المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل الثاني: - لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح - جـ ٩

[عبد الحق الدهلوي]

فهرس الكتاب

- ‌(28) كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق

- ‌1 - باب النفخ في الصور

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب الحشر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب الحوض والشفاعة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب رؤية اللَّه تعالى

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب صفة النار وأهلها

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب خلق الجنة والنار

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌(29) كتاب الفضائل والشمائل

- ‌1 - باب فضائل سيد المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب في أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب المبعث وبدء الوحي

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب علامات النبوة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب في المعراج

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب في المعجزات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب الكرامات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌(30) [كتاب المناقب]

- ‌1 - باب مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب مناقب الصحابة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب مناقب أبي بكر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب مناقب عمر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب مناقب عثمان رضي الله عنه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب مناقب هؤلاء الثلاثة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب مناقب علي بن أبي طالب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي اللَّه عنهم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌11 - باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌12 - باب جامع المناقب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌ تَسْمِيَةُ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي "الْجَامِعِ" لِلْبُخَارِيِّ:

- ‌13 - باب ذكر اليمن والشام وذكر أويس القرني

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌14 - باب ثواب هذه الأمة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

الفصل: ‌ الفصل الثاني:

*‌

‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

6118 -

[11] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ،

ــ

أنه جاء بشير بن جرموز إلى علي بن أبي طالب فحياه فقال: هكذا يفعل بأهل البلاء، فقال علي: بفيك الحجر، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال اللَّه:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47].

هذا وأما ذكر سعد بن أبي وقاص في هذا الحديث فمشكل، لأنه غير مقتول، فقد ذكر في (جامع الأصول) (1): أنه مات في قصره بالعقيق قريبًا من المدينة، ودفن بالبقيع، اللهم إلا أن يدخل في الصديق، واسم الصديق مما غلب على أبي بكر رضي الله عنه، ولكن معناه غير منحصر فيه، وقد ذكر السيوطي من حديث سلمان وأبي ذر معًا كما رواه الطبراني، ومن حديث حذيفة كما رواه العقيلي في (الضعفاء) وابن عدي في (الكامل) (2) في مناقب علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هذا أول من آمن وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المسلمين، والمال يعسوب الظالمين)، أو المراد بالشهيد من له ثواب الشهيد كالمبطون وأمثاله، واللَّه أعلم.

الفصل الثاني

6118، 6119 - [11، 12](عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد) قوله: (أبو بكر في الجنة) الحديث، قد وقع في هذا الحديث الواحد ذكر العشرة وبشارتهم،

(1)"جامع الأصول"(12/ 127).

(2)

"الضعفاء الكبير"(2/ 47)، و"الكامل"(5/ 379).

ص: 677

وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3747].

6119 -

[12] وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ. [جه: 133].

6120 -

[13] وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَلكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أبو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. [حم: 3/ 281، ت: 3791].

وَرُوِيَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ مُرْسَلًا وَفِيهِ: "وَأَقْضَاهُمْ عَلِىٌّ".

ــ

ولعل هذا هو السبب في شهرتهم بهذه البشارة وإن لم تكن مخصوصة بهم، ثم ذِكْرُ هؤلاء أينما وقع ذكرهم في الأحاديث جميعًا بهذا الترتيب مما يستأنس به في مذهب أهل السنة والجماعة، وأما ظنُّ أنهم ذكروا الترتيب على اعتقادهم وغيَّروا الأحاديث فحاشاهم وكلا.

6120 -

[13](أنس) قوله: (وأفرضهم) أي: أكثرهم علمًا بالفرائض، و (أقرؤهم) أي: أجودهم قراءة أو أكثرهم قراءة.

وقوله: (أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل).

وقوله: (وأقضاهم علي) وهذه منقبة عظيمة؛ لأن القضاء بالحق والفصل بينه وبين الباطل يقتضي علمًا كثيرًا وقوة عظيمة في النفس.

ص: 678

6121 -

[14] وَعَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَانِ، فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقَعَدَ طَلْحَةُ تَحْتَهُ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"أَوْجَبَ طَلْحَةُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3738].

6122 -

[15] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا". وَفِي رِوَايَةٍ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3739].

ــ

وهذا الحديث صريح في تعدد جهات الخير في الصحابة واختصاص بعضها ببعض، لكنهم حكموا بفضيلة كثرة الثواب عند اللَّه على الترتيب، وذلك شيء آخر.

6121 -

[14](الزبير) قوله: (درعان) وذلك لغاية شجاعته وقوة إقدامه على الحرب، فمن كان أشجع كان سلاحه أكثر، وفيه أن ذلك لا ينافي التوكل.

وقوله: (فلم يستطع) الاستواء على الصخرة لثقل درعه، وقد أصاب من التعب والجرح في هذا اليوم ما أصاب.

وقوله: (أوجب طلحة) أي: وجب له الجنة لفعله هذا، وكان طلحة رضي الله عنه جعل نفسه يوم أحد وقايةً للنبي صلى الله عليه وسلم حتى جرح في جسده من بين طعن وضرب ورمي بضع وثمانون جراحة حتى في ذكره، وشُلّتْ يده، وكانت الصحابة إذا ذكروا يوم أحد قالوا: ذلك اليوم كله لطلحة.

6122 -

[15](جابر) قوله: (وقد قضى نحبه) النحب بالنون والحاء المهملة

ص: 679

6123 -

[16] وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنِي مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الْجَنَّةِ". . . . .

ــ

في آخره باء موحدة يجيء بمعنى النذر والموت، ويقال: قضى نحبه، أي: مات، وقد فسر قوله تعالى:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} [الأحزاب: 23] بالمعنيين، فمعنى النذر يكون المراد: منهم مَن وفي نذره فيما عاهد اللَّه عليه من الصدق في مواطن القتال والنصرة لرسوله، وقد كان جماعة من الصحابة كعثمان بن عفان ومصعب بن عمير وطلحة وسعيد وغيرهم نذروا إذا لقوا حربًا ثبتوا حتى يُستشهدوا، ومنهم من ينتظر أن يوفي نذره بذلك، وعلى الثاني: منهم من مات في سبيل اللَّه، ومنهم من ينتظر الموت.

وفي الحديث أيضًا يصح الحمل على المعنيين، أخبر أن طلحة وفي بنذره، أو أنه ممن ذاق الموت وإن كان حيًا، كما قيل: موتوا قبل أن تموتوا، وهذا المعنى أوفق بصدر الحديث، وبالرواية الأخرى: من سره أن ينظر إلى شهيد، وبحديث آخر عن أبي سعيد رواه ابن عساكر: كنا جلوسًا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فمر طلحة بن عبيد اللَّه فقال: (هذا شهيد يمشي على وجه الأرض)، وهذا يكون بالموت الاختياري الذي يحصل لأهل السلوك وأرباب الفناء، وإن احتمل في نظر أهل علم العربية أن يكون على سبيل المجاز باعتبار تسمية الشيء بما يَؤُول إليه، وقيل: معناه: ذاق طعم الموت في اللَّه وهو حي لما ذاق من الشدائد في سبيل اللَّه كأنه مات، وقيل: المراد بالموت الغيبوبة عن عالم الشهادة بالاستغراق في ذكر اللَّه وملكوته والانجذاب إلى جناب قدسه، وهذا يَؤُول إلى ما ذكرنا أولًا، فهذا هو نتيجة الموت الاختياري وحاصله.

6123 -

[16](علي) قوله: (جاراي في الجنة) بشارة لهما رضي الله عنهما بالجنة مع زيادة

ص: 680

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3741].

6124 -

[17] وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَئِذٍ -يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ-: "اللَّهُمَّ اشْدُدْ رَمْيَتَهُ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ". رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ". [3922].

6125 -

[18] وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللهُمَّ اسْتَجبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3751].

ــ

فضيلة جواره صلى الله عليه وسلم.

6124 -

[17](سعد بن أبي وقاص) قوله: (اللهم اشدد رميته) بالشين المعجمة، كذا في نسخ (المشكاة) و (المصابيح) من الشد بمعنى القوة، واشتداد الْحَب: قوته وصلابته، ويقال: المُشِدُّ الذي دوابُّه شديدة قوية بخلاف المُضْعِف، كذا في (مختصر النهاية)(1)، ومنه:(حتى يبلغ أشده) أي: قوته، وهو ما بين ثماني عشرة سنة إلى ثمانين، وقد يرى في بادي النظر أن يكون بالسين المهملة من سداد السهم، وهو إصابته ما قصد به، ومنه حديث:(بالسداد سداد السهم) كما مر في (جامع الدعاء) من حديث علي رضي الله عنه، ولكن الظاهر على هذا المعنى أن يقول: سدِّد رميته، من التسديد.

وقوله: (وأجب دعوته) مناسبته بشد الرمي ظاهر باعتبار الإصابة بالمقصد.

6125 -

[18](وعنه) قوله: (اللهم استجب لسعد) وفي جامع كتاب الترمذي: (لسعد بن أبي وقاص).

(1) انظر: "النهاية"(2/ 451).

ص: 681

6126 -

[19] وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَاهُ وَأُمَّهُ إِلَّا لِسَعْدٍ، قَالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ:"ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي"، وَقَالَ لَهُ:"ارْمِ أَيُّهَا الْغُلَامُ الْحَزَوَّرُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3753].

6127 -

[20] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا خَالِي فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: كَانَ سَعْدٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَكَانَتْ أُمُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، فَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَذَا خَالِي". وَفِي "الْمَصَابِيح": "فَلْيُكْرِمَنَّ" بَدَلَ "فَلْيُرِنِي".

ــ

6126 -

[19](علي) قوله: (ارم أيها الغلام الحزور) الحزور بحاء مهملة مفتوحة فراء مفتوحة فواو مشددة في آخره راء، ويجيء بسكون الزاي وتخفيف الواو: مَن قارب البلوغ، وفي (القاموس) (1): الحزوَّر كعملَّس: الغلام القوي، والرجل القوي، والضعيف، ضد، والجمع حزاور، كأنه شبَّه بحَزْورة الأرض على وزن قسورة وهي الرابية الصغيرة، ومنه حزورة موضع بالحرم الشريف، وفي الحديث:(كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم غلمانًا حزاورة).

6127 -

[20](جابر) قوله: (من بني زهرة) حي من قريش أولاد زهرة بنت كلاب، منه عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة.

وقوله: (فليكرمن) أي: ليكرمن امرؤ خاله اقتداء بي في إكرامي خالي، ويجوز أن يريد بامرئ نفسه الكريمة، واللَّه أعلم، وقيل:(فليكرمن) تصحيف.

(1)"القاموس"(ص: 338).

ص: 682