي سنده أيضًا: سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد وقد ضعفه أحمد، وقال النسائي: ليس بالقوي، لكن أخرج له مسلم من حديث يحيى بن سعيد الأموي عن سعد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب حديث: صوم ست من شوال، ومدار الحديث عليه، وقال أبو حاتم: سعد بن سعيد مود، قال الشيخ تقي الدين: اختلف في ضبط مود، فمنهم من خففها أي هالك، ومنهم من شددها: أي حسن الأداء (2).

(1) أخرجه الترمذي (2332) وإسناده كما قال المصنف لا بأس به، وإن كان فيه كل من: خالد بن مخلد القطواني، أبو الهيثم البجلي الكوفي، قال الحافظ: صدوق يتشيع وله أفراد، انظر: التقريب (1687)، وسعد بن سعيد الأنصاري قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ، وقال في التهذيب (3/ 470)، ضعيف، وكذا في الجرح والتعديل (4/ 84)، وانظر التقريب (2250)، وقال الإمام أحمد: ضعيف الحديث، انظر: الملل ومعرفة الرجال (1200). وفيه: عبد الله بن عمر العمري، أبو عبد الرحمن قال الحافظ: ضعيف عابد. انظر: التقريب (3513). لكن له شاهد يتقوى به من حديث أبي هريرة عند أحمد (2/ 538)، وابن حبان (6842)، وإسناده صحيح.

(2)

اختلف في ضبطه، فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سعد بن سعيد الأنصاري مؤدي، يعني أنه: كان لا يحفظ ويؤدي ما سمع. هذا تفسير ابن أبي حاتم لكلام أبيه، وقال الذهبي في الميزان (2/ ت 3109):"قال شيخنا ابن دقيق العيد: .. " وذكر ما ذكره المؤلف، و "مود" من ألفاظ التجريح بالتخفيف أي هالك، وإذا شددت مع الهمزة أصبحت من ألفاظ التوثيق، انظر: فتح المغيث (1/ 348 - 349)، وتهذيب التهذيب (3/ 470).

ص: 493

قوله صلى الله عليه وسلم: كالضرمة بالنار هو بالضاد المعجمة المفتوحة والراء المهملة قال الجوهري (1): الضرمة بفتح الراء السعفة والشيحة في طرفها نار.

4353 -

قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا، فرجعنا فلم نغنم شيئًا، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا، فقال:"اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم"، ثم وضع يده على رأسي، فقال:"يا ابن حوالة! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فاعلم فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد بسند حسن، ورواه الحاكم في المستدرك (2) كلاهما من حديث عبد الله بن حوالة، وهو صحابي، أزدي، لقبه أبو حوالة، قيل: إنه سكن دمشق وقدم مصر مع مروان بن الحكم، وحوالة: بفتح الحاء المهملة وبعدها واو مفتوحة وألف ولام مفتوحة وتاء تأنيث ولم يرو لعبد الله هذا من أصحاب الكتب الستة غير أبو داود (3).

قوله صلى الله عليه وسلم: الأرض المقدسة (4) أي أرض البلاد المقدسة، والمقدسة: المطهرة، وقيل: المباركة والأرض المقدسة حكى الهروي أنها دمشق وفلسطين، وقال معاذ: هي ما بين

(1) انظر: الصحاح للجوهري (5/ 1971).

(2)

أخرجه أبو داود (2535)، والحاكم (4/ 425). وفي إسناده: ابن زغب الإيادي، واسمه: عبد الله من تابعي أهل حمص، وقد تفرد بالرواية عنه ضمرة بن حبيب فهو في عداد المجهولين. قاله الذهبي في الميزان (2/ 423)، ولكن الحافظ ابن حجر ذكر في التهذيب أن أبا نعيم روى له حديثًا صرّح فيه بسماعه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيكون الإسناد لا بأس به. انظر: تهذيب التهذيب (5/ 218)، وانظر أيضًا: معرفة الصحابة لأبي نعيم (1648)، وهداية الرواة (5/ 117).

(3)

انظر: ترجمة ابن حوالة في الإصابة (4/ 67)، وتهذيب السنن للمنذري (3/ 381).

(4)

انظر: النهاية (4/ 23 - 24).

ص: 494

العرش إلى الفراة، وقال بعضهم: قدس الأرض الشام، وقدس الشام فلسطين وقدس فلسطين بيت المقدس وقدس بيت المقدس، الجبل، وقدس الجبل المسجد، وقدس المسجد القبة ومعنى تقديسها: تطهيرها من الشك وجعلها مسكنًا للأنبياء عليهم السلام.

قوله صلى الله عليه وسلم: البلابل أي الهموم والأحزان وبلبلة الصدر وسواس الهموم واضطرابها فيه (1). قال الجوهري (2): والبلبلة والبلبال: الهم، ووسواس الصدر.

قال الخطابي (3): وما أنذر به صلى الله عليه وسلم أيام بني أمية، وما حدث من الفتن في زمانهم.

4354 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اتخذ الفَيْء دِولًا، والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، وتعلم لغير دين، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقِهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فارتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء، وزلزلةً، وخسفًا، ومسخًا، وقذفًا، وآيات تتايع كنظام قطع سلكه فتتابع".

قلت: رواه الترمذي في الفتن من حديث أبي هريرة وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، انتهى كلامه. (4)

وفي سنده: المسلم بن سعيد عن رميح الجذامي عن أبي هريرة.

ورميح: قال فيه الذهبي: مجهول لا نعرفه.

قوله صلى الله عليه وسلم: إذا اتخذ الفيء دولًا قال في الفائق: الدَّولة والدُّولة: بالضم والفتح، وقد قريء بهما في القرآن، ومعناه: ما يدول للإنسان أي يدور من الحظ، ومعناه: إذا كان

(1) انظر: النهاية (1/ 150).

(2)

انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1640).

(3)

انظر: معالم السنن (2/ 213).

(4)

أخرجه الترمذي (2211) وإسناده ضعيف. ورميح الجذامي: قال الحافظ: مجهول، انظر: التقريب (1968)، وانظر قول الذهبي في الكاشف (1/ 398)، وليس فيه: لا نعرفه.

ص: 495

الأغنياء وأصحاب المناصب يستأثرون بأموال الفيء ويمنعون عنها مستحقيها ويذهب الأمناء بودائع الناس وأماناتهم، فيتخذونها مغانم، ويعدون الزكاة غرامة أي يشق عليهم أداؤها كما يشق أداء الغرامات، ويتعلمون لغير دين أي يحملهم على التعلم غير الدين من المقاصد الدنيئة والمناصب الدنيوية.

وأطاع الرجل امرأته وعق أمه: وقد قدمنا تفسير العقوق، وقرب صديقه وأبعد أباه إلى غير هذا مما عده النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث فارتقبوا عند ذلك النوازل والحوادث.

قوله صلى الله عليه وسلم: وظهرت الأصوات في المساجد: ارتفعت الأصوات فيها باللغط، والزعيم: الكفيل الذي يتكفل بأمر القوم ويقوم به.

والأرذل: بالذال المعجمة هو من كل شيء الرديء منه.

قوله صلى الله عليه وسلم: لعن آخر هذه الأمة أولها: هو على ظاهره ويدخل في ذلك الرافضة وغيرهم الذين يلعنون أكابر الصحابة ويكفرون أكابر الأمة.

قوله صلى الله عليه وسلم: وآيات تتايع: ضبطناه بتاءين من فوق وألف ثم ياء مثناة من تحت وعين مهملة.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: كنظام قطع سلكه فتتابع، فهو بالباء الموحدة قبل العين، ويقال: تتايع بالمثناة مرة في الخبر.

والنظام: بكسر النون وبالظاء المعجمة المراد به هذا اللؤلؤ المنظوم أي المجموع في الخيط، والسلك: بكسر السين المهملة وسكون اللام: الخيط.

4355 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة، حل بها البلاء"، وعد هذه الخصال، ولم يذكر "تعلم لغير دين" وقال:"وبر صديقه، وجفا أباه"، وقال:"وشربت الخمر، ولبس الحرير".

قلت: رواه الترمذي في الفتن من حديث علي وقال: غريب لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه، قال: ولا نعلم أحدًا رواه عن يحيى بن سعيد غير الفرج بن فضالة، وقال: تكلم فيه بعض أهل العلم، وضعفه من قبل

ص: 496

حفظه انتهى كلام الترمذي. (1)

وقد وقع في سند هذا الحديث في جامع الترمذي أن فرج بن فضالة الشامي حدث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو بن علي عن علي.

قال الذهبي: ولا نعرف من اسمه عمرو من أولاد علي، وقال البرقاني: سألت الدراقطني عن حديثه عن يحيى بن سعيد عن محمد ابن علي عن علي: إذا علمت أمتي خمسة عشر خصلة فقال: باطل، قلت: من جهة الفرج قال: نعم، ومحمد هذا هو ابن الحنفية انتهى كلام الذهبي.

فقول الترمذي: محمد بن عمرو بن علي وهم والصواب محمد بن علي (2).

4356 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب الدنيا، حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي".

قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما في الفتن من حديث عبد الله بن مسعود وقال الترمذي: حسن صحيح. (3)

4357 -

وفي رواية: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث الله فيه رجلًا مني أو من أهل بيتي، يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت ظلمًا وجورًا".

قلت: رواه أبو داود في الملاحم والحاكم في المستدرك في باب الفتن وصححه، كلاهما

(1) أخرجه الترمذي (2210) وإسناده ضعيف. وفرج بن فضالة الشامي: ضعيف، انظر: التقريب (5418).

(2)

نبّه على ذلك المزي أيضًا في تحفة الأشراف (7/ رقم 10273)، وفي تهذيب الكمال (18/ 226)، وانظر: الكاشف للذهبي (2/ 207).

(3)

أخرجه أبو داود (4382)، والترمذي (2230) وإسناده صحيح.

ص: 497

من حديث ابن مسعود وأبي هريرة. (1)

ومعنى يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي: أي يوافق اسمه واسم أبيه اسمي واسم أبي فيقال له محمد بن عبد الله.

والقسط: العدل، والجور: الظلم، وقد جمع بينهما فيحتمل أن يكون على حد قوله: فألفى قولها كذبًا ومينًا، والكذب هو المين، فأتى باللفظتين مبالغة.

4358 -

قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي، من أولاد فاطمة".

قلت: رواه أبو داود في المهدي وابن ماجه في الفتن كلاهما من حديث أم سلمة ولفظ ابن ماجه: المهدي من ولد فاطمة، قال أبو داود: قال عبد الله بن جعفر سمعت أبا المليح (2): يثني على: علي بن نفيل ويذكر منه صلاحًا انتهى. (3)

وعلي بن نفيل أحد رواته. قال أبو جعفر العقيلي علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب في المهدي لا مانع عليه، ولا يعرف إلا به، وساق هذا الحديث وقال: وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ بلفظ: رجل من أهل بيته صلى الله عليه وسلم على الجملة مجملًا انتهى كلامه.

وفي إسناد هذا الحديث أيضًا زياد بن بيان وقال الذهبي: زياد بن بيان لم يصح حديثه انتهى.

(1) أخرجه أبو داود (4282)، والترمذي (2231). والحاكم (4/ 442) معلقًا عن ابن مسعود.

(2)

أبو المليح هو: الحسن بن عمر الرقي.

(3)

أخرجه أبو داود (4284)، وابن ماجه (4086) وإسناده ضعيف لضعف زياد بن بيان وقد ساق العقيلي هذا الحديث في ضعفائه، وقال البخاري: في إسناده نظر، وقال ابن عدي في الكامل بعد أن أورد حديثه هذا .. والبخاري إنما أنكر من حديثه هذا الحديث، وهو معروف به. وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 87)، لم يصح حديثه، انظر: العلل المتناهية (2/ 861)، والضعفاء للعقيلي (2/ 430 - 431)، والتاريخ الكبير (3/ 346)، والكامل لابن عدي (3/ 1053)، وتهذيب الكمال (9/ 436 - 438)، وقال الحافظ: صدوق عابد، التقريب (2068).

ص: 498

وقال ابن عدي: سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري وساق الحديث، وقال: والبخاري إنما أنكر من حديث زياد بن بيان هذا الحديث وهو معروف به انتهى.

قال المنذري (1): وهو معروف من كلام سعيد بن السيب، والظاهر أن زياد بن بيان وهم في رفعه.

والعترة: ولد الرجل لصلبه، وقد تكون العترة أيضًا الأقرباء. وبنو العمومة، وقيل: عترة الرجل أولياؤه، وقيل: عترة النبي صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطلب وقيل غير ذلك (2).

4359 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي مني: أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت ظلمًا وجورًا، يملك سبع سنين".

قلت: رواه أبو داود في الفتن من حديث أبي سعيد الخدري، وفي إسناده: عمران القطان وهو أبو العوام بن دَاوَر البصري استشهد به البخاري ووثقه عفان بن مسلم وأحسن الثناء عليه يحيى بن سعيد القطان، وضعفه يحيى بن معين والنسائي. (3)

قوله صلى الله عليه وسلم: أجلى الجبهة هو بالجيم مقصور.

قال ابن الأثير (4): الأجلى: الخفيف شَعَرِ ما بين النزعتين من الصُّدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته.

قوله صلى الله عليه وسلم: أقنى الأنف هو بالقاف بعدها النون قال ابن الأثير (5): القنا في الأنف طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه.

(1) انظر: تهذيب السنن للمنذري (6/ 159 - 160).

(2)

انظر: معالم السنن (4/ 317).

(3)

أخرجه أبو داود (4285) وإسناده حسن، وقد صححه الحاكم (4/ 557). ووافقه الذهبي، وعمران بن داور: قال الحافظ: صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج، انظر: التغريب (5189).

(4)

انظر: النهاية (1/ 290)، ومعالم السنن (4/ 317).

(5)

النهاية (4/ 116).

ص: 499

4360 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قصة المهدي، قال:"فيجئ إليه رجل، فيقول: يا مهدي أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله".

قلت: رواه الترمذي في أمارات الساعة من حديث أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد، قال: وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد، وأبو الصديق اسمه بكر بن عمرو ويقال بكر بن قيس انتهى. (1)

وفي سنده: زيد العمي بن الحواري أبو الحواري البصري قاضي هراة روى له أصحاب السنن وشعبة وفيه ضعف.

قال ابن عدي: لعل شعبة لم يرو عن أضعف منه (2).

4361 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربًا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة، فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام، فيُخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك، أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق فيبايعونه، ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله كلب، فيبعث إليهم بعثًا، فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب، ويعمل في الناس بسنّة نبيهم، ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون".

قلت: رواه أبو داود في الفتن (3) من حديث صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة وساقه، وفي بعض الروايات: قلت: يا رسول الله كيف بمن كان كارهًا؟ قال: "يخسف بهم ولكن يبعث يوم القيامة على نيته".

(1) أخرجه الترمذي (2232) وفي إسناده: زيد العمى وهو ضعيف انظر: التقريب (2143)، وقد تابعه العلاء بن بشير وهو مجهول، وانظر: التقريب (5264)، عند أحمد (3/ 37) وفيه تقديم وتأخير. وانظر: هداية الرواة (5/ 120).

(2)

انظر: الكامل لابن عدي (3/ 1058).

(3)

أخرجه أبو داود (4286) وإسناده ضعيف فيه مجهول صاحب أبي خليل، وكذلك لاضطراب قتادة فيه.

وأما الحاكم فقد رواه (4/ 431) ولم يحكم عليه وقال الذهبي: أبو العوام عمران ضعفه غير واحد =

ص: 500

وصاحب أبي الخليل سماه أبو داود في حديث ذكره بعد هذا الحديث فقال عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا رواه الحاكم في المستدرك في الفتن وقال: على شرط الشيخين وليس هو كما قال (1).

قوله صلى الله عليه وسلم: أتاه أبدال الشام، قال في النهاية (2): هم الأولياء والعباد، الواحد بدْل كحِمْل أو بَدَل كجَمَل، سُمّوا بذلك لأنه كلما مات واحد منهم أبدل بآخر.

قال الجوهري (3): الأبدال قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم، قال: وقال ابن دريد: الواحد بَدِيل انتهى.

وفي حديث علي: "الأبدال بالشام، والنجباء بمصر، والعصائب بالعراق"، والعصائب: جمع عصابة، وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين.

قوله صلى الله عليه وسلم: بجرانه في الأرض، هو بالجيم والراء، باطن العنق، وقيل: جران البعير مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره، وأصله في البعير إذا مد عنقه على وجه الأرض فيقال: ألقى جرانه، وإنما يفعل ذلك إذا طال مقامه في مناخه واستراح فضرب الجران مثلًا للإسلام إذا استقر قراره، فلم تكن فتنة، وجرت أحكامه على العدل والاستقامة.

4362 -

قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلًا من عترتي أهل بيتي، فيملأ به الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئًا إلا صبّته مدرارًا، ولا تدع الأرض من نباتها شيئًا إلا أخرجته

= وكان خارجيًّا ومع ذلك قال ابن القيم في المنار المنيف (1/ 145) والحديث حسن، ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح. وانظر: الضعيفة (1965، 6484).

(1)

وهو: عمران بن دوار، أبو العوام، وقد تقدم، وأخرج الحاكم (4/ 557)، انظر: تهذيب المنذري (6/ 162).

(2)

انظر: النهاية (1/ 107).

(3)

انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1632).

ص: 501

حتى تتمنى الأحياء الأموات، يعيش في ذلك سبع سنين، أو ثماني سنين، أو تسع سنين".

قلت: رواه الحاكم في المستدرك في الفتن عن عمر (1) بن عبيد الله العدوي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعًا:

ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، حتى تضيق عنهم الأرض، فيبعث الله رجلًا من عترتي فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كما ملئت جورًا وظلمًا

الحديث، وقال صحيح، قال الذهبي: سنده مظلم.

والمدرار: الكثير الدر، ومفعال مما يستوي فيه الذكر والمؤنث، وهو منصوب على الحال من السماء.

قوله: حتى تتمنى الأحياء الأموات، فيه حذف أي يتمنى الأحياء حياة الأموات.

4363 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج رجل من وراء النهر يقال له: الحارث بن حراث على مقدمته رجل، يقال له: المنصور، يوطن أو يمكن لآل محمد، كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجب على كل مؤمن نصره أو قال: إجابته".

قلت: رواه أبو داود في المهدي من حديث علي، وقال: منقطع انتهى، وراويه عن علي: هلال بن عمرو.

وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: هلال بن عمرو: غير معروف، عن علي. (2)

قوله صلى الله عليه وسلم: من وراء النهر، المراد بالنهر هنا: جيحون، نهر بلخ من خراسان، وكثير في كلامهم بلد كذا من وراء النهر، أي نهر جيحون، والمقدمة: الجماعة التي تتقدم الجيش.

(1) أخرجه الحاكم (4/ 465) وقال الذهبي سنده مظلم. قلت: فيه الحماني وهو: يحيى بن عبد الحميد، وقال الحافظ فيه: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث التقريب (7641). ولم أجد ترجمة عمر بن عبيد الله العدوي.

(2)

أخرجه أبو داود (4290) وإسناده ضعيف. قال الحافظ في هداية الرواة (5/ 122): وفيه من لا يعرف، وترجم لهلال بن عمرو في التقريب (7395) وقال: مجهول.

ص: 502