المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل الثاني: - لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح - جـ ٩

[عبد الحق الدهلوي]

فهرس الكتاب

- ‌(28) كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق

- ‌1 - باب النفخ في الصور

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب الحشر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب الحوض والشفاعة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب رؤية اللَّه تعالى

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب صفة النار وأهلها

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب خلق الجنة والنار

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌(29) كتاب الفضائل والشمائل

- ‌1 - باب فضائل سيد المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب في أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب المبعث وبدء الوحي

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب علامات النبوة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب في المعراج

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب في المعجزات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب الكرامات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌(30) [كتاب المناقب]

- ‌1 - باب مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب مناقب الصحابة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب مناقب أبي بكر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب مناقب عمر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب مناقب عثمان رضي الله عنه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب مناقب هؤلاء الثلاثة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب مناقب علي بن أبي طالب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي اللَّه عنهم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌11 - باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌12 - باب جامع المناقب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌ تَسْمِيَةُ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي "الْجَامِعِ" لِلْبُخَارِيِّ:

- ‌13 - باب ذكر اليمن والشام وذكر أويس القرني

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌14 - باب ثواب هذه الأمة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

الفصل: ‌ الفصل الثاني:

5590 -

[25] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيَكُونُ عَلَيْهِ حَسْرَةً". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 6569].

5591 -

[26] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ! لَا مَوْتَ. فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنهِمْ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6548، م: 2850].

*‌

‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

5592 -

[27] عَن ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "حَوْضِي مِنْ عَدَنٍ. . . . .

ــ

5590 -

[25](أبو هريرة) قوله: (إلا أري) بلفظ المجهول وفيه ضمير هو مفعوله الأول، و (مقعده) منصوب مفعول ثان.

5591 -

[26](ابن عمر) قوله: (جيء بالموت) وقد جاء في رواية: (يؤتى على صورة كبش)، قيل: لكل شيء حقيقة ومثال في ذلك العالم، ومثال الموت الكبش، ومثال العلم اللبن، ومثال الإيمان الظلة، وأمثال ذلك، ومع قطع النظر عن ذلك يمثله اللَّه تعالى بذلك ليريهم عدمه وزواله بذبح الكبش، واللَّه أعلم.

الفصل الثاني

5592 -

[27](ثوبان) قوله: (من عدن) بلدة مشهورة من اليمن، جاء منصرفًا

ص: 88

إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَكْوَابُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ وُرودًا فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، الشُّعْثُ رُؤُوسًا، الدُّنْسُ ثِيَابًا،

ــ

وغير منصرف، (إلى عمان) في (القاموس) (1): عمان كشداد: بلدة بالشام، وكغراب: بلدة باليمن، انتهى، وقال الطيبي (2) موافقًا لما في (النهاية): موضع بالبحرين، والذي صحح في النسخ هو الأول، وعبارة الطيبي ظاهر في جواز الوجهين، وإضافته إلى البلقاء بفتح الموحدة وسكون اللام وبالقاف والمد، الذي هو بلدة بالشام يعين الأول. و (الأكواب) جمع كوب بالضم: كوز لا عروة له أو لا خرطوم له، كذا في (القاموس)(3).

وقوله: (عدد) بالرفع، أي: عددها عدد (نجوم السماء)، أو النصب بنزع الخافض. و (الشعث) بضم المثلثة وسكون العين: جمع شعث بفتح شين وكسر عين أو أشعث، يقال: رجل شعث، وشعر شعث، وأشعث فيهما، وامرأة شعثاء وشعثة، وهو متلبد الشعر المغبر، والشعث بفتحتين: انتشار الأمر، ومصدر الأشعث لمغبر الرأس، وفي الحديث:(أسألك رحمة تلم بها شعثي)(4)، أي: يجمع ويصلح بها ما تفرق من أمري. و (الدنس) صحح في باب النسخ بضمتين، وقيل: جمع دنس بفتحتين وهو الوسخ، وفي بعضها بسكون العين، وهو الأظهر، ويكون جمع دنس بكسر النون

(1)"القاموس المحيط"(ص: 1122).

(2)

"شرح الطيبي"(10/ 221).

(3)

"القاموس المحيط"(ص: 136).

(4)

أخرجه الترمذي (3419).

ص: 89

الَّذِينَ لَا يُنْكَحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ، وَلَا يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [حم: 22367، ت: 2444، جه: 4303].

5593 -

[28] وَعَن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَقَالَ: "مَا أَنْتُمْ جُزْءٌ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضِ". قِيلَ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: سَبع مِئَةٍ أَوْ ثَمَانُ مِئَةٍ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 4746].

5594 -

[29] وَعَن سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا،

ــ

كالشعث جمع شعث.

و(لا ينكحون) على صيغة المجهول أي: لو خطبوا المتنعمات من النساء لم يجابوا. و (لا يفتح لهم السدد) جمع سدة بالضم، وهو باب الدار، أي: لو دقّوا الأبواب واستأذنوا للدخول لم يفتح لهم ولم يؤذن.

5593 -

[28](زيد بن أرقم) قوله: (ما أنتم جزء) بالنصب والرفع على لغة الحجاز وبني تميم، قيل: أي لزيد بن أرقم، وليس المراد التحديد بل التكثير ولعلهم يكونون أقل من ذلك.

5594 -

[29](سمرة) قوله: (إن لكل نبي حوضًا) قال الطيبي (1): يجوز أن يحمل على ظاهره، وأن يحمل على المجاز ويراد به العلم والهدى، ولا خفاء في أن

(1)"شرح الطيبي"(10/ 221).

ص: 90

وَإِنَّهُمْ لَيَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدَةً". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 2443].

5595 -

[30] وَعَن أَنَسٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ: "أَنَا فَاعِلٌ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ؟ قَالَ: "اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟ قَالَ: "فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ" قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ؟ . . . . .

ــ

النصوص محمولة على ظاهرها ما لم يصرف عنه صارف، ولا ندري أي صارف هنا يصرف عن حمله على ظاهره ويدعو إلى التأويل بالعلم والهدى، كما جوزه الطيبي، ومجرد الاحتمال غير كاف، واللَّه أعلم.

وقوله: (أكثرهم واردة) المراد بها الأمة التي ترد على الحوض.

5595 -

[30](أنس) قوله: (فقال: أنا فاعل) أي: والقبول من اللَّه، وقد وعدني بالقبول أوكد وعد وأشده.

وقوله: (فأين أطلبك) أي: في أيِّ موضع أطلبك للشفاعة فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: هذه مواضع الشفاعة فاطلبني فيها، فافهم.

وقوله: (فاطلبني عند الميزان) قيل: المشهور أن الميزان قبل الصراط، ونظم هذا الحديث يدل على أن الصراط مقدم على الميزان، وأجيب بأن الطلب في المظان المرتبة يجوز أن يبدأ من كل طرف أراد الطالب، سواء كان من الطرف المتقدم أو المتأخر، وكذا ذكر المواقف المرتبة يجوز أن يبدأ من كل طرف، فإن الترتيب بحسب الذكر لا يدل على الترتيب بحسب الزمان، ولا بالطبع، ولا بحسب الذات، وأجيب أيضًا بأنه يجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم في وقت واحد تارة على الصراط، وتارة على الميزان، ويتكرر الوقوف

ص: 91

قَالَ: "فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ فَإِنِّي لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ الْمَوَاطِنَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 2433].

5596 -

[31] وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: قِيْلَ لَهُ: مَا الْمقَامُ الْمَحْمُود؟ قَالَ: "ذَلِكَ يَوْمَ يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى كُرْسِيِّهِ فَيَئِطُّ كَمَا يَئِطُّ الْرَّحْلُ الجَدِيدُ مِن تَضايُقِهِ، وَهُوَ كَسَعَةِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَيُجَاءُ بِكُمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا،

ــ

على كل واحد منهما، وبعض الناس يكونون مجتازين من الصراط، وبعضهم يوزن أعمالهم في وقت واحد، فتأمل.

وقوله: (هذه الثلاث) بلا تاء بتأويل البقاع، وقد يروى بالتاء وهو ظاهر.

5596 -

[31](ابن مسعود) قوله: (وذلك يوم ينزل اللَّه تعالى على كرسيه) ويحكم بين العباد، هذا توطئة للجواب، والجواب في قوله:(ثم أقوم عن يمين اللَّه. . . إلخ)، والحديث من المتشابهات، وهو تشبيه وتمثيل وخلاصة وزبدة بيان عظمة اللَّه تعالى وكبريائه، ومعاني المفردات غير ملحوظة، وقد يقال:(كرسيه) مأخوذ من كرسي العالم أو الملك، وقد ورد:(ما السماوات السبع والأرضون السبع مع الكرسي إلا كحلقة [ملقاة] في [أرض] فلاة)، وقيل: أفضل، العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة، ويظهر من هذا أن قوله:(وهو كسعة ما بين السماء والأرض) تصوير لعظمته بحسب العرف لا بحسب المقدار، والمقصود من ذكره دفع توهم ضيقه لتشبيهه بالرحل وأطيطه لتضايقه كما ورد في سعة الجنة: عرضها السماوات والأرض، والرحل للإبل كالسرج للفرس، والجمع رحال، والأطيط: صوت الرحل والسرج، يقال: أط الرحل يئط أطيطًا: صوت، وقد يطلق على أنين الإبل تعبًا أو حنينًا أو زرمة، و (الغرل)

ص: 92

فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيْمُ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اكْسُوا خَلِيلِي بِرَيْطَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ مِنْ رِيَاطِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ أُكْسَى عَلَى أَثَرِهِ، ثُمَّ أَقُومُ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ مَقَامًا يَغْبِطُنِيَ الأَوَّلُونَ وَالآخَرُونَ". رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ. [دي: 2/ 419].

5597 -

[32] وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: . . . . .

ــ

جمع الأغرل، وهو من لم يختن، وقد مر.

و(الريطه): كل ملاءة غير ذات لِفْقَين، كلها نسج واحد، وقطعة واحدة، أو كل ثوب لين رقيق، كالرائطة، كذا في (القاموس) (1). وفي (مجمع البحار) (2): ريط بفتح الراء وسكون ياء: كل ملاءة ليست بنفيس، وقيل: كل ثوب رقيق لين من كتان ولم يكن قطعتين متضامتين بل واحدة.

وقوله: (ثم أكسى على أثره) قد مر الكلام في تقديم إبراهيم في الكسوة في (الفصل الأول) من (باب الحشر)، وأنه لا يدل على تفضيله على محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تقديمه لأجل أبوته صلى الله عليه وسلم، وأما ما قيل: إنه صلى الله عليه وسلم يبعث كاسيًا فينافيه ظاهر قوله: (ثم أكسى على أثره)، اللهم إلا أن يقال: يبعث كاسيًا ثم يكسى أيضًا مع الأنبياء مكررًا لكمال شرفه وفضله، والتقديم في الكسوة شيء جزئي، ولكن الفضل كل الفضل قيامه مقامًا يغبطه فيه الأولون والآخرون، وفيه فضله على الملائكة والثقلين، عليه من الصلاة أفضلها ومن التحيات أتمها وأكملها.

5597 -

[32](المغيرة بن شعبة) قوله: . . . . .

(1)"القاموس المحيط"(ص: 615).

(2)

"مجمع بحار الأنوار"(2/ 412).

ص: 93

"شِعَارُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 2432].

5598 -

[33] وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. [ت: 2435، د: 4739].

5599 -

[34] وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ جَابِرٍ. [جه: 4310].

5600 -

[35] وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَانِي آتٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّي، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، وَهِيَ لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. [ت: 2441، جه: 4317].

5601 -

[36] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الجَدْعَاءِ قَالَ: . . . . .

ــ

(شعار المؤمنين) في (القاموس)(1): الشعار ككتاب: العلامة في الحرب والسفر، وهذه الكلمة علامة للمؤمنين به يعرفون أنهم مؤمنون.

5598، 5599 - [33، 34](أنس، وجابر) قوله: (شفاعتي لأهل الكبائر) أي: لوضع السيئات، وأما الشفاعة لرفع الدرجات فلكل من الأتقياء والأولياء، وذلك متفق عليه بين أهل الملة.

5600 -

[35](عوف بن مالك) قوله: (فاخترت الشفاعة) لأنها قد تعم الكل كما سبقت من الأحاديث.

5601 -

[36](عبد اللَّه بن أبي الجدعاء) قوله: (أبي الجدعاء) بفتح الجيم

(1)"القاموس المحيط"(ص: 388).

ص: 94

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالدَّارِمِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. [ت: 2438، دي: 2/ 432، جه: 4316].

5602 -

[37] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَشْفَعُ لِلْفِئَامِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَشْفَعُ لِلْقَبِيلَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَشْفَعُ لِلْعُصْبَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَشْفعُ لِلرَّجُلِ حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2440].

5603 -

[38] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل وعَدَنِي أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفٍ بِلَا حِسَابٍ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: وَهَكَذَا، فَحَثَا بِكَفَّيْهِ وَجَمَعَهُمَا،

ــ

وسكون الذال المعجمة، الكناني. وفي (جامع الأصول) (1): الجدعاء بفتح الجيم وسكون الدال المهملة، ويقال: الكناني.

5602 -

[37](أبو سعيد) قوله: (للفئام) بالكسر: الجماعة من الناس لا واحد له من لفظه، وقد سبق، والقبيلة: بنو أب واحد، كذا في (القاموس)(2)، و (العصبة) بالضم من الرجال والخيل والطير: ما بين العشرة إلى الأربعين كالعصابة.

وقوله: (حتى يدخلوا الجنة) أي: المشفعون، وقال الطيبي (3): الضمير لجميع الأمة، أي: تنتهي شفاعتهم إلى أن يدخل جميعهم الجنة.

5603 -

[38](أنس) قوله: (فقال أبو بكر: زدنا يا رسول اللَّه) أي: زدنا في

(1)"جامع الأصول"(12/ 567).

(2)

"القاموس المحيط"(ص: 964).

(3)

"شرح الطيبي"(10/ 227).

ص: 95

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: وَهَكَذَا، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنَا يَا أَبَا بَكْرٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ كُلَّنَا الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل إِنْ شَاءَ أَنْ يُدْخِلَ خَلْقَهُ الْجَنَّةَ بِكَفٍّ وَاحِدٍ فَعَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقَ عُمَرُ". رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ". [شرح السنة: 4335].

5604 -

[39] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُصَفُّ أَهْلُ النَّارِ، فَيَمُرُّ بِهِمُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ أَنَا الَّذِي سَقَيْتُكَ شَرْبَةً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَا الَّذِي وَهَبْتُ لَكَ وَضُوءًا، فَيَشْفَعُ لَهُ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ". رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ. [جه: 3685].

ــ

الإخبار عما وعدك ربك من إدخال أمتك الجنة بشفاعتك؛ لأنه وعده أكثر من ذلك، كما مرّ من حديث أبي أمامة في (باب الحساب):(سبعين ألفًا مع كل ألف سبعون ألفًا وثلاث حثيات)، أو زدنا بالسؤال عن ربك، وقول عمر رضي الله عنه:(دعنا يا أبا بكر) أي: دعنا نخاف العذاب، ونعمل ولا نتكل.

وقوله: (بكف واحد) أي: بعطاء واحد، أي: لو أراد أن يدخل خلقه كله بفضله ورحمته فعل، فإن رحمته أوسع من ذلك، قيل: ما ذهب إليه أبو بكر هو من باب الجوار والمسكنة، وما ذهب إليه عمر هو من باب الرضاء والتسليم، وقيل: إنما لم يجب صلى الله عليه وسلم أبا بكر أولًا بما قال عمر، وصدقه ثانيًا؛ لأن للبشارات مدخلًا عظيمًا في التوجه والعمل، وكلام عمر رضي الله عنه أيضًا بشارة بل أعظم، فالمآل واحد، فافهم.

5604 -

[39](وعنه) قوله: (يصف) من باب نصر، وروي مجهولًا ومعلومًا.

وقوله: (فيقول الرجل منهم) أي: من أهل النار.

وقوله: (أنا الذي سقيتك شربة) فيه تحريض على الإحسان للصالحين.

ص: 96

5605 -

[40] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ رَجُلَيْنِ مِمَّنْ دَخَلَ النَّارَ اشْتَدَّ صِيَاحُهُمَا، فَقَالَ الرَّبُّ تَعَالَى: أَخْرِجُوهُمَا. فَقَالَ لَهُمَا: لِأَيِّ شَيْءٍ اشْتَدَّ صِيَاحُكُمَا؟ قَالَا: فَعَلْنَا ذَلِكَ لِتَرْحَمَنَا. قَالَ: فَإِنَّ رَحْمَتِي لَكُمَا أَنْ تَنْطَلِقَا فَتُلْقِيَا أَنْفُسَكُمَا حَيْثُ كُنْتُمَا مِنَ النَّارِ، فَيُلْقِي أَحَدُهُمَا نَفْسَهُ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا، وَيَقُومُ الآخَرُ فَلَا يُلْقِي نَفْسَهُ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ تَعَالَى: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُلْقِيَ نفسَكَ كَمَا أَلْقَى صَاحِبُكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ! إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لَا تُعِيدَنِي فِيهَا بَعْدَمَا أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا. فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ تَعَالَى: لَكَ رَجَاؤُكَ. فَيُدْخَلَانِ جَمِيعًا الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2599].

5606 -

[41] وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ، ثم يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ، فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ، ثُمَّ كَالرِّيحِ، ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ،

ــ

5605 -

[40](أبو هريرة) قوله: (فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها اللَّه بردًا وسلامًا. . . إلخ)، في الحديث فضل الرضاء والتسليم والدعاء والسؤال معًا.

5606 -

[41](ابن مسعود) قوله: (يرد الناس النار) وذلك عند الجواز عن الصراط، ويفهم منه أن الصراط على النار، وعليه الأكثرون، وذلك قوله تعالى:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71]، والمراد بالصدور النجاة منها، واعتبار التراخي في الأول الذي هو كلمح البرق من جهة أن الورود على النار والمرور عليها وإن كان لمحةً يسيرة فكأنه ممتد، فافهم. و (الحضر) بالضم: ارتفاع الفرس في عدوه، كالإحضار أعني: العدو الشديد.

ص: 97