المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل الثاني: - لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح - جـ ٩

[عبد الحق الدهلوي]

فهرس الكتاب

- ‌(28) كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق

- ‌1 - باب النفخ في الصور

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب الحشر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب الحوض والشفاعة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب رؤية اللَّه تعالى

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب صفة النار وأهلها

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب خلق الجنة والنار

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌(29) كتاب الفضائل والشمائل

- ‌1 - باب فضائل سيد المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب في أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب المبعث وبدء الوحي

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب علامات النبوة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب في المعراج

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب في المعجزات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب الكرامات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌(30) [كتاب المناقب]

- ‌1 - باب مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب مناقب الصحابة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب مناقب أبي بكر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب مناقب عمر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب مناقب عثمان رضي الله عنه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب مناقب هؤلاء الثلاثة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب مناقب علي بن أبي طالب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي اللَّه عنهم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌11 - باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌12 - باب جامع المناقب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌ تَسْمِيَةُ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي "الْجَامِعِ" لِلْبُخَارِيِّ:

- ‌13 - باب ذكر اليمن والشام وذكر أويس القرني

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌14 - باب ثواب هذه الأمة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

الفصل: ‌ الفصل الثاني:

وَذَكَرَ حَدِيثَ أَنَسٍ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ" فِي "بَاب" بعدَ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ.

*‌

‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

6230 -

[35] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي مِنْ أَصْحَابِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْي عمّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ". وَفِي رِوَايَةِ حُذَيْفَةَ: "مَا حَدَّثَكُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ" بَدَلَ "وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3663].

6231 -

[36] وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لأَمَّرْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. [ت: 3808، جه: 137].

ــ

كلهم متوافرة متتابعة، يقال: تتاموا، أي: جاؤوا كلهم.

الفصل الثاني

6230 -

[35](ابن مسعود) قوله: (اقتدوا) بضم الدال، وكذلك (اهتدوا).

وقوله: (بهدي عمار) أي: سيرته، والهدي: السيرة الحسنة، وقد مر، والمراد بابن أم عبد: عبد اللَّه بن مسعود، وبعهده: ما يوصيهم به من أمور الدين وأحكامه، وقالوا: ومن جملة ما أوصاهم به استخلاف أبي بكر وصحته بقوله: لا نؤخر من قدمه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ألا نرضى لدنيانا من ارتضاه لديننا، وبهذا يحصل المناسبة بين أول الحديث وآخره، ومثل هذا يروى عن سيدنا علي رضي الله عنه.

6231 -

[36](علي) قوله: (لأمرت عليهم ابن أم عبد) يريد تأميره على

ص: 768

6232 -

[37] وَعَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا، فَيَسَّرَ لِي أَبَا هُرَيْرَةَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَوُفِقْتَ لِي، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ جِئْتُ أَلْتَمِسُ الْخَيْرَ وَأَطْلُبُهُ. فَقَالَ: أَلَيْسَ فِيكُمْ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ مُجَابُ الدَّعْوَةِ، وَابْنُ مَسْعُودٍ صَاحِبُ طَهُورِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَعْلَيْهِ، وَحُذَيْفَةُ صَاحِبُ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَمَّارٌ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَلْمَانُ صَاحِبُ الْكِتَابَيْنِ؟ يَعْنِي الإِنْجِيلَ وَالْقُرْآنَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3811].

6233 -

[38] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ،

ــ

جيش بعينه، أو استخلافه في أمر من أموره حال حياته، لا الخلافة، لأن الأئمة من قريش.

6232 -

[37](خيثمة بن أبي سبرة) قوله: (وعن خيثمة) بفتح المعجمة وسكون التحتانية وفتح المثلثة (ابن أبي سبرة) بفتح السين وسكون الموحدة.

وقوله: (فوفقت) بلفظ المجهول من الوفق بتقديم الفاء على القاف، و (سعد ابن مالك) هو سعد بن أبي وقاص.

وقوله: (يعني الإنجيل والقرآن) فإنه آمن بالإنجيل قبل نزول القرآن، ثم آمن به أيضًا، ويقال: إنه أدرك عيسى عليه السلام.

6233 -

[38](أبو هريرة) قوله: (نعم الرجل أبو بكر) الحديث، كأنه اجتمع

ص: 769

نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3795].

6234 -

[39] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ: عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ وَسَلْمَانَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3797].

6235 -

[40] وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3798].

6236 -

[41] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَشَدَّهُمَا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3799].

ــ

هؤلاء الكبار من المهاجرين والأنصار في مجلس فخصصهم وشرَّفهم بذلك، واللَّه أعلم.

6234 -

[39](أنس) قوله: (إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة) المقصود أنهم من أهل الجنة، فبالغ فيه بتخييل أن الجنة تشتاق إليهم، وسائر الناس يشتاقون إلى الجنة، وقيل: لأنهم قد شغلهم عنها مشاهدة الحق أو التجليات الإلهية فلم يلتفتوا إليها، فهي تشتاق إليهم، وقيل: المراد اشتياق أهل الجنة من الحور والغلمان والملائكة، واللَّه أعلم بحقيقة المراد.

6235 -

[40](علي) قوله: (بالطيب) لعله إشارة إلى أن جوهر ذاته طاهر طيب، ثم طيَّبه وهذبه الشرائعُ والعمل بها فصار نورًا على نور.

6236 -

[41](عائشة) قوله: (إلا اختار أشدهما) أي: على نفسه، أي: أحوطهما وأفضلهما، وفي رواية:(أرشدهما) أي: أصوبهما.

ص: 770

6237 -

[42] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا حُمِلَتْ جِنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جِنَازَتَهُ، وَذَلِكَ لِحُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَحْمِلُهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3849].

6238 -

[43] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ. . . . .

ــ

6237 -

[42](أنس) قوله: (ما أخف جنازته) قالوه ازدراء به وطعنًا فيه، وليس فيه محل طعن وعيب، فإن خفة الجنازة لا تدل على عيب ونقصان في الميت، بل هي خارق للعادة ربما يدل على فضله وكماله، ولكن المنافقين لا يفقهون ويتفوهون بما لا معنى له، ويطلبون للقدح والطعن في المؤمنين مجالًا بأي وجه كان، من غير أن يكون له مساغ.

وقوله: (وذلك لحكمه في بنى قريظة) أي: طعنهم في سعد لحكمه، وعلى هذا هو قول الراوي، والظاهر أنه أيضًا مقول المنافقين، يريدون بذلك حكمه فيهم حين نزلوا على حكمه بأن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذريتهم، فضربت أعناقهم وكانوا ما بين ست مئة إلى سبع مئة، وقيل: بل أكثر، والقصة مذكورة في كتب السير في آخر غزوة الأحزاب، ولقد صوَّب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حكمه فيهم، وقال: لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه الذي حكم به من فوق سبع سماوات، وفي رواية:(لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه من فوق سبعة أرقعة)، والرقيع: السماء، سميت بذلك لأنها رُقعت بالنجوم.

6238 -

[43](عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (ما أظلت الخضراء) أي: السماء، (ولا أقلت) أي: حملت ورفعت، من أقلّه وقلّه واستقلّه: حمله ورفعه، (الغبراء)

ص: 771

أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3801].

6239 -

[44] وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ وَلَا أَوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ شِبْهِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ" يَعْنِي فِي الزُّهْدِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3802].

6240 -

[45] وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: الْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ، وَعِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: . . . . .

ــ

أي: الأرض. و (أصدق) مفعول على سبيل التنازع، وهذا على سبيل المبالغة، أو مخصوص بغير الأنبياء، ومن هو أفضل منه من الأصحاب.

6239 -

[44](أبو ذر) قوله: (من ذي لهجة) من زائدة، واللهجة بسكون الهاء ويحرك: اللسان، وقيل: المراد أنه لا يذهب إلى التورية والمعاريض في الكلام، ولا يواري مع الناس، ولا يسامحهم في الحق، ويقول الحق وإن كان مرًّا، كما يحكى من أحواله رضي الله عنه.

وقوله: (ولا أوفى) يعني: أداءً لحق اللَّه ورسوله، وقيل: معناه: يوفي حق الكلام إيفاءً لا يغادر شيئًا كما يناسبه السباق.

وقوله: (يعني في الزهد) تفسير من الراوي، وليس في (المصابيح)، وكان رضي الله عنه لا يقول بالادخار وإن أدى حق اللَّه، وكان أزهد الناس في زمانه.

6240 -

[45](معاذ بن جبل) قوله: (عند عويمر) بضم المهملة وفتح الواو وكسر الميم في آخره راء.

ص: 772

"إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3804].

6241 -

[46] وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: "إِنِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ فَعَصَيْتُمُوهُ عُذِّبْتُمْ وَلَكِنْ مَا حَدَّثَكُمْ حُذَيْفَةُ فَصَدِّقُوهُ وَمَا أَقْرَأَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ فَاقْرَؤُوه". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3812].

ــ

وقوله: (عاشر عشرة في الجنة) أي: مثل عاشر عشرة في الجنة، إذ ليس هو من العشرة المبشرة، كذا قال الطيبي (1)، ويفهم منه أنه جعل (في الجنة) صفة (عشرة)، والظاهر من العبارة أن يكون معناه أنه يكون عاشرًا في دخول الجنة وما يسبقه إلا تسعة، ويحتمل أن تكون الجماعة التي يدخل هو معهم الجنة عاشِرةَ الجماعات، واللَّه أعلم.

6241 -

[46](حذيفة) قوله: (لو استخلفت) لو للتمني أو للشرط.

وقوله: (ولكن ما حدثكم حذيفة. . . إلخ)، قالوا: هذا من الأسلوب الحكيم، كأنه قيل: لا يهمكم السؤال عن استخلافي لأنه يحصل بإجماعكم على من يستأهل ذلك مع ما في التنصيص من المانع، ولكن الذي يهمكم العمل بالكتاب والسنة والتمسك بهما، وخص حذيفة وابن مسعود بالذكر دلالة على فضلهما ومزيتهما في العلم بالفتن، وما يهم الاجتناب عنه من النفاق، وهو عند حذيفة لكونه صاحب سر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وعنده علم المنافقين، وبما يجب العمل به من الأحكام، وهو عند ابن مسعود لقوله صلى الله عليه وسلم:(رضيت لأمتي ما رضي به ابن أم عبد)، وقوله:(تمسكوا بعهد ابن أم عبد).

وقالوا: إن في هذا الحديث دليلًا على استخلاف أبي بكر، لأن في الحديث

(1)"شرح الطيبي"(12/ 345).

ص: 773

6242 -

[47] وَعَنْهُ قَالَ: مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ إِلَّا أَنَا أَخَافُهَا عَلَيْهِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لَا تَضُرُّكَ الْفِتْنَةُ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 4663].

6243 -

[48] وَعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي بَيْتِ الزُّبَيْرِ مِصْبَاحًا فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ مَا أُرَى أَسْمَاءَ إِلَّا قَدْ نُفِسَتْ وَلَا تُسَمُّوهُ حَتَّى أُسَمِّيَهُ"، فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ بِيَدِهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3826].

ــ

الأول من الفضل عن حذيفة استدل ابن مسعود على خلافته بقوله: لا نؤخر من قدمه رسول اللَّه، كما مر، فيكون قوله صلى الله عليه وسلم:(ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه، وما أقرأكم عبد اللَّه فاقرؤوه)، بيانًا للاستخلاف، ولا حاجة إلى جعله من الأسلوب الحكيم، فافهم.

6242 -

[47](وعنه) قوله: (إلا محمد بن مسلمة) الأنصاري الأوسي الحارثي الأشهلي، كان من فضلاء الصحابة، وفي هذا المقام بياض في كتاب (المشكاة)، وكتب الجزري في حاشيته: رواه أبو داود، وسكت عنه، وأقره عبد العظيم، وهو المنذري.

6243 -

[48](عائشة) قوله: (إلا قد نفست) بضم النون بلفظ المجهول وفتحها بلفظ المعلوم، أي: ولدت وصارت ذات نفاس، وفي (الصراح) (1): نفاس بكسر زجكَى زن وزنان زجه، والنعت منه نفساء، ونسوة نفاس، وليس في الكلام فعلاء يجمع على فعال غير هذا وعشار جمع عشراء، ويجمع أيضًا على نفساوات.

وقوله: (وحنكه) التحنيك: أن يمضغ تمرًا وغيره ثم يدلك بحنك الصبي.

(1)"الصراح"(ص: 252).

ص: 774

6244 -

[49] وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: "اللهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا وَاهْدِ بِهِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3842].

ــ

6244 -

[49](عبد الرحمن بن أبي عميرة) قوله: (ابن أبي عميرة) بفتح المهملة وكسر الميم وسكون التحتانية.

وقوله: (اللهم اجعله هاديًا مهديًا واهد به) قالوا: إن الهداية التي تنسب إلى ما سوى اللَّه تكون بمعنى الدلالة، فيكون قوله:(مهديًّا) قيدًا مخصِّصًا، لأن الهداية بهذا المعنى لا تستلزم الاهتداء.

وقوله: (واهد به) تأكيد.

واعلم أن المحدثين قالوا: لم يصح في فضائل معاوية حديث، كذا في (سفر السعادة)، وكذا قال السيوطي.

وقال في (جامع الأصول)(1): والذي ثبت كتابته لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت كتابة الوحي، وقد ورد في شأنه الحديث الذي رواه أحمد في (مسنده) (2) عن عرباض ابن سارية قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم علِّم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب)، وله طرق، وزِيدَ فِي بعضها:(ومكن له في البلاد)، وهذا الحديث:(يا معاوية إذا ملكت فأسْجِحْ)، وفي رواية:(فأحسن)، وفوق ذلك كله هذا الحديث رواه الترمذي عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، وروي أن عمر بن الخطاب عزل عمير ابن سعد عن إمارة حمص ونصب معاوية، فتعجب الناس، وقالوا: واعجبًا! يعزل

(1)"جامع الأصول"(12/ 856).

(2)

"مسند أحمد"(17152).

ص: 775

6245 -

[50] وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ. [ت: 3844].

6246 -

[51] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا" قُلْتُ: اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ:"أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِي اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ"، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءَ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كَفَاحًا، .

ــ

عميرًا وينصب معاوية، فقال عمير بن سعد: لا تقولوا لمعاوية شرًّا، سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لمعاوية:(اللهم اهد به)، وقالوا: لم يصح شيء من الأحاديث، واللَّه أعلم.

هذا والكلام في إجابة دعوات الأنبياء كلها مذكور في موضعه.

6245 -

[50](عقبة بن عامر) قوله: (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص) إنما خصه بالإيمان لأنه آمن رغبة، لأنه وقع الإسلام في قلبه في الحبشة حين اعترف النجاشي بنبوته، فأقبل إلى رسول اللَّه مؤمنًا من غير أن يدعوه أحد إليه، فجاء إلى المدينة ساعيًا فآمن، وكان قبل إسلامه مبالغًا في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بالناس من أسلم يوم الفتح من مكة، فإنهم أسلموا جبرًا وقهرًا، ثم حسن إسلام من شاء اللَّه منهم، وهو آمن طائعًا راغبًا مهاجرًا فلذلك خصه منهم بالإيمان.

6246 -

[51](جابر) قوله: (أفلا أبشرك) يعني: لا تهتم بأمر دنياه وعياله فإن اللَّه يسهل ذلك، ولكن أبشر بما هو فيه من القرب والكرامة.

وقوله: (وأحيا أباك) استشكل بأن الشهداء أحياء فما معنى إحيائه؟ وأجيب

ص: 776

قَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الرَّبُّ تبارك وتعالى: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ"، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} الآيَة [آل عمران: 169]. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3010].

6247 -

[52] وَعَنْهُ قَالَ: اسْتَغْفَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3852].

ــ

بأن اللَّه تعالى جعل أرواحهم في جوف طير خضر، فقد أحيا ذلك الطير بتلك الأرواح فصح الإحياء، وقيل: أراد بالإحياء إعطاء زيادة قوة لروحه، فشاهَدَ الحقَّ بتلك القوة وكلمه كفاحًا، وهذا الجواب أحسن وإن كان فيه مجاز لأن الأول يعم الشهداء كلهم فما وجه التخصيص؟

وأقول: إن الشهداء أحياء بالحياة المعنوية، فلعله أُحْيي بحياة حسية دنيوية تكريمًا له كما للأنبياء، ثم أبقي على تلك الحياة، أو أميت بعد ذلك، لكن الكلام يبقى في قوله تعالى:{أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر: 11]، وقد علم في أوائل الكتاب في (باب إثبات عذاب القبر)، والمراد بقوله:(تحييني): ترسلني وترجعني إلى الدنيا، كما يدل قوله:(أنهم لا يرجعون).

وقوله: (كفاحًا) كافح فلانًا: واجهه، كفحه يكفحه: كشف عنه غطاءه، أي: كلمه ليس بينهما حجاب ولا رسول، وقوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} الآية [الشورى: 51] مخصوص بهذا العالم.

6247 -

[52](وعنه) قوله: (خمسًا وعشرين مرة) لا يعرف أن هذا العدد كان في مجلس واحد أو كان في أوقات متعددة، وهذا هو الأظهر.

ص: 777

6248 -

[53] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُوبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ". رواه التِّرْمِذِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ". [ت: 3854، دلائل: 6/ 368].

6249 -

[54] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا إِنَّ عَيْبَتِيَ الَّتِي آوِي إِلَيْهَا أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّ كَرِشِيَ الأَنْصَارُ، فَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَاقْبَلُوا عَنْ مُحْسِنِهِمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. [ت: 394].

ــ

6248 -

[53](أنس) قوله: (ذي طمرين) في (القاموس)(1): الطمر بالكسر: الثوب الخلق، أو الكساء البالي من غير الصوف.

وقوله: (لا يوبه له) أي: لا يُحتفل ولا يبالى به لحقارته، وأصل الواو الهمزة قلبت بها لضمة ما قبلها، وفي (القاموس) (2): أَبهَ له، وبه، كمنع وفرح، أَبْهًا، ويحرك: فطن، أو نسيه ثم تفطن له، وهو لا يؤبه له، والأُبَّهَة: العظمة، والبهجة، والكبر، وتَأَبَّهَ: تكبر، وعن كذا: تنزه.

6249 -

[54](أبو سعيد) قوله: (إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي) قد ورد العيبة في شأن الأنصار، ولا ينافي ورودها في شأن غيرهم، فقد تكون متعددة، ويمكن أن يكون التقييد بـ (التي آوي إليها) -أي: أرجع إليها كثيرًا دائمًا- لتخصيص أهل البيت بزيادة الشرف والفضيلة وكثرة الرجوع إليهم.

وقوله: (فاعفوا عن مسيئهم) الظاهر أن الضمير للأنصار، كما صرح به في حديث أنس في (الفصل الأول)، وإن كان لفظ هذا الحديث يحتمل رجوعه إلى الكل

(1)"القاموس"(ص: 389).

(2)

"القاموس"(ص: 1119).

ص: 778

6250 -

[55] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا يُبْغِضُ الأَنْصَارَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. [ت: 3906].

6251 -

[56] وَعَنْ أَنَسٍ وَأَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَقْرِئْ قَوْمَكَ السَّلَامَ فَإِنَّهُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3903].

6252 -

[57] وَعَنْ جَابِرٍ: أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو حَاطِبًا إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! . . . . .

ــ

من أهل البيت والأنصار كما يقولون: الصالحون للَّه والطالحون لي، ومر معنى الكرش في (الفصل الأول).

6250 -

[55](ابن عباس) قوله: (لا يبغض الأنصار أحد يؤمن) وكيف يبغضهم المؤمن وهم ناصرو النبي صلى الله عليه وسلم وأولياؤه في تقوية الدين وتكميله؟ وكان المنافقون يبغضونهم حسدًا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلى أهل دينه.

6251 -

[56](أنس) قوله: (أقرئ) بفتح الهمزة وكسر الراء.

وقوله: (ما علمت) ما مصدرية أو موصولة، والتقدير: فإنهم في علمي بهم، أو فيما علمت، (أعفة) جمع عفيف، والعفة: الكف عما لا يحل ولا يحمل، و (صبر) بضمتين مع خفة الباء جمع صبور، وصحح أيضًا بضم الصاد وتشديد الباء المفتوحة جمع صابر، أي: صابرون على الفقر والفاقة، أو في القتال، أو عند الغضب، والأول أوفق بقوله:(أعفة).

6252 -

[57](جابر) قوله: (يشكو حاطبًا) لعل شكايته كانت لأجل وقعة

ص: 779

لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّار، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"كَذَبْتَ، لَا يَدْخُلُهَا فَإِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2195].

6253 -

[58] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلَا هَذِهِ الآيَةَ: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ هَؤُلَاءَ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ إِنْ تَوَلَّيْنَا اسْتُبْدِلُوا بِنَا ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَنَا؟ فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ثُمَّ قَالَ: "هَذَا وَقَوْمُهُ، وَلَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنَ الْفُرْسِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3261].

6254 -

[59] وَعَنْهُ قَالَ: ذُكِرَتِ الأَعَاجِمُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لأَنَا بِهِمْ أَوْ بِبَعْضِهِمْ أَوْثَقُ مِنِّي بِكُمْ أَوْ بِبَعْضِكُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3932].

ــ

كتابته إلى مشركي مكة، وقد يستأنس فيه بقوله:(ليدخلن حاطب النار)، ويحتمل أن يكون لأجل شيء آخر، واللَّه أعلم.

6253 -

[58](أبو هريرة) قوله: (ثم قال: هذا وقومه) وفي تفسير القاضي (1): أو الأنصار وأهل اليمن.

6254 -

[59](وعنه) قوله: (لأنا بهم أو ببعضهم أوثق مني بكم أو ببعضكم) قال الطيبي (2): المخاطبون قوم مخصوص دُعوا إلى الإنفاق في سبيل اللَّه فتقاعدوا، يدل عليه قوله تعالى في الحديث السابق:{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [محمد: 38]،

(1)"تفسير البيضاوي"(5/ 125).

(2)

"شرح الطيبي"(12/ 347).

ص: 780