الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسُوَيد هو ابن غَفِلة بالتحريك، وكأبي عمرو وسعد بن إياس الشَّيباني، وشُرَيْح بن هانىء، وبشير أو أسِير بن عمرو بن جابر، وعمرو ابن مَيْمون الأوْديّ، والأسود بن يزيد النّخعي، والأسود بن هلال المحاربي، وقد بلغ بهم مسلم بن الحجاج عشرين، ومغَلْطاي أزيد من مئة. انتهى من الشيخ زكرياء بحروفه إلا اليسير من الإِصابة لابن حَجَر.
الثامن: عبد الله بن مسعود وقد مرّ في الأثر الثالث من كتاب الإِيمان قبل ذكر حديث منه.
لطائف إسناده: منها أن فيه التحديث بصيغة الجمع والإِفراد والعنعنة، وفيه ثلاثة من التابعين الكوفيين، يروي بعضهم عن بعض: الأعْمش وإبراهيم وعلقمة. وهو أحد الأسانيد التي قيل فيها إنها أصحّ الأسانيد. ورُواته كلهم أئمة حُفّاظ أجِلّاء. ومنها أن في بعض النسخ قبل قوله: حدثني بِشْر صورة "ح" إشارة إلى التحويل وقد مرّ الكلام عليه مُستوفى في السادس من بدء الوحي.
وفيه الأعمش وهو من المُدلّسين، وروايته بالعنعنة، والمدلّس روايته بالعنعنة لا تُحمل على السماع، ولكن ما في الصحيحين من ذلك محمول على السماع، وقد مر الكلام على ذلك مستوفىً في الأول من بدء الوحي.
أخرجه البخاري هنا وذهب أحاديث الأنبياء عن أبي الوليد وغيره، وفي التفسير عن بُنْدار وغيره، وفي استتابة المرتدين عن قُتيبة ومُسلم، وفي الإِيمان عن أبي بكر وغيره والتِّرمذي أيضًا. ثم قال المصنف:
باب علامات المنافق
جمع علامة، وهو ما يُسْتدل به على الشيء، ومنه سمي الجَبَل علامة وعَلَمًا وعُدِل عن التعبير بآيات المنافق المناسب للحديث المَسُوق هنا إلى العلامات موافقة لما ورد في صحيح أبي عوَانة بلفظ علامات المنافق، فيكون مُنبِّها بالترجمة على حديث غير المذكور فيها، والجمع
في العلامات رواية الأربعة، ومناسبة الترجمة لما قبلها هي أنه لما قَدّم أنّ مراتب الكفر متفاوتة، وكذلك الظلم، أتْبَعه بأن النفاق كذلك.
وقيل: مناسبة هذا الباب لكتاب الإِيمان هي أن النفاق علامة عدم الإِيمان، أو ليُعلم منه أن بعض النفاق كفر دون بعض، فإن النفاق لغةً: مخالفة الباطن للظاهر، فإن كان في اعتقاد الإِيمان فهو نفاق الكفر، وإلّا فهو نفاق العمل. ويدخل فيه الفعل والترك وتتفاوت أفراده وفي الاصطلاح هو الذي يُظهر الإِسلام ويُبطن الكفر، أو هو الدخول في الإِسلام من وجه، والخروج عنه من وجه آخر. قيل: إنه مشتق من نافِقاء اليُربوع، فإن إحدى جُحْريه يقال له النافقاء، وهو موضع يُرقِّقُه بحيث إذا ضَرَب رأسه عليه ينشَقّ، وهو يكتمه ويُظْهر غيره. وإذا أتى الصائد إليه من قبل القاصعَاء، وهو جُحره الظاهر الذي يَقْصع فيه، أي: يدخل، ضَرَب النافقاء برأسه فانتفق، أي: خرج، فكما أن اليربوع يكتم النافقاء ويظهر القاصعاء، فكذلك المنافق يكتم الكفر ويظهر الإِيمان، أو يدخل في الإِيمان من باب ويخرج من آخر.
ويناسبه وجه آخر. وهو أن النافقاء ظاهرهُ، يُرى كالأرض، وباطنه الحفرة فيها، فكذا المُنافق. وقيل: المنافق مشتق من النَّفق وهو السّرَب تحت الأرض، يراد أنه يستتر بالإِسلام كما يستتر صاحب النفق به.
والمنافق من المفاعلة، وأصلها أن تكون بين اثنين، ولكنّها هنا من باب خادَعَ وراوَغَ. أو يقال: لأنه يقابل بقَبُول الإِسلام منه، فإن عُلِم أنه منافق، فقد صار الفعل من اثنين، وسمي الثاني باسم الأول مجازًا للازدواج. كقوله تعالى {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194].