الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثبتًا في الحديث إلا أنه كان منحرفًا عن عثمان، وقال يعقوب بن سفيان ثقة شيعي، وقال ابن حَجَر: قال أحمد بن علي الأبّار حدثنا أبو هاشم سمعت محمد بن فضيل يقول رحم الله عُثمان ولا رحم من لا يترّحمُ عليه. قال: وسمعته يحلف بالله أنه صاحب سنة ورأيت عليه آثار أهل السنة، رأيت على خفه أثر المسح وصليت خلفه ما لا يحصى فلم أسمعه يجهرُ يعني بالبسملة، قال ابن حَجر: وإنما توقف من توقف فيه لأجل التشيع، وهذا ينفيه، وقد احتجّ به الجماعة قلت: وقد مرّ الكلام على المُبتدعة في الأول من كتاب الإِيمان. روى عن أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول، وهشام بن عروة، وأبي إسحاق الشَيباني. ويحيى بن سعيد الأنصاريّ والأعمش وعُمارة بن القعقاع وغيرهم.
وروى عنه الثَّوريّ، وهو أكبر منه، وأحمد بن حَنْبل وإسحاق بن راهَويه، وأحمد بن إشْكاب الصَّفّار، وعَمرو بن علي الفَلّاس، وقُتيْبة ومحمد بن سَلَام البَيْكنديّ وغيرهم. مات سنة أربع أو خمس وتسعين ومئتين.
وليس في الستة محمَّد بن فُضيل سواه، وأما محمَّد فأكثر من الحصر.
والضَّبّيِّ في نسبه مر الكلام عليه، في الذي قبل هذا بحديث. ومر الكلام أيضًا على الكوفيّ ثم قال البخاري:
بابٌ الدينُ يُسْرٌ
بتنوين باب، وسقط لفظ "باب" عند الأصيليّ، أي دين الإِسلام ذو يُسر، أو سُمِّي الدين يُسرًا مبالغةً بالنسبة إلى الأديان قبله، لأن الله تعالى رفع عن هذه الأمّة الإِصر الذي كان على من قبلهم، ومن أوضح الأمثلة له: أن توْبَتَهم كانت بقَتْل أنفسهم، كما قال تعالى:{فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 54] وتوبة هذه الأمة بالإِقلاع والعَزْم والنَّدم.
ثم قال: وقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الدين إلى الله الحَنِيفيّةُ السَّمْحة"
بجرِ قول. وفي رواية "وقولُ" بالرفع على القطع، وقوله:"أحب الدين" أي: خصال الدين المعهود الذي هو دين الإِسلام، لأن خصال الدين كلها محبوبة، لكن ما كان منها سمحًا، أي سهلًا، فهو أحبُّ إلى الله تعالى، ويدل عليه ما أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث أعرابي لم يُسمِّه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"خَيرُ دِينكم أيسَرُه" أو: الدين جنس، أي: أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية، والمراد بالأديان الشرائع الماضية، قبل أن تُبدَّل وتُنْسخ.
والحَنيفيّة مِلَّة إبراهيم، والحَنيفيّ من كان على ملة إبراهيم، وسمي إبراهيم حَنِيفًا لميله عن الباطل إلى الحق، لأن أصل الحَنَف الميل.
والسَّمْحة: السهلة أي أنها مَبنيّة على السهولة، عارية عمّا يتَكلَّفُه رُهْبان بني إسرائيل من الشدائد، قال تعالى:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78] وأحب: مبتدأ، وإنما أخبر عنه. وهو مذكر بمؤنث، وهو الحنيفية، لغلبة الاسمية عليها، لأنها عَلَم على الدِّين أو لأن أفعل التفضيل المضاف لقصد الزيادة على ما أُضيف إليه، يجوزُ فيه الإِفراد والمطابقة لمن هو له.
وهذا الحديث المُعلّق لم يُسنده المؤلف في هذا الكتاب، لأنه ليس على شرطه، فاستعمله في الترجمة، وقوّاه بما دلّ على معناه، لتناسب السهولة واليُسر. وأخرجه موصولًا في كتاب الأدب المُفْرد، وأخرجه أحمد ابن حَنْبَل، وغيره، موصولًا من طريق محمد بن إسحاق. وإسناده حسن، وأخرجه الطَّبرانيّ من حديث عثمان بن أبي عاتِكة، وأخرجه ابن أبي شَيْبة في مُسنده، وطرق هذا عن سبعة من الصحابة.