الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله صلى الله عليه وسلم: يغزون سبعون ألفًا من بني إسحاق، قال القاضي (1): كذا هو في جميع أصول مسلم من بني إسحاق، قال: وقال بعضهم: المعروف المحفوظ من بني إسماعيل، وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب وهذه المدينة هي القسطنطينية (2).
من الحسان
4328 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمران بيت المقدس: خراب يثرب، وخراب يثرب: خروج الملحمة، وخروج الملحمة: فتح قسطنطينية، وفتح قسطنطينية: خروج الدجال".
قلت: رواه أبو داود في الفتن من حديث معاذ بن جبل (3).
وقال المنذري (4): في إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وكان رجلًا صالحًا وثقه بعضهم وتكلم فيه غير واحد.
وقد تقدم تفسير الملحمة وهي: الحرب وموضع القتال.
ويثرب: هي المدينة الشريفة زادها الله شرفًا، ولعل هذا ورد قبل النهي عن تسميتها يثرب، ويحتمل أن يكون إنما سميت في هذا الحديث يثرب للضرورة لأنه لو سميت بغير هذا الاسم ربما ألبس على بعض السامعين والله أعلم.
(1) انظر: إكمال المعلم (8/ 464).
(2)
انظر: المنهاج للنووي (18/ 61 - 62).
(3)
أخرجه أبو داود (4294) وقد عده الذهبي من جملة مناكيره في "الميزان"(2/ 551 - 552). ولكن أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآئار (519) بإسناد آخر صحيح. وأحمد (5/ 245)، والحاكم (4/ 420) بإسناد ثالث موقوفًا وقال: صحيح ووافقه الذهبي وهو في حكم المرفوع.
انظر علل الدارقطني (6/ 53). وهداية الرواة (5/ 107). وعبد الرحمن بن ثابت العنسي: صدوق يخطيء، ورمي بالقدر، وتغير بآخره، انظر: التقريب (3844).
(4)
انظر: تهذيب سنن أبي داود للمنذري (6/ 164).
4329 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الملحمة العظمى، وفتح قسطنطينية، وخروج الدجال: في سبعة أشهر".
قلت: رواه أبو داود في الملاحم والترمذي وابن ماجه كلاهما في الفتن من حديث معاذ بن جبل وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، هذا من كلامه، وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم الغساني الشامي، قيل: اسمه بكر، وقيل: اسمه كنيته، قال الذهبي: وهو ضعيف عندهم. (1)
4330 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بين الملحمة وفتح المدينة: ست سنين، ويخرج الدجال في السابعة".
وقال أبو داود: "وهذا أصح".
قلت: رواه أبو داود في الملاحم وابن ماجه في الفتن، وقال أبو داود: هذا أصح، يعني من الذي قبله، انتهى. وفي إسناد هذا بقية وفيه مقال تقدم. (2)
وعبد الله بن بسر بضم الباء الموحدة وبالسين المهملة (3).
4331 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام".
(1) أخرجه أبو داود (4295)، والترمذي (2238)، وابن ماجه (4092).
وإسناده ضعيف، فيه: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف، وكان قد سُرق بيته فاختلط، التقريب (8031). وقول الذهبي في الكاشف (2/ 411)، ونقل محقق الكاشف أن الذهبي قال في التذهيب (4/ 202 / أ): قلت: هو ممن يكتب حديثه على لين فيه. وكذلك جهالة شيخه الوليد بن سفيان. التقريب (7476).
(2)
أخرجه أبو داود (4093) وإسناده ضعيف، فيه: بقية بن الوليد وقد عنعن.
وكذلك فيه ابن أبي بلال واسمه عبد الله بن أبي بلال الخزاعي. قال عنه الحافظ: مقبول، التقريب (3257)، وأخرجه أحمد في المسند (4/ 189) وصرح بقية عنده بالتحديث.
(3)
وهو صحابي، انظر ترجمته في: الإصابة (4/ 24).
قلت: رواه أبو داود في الملاحم (1) وقد روي من طرق، وروي مرسلًا عن جبير بن نفير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: .. وقال يحيى بن معين (2): ليس من حديث الشاميين شيء أصح من حديث صدقة بن خالد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: معقل المسلمين أيام الملاحم: دمشق، وهي غوطتها.
والغوطة: بضم الغين المعجمة وسكون الواو وفتح الطاء المهملة وآخره تاء تأنيث اسم للبساتين والمياه التي حول دمشق، ودمشق: قيل عربية وقيل: معربة.
4332 -
قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك المسلمون أن يُحاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح، وسلاح: قريب من خيبر".
قلت: رواه أبو داود في الفتن من حديث ابن عمر.
وقوله: سلاح قريب من خيبر، من قول الزهري وليس من الحديث.
والحديث قال فيه أبو داود: حديث عن ابن وهب وهذه رواية عن مجهول، والله أعلم (3). ويوشك: بضم الياء وكسر الشين أي يقرب ويدنو ويسرع.
قال الجوهري (4): والعامة يقولون يوشك بفتح الشين وهي لغة رديئة.
ومسالحهم: بميم مفتوحة وسين مهملة وبعد الألف لام مكسورة ثم هاء مهملة مكسورة أيضًا، جمع مسلحة بفتح الميم وسكون السين وفتح اللام والحاء، وهم الذين يحفظون الثغور من العدو، وسموا مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح، أو لأنهم:
(1) أخرجه أبو داود (4298). وأخرجه أحمد (5/ 197)، والطبراني في مسند الشاميين (589)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 103).
(2)
انظر ترجمة صدقة بن خالد وهو ثقة، في تهذيب الكمال (13/ 128 - 131)، والتقريب (2927).
(3)
أخرجه أبو داود (4250)(4299).
وإسناده صحيح، وقال أبو داود: وفيه مجهول، لأن أبا داود قال: حدثت ولم يبين من حدثه به، وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 511) وصححه.
(4)
انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1615).
بسكنون المسْلحة، وهي الثغر، والرقب: يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يظهر فيهم على غفلة، فإذا رأوه أعلموا أصحابهم حتى يتأهبوا، قاله ابن الأثير (1).
وسلاح: بكسر السين المهملة وبالحاء المهملة قال بعضهم هو مبني على الكسر عند الحجازيين وغير منصرف عند بني تميم (2).
4333 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ستصالحون الروم صلحًا آمنًا، فتغزون أنتم وهم عدوًا من ورائكم، فتُنصرون وتَغنمون وتسلمون، ثم ترجعون حتى تنزلوا بمَرْج ذي تلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب، فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه فعند ذلك، يغدر الروم وتجمع للملحمة". وزاد بعضهم: "ويثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة".
قلت: رواه أبو داود في الجهاد وفي الملاحم وابن ماجه في القدر من حديث: ذي مِخْبر وسكت أبو داود عليه.
وذو مخبر: ابن أخي النجاشي له صحبة. ورواه الحاكم في المستدرك في باب الفتن وقال الذهبي: صحيح. (3)
ومخبر بالخاء المعجمة والباء الموحدة والراء المهملة وكأن الأوزاعي يقوله بالميم بعد الخاء بعد الراء (4).
4334 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة".
(1) انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 388).
(2)
قال الفيروز آبادي: موضع أسفل خيبر، انظر: المغانم المطابة في معالم طابة (ص: 182).
(3)
أخرجه أبو داود (4292)، وابن ماجه (4089) وإسناده صحيح. والحاكم (4/ 421) وصححه.
(4)
ذو مخبر، يقال: ذو مخمر الحبشي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه، ثم نزل الشام، وله أحاديث، انظر: الإصابة لابن حجر (2/ 417).
قلت: رواه أبو داود في الفتن (1) من حديث عبد الله بن عمرو، قد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة"(2).
وذو السويقتين: تثنية السويقة، والسويقة تصغير الساق، وهي مؤنثة، ولذلك ظهرت التاء في تصغيرها وإنما صغّر لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة (3).
4335 -
"قال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: دعوا الحبشة، ما ودعوكم، واتركوا الترك، ما تركوكم".
قلت: رواه أبو داود في الفتن من حديث أبي سكينة رجل من المحرّرين (4)، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (5)
قال المنذري (6): أبو سكينة هذا روى حديثه يحيى بن أبي عمرو السيباني ولم أجده من رواية غيره ولا من سماه.
(1) أخرجه أبو داود (4309). وإسناده ضعيف، فيه: زهير بن محمد التميمي قال الحافظ: ثقة إلا أن رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها، وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه. التقريب (2060)، وتهذيب الكمال (9/ 414 - 420). = = ولكن له شاهد من رواية أبي هريرة. أخرجه البخاري (1591)، ومسلم (2909)(57).
(2)
أخرجه البخاري (1591) و (1596)، ومسلم (2909).
(3)
انظر: معالم السنن (4/ 320)، والنهاية (2/ 423).
(4)
هكذا ورد في الإسناد أي من الذين كانوا مملوكين فأعتقوا.
(5)
أخرجه أبو داود (4302) وفي إسناده أبو سكينة هذا روى حديثه يحيى، بن أبي عمرو السيباني ولا رواه عنه أحد غيره. ويتحسن بما سبق في الحديث السابق. وأخرجه النسائي (6/ 44).
(6)
انظر: تهذيب السنن (6/ 166). وأبو سكينة الحمصي، قيل اسمه: محلّم، مختلف في صحبته، له حديث، انظر: التقريب (8199). ويحيى بن أبي عمرو السّيباني، أبو زرعة، ثقة، من السادسة، وروايته عن الصحابة مرسلة، انظر: التقريب (7666).
والسيباني: بفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها باء موحدة وبعد الألف نون منسوب إلى سيبان بطن من حمير.
ودعوا الحبشة ما ودعوكم، مخفف أي ما تركوكم، يقال: ودع الشيء يدعه ودعًا إذا تركه.
وقال النحاة: إن العرب أماتوا ماضي يدع، ومصدره، والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات، وإنما يحمل قولهم عن قلة استعماله.
4336 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: "يقاتلكم قوم صغار الأعين -يعني الترك-"، قال:"تسوقونهم ثلاث مرات، حتى تُلحقوهم بجزيرة العرب، فأما في السياقة الأولى: فينجو من هَرَب منهم، وأما في الثانية: فينجو بعض ويهلك بعض، وأما في الثالثة: فيُصطلمون"، أو كما قال.
قلت: رواه أبو في داود في الفتن من حديث بريدة وسكت عليه هو والمنذري (2).
والاصطلام: الافتعال من الصلم وهو القطع المستأصل.
4337 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل أناس من أمتي بغائط، يسمونه البصرة عند نهر -يقال له: دجلة- يكون عليه جسر يكثر أهلها، وتكون من أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان، جاء بنو قنطوراء، عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: يأخذون في أذناب البقر والبرية، وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم وهلكوا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء".
قلت: رواه أبو داود في الملاحم وفي إسناده: سعيد بن جمهان وثقه يحيى ابن معين وأبو داود. (3) قال أبو حاتم الرازي: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به.
(1) انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 166).
(2)
أخرجه أبو داود (4305). وانظر: تهذيب السنن (6/ 167).
(3)
أخرجه أبو داود (4306) وفي إسناده سعيد بن جمهان. قال البخاري في حديثه عجائب. =
قوله: بغائط يسمونه البصرة أي ببطن مطمئن من الأرض.
وقنطوراء: بفتح القاف وسكون النون وضم الطاء المهملة مقصور حكاه ابن القوطيه، كانت جارية إبراهيم عليه السلام، ولدت أولادًا منهم: الترك والصين، والبصرة: بالعراق معروفة، والبصرة هي الحجارة الرخوة (1) تضرب إلى البياض فإذا حذفوا الهاء قالوا: بِصْر فكسروا الباء، ولذلك قيل في النسب إلى البصرة: بُصري وبصري، وبنى البصرة عقبة بن غزوان في سنة سبع عشرة من الهجرة على المشهور في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل: إنها لم يعبد بأرضها صنم (2).
ودجلة: نهر بغداد المعروف، وقيل: لا يجوز دخول الألف واللام عليها، قال ثعلب: يقول عبرت دجلة بغير الألف واللام، وهي بكسر الدال المهملة وسكون الجيم وبعد اللام المفتوحة تاء تأنيث، قال بعضهم: وأراد صلى الله عليه وسلم بهذه المدينة مدينة السلام بغداد، فإنها شط الدجلة وجسرها في وسطها لا في وسط البصرة، وإنما عرفنا التي بالبصرة لأن ببغداد موضعًا خارجًا عنها قريبًا من بابها يسمى باب البصرة فسمى النبي صلى الله عليه وسلم بغداد باسم بعضها (3).
قوله صلى الله عليه وسلم: وفرقة يأخذون في أذناب القبر والبرية، يجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم أراد بذلك أنهم يشتغلون بالزاراعة ويعرضون عن القتال.
= قلت وقد اختلف عليه فيه كما قال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(ص 214): فالذي يظهر أن سعيد بن جمهان كان يضطرب فيه. وقال في التقريب (2292): صدوق له أفراد.
انظر العلل للدارقطني (7/ 158)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 419 - 420)، والجرح والتعديل (4/ 10).
(1)
انظر: معالم السنن (4/ 320).
(2)
انظر: تهذيب سنن أبي داود للمنذري (6/ 168 - 169).
(3)
انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1695)، معجم البلدان (2/ 440 - 442).
قوله صلى الله عليه وسلم: وفرقة يأخذون لأنفسهم وهلكوا أي يأخذون الأمان من بني قنطوراء لأنفسهم وهلكوا بأيديهم.
4338 -
أن رسول الله قال: "يا أنس! إن الناس يمصّرون أمصارًا، لأن مصرًا منها يقال له: البصرة، فإن أنت مررت بها، أو دخلتها، فإياك وسباخها، وكلّاءها، وسوقها، وباب أمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير".
قلت: رواه أبو داود في الملاحم من حديث موسى بن أنس عن أنس بن مالك ولم يجزم الراوي به، وإنما قال: لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس. (1)
والكلأ بالتشديد والمد شاطيء النهر، والموضع الذي تربط فيه السفن.
قال بعض أهل اللغة: كلاء: ينصرف ولا ينصرف، قال الجوهوي (2): الكلاء مشدد ممدود موضع بالبصرة، لأنهم يكلئون سفنهم هناك أي يحبسونها يؤنث ويذكر. قال سيبويه: هو فعّال مثل جَبّار بالتشديد، والمعنى: أن الموضع يدفع الريح عن السفن وهو على هذا مذكر مصروف انتهى كلام الجوهري.
قال المنذري: وضاحية كل شيء ناحيته البارزة، يقال: هم ينزلون الضواحي إلى ظاهر البلدة، ومنه قيل: قريش الضواحي: النازلون بظاهر مكة، والخسف يكون في الأرض، والقذف يريد به الريح الشديدة الباردة، أو قذف الأرض الموتى بعد الدفن أو رمي أهلها بالحجارة.
(1) أخرجه أبو داود (4307) وإسناده صحيح.
كما قال الحافظ ابن حجر في "أجوبته على أحاديث المصابيح" وقال: ورجاله ثقات ليس فيه إلا قول موسى لا أعلمه إلا عن موسى بن أنس ولا يلزمه من شكه في شيخه الذي حدثه به أن يكون شيخه فيه ضعيفًا فضلًا عن أن يكون كذابًا، وتفرد به، = = والواقع لم يتفرد به، بل أخرج أبو داود أيضًا لأصله شاهدًا بسند صحيح من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر: هداية الرواة (5/ 112 - 113).
(2)
انظر: الصحاح للجوهري (1/ 69) و (5/ 1812).
4339 -
قال: انطلقنا حاجين، فإذا رجل، فقال لنا: إلى جنبكم قرية -يقال لها الأبلة-؟ قلنا: نعم، قال: من يضمن لي منكم أن يصلي في مسجد العشّار ركعتين أو أربعًا، ويقال: هذه لأبي هريرة؟ سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم: "أن الله عز وجل يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء، لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم".
قال أبو داود: هذا المسجد مما يلي النهر.
قلت: رواه أبو داود في الملاحم (1) من حديث: إبراهيم بن صالح بن درهم عن أبيه، وقد ذكر البخاري هذا الحديث في ترجمة إبراهيم في التاريخ الكبير وقال: لا يتابع عليه.
وذكره أبو جعفر العقيلي وقال: فيه إبراهيم هذا وأبوه ليسا بمشهورين والحديث غير محفوظ. وذكر الدارقطني: أن إبراهيم هذا ضعيف (2).
والأبلة: بهمزة مضمومة وباء موحدة مضمومة ولام مشددة مفتوحة وتاء تأنيث، بلد معروف قرب البصرة في جانبها البحري، وهي أقدم من البصرة، وقال الأصمعي: هي اسم نبطي وينسب إليه بعض رواة الحديث منهم سنان بن فروخ الأبلي (3). قال أبو داود: هذا المسجد مما يلي النهر.
(1) أخرجه أبو داود (4308) وإسناده ضعيف. انظر: الضعيفة (3116).
(2)
انظر: التاريخ الكبير (1/ 293)، والضعفاء للعقيلي (1/ 65 - 66)، والضعفاء للدارقطني رقم (26)، وقال الذهبي في الميزان (1/ 378): ضعفه الدارقطني، وتهذيب السنن للمنذري (6/ 170)، وتهذيب الكمال (2/ 107)، وقال الحافظ في التقريب (188): فيه ضعف.
(3)
انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 16).