الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الأَوَّلُ:
6108 -
[1] عَنْ عُمَرَ قَالَ: مَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. [خ: 3700].
6109 -
[2] وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: . . . . .
ــ
قرشيون لهم من التقدم مناقب ومآثر في الإسلام ما ليس لمن عداهم، وقد اشتهروا بالعشرة المبشرة لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة، وليست البشارة مخصوصة بهم لصحة ورودها لمن عداهم من أهل بيت النبوة وغيره، ولقد فصلنا القول في هذا المعنى في رسالة لنا مسماة بـ (تحقيق الإشارة إلى تعميم البشارة) فلينظر ثمة.
الفصل الأول
6108 -
[1](عمر) قوله: (ما أحد أحق بهذا الأمر) أي: أمر الخلافة، قال ذلك عند وفاته، وجعل الأمر شورى بينهم، والمراد بالرضا زيادته وكماله الذي به يستحقون الخلافة، وإلا فرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان راضيًا عن جميع الصحابة.
وقوله: (فسمى) أي: عدّهم بأسمائهم ولم يذكر أبا عبيدة لأنه مات قبل ذلك، ولا سعيد بن زيد لقرابته منه؛ لأنه ابن عمه وزوج أخته، وقد صح من رواية المدائني بأسانيده أن عمر رضي الله عنه ذكره فيمن توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض إلا أنه لم يذكره في أهل الشورى، كذا قال الشيخ (1).
6109 -
[2](قيس) قوله: (وعن قيس بن أبي حازم) بالحاء المهملة والزاي.
(1)"فتح الباري"(7/ 67).
رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 4063].
6110 -
[3] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الأَحْزَابِ؟ " قَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وحَوَاريَّ الزُّبَيْرُ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 2846، م: 2415].
6111 -
[4] وَعَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَأْتِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِيَني بِخَبَرِهِمْ؟ " فَانْطَلَقْتُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ فَقَالَ:"فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3720، م: 2416].
ــ
وقوله: (رأيت يد طلحة شلاء) في (القاموس)(1): الشلل: اليبس في اليد أو ذهابها، وقال الشيخ (2): الشلل نقص في الكف وبطلان لعملها، وليس معناه القطع كما زعم بعضهم.
6110 -
[3](جابر) قوله: (إن لكل نبي حواريًّا) بكسر الراء وتشديد الياء، لفظة مفردة بمعنى: الخالص والناصر، من الحَوَر بمعنى البياض، ومنه حُور الجنة، وإذا أضيف إلى ياء المتكلم فقد تحذف الياء -وأصله حوارييِّ- اكتفاء بالكسر، وقد تبدل فتحةً للتخفيف، ويروى بالكسر والفتح، وقد سبق تحقيقه في (الفصل الأول) من (باب الاعتصام بالسنة).
6111 -
[4](الزبير) قوله: (جمع لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبويه) أي: في الفداء، والأكثر الاكتفاء بالأب، وفي الفداء تعظيم خصوصًا في الجمع بين الأب والأم.
(1)"القاموس"(ص: 918).
(2)
"فتح الباري"(7/ 83).
6112 -
[5] وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ:"يَا سَعْدُ، ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 4059، م: 2411].
6113 -
[6] وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3728، م: 2966].
6114 -
[7] وَعَن عَائِشَة قَالَتْ: سَهِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لَيْلَةً فَقَالَ: . . . . .
ــ
6112 -
[5](علي) قوله: (جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك) لا ينافي هذا الحصر جمعه للزبير؛ لأنه يخبر عن سماعه، فلعله لم يسمع جمعه للزبير.
6113 -
[6](سعد بن أبي وقاص) قوله: (إني لأول العرب) لأنه كان في أول سرية في الإسلام في ستين من المهاجرين أميرهم عبيدة بن الحارث عقد له النبي صلى الله عليه وسلم لواء، وهو أول لواء عقده لقتال أبي سفيان بن حرب والمشركين، وكانوا جمعًا كثيرًا، فلم يقع قتال بينهم، غير أن سعدًا رمى إليهم بسهم، فكان أول سهم رمي في الإسلام، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة، أول حرب وقعت بين المسلمين والمشركين، كذا قال الشيخ (1).
6114 -
[7](عائشة) قوله: (سهر) كفرح.
وقوله: (مقدمه المدينة) بفتح الدال من قَدِمَ يَقْدَم كسمع يسمع مصدر ميمي، والوقت مقدر، أي: وقت قدومه المدينة من بعض غزواته، كما في: أتيتك طلوعَ
(1)"فتح الباري"(7/ 84).
"لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا يَحْرُسُنِي"، إِذْ سَمِعْنَا صَوتَ سِلَاحٍ، فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ " قَالَ: أَنَا سَعْدٌ، قَالَ:"مَا جَاءَ بِكَ؟ " قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجِئْتُ أَحْرُسُهُ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَامَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 2885، م: 2410].
6115 -
[8] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 4382، م: 2419].
6116 -
[9] وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ وَسُئِلَتْ: مَنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْلِفًا لَوِ اسْتَخْلَفَهُ؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ، فَقِيلَ: ثُمَّ مَنْ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَتْ: عُمَرُ. قِيلَ: مَنْ بَعْدَ عُمَرَ؟ . . . . . .
ــ
الشمس، وليس بظرفٍ زمان، لأنه لا يعمل النصب (1).
وقوله: (ليت رجلًا صالحًا يحرسني) وذلك قبل نزول قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67].
6115 -
[8](أنس) قوله: (وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) خصه بالأمانة وإن كانت مشتركة بين الصحابة لكمال هذه الصفة فيه، وقيل: لغلبتها فيه بالنسبة إلى سائر صفاته.
6116 -
[9](ابن أبي مليكة) قوله: (من كان) مفعول (مستخلفًا) بكسر اللام،
(1) أي: ظرف الزمان لا يعمل، أما "مقدمه" فقد عمل في "المدينة"، فليس بظرفٍ، وإنما هو مصدر ميمي.
قَالَتْ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2385].
6117 -
[10] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى حِرَاء هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ". وَزَادَ بَعْضُهُمْ: وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَلَمْ يَذْكُرْ عَلِيًّا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2417].
ــ
أو مبتدأ والضمير محذوف، أي: مستخلفه.
وقوله: (أبو عبيدة بن الجراح) قالته على ظنها بناء على ما سُمع من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه أمين.
6117 -
[10](أبو هريرة) قوله: (اهدأ) على وزن افتح مهموزًا، أي: اسكن، هَدَأَ هَدْءًا بفتح وسكون وهدوءًا بالضمتين: سكن.
وقوله: (شهيد) أراد به الجنس؛ لأن المذكورين في الحديث بعد الصديق كلُّهم شهيد بمعنى المقتول ظلمًا، أما قتل عمر وعثمان وعلي فمشهور، وقتل طلحة في وقعة الجمل، اعتزل الناس تاركًا للقتال فأصابه سهم في حلقه، وقيل: قتله مروان بن الحكم لما كان له به عداوة وهو الأشهر، ولا ينافيه رواية إصابة السهم، واللَّه أعلم. وروى ابن عساكر [عن محمد بن عبيد اللَّه الأنصاري عن أبيه] أنه جاء رجل يوم الجمل، فقال: ائذنوا لقاتل طلحة، فسمعت عليًا يقول: بشِّره بالنار، كذا في (جمع الجوامع)
للسيوطي.
وأما الزبير رضي الله عنه فهو أيضًا قتل يوم الجمل منصرفًا تاركًا للقتال، فقتله عمرو بن جرموز بضم الجيم وسكون الراء وضم الميم في آخره زاي، وهو في الصلاة بسفوان بفتح السين المهملة وفتح الفاء وبالنون، من أرض البصرة، ودفن بوادي السباع، وروي