الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(29) كتاب الفضائل والشمائل
1 - باب فضائل سيد المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه
*
الْفَصْلُ الأَوَّلُ:
5739 -
[1] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: . . . . .
ــ
[29 - كتاب الفضائل والشمائل]
1 -
باب فضائل سيد المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه
فضائل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم مما لا يعد ولا يحصى، ولا يحيط بها علوم الأولين والآخرين، ولا يعلمها بالكنه إلا رب العالمين، فإن فضل رسول اللَّه ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم، وقد أطبقت الأمة على أنه سيد ولد آدم وسيد المرسلين صلى اللَّه عليهم وسلم أجمعين، وبعده إبراهيم خليل الرحمن، وموسى كليم اللَّه، ولم يوجد نص من العلماء بعد ذلك، واللَّه أعلم. وقد ختم المؤلف الكتاب بذكره صلى الله عليه وسلم، وذكر فضائله وأسمائه وأخلاقه وشمائله ومعجزاته، وفضائل أصحابه وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وسائر أمته أجمعين، وهذه الأبواب خلاصة هذا الكتاب، وحق بأن يختم الكتاب بها، ختم اللَّه لنا بالحسنى في كل باب.
الفصل الأول
5739 -
[1](أبو هريرة) قوله: . . . . .
"بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ مِنْهُ". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3557].
ــ
(بعثت من خير قرون بني آدم قرنًا فقرنًا) القرن: كل طبقة أهل زمان واحد؛ لاقترانهم في أعمارهم وأحوالهم، كما في قوله صلى الله عليه وسلم:(خير القرون قرني الذين أنا فيهم ثم الذين يلونهم)(1) الحديث، وقال صاحب (القاموس) (2): القرن: كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد، وقد يطلق على الوقت أيضًا، فقيل: أربعون سنة أو عشرة أو عشرون أو ثلاثون وقد اشتهر هذا في العوام، أو خمسون أو ستون أو سبعون أو ثمانون أو مئة أو مئة وعشرون، وقد يرجح المئة بقوله صلى الله عليه وسلم لغلام:(عش قرنًا) فعاش مئة سنة، واللَّه أعلم.
والمراد بخير قرون بني آدم: كل طبقة فيهم آباؤه صلى الله عليه وسلم، وهو محمول هنا على من بعد إسماعيل من ولده من كنانة وقريش ومن بعدهم، ليصح معنى التعقيب في الفاء، والمراد ببعثه فيهم: تقلبه في أصلاب الآباء، ونقله فيها أبًا فأبًا، وقرنًا فقرنًا، حتى ظهر في القرن الذي وجد فيه، ومعنى الترتيب في الفضل والخيوية على سبيل الترقي كما يفسره الحديث الآتي، والخيرية والاصطفاء محمولة من جهة الخصائل الحميدة والفضائل الشريفة عند العقلاء وأهل الكرام، لا باعتبار الإيمان والديانة، كذا قالوا، وهذا في القرون.
وأما آباؤه الكرام فكلهم من آدم إلى عبد اللَّه أبيه طاهرون مطهرون من دنس الكفر ورجس الشرك لقوله صلى الله عليه وسلم: (خرجت من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرات)،
(1) أخرجه البخاري في "صحيحه" نحوه (2651).
(2)
"القاموس المحيط"(ص: 1127).
5740 -
[2] وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمِ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2276].
وَفِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيْمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ". [ت: 3605].
ــ
وإن حمل هذا على الطهارة عن الزنا والسفاح على ما كان من عادة الجاهلية، كما يدل عليه ظاهر الأحاديث فبدلائل أخر حرّرت وقررت، ولعمري أن هذا العلم -أعني العلم بكون آباء النبي صلى الله عليه وسلم من لدن آدم إلى أن وجد كانوا على التوحيد ودين الإسلام- علم خص اللَّه تعالى به العلماء المتأخرين، والمتقدمون ربما يلوح من كلماتهم خلاف ذلك، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء، وجزى اللَّه عنا الشيخ جلال الدين السيوطي شيخ شيوخنا في الحديث خير الجزاء، فإنه صنف فيها رسائل متعددة، فأفاد وأجاد وأغنى عن المصباح بالإصباح، واللَّه هو العليم الفتاح، وحاش للَّه أن يودع هذا النور الطاهر في مواضع النجاسة والظلمة، ولقد جاءت الروايات أنه كان صلى الله عليه وسلم في صلب بعض آبائه يلبي بالحج، وكانوا يبشرون بقدومه ووجوده وأمثال ذلك كثيرة.
5740 -
[2](واثلة بن الأسقع) قوله: (اصطفى كنانة) بكسر الكاف بعد إسماعيل بوسائط، وقيل: قريش بواسطتين، والمشهور في التسمية بقريش أنه مصغر قرش: دابة بحرية يخافها دواب البحر كلها، وفيه وجوه كثيرة ذكرت في (القاموس)(1)، ووجه التسمية بهاشم أنه كان يهشم الثريد لقومه في أيام الجدب.
(1)"القاموس المحيط"(ص: 557).
5741 -
[3] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2278].
ــ
5741 -
[3](أبو هريرة) قوله: (أنا سيد ولد آدم) سيد القوم: أجلهم، وهو صلى الله عليه وسلم أجل الناس وأكرمهم وأفضلهم في جميع صفات الكمال، ويلزم بهذا أن يكون أفضل من الملائكة أيضًا على مذهب أهل الحق، كذا ذكر الطيبي (1)، وقد جاء في بعض الأحاديث أفضليته صلى الله عليه وسلم على الخلق مطلقًا.
وذكر في (المواهب اللدنية)(2): من حديث سلمان عند ابن عساكر، قال:(هبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ربك يقول: ما خلقت خلقًا أكرم علي منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولولاك ما خلقت الدنيا)، فثبت أنه أفضل الخلائق أجمعين، وأما ما جاء من قوله:(لا تفضلوا بين الأنبياء)، وقوله:(لا تفضلوني على يونس بن متى) فقد عرفت جوابه في الأبواب السابقة، والتقييد بقوله:(يوم القيامة) باعتبار ظهور آثار سيادته صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم، فإنه يظهر فيه أن اليوم يومه، ولا يكون في مقامه وقربه من الحضرة الإلهية أحد صلى الله عليه وسلم.
وقوله: (وأول من ينشق عنه القبر) كناية عن أنه أول من يبعث. و (مشفع) على لفظ اسم المفعول من الشفع، وهو قبول الشفاعة، وقد سبق ذكره في (باب الشفاعة).
(1)"شرح الطيبي"(10/ 339).
(2)
"المواهب اللدنية"(1/ 55).
5742 -
[4] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّةِ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 196].
5743 -
[5] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّد. فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 197].
ــ
5742 -
[4](أنس) قوله: (أنا أكثر الأنبياء تبعًا) في (القاموس)(1): التبع محركة يكون واحدًا وجمعًا، ويجمع على أتباع، وكأنه مثل ولد يطلق على الواحد والجمع، ويجمع على أولاد، كذا في (القاموس)(2)، والتبع يكون مصدرًا أيضًا، تبعه -كفرح- تبعًا وتباعة: مشى خلفه، والمآل واحد، فإذا كثر الأتباع كثرت التبعية أيضًا.
وقوله: (وأنا أول من يقرع باب الجنة) كناية عن كونه أول من يدخل الجنة، ويبينه الحديث الآتي.
5743 -
[5](وعنه) قوله: (بك أمرت) وقال الطيبي (3): الباء للسببية، أي: بسببك أمرت بأن لا أفتح، ويجوز أن يكون صلة (أمرت) و (أن لا أفتح) بدل من الضمير، انتهى. وهذا ظاهر، وأقول: يجوز أن يكون للقسم، أي: بحياتك وذاتك وجمالك وكمالك أقسم، فافهم. فإنه لذيذ على ذائقة لسان المحبة.
(1)"القاموس المحيط"(ص: 650).
(2)
"القاموس المحيط"(ص: 309).
(3)
"شرح الطيبي"(10/ 339).
5744 -
[6] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيًّا مَا صَدَّقَهُ مِنْ أُمَتِهِ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 196].
5745 -
[7] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ قَصْرٍ أُحْسِنَ بُنْيَانُهُ تُرِكَ مِنْهُ مَوْضِعُ لَبِنَةٍ، فَطَافَ بِهِ النُّظَّارُ، يَتَعَجَّبُوْنَ مِنْ حُسْنِ بُنْيَانِهِ إِلَّا مَوْضعَ تِلْكَ اللَّبِنَةِ، فَكُنْتُ أَنَا سَدَدْتُ مَوْضِعَ اللَّبِنَةِ، خُتِمَ بِيَ الْبُنْيَانُ، وَخُتِمَ بِيَ الرُّسُلُ". وَفِي رِوَايَةٍ: "فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3534، م: 2287].
5746 -
[8] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ. . . . .
ــ
5744 -
[6](وعنه) قوله: (أنا أول شفيع في الجنة) قيل: (في) تعليلية، أي: لدخولها، وقيل: ظرفية، أي: أشفع في الجنة لرفع درجات الناس.
وقوله: (ما صدقت) كلمة (ما) مصدرية، أي: مقدار تصديق أمتي إياي، أو كالتصديق بي، فعلى الأول: المقصود بيان كثرة الأمة، وعلى الثاني: بيان قوة إيمانهم وزيادة محبتهم وعقيدتهم برسولهم صلى الله عليه وسلم وثباتهم على الدين، وعلى المعنيين يحمل قوله:(كنتم خير أمة)، والمعنى الأول أنسب بسياق الحديث، ولكنه لا ينافي الثاني.
5745 -
[7](أبو هريرة) قوله: (أحسن) بلفظ المجهول من الإحسان. و (اللبنة) بفتح اللام وكسر الباء، ويقال: بكسر اللام وسكون الباء.
وقوله: (إلا موضع) استثناء منقطع، أو متصل بتقدير يتعجبون من مواضع.
5746 -
[8](وعنه) قرأ: (ما من الأنبياء من نبي)(من) الأولى بيانية والثانية
إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 4981، م: 152].
ــ
زائدة كما تزاد بعد النفي.
وقوله: (إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر) قالوا: المقصود بيان أن كل نبي أعطي من المعجزات، وأيد بما إذا شوهد آمن به من شاهده من البشر، واضطر من الإيمان به؛ إذ لا بد لمن ادعى النبوة من ذلك حتى يظهر صدقه، والمراد (بمثله) ما كان على صفته في الإعجاز والدلالة على صدق النبي. وقوله:(عليه) لتضمين معنى الاطلاع، أي: آمن به مطلعًا عليه واقفًا عليه، أو معنى القهر والغلبة، أي: مغلوبًا عليه في التحدي والمباراة.
ثم أشار إلى مزية ما أعطيه صلى الله عليه وسلم من الآيات أي: معظمها، وقال:(وإنما كان الذي أوتيت وحيًا) أوحاه اللَّه تعالى، يعني القرآن العظيم الذي هو معجزة عظيمة يبقى ببقاء الدهور ويرشد العالمين إلى طريق الحق واليقين، ويكون شاهد صدق على نبوة سيد المرسلين إلى يوم القيامة، ولهذا قال:(فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة)، فإن قلت: قد أوحي إلى الأنبياء كلهم؟ قلت: ولكن لم يكن وحيهم معجزة، هذا وقد قيل في معنى الحديث: إن كل نبي أعطي من المعجزات ما كان مثله لمن كان قبله من الأنبياء، وأما معجزتي العظيمة الظاهرة مما لم يعط أحد مثله، ولهذا أكون أكثرهم تبعًا، وهذا المعنى لعله يكون أقرب وأظهر بالنظر إلى ظاهر العبارة، ولكن التقرير الأول أجود، وعليه أكثر الشارحين، واللَّه أعلم.
5747 -
[9] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ،
ــ
5747 -
[9](جابر) قوله: (نصرت بالرعب) أي: نصرني اللَّه تعالى بإلقاء خوف في قلوب أعدائي من مسيرة شهر بيني وبينهم، ولعلك يخطر ببالك أنه قد يقع من بعض الملوك والسلاطين الرعب في قلوب الأعداء أكثر من ذلك؟ قلت: والمراد: النصر بالرعب، لا الرعب نفسه، على أن التخصيص هنا بالنسبة إلى الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين، وأما أمر الجبابرة فأمر آخر، وشيء ليس مبحوثًا عنه ومنظورًا إليه.
وقوله: (وجعلت لي الأرض مسجدًا) والمشهور في معناه إباحة الصلاة لهذه الأمة حيث أدركتهم الصلاة من الأرض، وعدم إباحتها للأمم الماضية إلا في كنائسهم، وقيل: المراد أنهم كانوا لا يصلون إلا فيما تيقنوا طهارته من الأرض، وخصصنا بجواز الصلاة في جميع الأرض إلا فيما تيقنا بنجاسته.
وقوله: (فأيّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل) الظاهر أنه متفرع على جعله مسجدًا، إلا أن يراد: أدركته الصلاة ولم يجد الماء فليصل ثمة بالتيمم، فيكون متفرعًا على كلا الخصلتين.
وقوله: (ولم تحل لأحد قبلي) قيل: إذا غنم من قبلنا من الأمم الحيوانات يكون ملكًا للغانمين دون الأنبياء، فخص نبينا صلى الله عليه وسلم بأخذ الخمس والصفي، وإذا غنموا غير الحيوانات جمعوه فتأتي نار فتحرقه، كذا في بعض الشروح.
وقوله: (وأعطيت الشفاعة) أي: الشفاعة العظمى العامة لجميع محال الشفاعة،
وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 335، م: 521].
5748 -
[10] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءَ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا،
ــ
كما مر في (باب الشفاعة)، أو المراد فتح باب الشفاعة.
5748 -
[10](أبو هريرة) قوله: (فضلت) بلفظ المجهول من التفضيل.
وقوله: (بست) يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أوحي إليه التفضيل أولًا بخمس فأخبر بذلك، ثم زيد، ويحتمل أن يكون الراوي قد ترك السادس في حديث جابر نسيانًا أو بشيء آخر يتعلق به الغرض، والكرماني يقول في أمثال هذه المواضع: إن الزائد من العدد لا ينافي الأقل، والحق أنه صلى الله عليه وسلم قد خص بفضائل كثيرة لا تعد ولا تحصى، ذكر في كل موضع ما اتفق ذكره، ولم يقصد الحصر.
وقوله: (جوامع الكلم) أي: الكلم التي هي جامعة في المعنى للكلمات الكثيرة، إطلاقا للكلمة على الكلام، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بكلام يشتمل بإيجازه على كثير من المعاني، وهذا من خواص الحضرة الخاتمية المحمدية كقوله:(إنما الأعمال بالنيات).
وقوله: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه). وقوله: (الدين النصيحة)، وأمثال ذلك، ومنه جوامع الدعاء، وقد تصدى بعض العلماء لجمع أمثال هذه الأحاديث، وهي غير محصورة، وقيل: يعني به القرآن، جمع اللَّه تعالى فيه معاني كثيرة في ألفاظ يسيرة، والمعنى الأول أظهر، ويؤيده ما زيد في رواية:(اختصر لي الكلام).
وَأُرْسلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 723].
ــ
وقوله: (وأرسلت إلى الخلق كافة) قيل: لم يكن في زمن نوح عليه السلام نبي فيكون مبعوثًا إلى أهل ذلك الزمان كافة، وأيضًا دعا على جميع من في الأرض بإهلاكهم بالغرق، وهو دليل على أنه كان مبعوثًا إليهم، ولم يمتثلوا أمره، وسليمان عليه السلام كان يسير في الأرض، ويأمر الناس بالإسلام كالبلقيس وغيرها، ويهددهم بالقتال، وذلك دليل على عموم الرسالة، وأجيب بأن عموم رسالة نوح لم يكن من أصل البعثة بل إنما اتفق بالحادث، وهو انحصار الخلق في الموجودين بعد هلاك سائر الناس، وأما دعاؤه على جميع من في الأرض فمن جهة أن دعوته قومه إلى التوحيد بلغ سائر الناس بطول مدته، فتمادوا على الشرك فاستحقوا العذاب، ذكره ابن عطية.
وقال ابن دقيق العيد: يجوز أن يكون التوحيد عامًّا في بعض الأنبياء، والتزام فروع شريعته لم يكن عامًّا، ويحتمل أنه لم يكن في الأرض عند إرساله إلا قومه، فبعثته خاصة بهم لكونها إلى قومه، وهي عامة في الصورة لعدم وجود غيرهم، ولكن إن اتفق وجود غيرهم لم يكن مبعوثًا إليهم.
ونقل عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام في الحديث عن الإشكال بحال سليمان أنه قال: معنى الرسالة خاصة، أي: في الواجبات والمحرمات، أما في المندوبات فهم مأمورون بها، وأما التهديد بالقتال الذي هو من خصائص الواجب في بادي الرأي فلا نقول: إنه من خصائصه بل العقاب في الدار الآخرة، كذا نقل عن السيوطي في حاشيته على النسائي (1).
وقيل: يحتمل أن يقال: إن تهديد بلقيس وقتاله مع الناس على التوحيد لأجل
(1)"حاشية السيوطي على النسائي"(1/ 211).
5749 -
[11] وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِيْ أُوتِيتُ بِمَفَاتِيح خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 7273، م: 523].
5750 -
[12] وَعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وإنَّ ربِّي قَالَ: يَا محمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ،
ــ
ملكيته لكونه ملكًا على الدنيا، لا لأجل رسالته وبعثته على الناس كافة، فلا إشكال، كذا نقل عن الشيخ، فتدبر.
5749 -
[11](أبو هريرة) قوله: (بمفاتيح خزائن الأرض) أراد ما يفتح اللَّه على أمته من البلاد شرقًا وغربًا، واستخراج خزائن الأرض والدفائن، أو المراد معادن الأرض فيها من الذهب والفضة.
5750 -
[12](ثوبان) قوله: (إن اللَّه زوى لي الأرض) أي: جمعها وقبضها.
وقوله: (وأعطيت الكنزين) أي: الأحمر والأبيض، قالوا: المراد بالأحمر: خزائن الأكاسرة لأن الغالب عليها الذهب، وبالأبيض: خزائن القياصرة لكون الغالب عليها الفضة، وقيل: أراد بالأحمر: ملك الشام لحمرة ألوانهم، وبالأبيض: ملك الفارس لبياض ألوانهم، والمعنى الأول أظهر.
وقوله: (بسنة عامة) أي: بقحط عام يهلك الكل.
وأنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2889].
5751 -
[13] وَعَنْ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: "سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا،
ــ
وقوله: (فيستبيح بيضتهم) البيضة: حوزة كل شيء وساحة القوم، وبيضة الدار: وسطها ومعظمها، وقيل: أراد إذا أهلك أصل البيضة كان هلاك ما فيها من طعم أو فرخ، وقيل: أراد بالبيضة الخوذة، فكأنه شبه مكان اجتماعهم ببيضة الحديد، وبيضة الرجل: أهله وعشيرته، كذا في (مختصر النهاية)(1)، أراد عدوًّا يستأصلهم ويجمعهم بأجمعهم.
وقوله: (ولو اجتمع)(لو) متصلة. وقوله: (بأقطارها) أي: جوانب الأرض ونواحيها، والضمير في (بعضهم) للأمة، يعني: لا يكون لمن سواهم من الكفار عليهم تسلط وغلبة، ولكن يقاتلون بينهم ويحاربون، هكذا جرى قضاء اللَّه وقدره كما قرره بقوله:(وإني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد).
5751 -
[13](سعد) قوله: (مر بمسجد بني معاوية) هو بالمدينة، وبنو معاوية بطن من الأنصار. وقوله:(دخل) بغير عاطف على سبيل الاستئناف،
(1) انظر: "النهاية"(1/ 172).
وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2890].
5752 -
[14] وَعَنْ عَطَاءَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ، قَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي القُرْآنِ:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45]. . . . .
ــ
و(الغرق) بسكون الراء وفتحها، والمراد بالسنة والغرق: العام منهما.
وقوله: (فمنعنيها) أي: لم يجب ولم يعطني سؤلي، وفي إجابة كل دعاء من الأنبياء كلام ذكر في موضعه، وذكرت بعضه في رسالة عموم البشارة.
5752، 5753 - [14، 15](عطاء بن يسار) قوله: (قال: أجل) بفتح الهمزة وبالجيم من حروف الإيجاب بمعنى: نعم، والنحاة حكموا بأنه يجيء لتصديق الخبر كما قيل: زيد عالم فنقول: أجل، وقال بعضهم: قد يجيء بعد الاستفهام أيضًا.
قال في (القاموس)(1): أجل: جواب كنعم، إلا أنه في الخبر أحسن منه في الاستفهام، وفي الحديث وقع جوابًا للأمر على لسان عبد اللَّه بن عمرو، فإنه كان رضي الله عنه من الفصحاء وممن يوثق بعربيتهم، فهو حجة على النحويين، ولعلهم لم يطلعوا على ذلك، وعلى تقدير ثبوت عدم مجيئه بعد الأمر يأول بالاستفهام بمعنى: هل وجدت صفة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في التوراة، وقد غيّر بعض المتأخرين من النحاة في أمثال ذلك
(1)"القاموس المحيط"(ص: 884).
وحِرْزًا للاُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيّئَةِ السَّيِّئَةَ،
ــ
قواعدهم وخصصوها كما ذكرنا في مواضعها، واللَّه أعلم.
وقوله: (حرزًا للأميين) الحرز بكسر الحاء وسكون الراء المهملتين آخره زاء: العوذة والموضع الحصين، والمراد بالأميين: العرب؛ لأن الغالب فيهم عدم القراءة والكتابة، أو لأنهم منسوبون إلى أم القرى، وهي اسم مكة، والتخصيص بهم لبعثته صلى الله عليه وسلم فيهم، وتحصنهم به عن سطوة العجم، وإن أريد التحصن عن غوائل الشيطان وآفات النفس فهو شامل للناس كلهم، وقيل: يجوز أن يكون حفظ قومه من الاستئصال أو من العذاب ما دام فيهم كقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33].
وقوله: (ليس بفظ) حال من (المتوكل) أو من الكاف ففيه التفات، وهذا مذكور في القرآن بقوله تعالى:{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} إلى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، والفظ بالفتح: الغليظ الجانب، السيء الخلق، القاسي الخشن الكلام، كذا في (القاموس)(1).
و(السخب) بالسين والصاد محركة: شدة الصوت، سخب كفرح، فهو سخاب وسخوب وسخبان، أي: لا يرفع الصوت على الناس بسوء خلقه، ولا يكثر الصياح بل يرفق بهم، وإنما قال:(في الأسواق)؛ لأن السخب يكون فيها غالبًا، والسخاب في معنى (الفظ) فنفيه نفيه فهو أيضًا مذكور في القرآن.
وقوله: (لا يدفع بالسيئة السيئة) أي: لا يسيء لمن أساء إليه في حق نفسه، وهو
(1)"القاموس"(ص: 643).
وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. [خ: 2125].
5753 -
[15] وَكَذَا الدَّارِمِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ سَلَامٍ نَحْوَهُ، وَذُكِرَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ:"نَحْنُ الآخَرُونَ" فِي "بَابِ الْجُمُعَةِ". [دي: 1/ 157، ح: 6].
ــ
مذكور في القرآن بقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} [المؤمنون: 96]، وكذلك العفو والمغفرة بقوله:{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ} [المائدة: 13]، لأن كل ما أمر به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان ممتثلًا به.
وقوله: (ولن يقبضه اللَّه) ليس في نسخ (المصابيح) و (المشكاة) لفظ الجلالة، وهو مذكور في (المواهب اللدنية).
وقوله: (حتى يقيم به) أي: يجعل مستقيمًا (الملة العوجاء) من العوج بكسر العين وفتح الواو، ويقال في كل منتصب كالحائط والعصا: فيه عوج بالفتح، وفي نحو الأرض والدين بالكسر، والمراد بالملة العوجاء: الكفر؛ لأنه ملة معوجة لا استقامة لها، وقيل: أراد به ملة إبراهيم غيرتها العرب وبدلتها وأخرجتها عن نهج الاستقامة.
وقوله: (يفتح بها) أي: بهذه الكلمة. و (الغلف) بالضم أو السكون جمع أغلف، يقال: قلب أغلف كأنما أغشي غلافًا فهو لا يعي، ورجل أغلف بين الغلف، والغلاف ككتاب معروف، وجمعه غلفة بضمة وبضمتين، وكركع، وغلف القارورة: جعلها في غلاف، كغلفها تغليفًا.
اعلم أنه قد ذكرت صفاته وأسماؤه ومكانه وسائر أحواله في التوراة وسائر الكتب