الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الأَوَّلُ:
6087 -
[1] عَن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3706، م: 2404].
ــ
الفصل الأول
6087 -
[1](سعد بن أبي وقاص) قوله: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) قاله حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك، فقال علي: أتخلِّفني في النساء والصبيان؟ كأنه استنقص تركه وراءه، فقال:(ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) يعني حين استخلفه عند توجهه إلى الطور إذ قال له: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ} [الأعراف: 142]، وهذا الحديث مما تعلقت به الشيعة في أن الخلافة كانت حقًّا لعلي رضي الله عنه، وأنه وصى بها له، وقال أصحابنا: لا حجة فيه، بل ظاهر الحديث أن عليًّا خليفة عن النبي صلى الله عليه وسلم مدة غيبته بتبوك كما كان هارون خليفة عن موسى في قومه مدة غيبته عنهم للمناجاة، ولم يكن هارون خليفة بعد موسى لأنه توفي قبل وفاة موسى بأربعين سنة، وقد استخلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم في هذه المدة على إمامة الناس، فكان علي صلى الله عليه وسلم يتفقد أهل النبي صلى الله عليه وسلم، وابن أم مكتوم يؤم الناس، فلو كان الخلافة مطلقة لكان استخلفه على الإمامة أيضًا، بل كان أهمَّ، مع أن خبر الواحد لا يقاوم الإجماع، وقد تكلم الآمدي في صحة الحديث، ولكن قال أئمة الحديث: إنه صحيح، والمعول على قولهم، كيف وهو في الصحيحين؟ لكنه من الآحاد.
وقيل: ليس قوله: (إلا أنه لا نبي بعده) في بعض الطرق، ولو كان فلا يدل على حصر الخلافة فيه رضي الله عنه ولا وجودها بعده بلا واسطة.
6088 -
[2] وَعَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهِدَ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ: أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مؤمنٌ وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 78].
6089 -
[3] وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: "لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ". فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ:"أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ " فَقَالُوا: . . . . .
ــ
6088 -
[2](زرّ بن حبيش) قوله: (عن زر) بفتح الزاي (1) متقدمة على الراء المشددة (ابن حبيش) بلفظ التصغير لحبش بلدة السودان.
وقوله: (فلق الحبة) أي: شقها وأخرج منها النبات.
وقوله: (إنه لعهد) من باب علم، والمراد أنه أكد هذا القول فكأنه عهد.
6089 -
[3](سهل بن سعد) قوله: (يوم خيبر) هي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على ثمانية برد من المدينة إلى جهة الشام، وكان في سنة سبع.
قوله: (كلهم يرجون أن يعطاها) جَمَع نظرًا إلى المعنى وأفرد نظرًا إلى اللفظ، وإنما اعْتَبرَ المعنى في الأول فجمع، واللفظ في الثاني فأفرد؛ لأن الرجاء شامل للكل والعطاء لواحد.
وقوله: (فقال: أين علي بن أبي طالب؟ ) وكان قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم لكونه رمدًا.
(1) كذا في الأصل، والظاهر بكسر الزاي.