المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ما قلناه، وكذلك ذكره الحميدي (1) في مفردات مسلم، وابن - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٤

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب اللباس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخاتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النعال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الترجل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التصاوير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الطب والرقى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الفأل والطيرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكهانة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرؤيا

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الأدب

- ‌باب السلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الاستئذان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المصافحة والمعانقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القيام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجلوس والنوم والمشي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العطاس والتثاؤب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الضحك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأسامي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البيان والشعر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حفظ اللسان والغيبة والشتم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوعد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المزاح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المفاخرة والعصبية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البر والصلة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الشفقة والرحمة على الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحب في الله

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يُنهى عن التهاجُر والتقاطُع واتباع العورات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحذر والتأني في الأمور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرفق والحياء وحسن الخلق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغضب والكبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الظلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمر بالمعروف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الرقاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فضل الفقراء، وما كان من عيش النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمل والحرص

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب استحباب المال والعمر للطاعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التوكل والصبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الرياء والسمعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب البكاء والخوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تغير الناس

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فيه ذكر الإنذار والتعذير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الفتن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الملاحم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أشراط الساعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العلامات بين يدي الساعة وذكر الدجال

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قصة ابن صياد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب نزول عيسي عليه السلام

- ‌من الصحاح

- ‌باب قرب الساعة، وأن من مات، فقد قامت قيامته

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب لا تقوم الساعة إلا على الأشرار

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: ما قلناه، وكذلك ذكره الحميدي (1) في مفردات مسلم، وابن

ما قلناه، وكذلك ذكره الحميدي (1) في مفردات مسلم، وابن الأثير (2) قال: خرجه مسلم، وما قاله الطبري غلط نبهت عليه، لا تغتر به.

3631 -

قال: "كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رُقاكم، لا بأس بالرقى، ما لم يكن فيه شرك".

قلت: رواه مسلم وأبو داود كلاهما في الطب من حديث عوف بن مالك الأشجعي. (3)

3632 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق، فلو كان شيءٌ سابق القدر، سبقته العين، فإذا استُغسلتم فاغسلوا".

قلت: رواه مسلم والترمذي والنسائي ثلاثتهم من حديث ابن عباس يرفعه ولم يخرجه البخاري من حديث ابن عباس. (4)

‌من الحسان

3633 -

قالوا: "يا رسول الله أنتداوى؟ قال: نعم! يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داءً، إلا وضع له شفاء، غير داء واحد: الهرم".

قلت: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ثلاثتهم في الطب، وابن حبان، والحاكم في المستدرك بألفاظ مختلفة من حيث زياد بن علاقة عن أسامة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (5)

أما أبو داود فلفظه: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير، فسلمت ثم

(1) انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (2/ 391).

(2)

انظر: جامع الأصول لابن الأثير (7/ 553).

(3)

أخرجه مسلم (2200)، وأبو داود (3886).

(4)

أخرجه مسلم (2188)، والترمذي (2062)، والنسائي في الكبرى (7620).

(5)

أخرجه أبو داود (3855)، والترمذي (2038)، وابن ماجه (3436)، وصححه ابن حبان (6061)(6064)، والحاكم (1/ 121) و (4/ 198 - 199). ووافقه الذهبي، والبغوي (3226).

ص: 92

قعدت، فجاء الأعراب من ها هنا وها هنا فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: "تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم"، ولفظ الترمذي: قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال: "نعم، يا عباد الله تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدًا" قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: "الهرم" ولفظ ابن ماجه قال: جاءت الأعراب يسألون النبي صلى الله عليه وسلم أعلينا حرج في كذا؟ أعلينا حرج في كذا؟ فقال: "عباد الله! وضع الله الحرج إلا من اقترض من عرض أخيه شيئًا، فذاك الذي حرج، فقالوا: يا رسول الله هل علينا جناح ألا نتداوى؟ قال: "تداووا عباد الله! فإن الله لم يضع داء إلا وضع معه شفاءً إلا الهرم" قالوا: يا رسول الله ما خير ما أعطي العبد، قال: خلق حسن. ولفظ ابن حبان نحوه: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم والأعراب يسألونه: هل علينا جناح في كذا مرتين؟ فقال: ذكره بنحوه.

وقال: قال سفيان: ما على وجه الأرض اليوم إسناد أجود من هذا، وسفيان هو الثوري رواه عن زياد به، وقال الحاكم: طرقه كلها صحاح على شرط الشيخين. (1)

3634 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُكرِهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله يُطعمهم ويشفيهم". (غريب).

قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الطب من حديث بكر بن يونس بن بكير عن موسى بن علي عن أبيه عن عقبة، قال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (2)، ورواه ابن ماجه عن محمَّد بن عبد الله بن نمير عن بكر بن يونس به، قال البخاري: بكر منكر الحديث، وقال الذهبي: ضعفوه.

(1) أما على شرط الشيخين فلا فإن أسامة بن شريك لم يخرج له سوى أصحاب السنن. وتفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة على الصحيح. انظر: التقريب (320).

(2)

أخرجه الترمذي (2040)، وابن ماجه (3444). =

ص: 93

3635 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم كَوَى أسعدَ بن زرارة من الشوكة.

قلت: رواه الترمذي في الطب عن حميد بن مسعدة عن يزيد بن زريع عن معمر عن الزهريّ عن أنس وقال: حسن غريب، وقال الحاكم: على شرط الشيخين، ورواه ابن حبان وقال: تفرد به يزيد ابن زريع (1).

والشوكة: بشين معجمة مفتوحة هي حمرة تعلو الوجه والجسد، يقال منه: شيك الرجل فهو مشوك، ويقال ذلك أيضًا إذا دخلت في جسده شوكة.

3636 -

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتداوى من ذات الجنب بالقُسط البحري والزيت.

قلت: رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ثلاثتهم في الطب من حديث زيد ابن أرقم، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، ورواه الحاكم في المستدرك، وقال الذهبي في مختصره: صحيح. (2)

= وإسناده ضعيف، لضعف بكر بن يونس بن بكير وقال ابن أبي حاتم في العلل بعد أن ساق هذا الحديث قال أبي: هذا حديث باطل، وبكر هذا منكر الحديث (2/ 242)، وقال ابن عدي في "الكامل" بعد أن ساقه: وهذا ليس يرويه عن موسى بن علي غير بكر ابن يونس، عامة ما يرويه مما لا يتابع بعضه عليه. وترجم له الحافظ في التقريب (762): ضعيف، وانظر قول الذهبي في الكاشف (1/ 275). وانظر: الصحيحة (727).

(1)

أخرجه الترمذي (2050)، وصححه ابن حبان (6080)، والحاكم (3/ 187). وحسنه الترمذي واستغربه.

وقال ابن أبي حاتم الرازي في العلل (2277): سألت أبي عن حديث رواه يزيد بن زريع عن معمر عن الزهريّ عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة فقال أبي: هذا خطأ أخطأ فيه معمر إنما هو الزهريّ عن أبي أمامة بن سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد مرسل أ. هـ. وأخرجه مرسلًا عبد الرزاق (19515)، وصحح إسناده الشيخ الألباني رحمه الله في هداية الرواة (4/ 270). ويزيد بن زريع: ثقة ثبت، انظر: التقريب (7764).

(2)

أخرجه الترمذي (2079)، وابن ماجه (3467)، والنسائي في الكبرى (7589)، والحاكم (4/ 202) وإسناده ضعيف، لضعف ميمون أبو عبد الله، انظر: التقريب (7100).

ص: 94

3637 -

كان النبي صلى الله عليه وسلم ينعت الزيت والورس من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت. قلت: رواه الترمذي في الطب من حديث زيد بن أرقم وقال: حديث صحيح، ورواه ابن ماجه في الطب، ولفظه نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسًا وقسطًا وزيتًا يلد به. (1)

3638 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم سألها: "بم تستمشين؟ " قالت: بالشبرم، قال:"إنه حار يارٌ"، قالت: ثم استمشيت بالسنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو أن شيئًا كان فيه الشفاء من الموت، لكان في السنا". (غريب).

قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الطب من حديث أسماء بنت عميس (2)، والحاكم في المستدرك، قال الترمذي: غريب، وقال الذهبي في مختصر المستدرك: صحيح، وقال -أعني الترمذي-: يعني ذا المشي.

والشبرم: بضم الشين المعجمة وسكون الباء الوحدة وضم الراء المهملة حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل إنه نوع من الشِّيح.

قوله صلى الله عليه وسلم: حارّ يارّ هو إتباع، قال الزمخشري (3): وفي بعض طرق الحديث "حار جار" بالجيم وهو أيضًا إتباع، قال: وبالياء في كلامهم أكثر، والسنا: بالقصر نبات معروف.

3639 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام".

قلت: رواه أبو داود في الطب من حديث أبي الدرداء يرفعه (4).

وفي إسناده إسماعيل بن عياش وفيه مقال.

(1) أخرجه الترمذي (2078)، وابن ماجه (3467). وإسناده ضعيف.

(2)

أخرجه الترمذي (2081)، والحاكم (4/ 201) وإسناده ضعيف، فيه: عتبة بن عبد الله واسمه زرعة وهو مجهول كما قال الحافظ في التقريب (4466). ثم إن هناك انقطاع بين أسماء وعتبة، بينهم رجل لم يسم، ومع ذلك صححه الحاكم!. ولم أجد في المطبوع من سنن الترمذي:"يعني: ذا المشي".

(3)

الفائق (2/ 219).

(4)

أخرجه أبو داود (3874) وإسناده ضعيف، وإسماعيل بن عياش ترجم له الحافظ في التقريب (477) وقال: صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم.

ص: 95

3640 -

قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث.

قلت: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ثلاثتهم في الطب من حديث أبي هريرة يرفعه، والحاكم في المستدرك على شرط الشيخين. (1)

وفي حديث الترمذي وابن ماجه يعني السُّمّ، وأخرجه الحافظ المقدسي بسنده عن الإِمام أحمد، وترجم عليه: باب النهي عن التداوي بالسم، وذكر بعضهم أن خبث الدواء يكون من وجهين أحدهما: خبث النجاسة والثاني: أن يكون خبيثًا من جهة الطعم والمذاق، لما فيه من المشقة على الطباع ولتكره النفس به.

3641 -

"ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا في رأسه، إلا قال: "احتجم"، ولا وجعًا في رجليه إلا قال: "اخضبهما".

قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما في الطب ورواه ابن ماجه فيه بقصة الحناء فحسب ثلاثتهم من حديث سلمى أم رافع وقال الترمذي: حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث فائد، انتهى. (2)

(1) أخرجه أبو داود (3870)، والترمذي (2045)، وابن ماجه (3459)، والحاكم (4/ 410)، وصححه، ووافقه الذهبي، وقال: هو الخمر بعينه. وأحمد (2/ 305).

(2)

أخرجه أبو داود (3858)، والترمذي (2054)، وابن ماجه (3502)، وأخرجه الحاكم (4/ 40)، وإسناده ضعيف فإن فائد مولى عبيد الله ثقة كما وثقه يحيى بن معين وقال أحمد لا بأس به. ووثقه ابن حبان.

تهذيب الكمال (ت 4706)، الجرح والتعديل (7/ ت 476)، تاريخ يحيى بن معين (2/ 471)، وقال الحافظ: صدوق، التقريب (5410).

لكن العلة أن عبيد الله بن علي بن أبي رافع ويقال له: عبادل: لين الحديث انظر: التقريب (4351).

وقد رواه أحمد (6/ 462) من طريق أيوب بن حسن بن علي بن أبي رافع عن جدته سلمى، وأيوب منكر الحديث. انظر: ميزان الاعتدال (1/ 285).

ص: 96

وفايد هذا هو مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع وثقه يحيى بن معين، وقال الإِمام أحمد وأبو حاتم الرازي: لا بأس به، وقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج بحديثه وقال الذهبي: صويلح. (1)

قال المنذري (2): وقد أخرجه الترمذي من حديث علي بن عبيد الله عن جدته وقال: وعبيد الله بن علي أصح انتهى كلام الترمذي، والحديث مضطرب الإسناد والمتن لا تقوم به حجة، انتهى.

وسلمى: بفتح السين المهملة وإسكان اللام مولاة صفية بنت عبد المطلب، وهي امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم بنيه، وهي التي قَبَلَت إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلت ابني فاطمة -عليهما وعليهم السلام- وهي التي غسلت فاطمة هي وعلي وأسماء بنت عميس، وشهدت خيبر (3).

3642 -

ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة ولا نكبة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء.

قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الطب من حديث سلمى، وقال الترمذي: حسن غريب، ولفظ ابن ماجه إلا وضع عليها الحناء وفي إسناد الحديث من قدمنا ذكره في الإسناد الذي قبله. (4)

(1) لم أجد كلام الذهبي "صويلح" لا في الكاشف (2/ 119)، ولا في الميزان (3/ 340)، ولا في المغني. بل قال في الكاشف: وثقه ابن معين. وانظر للتفصيل: تهذيب الكمال (23/ 142 - 143).

(2)

مختصر السنن (5/ 347 - 348).

(3)

انظر: مختصر المنذري (5/ 348)، والاستيعاب لابن عبد البر (4/ 1862)، والإصابة (7/ 709 - 110).

(4)

أخرجه الترمذي (2054)، وابن ماجه (3502). وإسناده ضعيف، وانظر ما سبق.

ص: 97

3643 -

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم على هامته، وبين كتفيه، وهو يقول:"من أراق من هذه الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيء".

قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما في الطب من حديث أبي كبشة (1)، وفي إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وكان رجلًا صالحًا أثنى عليه غير واحد، وتكلم فيه غير واحد، وأبو كبشة اسمه عمر بن سعيد، وقيل عمرو، وقيل سعيد بن عمرو وقيل غير ذلك (2).

3644 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثء كان به.

قلت: رواه أبو داود والنسائي كلاهما في الطب من حديث جابر (3) ولم يضعفه أبو داود.

قال في النهاية (4): "وثئت رجلي" أي أصابها وهن، دون الخلع والكسر وثاء مثلثة.

يقال: وثئت رجلي فهي موثوءة، ووثأتها أنا، وقد يترك الهمز.

3645 -

حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به: أنه لم يمر على ملأ من الملائكة إلا أمروه: مر أمتك بالحجامة. (غريب).

قلت: رواه الترمذي في الطب عن أحمد بن بديل الكوفي عن محمَّد ابن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود (5) وقال: حسن غريب، من حديث ابن مسعود، ورواه ابن ماجه عن جبارة بن المغلس

(1) أخرجه أبو داود (3859)، وابن ماجه (3484). وإسناده حسن، ابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الزاهد ترجم له الحافظ في التقريب (3844) وقال: صدوق يخطئ، وانظر: الصحيحة (908)، والضعيفة (1867).

(2)

انظر: الإصابة (7/ 341 - 342) هو أبو كبشة الأنماري المذحِجي، له صحبة.

(3)

أخرجه أبو داود (3863)، والنسائي (5/ 193). ورجاله ثقات لكن فيه عنعنة أبي الزبير.

(4)

انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 150).

(5)

أخرجه الترمذي (2052) وإسناده ضعيف، فيه عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف. كما قال الحافظ في التقريب (3832).

ص: 98

عن كثير بن سليم عن أنس بنحوه، وإسناده منكر، وهو أحد ثلاثيات ابن ماجه بهذا الإسناد (1)، ورواه أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث ابن عباس الآتي قريبًا. (2)

3646 -

أن طبيبًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء؟، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها.

قلت: رواه أبو داود في أواخر السنن، والنسائي في الصيد (3) كلاهما من حديث عبد الرحمن بن عثمان التيمي يرفعه وسكت عليه أبو داود. (4)

والضفدع: بكسر الضاد والدال وسكون الفاء بينهما واحد الضفادع، كذا قاله الجوهري (5) قال: وناس يقولون بفتح الدال، قال الخليل (6): ليس في الكلام فعلل بالفتح إلا أربعة أحرف ولم يذكر هذا منها.

(1) وحديث أنس أخرجه أيضًا ابن ماجه (3479). وإسناده ضعيف أيضًا لضعف جبارة ابن المغلس وترجم له الحافظ في التقريب (898) وقال: ضعيف. وشيخه كثير ابن سليم ترجم له الحافظ في التقريب (5648) وقال: ضعيف. وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، لضعف كثير وجبارة وله شاهد من حديث ابن مسعود رواه الترمذي ورواه الحاكم والترمذي من حديث ابن عباس أ. هـ.

(2)

أخرجه أحمد (1/ 354)، والترمذي (2053)، وابن ماجه (3477). وإسناده ضعيف جدًّا لضعف عباد بن منصور الناجي وقد ترجم له الحافظ في التقريب (3159) وقال: صدوق رمي بالقدر وكان يدلس وتغير بآخرة. وقد دلس في هذا الخبر فأسقط من = = إسناده اثنين من الرواة، فرواه العقيلي في "الضعفاء"(3/ 136) ونقله عنه المزي في "تهذيب الكمال"(14/ 159).

(3)

أخرجه أبو داود (5269)، والنسائي (7/ 210). وإسناده صحيح.

(4)

أخرجه أبو داود (3871). وإسناده صحيح. انظر للخلاف في الموضوع معالم السنن (4/ 205).

(5)

انظر: الصحاح للجوهري (5/ 1250).

(6)

المصدر السابق.

ص: 99

3647 -

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة وإحدى وعشرين.

قلت: أخرجه الترمذي في الطب من حديث أنس يرفعه بلفظه عن عبد القدوس بن محمَّد عن عمرو بن عاصم عن همام وجرير بن حازم عن قتادة عن أنس وقال: حسن غريب، ورواه أبو داود عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثًا في الأخدعين والكاهل، قال معمر: احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاة، وكان احتجم على هامته، انتهى كلام أبي داود، وقد قال الطبري: إن أبا داود إنما رواه من حديث أبي هريرة، والذي وقفت عليه في أبي داود من حديث أنس. (1)

والأخدعان: عرقان في جانبي العنق.

3648 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب الحجامة لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين.

قلت: رواه أحمد والترمذي في الطب، والحاكم من حديث عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس، ولفظ أحمد:"خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين، وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد". (2)

(1) أخرجه الترمذي (2051)، وأبو داود (3860)، والحاكم (4/ 210)، وصححه، ووافقه الذهبي.

(2)

أخرجه الترمذي (2053)، وأحمد (1/ 354)، والحاكم (4/ 209، 210).

وقال الترمذي: حسن غريب، وكذا قال البغوي في شرح السنة (12/ 150).

وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ورده الذهبي بقوله "لا". لأنه من رواية عباد بن منصور وهو ضعيف، ولكن الحديث يشهد له ما قبله.

ص: 100

وروى ابن ماجه منه آخره (1)، ولفظ الحاكم:"ما مررت بملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين" وقال: صحيح.

3649 -

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من احتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين، كان شفاءً من كل داء".

قلت: رواه أبو داود هنا من حديث أبي هريرة يرفعه. (2)

3650 -

أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يوم الثلاثاء يومُ الدم، وفيه ساعةٌ لا يرقأ.

قلت: رواه أبو داود (3) هنا، [من حديث كيّسة بنت أبي بكرة، وفي إسناده أبو بكرة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، قال يحيى ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال ابن عدي: أرجوا أنه لا بأس به، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم (4).

وكيسة: بفتح الكاف وكسر الياء آخر الحروف وتشديدها وبعدها سين مهملة مفتوحة ثم تاء تأنيث كذا قيدها الدارقطني، وقيدها بعضهم بفتح الكاف وإسكان الياء، ولعله تصحيف (5)، وأبوها أبو بكرة الصحابي.

(1) ابن ماجه (3477).

(2)

أخرجه أبو داود (3861) وإسناده حسن. انظر: الصحيحة (622).

(3)

أخرجه أبو داود (3862) وإسناده ضعيف.

(4)

وقال الحافظ: صدوق يهم، التقريب (742)، وراجع: تهذيب الكمال (4/ 201 - 202).

(5)

انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 1972 - 1973)، والإكمال لابن ماكولا (7/ 157).

وكيّسة قال فيها الحافظ: لها عن أبيها "حديث في الحجامة"، لا يعرف حالها، التقريب (8773).

ص: 101

وقوله: "أن يوم الثلاثاء يوم الدم، أي يوم كان الدم فيه" والمراد به قتل ابن آدم أخاه، وقد نقل أنه كان في يوم الثلاثاء، ويقال: رقأ الدم والدمع والعِرْق يرقأ بالفتح، إذا سكن وانقطع، والاسم "الرقوء" بالفتح (1).

3651 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من احتجم يوم الأربعاء، أو يوم السبت، فأصابه وضحٌ، فلا يلومن إلا نفسه".

قلت: رواه أحمد واحتج به، وقال أبو داود: وقد أُسند ولا يصح، ورواه الحاكم (2) في المستدرك، عن حماد بن سلمة عن سليمان بن الأرقم عن الزهريّ عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من احتجم يوم الأربعاء والسبت فرأى وضحًا فلا يلومن إلا نفسه" قال الذهبي: سليمان متروك (3).

والوضح: البرص، والعياذ بالله تعالى، والأصل في الوضح البياض.

3652 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من احتجم أو اطّلى يوم السبت أو الأربعاء، فلا يلومن إلا نفسه من الوضح".

قلت: رواه في شرح السنة مقطوعًا فقال: عن عون مولى لأم حكيم عن الزهريّ. (4)

(1) انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 248).

(2)

أخرجه الحاكم (4/ 409 - 410). وأخرجه أبو داود في المراسيل (ص 182) رقم (413) وقال: أسند ولم يصح. وعلّقه البغوي في شرح السنة (12/ 151)، والبيهقي في السنن (9/ 341)، ولم أجده في المسند، وانظر الضعيفة (1524).

(3)

وهو: سليمان بن أرقم البصري، قال الحافظ: ضعيف، التقريب (2547).

(4)

أخرجه البغوي في شرح السنة (12/ 151 - 152)(3235). وقد رواه معلقًا، ثم هو مع إرساله فيه جهالة.

ص: 102

3653 -

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير ما تداويتم به: اللدُود، والسعوط، والحجامة، والمشي". (غريب).

قلت: رواه الترمذي وقال: غريب وقد تقدم في الترجل بأطول من هذا وتقدم الكلام عليه. (1)

3654 -

أن عبد الله رأى في عنقي خيطًا، فقال: ما هذا؟ فقلت: خيط رقي لي فيه، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك"، فقلت: لِمَ تقول هكذا؟ لقد كانت عيني تُقذف، فكنت اختلف إلى فلان اليهودي، فإذا رقاها سكنت! فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقي كلفّ عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.

قلت: رواه أبو داود مختصرًا ورواه ابن ماجه مطولًا بقصة ذكرها فأما أبو داود فرواه من حديث ابن أخي زينب امرأة عبد الله عن زينب امرأة عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه، وابن ماجه (2) رواه عن ابن أخت زينب عنها وفي نسخة عن أخت زينب عنها، قالت: كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة وكان لنا سرير طويل القوائم، وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت، فدخل يومًا فلما سمعت صوته احتجبت منه

(1) أخرجه الترمذي (2035) وقد تقدم الكلام عليه.

(2)

أخرجه ابن ماجه (3530)، وأبو داود (3883).

فيه جهالة: ابن أخي زينب ولكنه توبع أخرجه الحاكم (4/ 417 - 418) من طريق عبد الله بن عتبة ابن مسعود عند الحاكم بإسناد رواه محمَّد بن مسلمه الكوفي وغالب الظن أنه مجهول عن الأعمش. ولا هو معروف فيمن روى عنه موسى بن أعين ولا فيمن روى عنه الأعمش بل إن موسى بن أعين يروي عن الأعمش دون وساطة فأغلب الظن أنه مقحم في الإسناد.

وبهذه المتابعة عند الحاكم يرتقى الحديث إلى درجة الحسن من قوله "إن الرقى والتمائم والتولة شرك".

وانظر: الصحيحة (331، 2972).

ص: 103

فجاء فجلس إلى جانبي فوجد مس خيط فقال: ما هذا؟، فقلت: الحديث، ورواه في شرح السنة عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله عن زينب قالت:"كان عبد الله إذا جاء من حاجة فأراد أن يدخل المنزل تنحنح" الحديث بمثل حديث "المصابيح".

قال المنذري (1): والراوي عن زينب مجهول.

والتولة: بكسر التاء المثناة من فوق وفتح الواو، ضرب من السحر، جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر، ويفعل بخلاف قدر الله تعالى، وقال الخليل: التوبة بكسر التاء وضمها شبه بالسحر.

قولها: يقذف يجوز أن يكون مبنيًّا للفاعل أي ترمي بالرمص الماء، وهذا هو الظاهر المحفوظ، ويجوز أن يكون بالضم مبنيًّا للمفعول أي ترمى بما يهيج الوجع.

قوله: ينخسها هو بفتح الخاء المعجمة وضمها يقال نخسه يَنْخُسُه وَينْخِسُه.

ومعنى لا يغادر سقمًا: لا يترك الماء (2).

3655 -

قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة؟ فقال: "هو من عمل الشيطان".

قلت: رواه أبو داود هنا من حديث جابر وسكت عليه (3).

والنشرة: بالضم ضرب من الرقية والعلاج يعالج بها ليظن به مس الجن، قيل سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه أي يحل عنه ما جاءه من الداء وكرهها غير واحد، وحكي عن الحسن أنه قال: النشرة من السحر، وقال سعيد بن المسيب: لا بأس بها.

قال في شرح مسلم: وقد اختار بعض المتقدمين كراهة حل المعقود عن امرأته، وقد حكى البخاري في صحيحه عن ابن المسيب أنه سئل عن رجل به طب أي ضرب من

(1) مختصر السنن (5/ 363).

(2)

انظر: شرح السنة للبغوي (12/ 158 - 160).

(3)

أخرجه أبو داود (3868). وإسناده صحيح رجاله ثقات.

ص: 104

الجنون أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر قال: لا بأس به إنما يريدون به العلاج ولم ينه عما ينفع، وممن أجاز النشرة الطبري قال النووي (1): وهو الصحيح.

3656 -

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أبالي ما أتيت، إن أنا شربت ترياقًا، أو تعلقت تميمةً، أو قلت الشعر من قبل نفسي".

قلت: رواه أبو داود هنا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه. (2)

وقال أبو داود: هذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقد رخص في قوم يعني الترياق، إذا لم يكن فيه مكروه.

وفي إسناد الحديث: عبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي أفريقية، قال البخاري: في حديثه بعض المناكير (3).

والترياق هو: ما يستعمل لدفع السم وهو فارسي معرب، ويقال فيه: درياق، وطرياق، ودراق وطراق، وإنما يكره من أجل لحوم الأفاعي، فإن لم يكن فيه شيء مكروه فلا بأس به. وقيل: الحديث، مطلق، والأولى أن يجتنب جميعه.

والتميمة: تجمع على تمائم وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم ويعتقدون تأثيرها بنفسها فأبطلها الإِسلام، واعتقاد ذلك ضلال بل كفر، ولا دافع ولا مانع إلا الله عز وجل.

3657 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اكتوى أو استرقى، فقد برئ من التوكل".

قلت: رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه ثلاثتهم في التوكل، وابن ماجه والحاكم به من حديث مجاهد عن عقاب بن المغيرة عن أبيه به، وقال الترمذي: حديث

(1) المنهاج (14/ 243 - 244)، وقال في ص 248: وفي هذا الحديث دليل لجواز النشرة والتطبب بها.

(2)

أخرجه أبو داود (3869) ، وإسناده ضعيف.

(3)

قال الحافظ: قاضي أفريقية، ضعيف، التقريب (3881)، وانظر: التاريخ الكبير (5/ 280)، وتهذيب الكمال (17/ 83).

ص: 105

حسن صحيح، وصححه أيضًا الحاكم. (1)

3658 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من تعلق شيئًا، وكل إليه".

قلت: رواه الترمذي في الطب والحاكم في المستدرك، كلاهما من حديث محمَّد بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى، قال: دخلت على أبي معبد الجهني عبد الله بن عكيم أعوده وبه حمرة فقلت: ألا تعلّق شيئًا؟ قال: الموت أقرب من ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من تعلق شيئًا وُكل إليه" قال الترمذي: إنما نعرفه من حديث ابن أبي ليلى (2)، ورواه النسائي بأطول من هذا من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من عقد عُقْدة، ثم نفث فيها، فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق بشيء وُكل إليه". (3)

3659 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا رقية إلا من عين أو حُمَة".

قلت: قال ابن الأثير (4): رواه الترمذي وأبو داود انتهى، ووقفت عليه في الترمذي كذلك (5)، ولم أقف عليه في أبي داود في هذا الباب من طريق عمران بن حصين إنما روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم يرقأ" وهو الحديث الذي بعده

(1) أخرجه الترمذي (2055)، وابن ماجه (3489)، والنسائي في الكبرى (7605)، وأحمد (4/ 249)(251، 253)، وصححه ابن حبان (6087)، والحاكم (4/ 415).

(2)

أخرجه الترمذي (2072)، والحاكم (4/ 216). وإسناده ضعيف مرسل، ابن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وابن أبي ليلى: محمَّد بن عبد الرحمن: صدوق سيء الحفظ جدًّا، انظر: التقريب (6121).

(3)

أخرجه النسائي في المجتبي (7/ 112). وفي إسناده عباد بن ميسرة: وهو لين الحديث كما قال الحافظ في التقريب (3166). والحسن لم يسمع من أبي هريرة.

(4)

انظر: جامع الأصول (7/ 557).

(5)

أخرجه الترمذي (2057). وأما رواية أبي داود فهي عنده برقم (3884). وهي كذلك في تحفة الأشراف (8/ 183 (10830). وإسناده صحيح.

ص: 106

ورواه ابن ماجه عن بريدة بلفظ المصابيح (1).

والحديث معناه في الصحيح روى مسلم والترمذي وابن ماجه من حديث أنس قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة (2)، وفي الصحيحين من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من كل ذي حمة (3).

والحمة -بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم-: السم، وقد تشدد الميم، وأنكره الأزهري (4)، وتطلق على إبرة العقرب للمجاورة لأن السم يخرج منها.

وقوله: "يرقأ" أي ينقطع وهو مهموز.

3660 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم".

قلت: رواه أبو داود هنا والحاكم في المستدرك كلاهما من حديث أنس يرفعه، ولفظهما:"لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم" وقد تقدم في الكلام على الذي قبله، وقال في المستدرك: إنه على شرط مسلم. (5)

3661 -

قالت: يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال:"نعم، فإنه لو كان شيءٌ سابق القدر لسبقته العين".

قلت: رواه أحمد والترمذي وصححه (6)، وقد روى مالك في الموطأ (7) عن حميد بن قيس المكي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابني جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما: ما لي أراهما ضارعين؟ فقالت حاضنتهما: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه

(1) انظر: ابن ماجه (3513)، وإسناده ضعيف.

(2)

انظر: جامع الأصول (7/ 555).

(3)

انظر: المصدر السابق (7/ 556).

(4)

انظر: تهذيب اللغة للأزهري (5/ 276).

(5)

أخرجه أبو داود (3889)، والترمذي (2056)، والحاكم (4/ 413) وفي إسناده: شريك ابن عبد الله القاضي، وهو: صدوق يخطيء كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدع. قاله الحافظ في التقريب (2802).

(6)

أخرجه أحمد (6/ 438)، والترمذي (2059) وصححه.

(7)

أخرجه مالك (2/ 939).

ص: 107

يسرع إليهما العين، ولم يمنعنا أن نسترقي لهما إلا أنا لا ندري ما يوافقهما من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استرقوا لهما فإنه لو سبق شيء القدر لسبقته العين".

3662 -

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال: "ألا تعلّمين هذه رقية النملة كما علّمتيها الكتابة؟ ".

قلت: رواه أبو داود هنا (1)، [من حديث الشفاء] والشفاء هذه قرشية عدوية أسلمت قبل الهجرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل في بيتها واسمها: ليلى بنت عبد الله بن هاشم ويقال ابن عبد شمس والشفاء لقب عليها وهي بكسر الشين وبالفاء والمد (2).

3663 -

رأى عامر بن ربيعة سهلَ بن حنيف يغتسل، فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جِلْد مخبأة! قال: فلُبط بسهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف؟، والله ما يرفع رأسه! فقال:"هل تتهمون له أحدًا؟ " قالوا: نتهم عامر ابن ربيعة، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرًا، فتغلظ عليه وقال:"علام يقتل أحدكم أخاه؟، ألا بركت؟ اغتسل له"، فغسل له عامر وجهه ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح مع الناس، ليس به بأس.

قلت: رواه مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن أبي أمامة بلفظه. (3)

وروى مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل ثلاثة أحاديث هذا أحدها.

(1) أخرجه أبو داود (3887) وإسناد صحيح.

(2)

انظر ترجمتها في الإصابة لابن حجر (7/ 727 - 729).

(3)

أخرجه مالك في الموطأ (2/ 938)، وأحمد (3/ 486 - 487)، وابن حبان (6105)، والبغوي في شرح السنة (12/ 163). وإسناده صحيح.

ص: 108

ورواه أحمد وأبو حاتم (1) الغسل فقال: يؤتى بالقدح، فيُدخل الغاسل يديه جميعًا فيه، ثم يغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيغسل صدره في القدح، ثم يدخل يده، فيغسل ظهره، ثم يدخل يده اليسرى فيفعل مثل ذلك، ثم يغسل ركبتيه وأطراف أصابعه من ظهر القدم، ويفعل مثله في الرجل اليسرى، ثم يغطي ذلك الإناء من قبل أن يضعه في الأرض للذي أصابته، فيتمضمض ويمج ذلك ويهريق على وجهه، ويصب على رأسه، ويلقي القدح من وراء ظهره، انتهى.

وهذا المعنى لا يمكن تعليله ومعرفة وجهه، وليس في قوة العقل الاطلاع على أسرار جميع المعلومات، فلا يدفع هذا بأن لا يعقل معناه، وقد اختلف العلماء في العائن هل يجبر على الوضوء للمعين أم لا واحتج من أوجبه بقوله صلى الله عليه وسلم فيما تقدم من رواية مسلم "فإذا استغسلتم فاغسلوا"، قال المازري (2): والصحيح عندي الوجوب ويبعد الخلاف فيه إذا خشي المعين الهلاك، وكان وضوء العائن مما جرت به العادة، يحصل البرء، قوله:"ولا جلد مخبأة": المخبأة المخدرة وقد جاء في بعض الروايات في الموطأ: "ولا جلد مخبأة: عذراء يعني البكر".

3664 -

قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوّذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما". (غريب).

قلت: رواه الترمذي هنا عن هشام بن يونس الكوفي عن القاسم بن مالك المزني عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد بلفظه وقال: حديث حسن غريب. (3)

3665 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هل رئي فيكم المغربون؟ " قيل: وما المغربون؟ قال: "الذين يشترك فيهم الجن".

(1) صحيح ابن حبان (14/ 472)، وهو من قول الزهريّ كما جاء مصرحًا به في البيهقي (9/ 352)، وشرح السنة (12/ 165).

(2)

المعلم بفوائد مسلم للمازري (3/ 92)، وراجعه قضية فوائد مهمة حول هذا الموضوع.

(3)

أخرجه الترمذي (2058) في إسناده الجريري واسمه سعيد بن إياس اختلط قبل موته وسمع منه ناس كثير بعد اختلاطه وقد تابع القاسم بن مالك العباد بن العوام محمد ابن ماجه (3511) ولم ينص أحد منهما على أنهما سمعا منه قبل اختلاطه والراجح أنهما سمعا منه بعد الاختلاط.

وحسنه الترمذي وقال وفي الباب عن أنس.

ص: 109