الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الحادي والعشرون
28 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَيُّ الإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ:«تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» .
هذا الحديث تقدم في باب إطعام الطعام، ومرّ الكلام عليه هناك مستوفى، وأعاده المؤلف هنا كعادته في غيره لما اشتمل عليه، وغاير بين شيخيه اللذين حدثاه عن الليث مراعاةً للإِتيان بالفائدة الإِسنادية، وهي تكثير الطرق حيث يحتاج إلى إعادة المتن، فإنه لا يعيد الحديث الواحد في موضعين على صورة واحدة، فإن قيل: كان يمكنه أن يجمع الحكمين في ترجمة واحدة ويخرج الحديث عن شيخيه معًا، فالجواب أن البخاري يقصِد تعديد شُعب الإِيمان كما مر، فخص كل شعبة بباب تنويهًا بذكرها، وقصد التنويه يحتاج إلى التأكيد، فلذلك غاير بين الترجمتين.
رجاله خمسة:
الأول: قُتيبة بن سَعيد بن جَميل بن طَريف بن عبد الله الثّقفيّ أبو رجاء البَغْلاني. وقال ابن عَدي: اسمه يحيى، وقتيبة لقب له، وهو تصغير قِتبة -بالكسر- واحد الأقتاب -وهي الأمعاء- وقال ابن منْدة: اسمه علي، قيل: إن جده كان مولى للحجّاج بن يوسف.
وقال أحمد بن سيّار المَرْوزيّ: كان ثبتًا فيما رُوي، صاحب سنة
وجماعة، وكتب الحديث عن ثلاث طبقات. وقال الفرهياني: قتيبة صدوق، ليس أحد من الكبار إلَّا وقد روى عنه بالعراق، قال: وسمعت عَمرو بن علي يقول: مررت بِمنى على قُتيبة، فجُزْتُه ولم أروِ عنه، ثم نَدِمت على ذلك. وقال الأثرم عن أحمد: إنه ذكر قُتيبة فأثنى عليه، وقال: هو آخر من سمع من ابن لَهيعة. وقال أبو حاتم وابن مَعين والنّسائي: ثقة، زاد النسائي: صدوق. وقال أحمد بن محمَّد بن زياد الكَرْميني: قال لي قُتيبة بن سَعيد: ما رأيتَ في كتابي من علامة الحُمرة فهو علامة أحمد، ومن علامة الخُضرة فهو علامة يحيى بن مَعين. وقال النّسائي أيضًا: كان كثير المال، كما كان كثير الحديث.
وقال الحاكم: قتيبة ثقة مأمون، والحديث الذي رواه عن اللّيث، عن يزيد بن أبي حَبيب، عن أبي الطُّفيل، عن معاذ بن جَبَل في الجمع بين الصلاتين موضوعٌ. ثم روى بإسناده إلى البخاري، قال: قلت لقُتيبة: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب؟ قال: مع خالد المدائِني: قال محمَّد بن إسماعيل: وكان خالد المدائني هذا يُدخل الأحاديث على الشيوخ. وقال أبو سَعيد بن يونُس: لم يحدث به إلا قُتيبة، ويقال: إنه غَلِطَ، والصواب عن أبي الزُّبير. وقال الخطيب: هو منكرٌ جدًّا من حديثه. وقال ابن حَجَر: ما اعتمده الحاكم من الحكم على ذلك بأنه موضوع ليس بشيء، فإن مقتضى ما استأنس من الحكاية عن البخاري أن خالدًا أدخل هذا الحديث عن الليث، ففيه نسبة الليث مع إمامته وجلالته إلى الغفلة حتى يُدخِلَ عليه خالدٌ ما ليس من حديثه، والصواب ما قاله أبو سعيد بن يونُس إن يزيد بن حَبيب غَلِط من قتيبة، وإن الصواب عن أبي الزُّبير، وكذا رواه مالك وسُفيان عن أبي الزُّبير عن أبي الطفيل، لكن في متن الحديث الذي رواه قُتيبة التصريح بجمع التقديم في وقت الأُولى، وليس ذلك في حديث مالك، وإذا جاز أن يَغْلَطَ في رجل من الإِسناد فجائزٌ أن يغلطَ في لفظةٍ من المتن والحكم عليه بالوضع مع ذلك بعيدٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.
روى عن: مالك، والليث بن سعد، وسفيان بن عُيينة، وجَرير بن عبد الحميد، وفُضَيْل بن عِياض، وعبد الوهاب الثّقفي، وحمّاد بن زَيْد، ومعاوية بن عمار الدُّهْنيّ، وحفص بن غياث، وهُشيم، وأبي عَوانة، وخلق.
وروى عنه: الجماعة سوى ابن ماجه، وروى الترمذي وابن ماجه عنه بواسطة أحمد بن حَنْبل، وروى عنه أيضًا علي بن المَديني، ونُعيم ابن حَمّاد، وأبو بكر الحُميدي، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، ويَحيى ابن مَعين، وماتوا قبله، وأبو حاتم، وأبو زُرعة، ويعقوب بن شَيبة، وأبو العباس محمَّد بن إسحاق السّرّاج وهو آخر من حدث عنه، وخلق كثير.
وفي الزهرة: روى له البخاري ثلاث مئة وثمانية أحاديث، ومسلم ست مئة وثمانية وستين.
مات يوم الأربعاء مستهل شعبان سنة أربعين ومئتين، وقيل: سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة ثمان وأربعين، والأول أصح. وقال علي ابن محمَّد السِّمْسار: سمعته يقول: ولدت ببلخ يوم الجمعة حين تعالى النهار لسِتٍّ مضت من رجب سنة ثمان وأربعين ومئة.
وليس في الستة قتيبة سواه. وفي الرواة قتيبة بن سعيد السَّمَرْقَنْديّ روى عن سفيان بن عُيينة، روى عنه ابنه محمَّد.
والبَغْلاني في نسبه نسبة إلى بَغْلان -كسَكران- قرية من قرى بَلْخ، وبَلْخ بلدة عظيمة بالعراق، وبها نهر جَيْحُون، وهي أشهر بلاد خراسان، وأكثرها خيرًا وأهلًا.
الثاني: الليث بن سعد وقد مر في الثالث من بدء الوحي. ومرّ يزيد ابن أبي حَبيب وأبو الخير مَرْثَد في الخامس من كتاب الإِيمان هذا، ومر عبد الله بن عمرو بن العاص في الثالث منه أيضًا.