المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الفصل الثالث: - لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح - جـ ٩

[عبد الحق الدهلوي]

فهرس الكتاب

- ‌(28) كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق

- ‌1 - باب النفخ في الصور

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب الحشر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب الحوض والشفاعة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب صفة الجنة وأهلها

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب رؤية اللَّه تعالى

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب صفة النار وأهلها

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب خلق الجنة والنار

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌(29) كتاب الفضائل والشمائل

- ‌1 - باب فضائل سيد المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب في أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب المبعث وبدء الوحي

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب علامات النبوة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب في المعراج

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب في المعجزات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب الكرامات

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌(30) [كتاب المناقب]

- ‌1 - باب مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌2 - باب مناقب الصحابة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌3 - باب مناقب أبي بكر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌4 - باب مناقب عمر

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌5 - باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌6 - باب مناقب عثمان رضي الله عنه

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌7 - باب مناقب هؤلاء الثلاثة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌8 - باب مناقب علي بن أبي طالب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌9 - باب مناقب العشرة رضي الله عنهم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌10 - باب مناقب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي اللَّه عنهم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌11 - باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌12 - باب جامع المناقب

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌ تَسْمِيَةُ مَنْ سُمِّيَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فِي "الْجَامِعِ" لِلْبُخَارِيِّ:

- ‌13 - باب ذكر اليمن والشام وذكر أويس القرني

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

- ‌14 - باب ثواب هذه الأمة

- ‌ الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّانِي:

- ‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

الفصل: ‌ الفصل الثالث:

*‌

‌ الْفَصْلُ الثَّالِثُ:

6128 -

[21] عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: إِنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَأَيْتُنَا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الْحُبْلَةُ وَوَرَقُ السَّمُرِ،

ــ

الفصل الثالث

6128 -

[21](قيس بن أبي حازم) قوله: (إلا الحبلة وورق السمر) بضم المهملة وسكون الموحدة: الكَرْم، أو أصل من أصوله، ويحرك، وثمر السَّلم والسيال والسَّمُر، أو ثمر العضاه عامة، كذا في (القاموس)(1)، وفيه: والسمر بضم الميم شجر معروف واحدها سَمُرة.

ووقع في رواية: (إلا الحبل أو الحبلة) بفتح حاء وسكون باء في الأول وضمهما في الثاني، وهو ورق السمر وهو شك من الراوي، كذا في (مجمع البحار)(2)، وفي (مختصر النهاية) (3):(إلا الحبلة) بالضم وسكون الباء: ثمر السمر، وقيل: سمر العضاه. والحبلة بفتح الحاء والباء، وقد تسكن: الأصل، والقضيب من شجر الأعناب، ومنه: لما خرج نوح [من السفينة] غرس الحبلة، قلت: عكس ابن الجوزي، وذكر أن سكون بائها أشهر من فتحها، انتهى.

وقال في (المشارق)(4): الحبلة بضم الحاء وسكون الباء، كذا هو، قال في كتاب

(1)"القاموس"(ص: 883).

(2)

"مجمع بحار الأنوار"(1/ 440).

(3)

"الدر النثير"(1/ 207).

(4)

"مشارق الأنوار"(1/ 176).

ص: 683

وَإِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلَامِ،

ــ

مسلم: (وهو السمر)، كذا [عند عامة الرواة، و] عند التميمي والطبري: (وهذا السمر)، وعند البخاري:(ورق السمر والحبلة)، وقال ابن الأعرابي: هو ثمر شبه اللوبياء، وقيل: ثمر العضاه، وقيل: ثمر الطلح، والأول المعروف، انتهى.

وقوله: (كما تضع الشاة) أي: يابسًا صغيرًا كالبعر، و (الخلط) بالكسر: كل ما خالط الشيء، أي: لا يختلط بعضه ببعض ليبسه، أو المراد لا يختلطه بلغم أو نحوه.

وقوله: (ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام) أي: توقفني عليه، وقيل: توبخني على التقصير فيه، والمراد بالإسلام الصلاة، أي: تؤدبني وتعلمني الصلاة والأحكام، وتعيرني بأني لا أحسنها، التعزير يطلق على الإعانة والتوقير والنصر مرة بعد مرة، ومنه قوله تعالى:{وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} [المائدة: 12] أي: عظمتوهم ونصرتموهم، وقوله:{وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح: 9]، وأصله الرد والمنع، والناصر يمنع عن المنصور أعداءه من أذاه، ومنه التعزير للتأديب دون الحد، لأنه يمنع عن معاودة الذنب فكأنه من الأضداد، وفي (القاموس) (1): العَزْر: اللوم، والتعزير ضرب دون الحد، أو هو أشد الضرب، والتفخيم، والتعظيم، ضدٌّ، والإعانة، والتقوية، والنصر، والتوقيف على باب الدِّين والفرائض والأحكام.

وفي (الشفاء)(2): أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، أي: توقفني عليه،

(1)"القاموس"(ص: 396).

(2)

كذا في الأصل وهو خطأ، والصواب:"المشارق"(2/ 80).

ص: 684

لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي، وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ وَقَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3728، م: 2966].

6129 -

[22] وَعَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثَالِثُ الإِسْلَامِ،

ــ

قال الهروي: التعزير في كلام العرب: التوقيف على الفرائض والأحكام، وقال الطبري: تقوِّمني وتعلمني، من تعزير السلطان وهو تأديبه وتقويمه، وقال الحربي: العزر اللوم، وقال أبو بكر: العزر المنع، وعزرته: منعته، وتعزير النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحربي وغيره: تنصروه وتردوا عنه أعداءه، وقال الزجاج: وأصل العزر في اللغة الرد، ونصرة الأنبياء: المدافعة والذب عنهم، وقال الطبري وغيره: معناه: تعظموه وتبجلوه، وتعزير المعاقبات منه لأنه يمنع عن المعاودة، يقال: عَزَرته وعزَّرته مخففًا ومثقلًا.

وقوله: (لقد خبت إذًا وضلّ عملي) أي: إذ لم أحسن الصلاة وأفتقر إلى تعليم بني أسد إياي مع سابقتي في الإسلام أكن خاسرًا ضالًا.

وقوله: (وكانوا وشوا به إلى عمر) أي: نموا وسعوا إليه وعابوه في صلاته، وأصل الوشي: نقش الثوب وحسنه، ووشى كلامه: كذب فيه، وبه إلى السلطان وشيًا ووشاية: نمَّ وسعى، والمراد ببني أسد بنو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، وقيل: أراد به عمر إذ هو من بني أسد، وهذا ينافي ما جاء في رواية في آخر هذا الحديث: أنه سأله عمر فبيَّن له حقيقة الحال فصدقه عمر وقال: وهذا ظني بك.

6129 -

[22](سعد) قوله: (رأيتني) في (البخاري) بزيادة: (لقد) أي: علمتني وأنا ثالث الإسلام بلفظ اسم الفاعل من الثلاث، هكذا في نسخ (المشكاة)، وفي رواية للبخاري:(وأنا ثلث الإسلام) بلفظ الكسر منه، وعلى التقديرين المراد أهل الإسلام، فإن قلت: إذا كان هو ثالثًا فمن الآخران؟ قيل: هما أبو بكر وخديجة، والصواب أن

ص: 685

وَمَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلَامِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3727].

6130 -

[23] وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ لِنِسَائِهِ: "إِنَّ أَمْرَكُنَّ مِمَّا يَهُمُّنِي مِنْ بَعْدِي، وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ إِلَّا الصَّابِرُونَ الصِّدِّيقُونَ" قَالَتْ عَائِشَةُ: . . . . .

ــ

المراد ثالث الرجال من الرجال الأحرار، وقال في (الاستيعاب) (1): هو سابع سبعة في الإسلام فهو أعم من الرجال، والمراد سبعة أشخاص، وما قال سعد إنما قال بحسب علمه، وإلا فقد أسلم قبله كثير كأبي بكر وعلي وزيد وغيرهم، كذا قالوا.

وقوله: (وما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه) أحد هنا شامل له ولغيره، أي: ما وجد الإسلام من أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه فإنه وجد فيه مسلم، وهو أنا، وبقيت سبعة أيام على هذه الحال، يعني يوم أسلمت كنت ثالث من أسلم وبقيت على ما كنت عليه سبعة أيام، وبعد ذلك أسلم من أسلم، كذا فسره الطيبي (2).

وقوله: (وإني لثلث الإسلام) بضم المثلثة.

6130 -

[23](عائشة) قوله: (مما يهمني) صحِّح بفتح الياء وضم الهاء، وبضم الياء وكسر الهاء، في (القاموس) (3): همه الأمر همًا: حزنه كأهمه.

وقوله: (ولن يصبر عليكن) عدِّي بعلى لصعوبة هذا الأمر ووجود المشقة فيه.

(1)"الاستيعاب"(2/ 607).

(2)

"شرح الطيبي"(11/ 281).

(3)

"القاموس"(ص: 1056).

ص: 686

يَعْنِي الْمُتَصَدِّقِينَ، ثُمَّ قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَقَى اللَّهُ أَبَاكَ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ، وَكَانَ ابنُ عوفٍ قَدْ تَصَدَّقَ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِحَدِيقَةٍ بِيعَتْ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3749].

6131 -

[24] وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ: "إِنَّ الَّذِي يَحْثُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي هُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ، اللهُمَّ اسْقِ (1) عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 6/ 104].

ــ

وقوله: (يعني المتصدقين) فسرت عائشة الصابرين الصديقين بالمتصدقين، وهم بعض أفرادهم، لأن الصبر والصدق في التصدق أتم وأكمل، ولأن همه صلى الله عليه وسلم إنما كان لأجل نفقاتهن.

وقوله: (من سلسبيل الجنة) هو اسم عين في الجنة، وفي (القاموس) (2): السلسبيل: الخمر، وعين الجنة، روي:(من سلسل الجنة) وهو الماء البارد، وقيل: السهل في الحلق، يقال: سلسلٌ وسَلسالٌ، ويروى:(من سلسبيل الجنة)، وقيل: هو الشراب البارد، وقيل: الخالص الصافي من القذاء والكدر، ويروى (من سلسال الجنة).

6131 -

[24](أم سلمة) قوله: (يحثو عليكن) أي: يعطيكن بغَرْف أيديه، ويجود وينثر عليكن أموالًا، وفيه مبالغة في الإنفاق، والحثي كالرمي ما رفعت به يدك.

وقوله: (اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة) قيل: هذا من

(1) قال القاري (9/ 3960): بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَقَطْعِهَا.

(2)

"القاموس"(ص: 914).

ص: 687

6132 -

[25] وَعَن حُذَيْفَة قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا أَمِينًا. فَقَالَ: "لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ"، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا الناسُ قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 4380، م: 2420].

6133 -

[26] وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ: مَنْ نُؤَمِّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: "إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيًّا أَمِينًا لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ،

ــ

كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عرف أنه يحثو عليهن، وفيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، والظاهر أنه من كلام أم سلمة، كما في حديث عائشة رضي الله عنها.

6132 -

[25](حذيفة) قوله: (أهل نجران) بالنون والجيم: موضع باليمن فتح سنة عشر، سمي بنجران بن زيدان بن سبأ، وموضع بحوران قرب دمشق، كذا في (القاموس)(1)، وفي (النهاية) (2): موضع بين الحجاز والشام واليمن، وأثواب نجرانية منسوبة إليه، ومنه: كفن في ثلاثة أثواب نجرانية، وقد يروى في الحديث: ثلاث أثواب بحرانية، بالباء والحاء المهملة منسوبة إلى البحرين.

وقوله: (فاستشرف لها) أي: للإمارة وطمعوا فيها.

6133 -

[26](علي) قوله: (من نؤمر) من التأمير بالنون، أي: نجعله أميرًا علينا بعدك؟ فأجاب بأن ذلك مفوض إليكم، فهذا الحديث يدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم ينص

(1)"القاموس"(ص: 432).

(2)

"النهاية في غريب الحديث والأثر"(5/ 21).

ص: 688

وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا -وَلَا أَرَاكُمْ فَاعِلِينَ- تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 1/ 108].

6134 -

[27] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِي إِلَى دارِ الْهِجْرَةِ، وَصَحِبَنِي فِي الْغَارِ، وَأَعْتَقَ بِلَالًا مِنْ مَالِهِ، رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ يَقُولُ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، تَرَكَهُ الْحَقُّ وَمَا لَهُ مِنْ صَدِيقٍ، رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا اللهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دارَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3714].

* * *

ــ

على خلافة أحد وفوض الأمر إليهم، وثبوت ذلك بالإجماع، ولم يذكر في الحديث عثمان، وقيل في قوله:(ولا أراكم فاعلين) أي: بعد عمر، إشارة إلى أنه المتقدم على علي رضي الله عنه، وقيل: ذكره صلى الله عليه وسلم ونسي الراوي، واللَّه أعلم.

6134 -

[27](وعنه) قوله: (وحَمَلَني إلى دار الهجرة) فإنه باع ناقته منه صلى الله عليه وسلم وقت الهجرة، وكان له رضي الله عنه ناقتان، علفهما مدة أربعة أشهر وسمنهما ليوم الهجرة، فأتى بإحداهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليقبلها هبة، فقال صلى الله عليه وسلم:(إلا أن تبيع) فباعها منه بثمانية دراهم، واسمها على القول الصحيح: القصواء، وعلى قول: الجدعاء.

وقوله: (وأعتق بلالًا من ماله) امتن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بإعتاق بلال لما كان يخدمه ويؤذن له، ولقوة إيمانه وحسن إسلامه، فكأنه نعمة واصلة إليه صلى الله عليه وسلم، أو ذكره استطرادًا لذكر ميراثه وإن لم يكن بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم.

وقوله: (تركه الحق وما له من صديق) أي: صيَّره بهذه الصفة، فهو مفعول

ص: 689