الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الحديث دليل على أنه ليس له إذا تثاءب أن يضع يده على فيه، سواء كان التثاؤب في الصلاة أو خارجها، يستحب وضع اليد على الفم، وإنما يكره للمصلي وضع اليد على فمه في الصلاة إذا لم يكن حاجة، نبه عليه النووي وغيره (1).
من الحسان
3810 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس، غطّى وجهه بيده أو بثوبه، وغض بها صوته.
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الاستئذان وقال: حسن صحيح، جميعًا من حديث أبي هريرة (2) واللفظ للترمذي، وقول الترمذي: صحيح، فيه نظر فإن في رجاله: محمد بن عجلان ذكره البخاري في الضعفاء، وهو إمام جليل قال الحاكم: أخرج له مسلم ثلاثة عشر حديثًا في الشواهد.
3811 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال، وليقل الذي يرد عليه يرحمك الله، وليقل هو: يهديكم الله ويُصلح بالكم".
قلت: رواه الترمذي في الاستئذان والنسائي في اليوم والليلة والمصنف في شرح السنة من حديث شعبة عن محمَّد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب به، قال الترمذي: هكذا رواه شعبة عن ابن أبي ليلى
(1) انظر: الأذكار للنووي (ص 346).
(2)
أخرجه أبو داود (5029)، والترمذي (2745) وأخرجه الحاكم (4/ 293)، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وقال الحافظ: محمد بن عجلان المدني: صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة من الخامسة، التقريب (6176).
وقال: عن أبي أيوب (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكان ابن أبي ليلى مضطربًا في هذا الحديث، يقول أحيانًا: عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول أحيانًا: عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى كلامه، ومدار هذا الحديث على ابن أبي ليلى والله أعلم.
3812 -
قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله، فيقول:"يهديكم الله ويصلح بالكم".
قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في الاستئذان والنسائي في اليوم والليلة من حديث أبي موسى وقال الترمذي: حسن صحيح. (2)
3813 -
قال: كنا مع سالم بن عبيد، فعطس رجل فقال: السلام عليكم، فقال سالم: عليك وعلى أمك، فكأن الرجل وجد في نفسه، فقال: إني لم أقل إلا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فقال صلى الله عليه وسلم:"عليك وعلى أمك! إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله رب العالمين، وليقل له من يرد عليه: يرحمك الله، وليقل: يغفر الله لي ولك".
قلت: رواه أبو داود والترمذي والنسائيُّ من حديث منصور بن هلال بن يساف (3) واللفظ للترمذي وقال: هذا الحديث اختلفوا في روايته عن منصور وقد أدخلوا بين هلال وبين سالم رجلًا.
(1) أخرجه الترمذي (2741)، والنسائي في الكبرى (10041)، واليوم والليلة (213)، والبغوي في شرح السنة (3342)، وإسناده ضعيف: لسوء حفظ محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى وترجم له الحافظ في "التقريب"(6121) وقال: صدوق سيء الحفظ جدًّا.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة وإسناده صحيح وبه يرتقي الحديث.
(2)
أخرجه أبو داود (5038)، والترمذي (2739)، والنسائيُّ في اليوم والليلة (232)، وفي الكبرى (10059)، والطيالسي في مسنده (1299). وإسناده جيد.
(3)
أخرجه أبو داود (5031)، والترمذي (2740)، والنسائي في اليوم والليلة (229).
وإسناده ضعيف لإبهام رجلين فيه ولاضطرابه كما قال الترمذي. =
ويساف بكسر الياء المثناة من تحت وبعدها سين مهملة مفتوحة وبعد الألف فاء هكذا يقوله المحدثون.
وقال أبو عبيد: ويقال أساف وقال غيره: وهو كلام العرب، وبعضهم بفتح الياء لأنه لم يأت في كلام العرب كلمه أولها ياء مكسورة، إلا قولهم يسار، وهذا الذي قاله، حكاه الفربري في اليد اليسار في آخر كتابه.
وسئل الشيخ أبو محمَّد عبد الله بن موسى كلم ثمّ كلمة أولها ياء مكسورة؟ فقال رضي الله عنه: لفظتان: قولهم: يسار في اسم اليد، ويقاظ: جمع يقظان، فقيل له: قولهم في اسم الرجل "هلال بن [يساف] " فقال: يلحق بها؛ لأن الياء بدل من الهمزة في أساف، ولا يكون الياء إلا مكسورة، كما كانت الهمزة، وقال غيره في قوله صلى الله عليه وسلم:"تبلغ المساكن إهاب أو يهاب" فتكون هذه الياء التي هى بدل من الهمزة مكسورة كالهمزة، ويصير جملة الألفاظ أربعة.
وأما سالم بن عبيد فأشجعي له صحبة وكان من أصحاب الصفة رضي الله عنهم (1).
3814 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شمّت العاطس ثلاثًا، فإن زاد، فإن شئت فشمته، وإن شئت فلا". (غريب).
قلت: رواه أبو داود في الأدب من حديث حميدة أو عبيدة -على الشك- بنت عبيد بن رفاعة عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مرسل، عبيد بن رفاعة ليست له صحبة وأما أبوه وجده فلهما صحبة. (2)
= وقد اختلف في ذكر الواسطة بين هلال وسالم بن عبيد، وهلال بن يساف لم يدرك سالم ابن عبيد ولم يره وبينهما رجل مجهول.
والصحيح في هذا الباب كما قال البخاري في تاريخه الأوسط (2/ 233): إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، فإذا قال: الحمد لله، قال له أخوه: يرحمك الله، فإذا قيل له: يرحمك الله فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم وهو في صحيح البخاري (6224).
(1)
انظر: هذا الكلام في مختصر المنذري (7/ 306 - 307).
(2)
أخرجه أبو داود (5036)، والترمذي (2744) وقال: غريب، وإسناده مجهول. أهـ. =
وفي إسناده يزيد بن عبد الرحمن وهو أبو خالد المعروف بالدالاني وقد تقدم الاختلاف فيه ورواه الترمذي في الاستئذان من حديث عمر بن إسحق ابن أبي طلحه عن أمه عن أبيها وقال: هذا حديث غريب وإسناده مجهول.
3815 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شمّت أخاك ثلاثًا، فما زاد، فهو زكام".
قلت: رواه أبو داود من حديث سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة موقوفًا عليه (1) قال: وفي رواية: عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود: رواه أبو نعيم عن موسى بن قيس عن محمد بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وموسى بن قيس هذا الذي رفعه كوفي، يقال له: عصفور الجنة، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال أبو جعفر العقيلي: يحدث بأحاديث رديئة بواطيل، وذكر أيضًا أنه من الغلاة في الرفض (2)، وقد تقدم الكلام على من عطس مرارًا.
= قلت: يعني بجهالة عمر بن إسحاق بن أبي طلحة كما قال الحافظ في "التقريب"(4898) وكذلك أمه حميدة مجهولة. وورد عند المزي في تحفة الأشراف (11/ 238) في قول الترمذي: حسن.
ورواية أبي داود من طريق يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه، وأبو خالد الدالاني، صدوق يخطيء كثيرًا، التقريب (8132).
(1)
أخرجه أبو داود (5035)(5034) وإسناده حسن، وقد قواه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 291) ورجع رفعه.
(2)
موسى بن قيس، قال الحافظ: صدوق رمي بالتشيّع، التقريب (7052)، وانظر للتفصيل: تهذيب الكمال (29/ 134 - 135).