الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ. رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ". [شرح السنة: 3683، 3684].
* * *
4 - باب المبعث وبدء الوحي
ــ
وضَعَةً، أي: أذلها، ووضعه: حط من قدره، والمراد اختيار العبودية دون الملك.
4 -
باب المبعث وبدء الوحي
المبعث مصدر ميمي بمعنى البعث من بعثه: إذا أرسله كابتعثه فانبعث، يصح أن يكون اسم زمان، والظاهر هو الأولط، و (بدء) يحتمل أن يكون مهموزًا وناقصًا، وقد ترجم البخاري في أول صحيحه:(باب كيف كان بدء الوحي).
قال عياض في (المشارق)(1): رويناه مهموزًا من الابتداء، ورواه بعضهم غير مهموز من البدو بمعنى الظهور، قال أبو مروان بن سراج: والهمز أحسن؛ لأنه يجمع المعنيين معًا.
وأحاديث الباب تدل على الوجهين؛ لأن فيه بيان كيف يأتيه الوحي ويظهر عليه، وفيه ابتداء حاله فيه، وأول ما ابتدئ به منه، انتهى. والبدء بالمعنى الأول بفتح الباء وسكون الدال، وعلى الثاني بضم الباء والدال وتشديد الواو، قال الشيخ ابن حجر (2): ويرجح الأول أنه وقع في بعض الروايات: (كيف كان ابتداء الوحي).
(1)"مشارق الأنوار"(1/ 80).
(2)
"فتح الباري"(1/ 1).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
والوحي في الأصل يجيء بمعنى الإشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفي، وكل ما ألقيته إلى غيرك والصوت.
وقال في (المشارق)(1): الوحي أصله الإعلام في خفاء وسرعة، وهو في حق النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء على ضروب؛ فمنه: إعلام بسماع الكلام العزيز، كموسى عليه السلام كما دل عليه الكتاب، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما دلت عليه الأخبار في ليلة الإسراء، ووحي رسالة وواسطة بالملك كأكثر حالات نبينا وسائر الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليه وعليهم، ووحي إلقاء، وقد ذكر أنه كان وحي داود عليه السلام، وجاء في غير أثر عن نبينا صلى الله عليه وسلم نحوه كقوله: ألقي في روعي، انتهى.
والوحي إلى غير الأنبياء بمعنى الإلهام [كقوله تعالى]: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى} [القصص: 7]، ويجيء بمعنى الأمر {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} [المائدة: 111]، أي: أمرتهم، وقوله تعالى:{فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 11]، أي: أومأ، وقيل: كتب بيده في الأرض، وقوله تعالى:{لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [الأنعام: 121]، أي: يأمرونهم ويلقون في قلوبهم، ويجيء بمعنى خلق العلم الطبيعي كما في قوله تعالى:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل: 68]، والبيضاوي (2) فسره أيضًا بقوله: ألهمها وألقى في قلبها، وكان المناسب بحال تفلسفه أن يفسره بما ذكرنا، فافهم. ويقال: وحى وأوحى، وقد سبق في (كتاب الرؤيا) ما يتعلق بالوحي وبيان أقسامه.
(1)"مشارق الأنوار"(2/ 281).
(2)
"تفسير البيضاوي"(3/ 232).