الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: رواه البخاري في الرقائق والنسائي في الوصايا كلاهما من حديث الحارث بن سويد قال قال عبد الله بن مسعود يرفعه. (1)
4148 -
قال: أتيت صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} قال: "يقول ابن آدم: مالي مالي! قال: وهل لك من مالك يا ابن آدم، إلا ما أكلت فأفنيت؟ أو لبست فأبليت؟ أو تصدقت فأمضيت؟ ".
قلت: رواه مسلم في آخر الكتاب والترمذي في الزهد والنسائي في الوصايا كلهم من حديث قتاده عن مطرف بن عبد الله عن أبيه يرفعه ولم يخرجه البخاري. (2)
4149 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الغِنى عن كثرة العرض، ولكن الغِنى غنى النفس".
قلت: رواه الشيخان: البخاري في الرقائق ومسلم والترمذي في الزهد كلهم من حديث أبي هريرة. (3)
والعرض: بفتح العين والراء هو متاع الدنيا وحطامها.
من الحسان
4150 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يأخذ عني هؤلاء الكلمات، فيعمل بهن، أو يعلّم من يعمل بهن؟ " قلت: أنا، يا رسول الله فأخذ بيدي، فعد خمسًا، فقال:"اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحِبّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تُكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب". (غريب).
(1) أخرجه البخاري (6442)، والنسائي (6/ 237).
(2)
أخرجه مسلم (2958)، والترمذي (3354)، والنسائي (6/ 238).
(3)
أخرجه البخاري (6446)، ومسلم (1051)، والترمذي (2373).
قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث الحسن عن أبي هريرة يرفعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يأخذ عني" بلفظه ومعناه، قال: والحسن لم يسمع من أبي هريرة فهو منقطع. (1) قال: وروى أبو عبيدة الناجي عن الحسن هذا الحديث. قوله: ولم يذكر فيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4151 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى"، وأسد فقرك، وإن لا تفعل، ملأت يدك شغلًا، ولم أسُدّ فقرك.
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث أبي خالد الوالبي (2) واسمه: هرمز، ويقال: هرم عن أبي هريرة، قال ابن عدي: في حديث أبي خالد: لين.
4152 -
قال: ذُكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبادة واجتهاد، وذكر آخر بَرِعَة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تعدل بالرّعة شيئًا" يعني: الورع.
قلت: رواه الترمذي في الزهد عن محمَّد بن المنكدر عن جابر وقال: غريب انتهى.
وفي سنده: محمَّد بن عبد الرحمن عن أبيه، قال ابن معين: ليس بشيء. (3)
(1) أخرجه الترمذي (2305). وإسناده منقطع، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان والحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا.
وأخرجه بنحوه هناد في الزهد (1031)، وابن ماجه (4217). من طريق واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة وإسناده قوي وبه يحسن الحديث. انظر: الصحيحة (930).
(2)
أخرجه الترمذي (2466)، وابن ماجه (4107).
وإسناده ضعيف، فإن زائدة بن نشيط لم يرو عنه سوى ابنه، وفطر بن خليفة، وذكره ابن حبان وحده في الثقات، وقال الحافظ: مقبول، التقريب (1994). وأبو خالد الوالبي روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم: صالح الحديث وقال الحافظ: مقبول، وحديثه عن عمر مرسل، التقريب (8133).
(3)
أخرجه الترمذي (2519). وفي إسناده: محمَّد بن عبد الرحمن بن نبيه وهو مجهول كما في "التقريب"(6124).
قوله: وذكر آخر برعة: هو بكسر الراء وفتح العين المهملتين قال الجوهري (1): الورع بكسر الراء الرجل التقي وقد ورع يرع ورِعًا، ورَعِة يقال: فلان سيء الرِعَة أي قليل الوَرعَ.
4153 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". (مرسل).
قلت: رواه النسائي في الواعظ مرسلًا من حديث عمرو بن ميمون الأودي يرفعه، وعمرو بن ميمون تابعي (2) وروى عنه البخاري في أيام الجاهلية: أنه رأى قِرْدَة اجتمع عليها قِرَدَة قد زنت، فرجموها، فرجمتها معهم (3).
4154 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيًّا، أو فقرًا مُنسيًّا، أو مرضًا مفسدًا أو هرمًا مفندًا، أو موتًا مُجهزًا، أو الدجال -فالدجال شر غائب ينتظر- أو الساعة -فالساعة أدهى وأمر-".
قلت: رواه الترمذي في الزهد عن الأعرج عن أبي هريرة وقال: حديث حسن غريب، وقال: لا نعرفه في حديث الأعرج إلا من حديث محرر بن هارون، قال: وروى معمر
(1) انظر: الصحاح للجوهري (3/ 1296).
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (11832) وانظر تحفة الأشراف (19179) وهو مرسل، وكذلك أخرجه ابن المبارك في الزهد (2)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 148).
وللحديث شاهد موصول بإسناد صحيح أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 306).
(3)
ورد الحديث في البخاري برقم (3849) في مناقب الأنصار، وقال الحميدي: ولعلها من المقحمات التي أقحمت في كتاب البخاري، الجمع بين الصحيحين للحميدي (3/ 490)، فتحدث الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 160) عن الحديث ومن أخرجه وأجاب عن إشكال الحميدي السابق. كما ذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/ 367) في ترجمة عمرو بن ميمون، والمزي في تهذيب الكمال (22/ 265).
هذا الحديث عمن سمع سعيد المقبري عن أبي هريرة انتهى. (1)
قلت: ومحرر بن هارون -بالإهمال-، وسماه ابن أبي حاتم: محرزًا بزاي، قال البخاري: منكر الحديث، وقال الدراقطني: ضعيف، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به، وذكر الذهبي في الميزان هذا الحديث له، قال: وقد روي بإسناد أصلح من هذا يرويه معمر عن المقبري عن أبي هريرة.
قوله: أو غنى مطغيًّا، الطغيان: مجاوزة الحد، وأطغاه المال إذا جعله طاغيًا من البطر والغرور، والمرض المفسد: الذي يفسد بدنه.
قوله: أو هرمًا مفندًا، قال الجوهري (2): الفَنَد: ضعف الرأي من الهرم، قال في النهاية (3): الهرم المفند: من أخوات قولهم نهاره صائم، جعل المفند الهرم وهو المهرم قال والموت المجهز: السريع، يقال: أجهز عليه الجرح يجوز إذا أسرع قتله.
قوله: والساعة أدهى وأمر، أي عذاب الساعة أدهى أي أعظم بلية وأمر من عذاب الدنيا.
4155 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالمًا، أو متعلمًا".
(1) أخرجه الترمذي (2306). وإسناده ضعيف. ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 2434) ضمن ترجمة محرز بن هارون.
وأما رواية المقبري عن أبي هريرة فقد أخرجها الحاكم (4/ 321) وقال: إن كان معمر ابن راشد سمع من المقبري فالحديث صحيح على شرط الشيخين. ومحرر بن هارون: قال الحافظ: متروك، انظر التقريب (6541)، وانظر: قول الذهبي في الميزان (3/ 443 - 444).
(2)
انظر: الصحاح للجوهري (2/ 520).
(3)
انظر: النهاية (3/ 475).
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث أبي هريرة يرفعه وقال الترمذي: حسن غريب انتهى. (1)
وسند الترمذي وابن ماجه جيد، فإن الترمذي رواه: عن محمَّد بن حاتم المكتب قال: أخبرنا علي بن ثابت، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال: سمعت عطاء بن قرهّ قال: سمعت عبد الرحمن بن ضمرة قال: سمعت أبا هريرة يقول .. وساقه، ورواه ابن ماجه عن علي بن ميمون الرقي حدثنا عتبة بن حماد عن ابن ثوبان عن عطاء ابن قرة به.
قوله: إلا ذكر الله وما والاه، قيل معناه: ما تابعه من اتباع أمره ونهيه، قيل: وسئل سهل عن هذا الحديث؟ فقال: المراد بذكر الله هنا: الزهد في الحرام وهو أنه إذا استقبله حرام يذكر الله تعالى ويعلم أنه مطلع عليه فيجتنب ذلك الحرام.
قوله: عالم ومتعلم، في كثير من النسخ بالرفع والوجه النصب نسقًا على ذكر الله.
4156 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرًا منها شربة ماء".
قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث سهل بن سعد، وقال: صحيح غريب. (2)
4157 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا".
(1) أخرجه الترمذي (2322)، وابن ماجه (4112)، والبغوي في شرح السنة (14/ 229) رقم (4028).
وإسناده حسن، ابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وهو صدوق حسن الحديث، وكذلك شيخه عطاء وشيخه عبد الله بن ضمرة. وانظر: الصحيحة (2797).
(2)
أخرجه الترمذي (2320). وفي إسناده عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف. كما في التقريب (3788).
لكن قال الشيخ الألباني رحمه الله لكن له شواهد بعضها صحيح، انظر الصحيحة (943).
قلت: رواه الترمذي في الزهد والحاكم في المستدرك في الرقائق (1) وفي سندهما شمر بن عطية عن المغيرة بن سعيد الأخرم عن أبيه عن ابن مسعود ولم يخرج أصحاب الكتب الستة عن هؤلاء الثلاثة شيئًا غير الترمذي وقد وثقوا.
4158 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته، أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى".
قلت: رواه الإِمام أحمد في مسنده بسند جيد من حديث المطلب بن عبد الله المخزومي عن أبي موسى يرفعه. (2)
قال الذهبي: المطلب يرسل عن كبار الصحابة، كأبي موسى وعائشة، قال أبو حاتم: عامة أحاديثه مراسيل، قال ابن سعد: كثير الحديث، وليس يحتج بحديثه، ووثقه أبو زرعة والدراقطني.
4159 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن عبد الدينار، وعبد الدرهم".
قلت: رواه الترمذي في الزهد وقال: حسن غريب، انتهى، ورجاله رجال الصحيحبن إلا بشر بن هلال الصواف فإنه أخرج له مسلم ولم يخرج له البخاري. (3)
4160 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم، بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه".
(1) أخرجه الترمذي (2328)، والحاكم (4/ 322). وفي إسناده: المغيرة بن سعد بن الأخرم لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وأبوه: سعد بن الأخرم مختلف في صحبته، وقد ذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين وذكره ابن حبان في .. "ثقات التابعين" (4/ 295) ولم يرو عنه سوى ولده المغيرة فيما ذكر الذهبي في "الميزان" (2/ 119) ومع ذلك حسن إسناده الترمذي وصححه الحاكم!. وشِمر بن عطية: صدوق، التقريب (2837)، وانظر الصحيحة (12).
(2)
أخرجه أحمد (4/ 412). وإسناده ضعيف لانقطاعه.
(3)
أخرجه الترمذي (2375)، وإسناده حسن. وأصله في البخاري (6435).
قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث كعب بن مالك عن أبيه وقال: حسن صحيح، والتقدير: من إفساد الرجل لدينه: لحرصه على المال والشرف. (1)
4161 -
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنفق المؤمن من نفقة إلا أجر فيها، إلا نفقته في هذا التراب".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث خباب ابن الأرت يرفعه، وقال الترمذي: حسن صحيح. (2)
4162 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النفقة كلها في سبيل الله، إلا البناء، فلا خير فيه".
قلت: رواه الترمذي في الزهد وقال: غريب. (3)
قلت: وسنده فيه محمد بن حميد الرازي وزافر بن سليمان وشبيب ابن بشر فأما محمَّد بن حميد فقال البخاري: فيه نظر، وكذبه أبو زرعة، وحدث عنه أحمد بن حنبل وابن معين، وأما زافر: ففيه ضعف، وأما شبيب: ففيه لين، ووثقه ابن معين.
4163 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن كل بناء وبال على صاحبه، إلا ما لا .. إلا ما لا .. " يعني: إلا ما لا بد منه.
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث أنس بن مالك (4) في حديث طويل وهو: أن رسول صلى الله عليه وسلم خرج يومًا ونحن معه فرأى قبة مشرفة، فقال: ما هذه؟ قال أصحابه: هذه
(1) أخرجه الترمذي (2376)، وإسناده صحيح.
(2)
أخرجه الترمذي (2483)، وابن ماجه (4163). انظر الصحيحة (2831).
(3)
أخرجه الترمذي (2482). وإسناده ضعيف. انظر: الضعيفة (1061) ومحمد بن حميد الرازي، حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه، التقريب (5871). وزافر بن سليمان الإيادي، أبو سليمان، صدوق كثير الأوهام، التقريب (1990). وشبيب بن بشر أبو بشر الكوفي، صدوق يخطيء، التقريب (2753).
(4)
أخرجه أبو داود (5238). ومختصر المنذري (8/ 98). =
لفلان رجل من الأنصار، فسكت وحملها في نفسه حتى لما جاء صاحبها سلم عليه في الناس، فأعرض عنه، فعل ذلك مرارًا حتى عرف الرجل الغضب فيه، والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، قال: والله إني لأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: خرج فرأي قبتك فرجع الرجل إلى قبته فهدمها حتى سواها بالأرض فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يرها، قال: ما فعلت القبة؟ قالوا: شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها، فقال: إن كل بناء .. إلى آخره، وسكت عليه أبو داود والمنذري.
والوبال: في الأصل الثقل والمكروه، والمراد في الحديث: العذاب في الآخرة.
4164 -
قال: عهد إلى رسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنما يكفيك من جمع المال: خادم ومركب في سبيل الله".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد: بسند صحيح، والنسائي في آخر كتاب الزينة (1) وترجم عليه إتخاذ الخادم والمركب. ورواه من حديث أبي هاشم بن عتبة، وذكر قصة فقال: عن سمرة بن سهم قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو طعين، فأتى معاوية يعوده، فبكى أبو هاشم، فقال له معاوية: ما يبكيك يا خالي؟ أوجَع يُشئزك أم على الدنيا، فقد ذهب صفوها، فقال: على كل لا، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدًا وددت أني كنت تبعته، قال: إنك لعلك تدرك أموالًا تقسم بين أقوام، وإنما يكفيك من ذلك خادم ومركب في سبيل الله، فأدركت فجمعت.
= وجوّد الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (4/ 236) إسناده. وانظر: الصحيحة (2830).
(1)
أخرجه الترمذي (5238)، وابن ماجه (4103) أو النسائي (8/ 218 - 219)، وفي الكبرى (9811)، وفي إسناده سمرة بن سهم. وهو الأسدي قال ابن المديني مجهول لا أعلم روى عنه غير أبي وائل وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 234): تابعي، لا يعرف. فلا حجة فيمن ليس بمعروف العدالة، ولا انتفت عنه الجهالة. وقال الحافظ: مجهول، التقريب (2646).
وأخرجه أبو حاتم والحافظ ابن عبد البر (1) بتغيير بعض الألفاظ، وقال: أبو هاشم هو ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي خال معاوية وأخو أبي حذيفة لأبيه، وأخو مصعب ابن عمير لأمه، قيل اسمه كنيته وقيل: هشيم وقيل: مهشم وقيل: شيبة أسلم يوم الفتح، وسكن الشام، وتوفي في خلافة عثمان، كان فاضلًا رحمه الله، كان أبو هريرة إذا ذكر أبا هاشم، قال: ذاك الرجل الصالح ولم يذكر أبو عمر في باب أبي هاشم غيره، وجده (2)، ووقع في نسخ المصابيح المسموعة الصحيحة عن أبي هاشم بن عبيد، والصواب: عتبة كما بيناه.
قوله: يشئزك بضم الياء آخر الحروف وسكون الشين المعجمة وبهمزة مكسورة وبالزاي المعجمة أي يقلقك.
4165 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري به عورته، وجلف الخبز، والماء".
قلت: رواه الترمذي في الزهد والحاكم في المستدرك كلاهما من حديث عثمان بن عفان، وقال الترمذي: حسن صحيح. (3)
قوله جلف الخبز: أي خشنه وغليظه، وقيل: ظرفه ووعاؤه، وقال النضر ابن شميل: الذي ليس معه إدام.
قال ابن الأثير (4): ويروى بفتح اللام جمع حِلْفة وهي الكسرة، وهذا التقييد يدل على أن الرواية المأثورة بتسكين اللام.
(1) أخرجه ابن حبان، انظر الإحسان (2/ 442) رقم (668)، وابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1767)، وأخرجه أحمد في المسند (5/ 290)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (560).
(2)
راجع ترجمة أبي هاشم في تهذيب الكمال (34/ 359)، والإصابة (7/ 422).
(3)
أخرجه الترمذي (2341)، والحاكم (4/ 312). وإسناده ضعيف قال الدارقطني في العلل (3/ 29) وهم حريث (بن السائب) في هذا الحديث، والصواب: عن الحسن، عن حمران، عن بعض أهل الكتاب. وانظر: الضعيفة (1063).
(4)
انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 287).
وقال يحيى بن معاذ الرازي: للإنسان في ماله عند موته مصيبتان عظيمتان يؤخذ منه كله ويسأل عنه كله.
4166 -
قال: جاء رجل، فقال: يا رسول الله! دُلّني على عمل، إذا عملتة أحبني الله وأحبني الناس؟ قال: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس.
قلت: رواه ابن ماجه في الزهد من حديث خالد بن عمرو القرشي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد، وساقه. (1)
قال العقيلي: ليس لهذا أصل من حديث الثوري، وقال ابن عدي: عندي أنه وضع هذا يعني خالد بن عمرو.
4167 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام على حصير، فقام وقد أثّر في جسده، فقال ابن مسعود: يا رسول الله لو أمرتنا أن نبسط لك ونعمل، فقال:"ما لي وللدنيا؟ وما أنا والدنيا، إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث علقمة عن ابن مسعود، وقال الترمذي: حسن صحيح. (2)
4168 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن من أغبط أوليائي عندي: لمؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من الصلاة والصيام، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضًا في الناس
(1) أخرجه ابن ماجه (4102)، والقضاعي في مسنده (643). وإسناده ضعيف جدًّا، في إسناده خالد بن عمرو القرشي متهم بالكذب والوضع وقال أبو حاتم عنه: هذا حديث باطل (العلل 2/ 107). وانظر قول العقيلي في الضعفاء (2/ 357)، والكامل لابن عدي (3/ 900 - 903)، وتهذيب الكمال (8/ 138 - 141). وقال الحافظ: رماه ابن معين بالكذب، ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع، التقريب (1670). وقال الشيخ الألباني رحمه الله: في إسناده كذاب، لكن الحديث بمجموع طرقه صحيح كما حققته في الصحيحة (944). انظر: هداية الرواة (5/ 13).
(2)
أخرجه الترمذي (2377)، وابن ماجه (4109). وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (438).
لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافًا فصبر على ذلك ثم نفذ بيده، فقال: عجلت منبته، وقلّت بواكيه، وقلّ تراثه".
قلت: رواه الترمذي في الزهد وفي سنده علي بن يزيد وهو ضعيف. (1)
قوله: "خفيف الحاذ" بالحاء المهملة والذال المعجمة أي خفيف الحال قليل المال، وأصله قلة اللحم، والحاذ واحد، وهو ما وقع عليه اللبد من ظهر الفرس.
وكان غامضًا: أي مستور الحال، وكان رزقه كفافًا، أي: لا يفضل عما لا بد منه، وقد تقدم معنى الكفاف.
قوله: نقد بيده، أي ضرب من قولهم: نقدت رأسه بأصبعي أي ضربته وهو بالذال المعجمة وبالدال المهملة، يقال: نقد الطائر الحب إذا كان يلتقطه واحدًا بعد واحد، وأريد هنا ضرب الأنملة على الأنملة أو بضربها على الأرض كالمنقد للشيء قال ابن الأثير (2): هو مثل النقر، ويروى بالراء، والتراث: الميراث.
4169 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب ولكن أشبع يومًا، وأجوع يومًا، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك".
قلت: رواه الترمذي في الزهد بالسند الذي قبله وفيه علي بن يزيد. (3)
4170 -
قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم آمنًا في سِرْبه معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". (غريب).
(1) أخرجه الترمذي (2347). وإسناده ضعيف جدًّا، في إسناده: عبيد الله بن زحر وهو صدوق يخطيء، التقريب (4319). عن علي بن يزيد وهو ضعيف "التقريب"(4851).
(2)
انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 104)، وشرح السنة (14/ 246 - 247).
(3)
أخرجه الترمذي (2347) وإسناده ضعيف جدًّا مثل الإسناد السابق، وقد عرف حال رجاله.
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد والبخاري في غير الصحيح كلهم من حديث سلمة بن عبيد الله بن محصن عن أبيه، وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية انتهى. (1)
قلت: وقد اختلفوا في اسمه فقيل: عبيد الله بن محصن، وقيل: عبد الله وكذلك اختلفوا في صحبته، وأما سلمة ولده: فقال أحمد: لا أعرفه، ولينه العقيلي، ولم يرو عن عبيد الله هذا من أصحاب السنن غير الترمذي وابن ماجه رويا له هذا الحديث خاصة.
قال الذهبي: ويروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي الدرداء بإسناد ليس يشبه هذا، وقال ابن عبد البر: منهم من يجعل هذا الحديث مرسلًا، وأكثرهم يصحح صحبة عبيد الله بن محصن فيجعله مسندًا (2).
والسرب هنا: بكسر السين وإسكان الراء نفس الإنسان أي آمنًا في نفسه وفلان واسع السرب أي رخي البال قاله الجوهري (3).
قال ابن الأثير (4): ويروى بالفتح وهو المسلك والطريق، يقال: خل له سَرْبه: أي
(1) أخرجه الترمذي (2346)، وابن ماجه (4141). وفي إسناده: سلمة بن عبيد الله بن محصن وهو مجهول، كما في التقريب (2512) والراوي عنه عبد الرحمن بن أبي شميلة مقبول التقريب (3921)، وانظر: الصحيحة (2318).
(2)
انظر قول الذهبي في الميزان (2/ 191) لكن فيه: بإسناد فيه لين، يشبه هذا، وأخرج طريق أبي الدرداء: البخاري في الأدب المفرد (300)، والخطيب (3/ 364)، وابن حبان (671)، وفيه عبد الله بن هاني، وهو متهم بالكذب كما قال الذهبي نفسه في الميزان (2/ 517)، أما قول ابن عبد البر فهو في الاستيعاب (3/ 1013).
(3)
انظر: الصحاح للجوهري (1/ 146).
(4)
انظر: النهاية (2/ 356).
طريقه، وقال الجوهري (1): السرب بالفتح الإبل وما رَعَى من المال.
وحيزت: بكسر الحاء المهملة أي جمعت، والحيازة الجمع والضم إلى النفس.
وبحذافيرها: أي بجوانبها.
4171 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة: فثلث طعام، وثلث شراب وثلث لنفسه.
قلت: رواه الترمذي في الزهد والنسائي في الوليمة وابن ماجه في الأطعمةكلهم من حديث المقدام بن معد يكرب يرفعه، وقال الترمذي: حسن.
وسند الترمذي فيه إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الحمصي وقد قال البخاري: إذا حدث إسماعيل عن أهل حمص فصحيح. (2) قال أبو حاتم (3): لين.
قوله صلى الله عليه وسلم: أُكلات هو بضم الهمزة جمع أهله بالضم وهي اللقمة من المأكول ويقمن: أي يكن قوامًا له.
4172 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمع رجلًا يتجشأ فقال: "أقصِرْ من جُشائك، فإن أطول الناس جوعًا يوم القيامة: أطولهم شِبَعًا في الدنيا".
(1) انظر: الصحاح (1/ 146).
(2)
أخرجه الترمذي (2380)، والنسائي في الكبرى (6768)، وابن ماجه (3349). وإسناده حسن، وانظر: الإرواء (1983)، وإسماعيل بن عياش الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده مخلّط في غيرهم، التقريب (477).
(3)
انظر: الجرح والتعديل (2/ 191 - 192) وقد أسهب في ترجمته.
قلت: رواه الترمذي في الزهد وابن ماجه في الأطعمة كلاهما من حديث عبد الله بن عمر (1) يرفعه، وفي سنده: عبد العزيز بن عبد الله عن يحيى البكاء، وعبد العزيز: قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث، ويحيى: ضعيف.
وذلك الرجل هو: وهب بن عبيد الله أبو جحيفة، من بني عامر بن صعصعة، قال ابن عبد البر (2): كان من صغار الصحابة وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم لكنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه وقد روى ابن عبد البر عنه أنه قال: كنت أكلت ثرية بر بلحم وأتيت رسول صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشأ وذكره، قال الراوي: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تعشى لا يتغدى وإذا تغدى لا يتعشى.
قوله صلى الله عليه وسلم: أقصر عنا من جشائك: هو بقطع الهمزة وهو من الإقصار وهو: الكف عن الشيء، يقال: اقصر عنه: إذا كلف، والأمر وإن ورد على ترك الجشاء لفظًا لكنه وارد معنى على ترك الإكثار من الأكل والإفراط فيه، المؤدي إلى الإمتلاء المفسد للطعام المقتضي لكثرة الجشاء، وأيضًا إذا استمر الجشاء واستولى على الإنسان، لم يقدر على دفعه حينئذ؛ لأنه أمر طبيعي، وسببه وهو الشبع أمر مستطاع، والأمر لا يرد إلا على المستطاع.
4173 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال".
قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث كعب بن عياض وقال: حسن صحيح غريب، وأخرجه أبو عمر بن عبد البر وصححه. (3)
(1) أخرجه الترمذي (2478)، وابن ماجه (3350) وإسناده ضعيف جدًّا، فيه: عبد العزيز ابن عبد الله القرشي منكر الحديث التقريب (4135) ويحيى البكاء: ضعيف التقريب (7695).
(2)
انظر: الاستيعاب (4/ 1619 - 1620).
(3)
أخرجه الترمذي (2336)، وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (343)، وقول ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1323).
4174 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بَذَج، فيوقَف بين يدي الله، فيقول له: أعطيتك وخوّلتك وأنعمت عليك، فما صنعت فيها؟ فيقول: رب! جمّعته وثمّرته، وتركته أكثر ما كان، فارجعني آتك به كله، فيقول له: أرني ما قدمت، فيقول: رب! جمعته وثمرته، فتركه أكثر ما كان فارجعني آتك به كله، فإذا عبد لم يقدم خيرًا، فيمضى به إلى النار". (ضعيف).
قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث قتادة عن أنس، وضعفه من قِبَل إسماعيل بن مسلم البصري. (1)
قوله: كأنّه بذج: هو بالباء الموحدة والذال المعجمة وبالجيم، وهو ولد الضأن الصغير وهو ضد البذخ بالخاء المعجمة فإنه الفخر والتطاول.
4175 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يُسأل العبد يوم القيامة من النعيم، أن يقال له: ألم نُصحّ جسمك، ونُروِك من الماء البارد؟ ".
قلت: رواه الترمذي في التفسير بسند جيد، من حديث عبد الله بن العلاء بن زبر عن أبي هريرة يرفعه. (2) وزبر بزاي معجمة وباء موحدة وراء مهملة.
4176 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة، حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وماذا عمل فيما عَلِم؟ ". (غريب).
(1) أخرجه الترمذي (2427)، وإسناده ضعيف، فيه إسماعيل بن مسلم قال الترمذي "يضعف في الحديث من قبل حفظه". وقال الحافظ: إسماعيل بن مسلم المكي أبو إسحاق، كان من البصرة ثم سكن مكة، وكان فقيهًا، ضعيف الحديث، التقريب.
إضافة إلى أن فيه عنعنة قتادة، وقرينه الحسن البصري.
(2)
أخرجه الترمذي (3358) وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (539).