الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالأَذَانُ فِي الْحَبَشَةِ، وَالأَمَانَةُ فِي الأَزْدِ". يَعْنِي الْيَمَنَ. وَفِي رِوَايَةٍ مَوْقُوفًا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا أَصَحُّ. [ت: 3936].
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
6002 -
[24] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ: "لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ صَبْرًا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 1782].
6003 -
[25] وَعَنْ أَبِي نَوْفَلٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُسْلِمِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ،
ــ
لأن النقباء كانوا من الأنصار، وقيل: القضاء المعروف لبعثه صلى الله عليه وسلم معاذا قاضيًا إلى اليمن، وقال صلى الله عليه وسلم:(أعلمهم بالحلال والحرام معاذ)، ولعل المراد أنه ينبغي أن تراعى هذه المناصب فيهم، فهو خبر في معنى الأمر.
وقوله: (موقوفًا) أي: على أبي هريرة من غير أن يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثالث
6002 -
[24](عبد اللَّه بن مطيع) قوله: (لا يقتل قرشي صبرًا) أي: وهو مرتد عن الإسلام ثابت على الكفر، إذ قد وجد من قريش من قتل صبرًا، وقيل: النفي بمعنى النهي فالكلام على إطلاقه.
6003 -
[25](أبو نوفل) قوله: (على عقبة المدينة) العقبة بفتحات: مرقى الجبال، والمراد عقبة بمكة واقعة على طريق المدينة، يريد الحجون بالمعلى، وكان
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولًا لِلرَّحِمِ، أَمًا وَاللَّهِ لأُمَّة أَنْتَ شَرُّهَا لأُمَّةُ سَوْءٍ -وَفِي رِوَايَةٍ: لأُمَّةُ خَيْرٍ-. . . . .
ــ
عبد اللَّه بن الزبير مصلوبًا عليه، صلبه الحجاج.
وقوله: (السلام عليك أبا خبيب) مكرر ثلاثًا، وأبو خبيب بالخاء المعجمة والموحدتين بلفظ التصغير كنية عبد اللَّه بن الزبير، وفيه استحباب السلام على الميت.
وقوله: (لقد كنت أنهاك عن هذا) مكرر ثلاثًا، وهذا إشارة إلى مُوْجِب الصلب وسببه، وهو الخروج ودعوى الإمامة ومخالفة هؤلاء الأشرار.
و(إن) في قوله: (إن كنت) مخففة من المثقلة و (ما) مصدرية، أي: فيما علمت، و (وصولًا) بفتح الواو.
وقوله: (لأمة) مبتدأ و (أنت شرها) صفة.
وقوله: (لأمة سوء) بالإضافة خبره، وفي رواية:(لأمة شر).
وقوله: (في رواية: لأمة خير) ونقل الطيبي (1) عن النووي (2): هذه الرواية هي التي عليها الجمهور، ورواية:(لأمة سوء) خطأ وتصحيف، انتهى.
وفي (المشارق)(3): ويروى: (خيار)، وعند السمرقندي:(لأمة شر)، وهو خطأ، والوجه الأول، وقال: ويروى (أشرها)، قال ابن قتيبة: لا يقال: أَشرُّ ولا أَخْيرُ، وإنما يقال: شر وخير، انتهى.
(1)"شرح الطيبي"(12/ 3838).
(2)
كذا في الأصل وهو سبق قلم، والصواب:"عن القاضي عياض".
(3)
"مشارق الأنوار"(1/ 250، 2/ 247).
ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ، فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ. قَالَ: فَأَبَتْ، وَقَالَتْ: . . . . .
ــ
هذا ولا يظهر وجهُ كون ([لأمة] شر) خطأً، فإن كان من حيث الرواية فلا مناقشة في ذلك، وأما من حيث المعنى فلا يظهر لنا معنى واضح لهذين الكلامين حتى نعلم كون أحدهما صوابًا والآخر خطأ، والذي يسنح الآن هو أن المراد بقوله:(لأمة أنت شرها) أي: في اعتقادهم وظنهم، فيكون حاصله أن أمة تحكم بكونك شرهم أمة سوء، وبقوله:(لأمة خير) التعريض والاستهزاء، يعني أنهم يظنون كونهم خيرًا وليس الأمر كذلك، هذا ولكن المعنى الأول أظهر، ومع ذلك حكموا بأنه خطًا، ولعل ذلك من حيث الرواية، واللَّه أعلم.
وقوله: (ثم نفذ) أي: مضى وذهب، من قولهم: طريق نافذ: سالك، والنفاذ والنفوذ: جواز الشيء [عن الشيء] والخلوص منه.
وقوله: (فبلغ الحجاج) بالنصب، و (موقف) فاعل (بلغ)، (فأنزل) أي: ابن الزبير (عن جذعه) بكسر الجيم وسكون الذال، أي: الخشبة التي صلب عليها.
وقوله: (فالقي في قبور اليهود) ولم يعرف بمكة قبور اليهود، ولعله كان إذ ذاك، أو أخرج من مكة وأرسل إلى مكان كان فيه قبور اليهود كالمدينة وغيرها، واللَّه أعلم.
وقوله: (لتأتيني) على لفظ المخاطبة الواحدة بإدغام نونها في نون الوقاية، و (يسحبك) أي: يجرك، سحبه: جره على وجه الأرض فانسحب، والمراد بـ (قرونها) ضفائر شعرها.
وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُني بِقُرُونِي. قَالَ: فَقَالَ: أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرتَكَ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنَ الدَّوَابِّ، وَأَمَّا الآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنهُ،
ــ
وقوله: (سبتي) بلفظ التثنية مضافًا إلى ياء المتكلم، والسِّبْتِية بكسر السين المهملة وسكون الموحدة وكسر الفوقانية وتشديد التحتانية: النعل لا شعر عليها، منسوبة إلى السبت بالكسر: جلود البقر المدبرغة، أو كلُّ جلدٍ مدبوغٍ أو [المدبوغ] بالقَرَظ، يتخذ منها النعال، سمي بذلك لأن شعرها قد سبت عنها، أي: حلق وأزيل.
وقوله: (يتوذف) بالذال المعجمة والفاء، أي: يقارب الخطو ويحرك منكبيه متبخترًا، أو يسرع، كذا في (القاموس)(1).
وقوله: (أنا واللَّه ذات النطاقين) سماها بذلك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما شقت نطاقها شقين فشدت بأحدهما سفرة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين كان في غار ثور، وبالأخرى وسطها أو قربته، وكأن الظاهر [أن الحجاج] حمل قوله صلى الله عليه وسلم:(ذات النطاقين) على الذم كناية عن كونها خادمة خَرَّاجة، ولم تُعرف أيُّ فضيلة فوق خدمة النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحال، و (النطاق) بالكسر: شُقة تلبسها المرأة وتشد وسطها، فترسل الأعلى على الأسفل إلى
(1)"القاموس المحيط"(ص: 773).
أَمَا إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثنَا: "أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا". فَأَما الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاه، قَالَ: فَقَامَ عَنْهَا وَلم يُرَاجِعهَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2545].
6004 -
[26] وَعَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَتَاهُ رَجُلَانِ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَا: إِنَّ النَّاسَ صَنَعُوا مَا تَرَى، وَأَنْتَ ابْنُ عُمَرَ وَصَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ؟ فَقَالَ: يَمْنَعُنِي أنَّ اللَّه حَرَّمَ عَلَيَّ دَمَ أَخِي الْمُسْلِمِ. قَالَا: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193]، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ وَكَانَ الدِّينُ لِلَّه، وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِغَيْرِ اللَّهِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 4243].
ــ
الأرض، والأسفل ينجرّ إلى الأرض، كذا في (القاموس)(1)، وانتطقت: لَبِستْها، والرجل: شد وسطه بمنطقة، كتنطَّق. وفي المثل: مَنْ يَطُلْ هَنُ أَبِيهِ يَنْتَطِقْ بِهِ، أي: من كثر بنو أبيه يتقوى بهم.
وقوله: (أما الكذاب فرأيناه) إشارة إلى المختار بن أبي عبيد المذكور في (الفصل الثاني).
6004 -
[26](نافع) قوله: (إن الناس صنعوا ما ترى) أي: من الاختلاف بينهم في أمر الإمامة والبيعة.
وقوله: (حرم علي) زيادة (عليَّ) للإشارة إلى تجنبه وأخذه طريق الاحتياط في ذلك، وإلا فيكفي أن يقول: حرم دم المسلم.
وقوله: (قد قاتلنا. . . إلخ)، أي: مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.
(1)"القاموس المحيط"(ص: 833).