الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الثَّانِي:
6152 -
[18] عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حِجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3786].
6153 -
[19] وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ،
ــ
الفصل الثاني
6152 -
[18](جابر) قوله: (كتاب اللَّه) بالنصب بدل من (ما)، (وعترتي) عطف عليه، و (أهل بيتي) بيان لـ (عترتي)، عترة الرجل: نسله ورهطه وعشيرته الأدنون ممن مضى وغبر، وبيَّنه صلى الله عليه وسلم بـ (أهل بيتي) تشريفًا وتكريمًا لهم بكونهم أهل بيته ومخالطين ومقتبسين من أنواره فائزين بأسراره، والظاهر أن المراد بأهل البيت ههنا أخص من أولاد الجد القريب وهم بنو هاشم بل أولاده وذريته، والعترة أعم من ذلك، فافهم.
6153 -
[19](زيد بن أرقم) قوله: (كتاب اللَّه حبل ممدود) صحِّح (كتاب) هنا بالنصب والرفع، والظاهر أن في الحديث السابق أيضًا يكون كذلك لكنه لم يجعل في النسخ.
وقوله: (حبل ممدود من السماء إلى الأرض) قد عرف معناه في (الفصل الأول)، وإنما كان القرآن أعظم لأنه أسوة للعترة، وهم متمسكون به ومقتدون به، وهو صفة اللَّه تعالى.
وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3788].
6154 -
[20] وَعَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيِّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: "أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3870].
6155 -
[21] وَعَنْ جُمَيع بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَمَّتِي عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلْتُ: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: فَاطِمَةُ. فَقِيلَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَتْ: زَوْجُهَا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3874].
ــ
وقوله: (ولن يتفرقا) أي: يفارقاني في مواطن القيامة ومشاهدها (حتى يردا علىّ) بتشديد الياء، و (الحوض) منصوب مفعول (يردا)، يعني: فيشكرانكم صنيعكم عندي.
وقوله: (فانظروا) أي: تأملوا وتفكروا كيف تكونوا خلفًا لي بعدي عاملين متمسكين بهما.
6154 -
[20](وعنه) قوله: (أنا حرب) أي: محارب، و (السلم) بالكسر والفتح: الصلح.
6155 -
[21](جميع بن عمير) قوله: (وعن جميع بن عمير) كلاهما على لفظ التصغير.
وقوله: (قالت: زوجها) انظر إلى إنصاف الصديقة وصدقها على زعم من يزعم من الزائغين خلاف ذلك، ولقد استحيت أن تذكر نفسها وأباها، ولا يبعد أن لو سئلت فاطمة عن ذلك لقالت: عائشة وأبوها، وقد ورد كذلك في رواية عن غير فاطمة رضي الله عنها،
6156 -
[22] وَعَن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ: أَنَّ الْعَبَّاسَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: "مَا أَغْضَبَكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ إِذَا تَلَاقَوْا بَينَهُمْ تَلَاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشَرَةٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ؟ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ:"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ"، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ آذَى عَمِّي فَقَدْ آذَانِي، فَإِنَّمَا عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَفِي "الْمَصَابِيحِ" عَنِ الْمُطَّلِبِ. [ت: 3785].
ــ
ومن هنا يعلم أن الوجوه مختلفة والحيثيات متعددة، وبهذا تنحلُّ الشبهات ويخلص عن الورطات.
6156 -
[22](عبد المطلب) قوله: (وعن عبد المطلب بن ربيعة) اعلم أن ربيعة بن الحارث ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والحارث عمه، ولربيعة صحبة، وله ابن يقال له: المطلب بن ربيعة، ويقال: عبد المطلب بن ربيعة، وهو الأكثر، وله أيضًا صحبة.
وقوله: (مغضبًا) بفتح الضاد، أغضبه فلان: حمله على الغضب.
وقوله: (بوجوه مبشرة) بضم الميم وسكون الباء وفتح الشين المعجمة، أي: عليها البشر -بالكسر- وهو الطلاقة، وروي (مسفرة) ببناء اسم الفاعل من الإسفار، أي: مضيئة مشرقة. و (الصنو) بكسر الصاد وبضم وسكون النون، أي: مثله، والنخلتان فما زاد في الأصل الواحد، كل منهما صنو، أو عامٌّ فِي جميع الأشجار، وهما صنوان وصنيان مُثَلَّثَان، كذا في (القاموس)(1).
(1)"القاموس"(ص: 1173).
6157 -
[23] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْعَبَّاسُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3759].
6158 -
[24] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَلْعَبَّاسِ: "إِذَا كَانَ غَدَاةَ الِاثْنَيْنِ فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ حَتَّى أَدْعُوَ لَكُمْ بِدَعْوَةٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا وَوَلَدَكَ" فَغَدَا وَغَدَوْنَا مَعَهُ وَأَلْبَسَنَا كِسَاءَهُ، ثُمَّ قَالَ:"اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللهُمَّ احْفَظْهُ فِي وَلَدِهِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَزَادَ رَزِينٌ: "وَاجْعَلِ الْخِلَافَةَ بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ". وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3762].
6159 -
[25] وَعَنْهُ أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ. . . . .
ــ
6157 -
[23](ابن عباس) قوله: (العباس مني وأنا منه) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أصل باعتبار الشرف والفضل والنبوة، وعباس أصل من جهة النسب والعمومة، فافهم.
6158 -
[24](وعنه) قوله: (وولدك) الظاهر أن المراد جنس الولد لا عبد اللَّه ابن عباس وحده، فافهم.
وقوله: (أدعو لكم) وفي بعض الروايات: (لهم).
وقوله: (وألبسنا كساءه) وفي رواية: (فشملنا بملاءته ثم قال: اللهم هذا عمي وصنو أبي فاستره وولده من النار كستري إياهم بملاءتي هذه).
وقوله: (اللهم احفظه في ولده) أي: أكرمه وراع أمره لئلا يضيع في شأن ولده، يقال: حفظه نفسه: لم يُصيِّعْه ولم يتبذله فيما لا يعنيه، ومنه:(احفظوا أيمانكم).
6159 -
[25](وعنه) قوله: (أنه رأى جبرئيل مرتين) ذكر السيوطي في (جمع
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الجوامع) (1): عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد انصرف من صلاة الظهر وعَلَيَّ ثياب بيض، وهو يناجي دحية الكلبي فيما ظننت، وكان جبريلَ ولا أدري، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول اللَّه! هذا ابن عباس، أما إنه لو سلَّم علينا لرددنا عليه، أما إنه شديد وضح الثياب، ولتلبسنَّ ذريته من بعده السواد، فلما عرج جبريل وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ما منعك أن تسلم إذ مررت آنفا؟ ) قلت: يا رسول اللَّه! مررت بك وأنت تناجي دحية الكلبي فكرهت أن أقطع نجواكما بردكما علي السلام، قال:([لقد أثبتَّ النظر] ذلك جبريل)، الحديث، ورواه ابن عساكر، وذكر الترمذي أنه رأى جبرئيل مرتين، كذا في (جامع الأصول)(2).
وأقول: كان جبرئيل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية، وكان أصحابه يرونه يحسبون أنه دحية، فما وجه تخصيص ابن عباس بذلك؟ فلعله رآه في عالم الملكوت متمثلًا بصورة دحية جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم مناجيًا إياه، ورؤية الصحابة كان في عالم الناسوت، فهذا وجه تخصيص ابن عباس برؤية جبرئيل دون غيره من الصحابة، ويدل عليه ما جاء في رواية ابن النجار عن ابن عباس قال: دخلت أنا وأبي على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما خرجنا من عنده قلت لأبي: ما رأيتَ الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ ما رأيتُ رجلًا أحسن وجهًا منه، فقال لي: هو كان أحسن وجهًا أم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: هو، وما جاء في آخر حديث ميمون بن مهران المذكور أنه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:(ذلك جبرئيل، وليس أحد رآه غير نبي إلا ذهب بصره، وبصرك ذاهب، وهو مردود عليك يوم وفاتك)، فلما
(1) انظر: "جامع الأحاديث"(39129)، و"كنز العمال"(37190).
(2)
"جامع الأصول"(9/ 63).
وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مرَّتَيْنِ. رَوَاهُ التِّرْمِذيُّ. [ت: 3822].
6160 -
[26] وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: دَعَا لي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُؤْتيَني اللَّهُ الْحِكْمَةَ مرَّتَيْنِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3823].
6161 -
[27] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ جَعْفَرٌ يُحِبُّ الْمَسَاكِينَ وَيَجْلِسُ إِلَيْهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ،
ــ
مات ابن عباس وأدرج في أكفانه انقض طائر أبيض فأتى بين أكفانه وطلب فلم يوجد، فقال عكرمة مولى ابن عباس: أحمقى أنتم؟ هذا بصره الذي وعده رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يرد عليه يوم وفاته، فلما أتوا به القبر ووضع في لحده تُلُقِّيَ بكلمة سمعها من كان على شفير القبر:{يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} الآية [الفجر: 27 - 28].
وقوله: (دعا له مرتين) أحدهما ما مرّ من حديثه: ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره فقال: (اللهم علمه الحكمة، أو علمه الكتاب)، وثانيهما أيضًا حديثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءًا، فلما خرج قال:(من وضع هذا الماء؟ ) فأخبره، فقال:(اللهم فقِّهه في الدين)، وكلا الحديثين مرّ في، (الفصل الأول)، ويحتمل أن يكون إحدى المرتين حين بات في بيت ميمونة فقام بالليل، وثانيهما ما دعا له لولد العباس في الحديث المذكور آنفًا، والحديثان السابقان كلاهما يكون مرة واحدة في بيتوتته بتعدد الروايتين، واللَّه أعلم.
6160 -
[26](وعنه) قوله: (أن يؤتيني اللَّه الحكمة مرتين) هذا الحديث ظاهر في أن المراد بالدعاء مرتين هو ما ذكر في الحديثين السابقين؛ لأن في دعاء ولد العباس ليس ذكر الحكمة والفقه صريحًا.
6161 -
[27](أبو هريرة) قوله: (يحب المساكين ويجلس إليهم) فيه دلالة
وَكَانَ (1) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكَنِّيهِ بِأَبِي الْمَسَاكِينِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3766].
6162 -
[28] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ جَعْفَرًا يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3763].
6163 -
[29] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجنَّةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3768].
ــ
على أن حب الكبراء وأربابِ الشرف المساكينَ وتواضعَهم لهم يزيد في فضلهم، ويعدُّ ذلك من مناقبهم.
6162 -
[28](وعنه) قوله: (يطير في الجنة مع الملائكة) ولهذا سمي رضي الله عنه بجعفر الطيار وبذي الجناحين، كما مرّ في (الفصل الأول).
6163 -
[29](أبو سعيد) قوله: (سيدا شباب أهل الجنة) هو جمع شاب وهو من بلغ إلى ثلاثين، ولا يجمع فاعل على فَعَال غيره، يجمع على شببة، والشبان أيضًا، قيل: يعني: أفضل ممن مات شابًا في سبيل اللَّه من أصحاب الجنة، كذا نقل الطيبي (2)، وفيه نظر؛ لأنه لا وجه لتخصيص فضلهما على من مات شابًا بل هما أفضل من كثير ممن مات شيخًا، فالأولى ما قيل: إن المراد: هما سيدا أهل الجنة؛ لأن أهل الجنة كلهم شباب، لكن يخص بما سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين.
وقيل: أراد بالشباب الفتيان من الفتوة بمعنى الكرم، كما يقال: فلان فتى، وإن كان شيخًا مشيرًا إلى فتوته ومروءته، فتدبر.
(1) في نسخة: "فكان".
(2)
"شرح الطيبي"(12/ 302).
6164 -
[30] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ هُمَا رَيْحَانَيَّ مِنَ الدُّنْيَا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَدْ سَبَقَ فِي الْفَصْلِ الأَوَّلِ. [ت: 3813].
6165 -
[31] وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: طَرَقْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ، وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ؟ فَكَشَفَهُ فَإِذَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى وَرِكَيْهِ. فَقَالَ: "هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِي، اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3769].
ــ
ويجوز أن يكون سماهما شبابًا مع كونهما كهلين تحببًا وتعطفًا كما يسمي الوالد ولده صغيرًا ووليدًا وإن كان شابًّا مسنًّا، واللَّه أعلم.
6164 -
[30](ابن عمر) قوله: (وقد سبق في الفصل الأول) كأنه تعريض على صاحب (المصابيح) في ذكره مكررًا من غير أن يكون بينهما اختلاف يعتد به.
6165 -
[31](أسامة بن زيد) قوله: (طرقت) أي: أتيت، والطرق والطروق: الإتيان بالليل (على وركيه) بالفتح والكسر وككتف: ما فوق الفخذ، كالكتفين فوق العضدين.
وقوله: (ابناي) دل على أن ابن البنت ابن كابن الابن، وفيه ثبوت شرف النسب من جهة الأم ردًّا على من أنكره، والحجة على ذلك قوله تعالى:{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 34].
6166 -
[32] وَعَنْ سَلْمَى قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَعْنِي فِي الْمَنَامِ- وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3771].
6167 -
[33] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ"، وَكَانَ يَقُولُ لِفَاطِمَةَ:"ادْعِي لِي ابْنَيَّ" فَيَشُمُّهُمَا وَيَضُمُّهُمَا إِلَيْهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3772].
6168 -
[34] وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُنَا إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ،
ــ
6166 -
[32](سلمى) قوله: (دخلت على أم سلمة) ماتت رضي الله عنها سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة اثنين وستين، والأول أصح، وكانت شهادة سيدنا الحسين سنة إحدى وستين، فتدبر.
6167 -
[33](أنس) قوله: (فيشمهما) بضم الشين وفتحها من علم ونصر، في (القاموس) (1): شممته بالكسر والفتح أشمه بالفتح والضم.
6168 -
[34](بريدة) قوله: (ويعثران) أي: يسقطان على الأرض لصغر سنهما كضرب ونصر وعلم وكرم، كذا في (القاموس)(2).
(1)"القاموس"(ص: 1016).
(2)
المصدر السابق (ص: 393).
فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"صَدَقَ اللَّهُ {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ. [ت: 3774، د: 1109، ن: 1413].
6169 -
[35] وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3775].
6170 -
[36] وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْحَسَنُ أَشْبَهَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. . . . .
ــ
وقوله: (فلم أصبر) وذلك لغاية تأثير الرقة والرحمة والشفقة في قلبه الشريف.
6169 -
[35](يعلى بن مرة) قوله: (وعن يعلى بن مرة) بضم الميم وتشديد الراء.
وقوله: (سبط من الأسباط) بكسر السين: ولد الولد، مأخوذ من السبط وهو الشجر له أغصان كثيرة وأصله واحد، ويطلق على القبيلة، إشارة إلى أن نسله يكون أكثر وأبقى، وفي (القاموس) (1): هو بالكسر ولد الولد، والقبيلة من اليهود، والجمع أسباط، و (حسين سبط من الأسباط) أمة من الأمم.
6170 -
[36](علي) قوله: (أشبه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) في (القاموس)(2): أشبهه: ماثله.
(1) المصدر السابق (ص: 602).
(2)
المصدر السابق (ص: 1123).
مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3779].
6171 -
[37] وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ لأُمِّي: دَعِيني آتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأُصلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ فَسَمِعَ صَوتي فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ حُذَيْفَةُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "مَا حَاجَتُكَ؟ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَلأُمِّكِ، إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلِ الأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3781].
6172 -
[38] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: . . . . .
ــ
وقوله: (ما بين الصدر إلى الرأس) متعلق بـ (أشبه) بتقدير في، قال الطيبي (1): هو بدل من الفاعل [المضمر في أشبه] أو [من] المفعولِ بدلَ البعض.
6171 -
[37](حذيفة) قوله: (فصلى) أي: النوافل (حتى صلى العشاء) وفيه شغل بين العشائين بصلاة النافلة.
وقوله: (من هذا؟ ) استفهم ثم عرف فقال: (حذيفة؟ ) أي: هذا حذيفة، أو أنت حذيفة.
6172 -
[38](ابن عباس) قوله: . . . . .
(1)"شرح الطيبي"(12/ 304).
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَامِلًا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ فَقَالَ رَجُلٌ: نِعْمَ الْمَرْكَبُ رَكِبْتَ يَا غُلَامُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَنِعْمَ الرَّاكِبُ هُوَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3784].
6173 -
[39] وَعَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ فَرَضَ لأُسَامَةَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَخَمْسِ مِئَةٍ، وَفَرَضَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لأَبِيهِ: لِمَ فَضَّلْتَ أُسَامَةَ عَلَيَّ؟ فَوَاللَّهِ مَا سَبَقَنِي إِلى مَشْهَدٍ. قَالَ: لأَنَّ زَيْدًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَبِيكَ، وَكَانَ أُسَامَةُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْكَ، فَآثَرْتُ حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حبِّي. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3813].
6174 -
[40] وَعَنْ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ابْعَثْ مَعِي أَخِي زَيْدًا. قَالَ: "هُوَ ذَا فَإِنِ انْطَلَقَ مَعَكَ لَمْ أَمْنَعْهُ". قَالَ زَيْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَاللَّهِ لَا أَخْتَارُ عَلَيْكَ أَحَدًا. قَالَ: فَرَأَيْتُ رَأْيَ أَخِي أَفْضَلَ مِنْ رَأْيِي. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3815].
ــ
(ونعم الراكب هو) بالواو، وهذا كالواو في قوله:(وعليك السلام).
6173 -
[39](عمر) قوله: (فرض لأسامة) أي: قدَّر من بيت المال رزقًا له، و (الحب) بكسر الحاء: المحبوب.
6174 -
[40](جبلة) قوله: (وعن جبلة بن حارثة) بفتح الجيم والموحدة واللام، أخو زيد بن حارثة الكبير.
وقوله: (ابعث معي أخي زيدًا) يعني يكون معي مفارقًا لخدمتك.
وقوله: (قال) أي: جبلة.
6175 -
[41] وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَبَطْتُ وَهَبَطَ النَّاسُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أُصْمِتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ يَدَيْهِ عَليَّ وَيَرْفَعُهُمَا، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3817].
6176 -
[42] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُنَحِّي مُخَاطَ أُسَامَةَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: دَعْنِي حَتَّى أَنَا الَّذِي أَفْعَلُ. قَالَ: "يَا عَائِشَةُ أَحِبِّيهِ فَإِنِّي أُحِبُّهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3818].
ــ
6175 -
[41](أسامة بن زيد) قوله: (هبطت وهبط الناس) وذلك حين جهز جيشه ونزل بالجرف موضع خارج المدينة، وعرض لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الحمى والصداع فتوفي بعد أيام، وإنما قال: هبط لأن الجرف في علو المدينة كعرفات من مكة، والعرب إذا جاؤوا من عرفات بمكة يقولون: هبطنا إلى مكة، وإذا ذهبوا إلى عرفات قالوا: صعدنا إلى عرفات، بل يقولون في المسجد إذا ذهبوا إلى باب السلام: صعدنا إلى باب السلام.
وقوله: (وقد أصمت) بلفظ المجهول من الإصمات، أي: أسكت واعتقل لسانه.
6176 -
[42](عائشة) قوله: (أن ينحي مخاط) أي: يزيل ما كان يخرج من أنفه من الماء، والمخاط بضم الميم: ما يسيل من الأنف، وقول عائشة رضي الله عنها:(دعني حتى أنا الذي أفعل) كأنها كرهت بتنحيه صلى الله عليه وسلم مخاطه.
وقوله: (أنا الذي أفعل) من باب: أنا الذي سمتني أمي.
6177 -
[43] وَعَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِذْ جَاءَ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ يَسْتَأْذِنَانِ فَقَالَا لأُسَامَةَ: اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ يَسْتَأْذِنَانِ. فَقَالَ: "أَتَدْرِي ما جَاءَ بِهِمَا؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: "لَكِنِّي أَدْرِي ائْذَنْ لَهُمَا" فَدَخَلَا فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ أَيُّ أَهْلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ"، قَالَا: مَا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ أَهْلِكَ، قَالَ:"أَحَبُّ أَهْلِي إِلَيَّ مَنْ قَد أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ، أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ" قَالَا: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ"، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! جَعَلْتَ عَمَّكَ آخِرَهُمْ؟ قَالَ: "إِنَّ عَلِيًّا سَبَقَكَ بِالْهِجْرَةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3819].
ــ
6177 -
[43](أسامة) قوله: (فاطمة بنت محمد) في هذا الوصف تفخيم وتعظيم لها، وبيان لعلة الحكم.
وقوله: (عن أهلك) أي: عن أولادك وأزواجك.
وقوله: (من النساء) ليس في (جامع الترمذي) ولا في (جامع الأصول) ويوجد في نسخ (المصابيح).
وقوله: (أسامة بن زيد) لا شك أن المنصوص عليه بإنعام اللَّه ورسوله هو زيد ابن حارثة أبو أسامة؛ لقوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} ، أي: بالهداية والكرامة، {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37] أي: بالإعتاق والتبني، ولكن التربية والإنعام على الوالد إنعام على ولده، كما ذكروا في قوله تعالى:{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} الآية [البقرة: 40]. وبهذا الاعتبار قال: (أسامة بن زيد) كأنه يقول: زيد وابنه أسامة.