الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَجَبَّارٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَخَوَّارٌ فِي الإِسْلَامِ؟ إِنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ الْوَحْيُ وَتَمَّ الدِّينُ، أَيَنْقُصُ وَأَنا حَيٌّ؟ . رَوَاهُ رَزِينٌ.
* * *
4 - باب مناقب عمر
ــ
وقوله: (وخوار) بفتح الخاء المعجمة وتشديد الواو بمعنى الضعيف بصيغة المبالغة، والخور بالتحريك: الضعف، أنكر عليه ضعفه ووهنه في أمر الدين في هذه القضية مبالغة، وفي هذا كمال الشجاعة والقوة في الدين للصديق الأكبر رضي الله عنه.
4 -
باب مناقب عمر رضي الله عنه
مناقبه كثيرة، ويكفي في ذلك أن اللَّه تعالى أيد به الدين إجابة لدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأعلى من ذلك كله أنه كان يلهم الصواب، ويُلقى في رُوعِهِ الحق، وكان يطابق رأيه الوحي والكتاب، وهو الشيخ المحدَّث المجاب الناطق بالصدق والصواب، ورأيه دليل حقِّيةِ خلافةِ الصديق كما أن قتل عمار بن ياسر دليل حقانية عليٍّ المرتضى رضي اللَّه تعالى عنهم أجمعين.
وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن. وأخرج ابن عساكر عن علي رضي الله عنه قال: إن في القرآن لرأيًا من رأي عمر. وأخرج عن ابن عمر مرفوعًا: ما قال الناس في شيء قال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر، كذا ذكر السيوطي في (تاريخ الخلفاء)(1).
وذكر أن موافقات عمر قد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين، فمنها اتخاذ مقام
(1)"تاريخ الخلفاء"(ص: 99 - 101).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
إبراهيم مصلًّى، واحتجاب نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5]، وسيجيء ذكره في أول الفصل الثالث، وإشارته بقتل أسارى بدر، وقصته مذكورة في تفسير قوله تعالى:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67]، وفي تحريم الخمر حيث قال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، ولما نزل قوله تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} الآية [المؤمنون: 12]، قال رضي الله عنه: فتبارك اللَّه أحسن الخالقين، فنزلت:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14]، وقوله تعالى:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] في قصة موت عبد اللَّه بن أبيٍّ وصلاته صلى الله عليه وسلم، وقوله تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]، روي أنهم كانوا قبل نزول هذه الآية إذا صلوا العشاء حرم عليهم الطعام والشراب والجماع، وكان عمر يتمنى أن تحل لهم هذه الأشياء إلى طلوع الفجر، ووقع ليلة على أهله فجاء إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يترخص في ذلك، فنزلت، ولما استشار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر بالخروج فنزلت:{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} الآية [الأنفال: 5]، واستشارهم صلى الله عليه وسلم في قصة الإفك قال عمر: من زوجكها يا رسول اللَّه؟ قال: اللَّه، قال: أفتظن أن ربك دلَّس عليك فيها؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك. وجاء أن يهوديًّا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، لو نزل ميكائيل لآمنا به، فقال عمر: من كان عدوًا للَّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن اللَّه عدو له فنزلت، ولما نزل قوله تعالى:{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 13 - 14] بكى عمر وقال: يا رسول اللَّه! آمنا باللَّه وبرسوله وصدقنا كلامه وينجو منا قليل؟ فنزل قوله
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39 - 40]، فأرسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى عمر وقال: قد أنزل اللَّه تعالى فيما قلت، وقوله تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} الآية [النساء: 65]، وقصته أنه اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فأتيا إليه، فقال الرجل: قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على هذا، فقال: ردنا إلى عمر، فقال: أكذلك؟ قال: نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما، فخرج إليهما مستلًّا عليه سيفه فضرب الذي قال: ردنا إلى عمر، فقتله، فأنزل اللَّه تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65]، فأهدر دم الرجل وبرئ عمر من قتله، وكذلك آية الاستئذان في الدخول، وذلك أنه دخل عليه غلامه وكان نائمًا، فقال: اللهم حرم الدخول، فنزلت آية الاستئذان، وقوله في اليهود: إنهم قوم بهت، وتلاوة: الشيخ والشيخة إذا زنيا، الآية، وقوله يوم أحد لما قال أبو سفيان: أفي القوم فلان؟ ألا نجيبه؟ فوافقه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: كلهم حاضرون فمن تطلبهم؟ فقال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال عمر: اللَّه مولانا ولا مولى لكم، فنزل قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11].
وروي أن كعب الأحبار قال: ويل لملك الأرض من ملك السماء، فقال عمر: إلا ما حاسب نفسه، فقال كعب: والذي نفسي بيده إنها في التوراة تابِعَتها، فخرّ عمر ساجدًا.
وقال السيوطي: رأيت في (الكامل) لابن عدي من طريق عبد اللَّه بن نافع وهو ضعيف عن أبيه عن ابن عمر: أن بلالًا كان يقول إذا أذَّن: أشهد أن لا إله إلا اللَّه،