الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5672 -
[8] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا بَيْنَ مَنْكِبَي الْكَافِرِ فِي النَّارِ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لِلرَّاكِبِ الْمُسْرِعِ". وَفِي رِوَايَةٍ: "ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثٍ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَذُكِرَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: "إِذَا اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا". فِي "بَابِ تَعْجِيلِ الصَّلَوَاتِ". [م: 2852].
*
الْفَصْلُ الثَّانِي:
5673 -
[9] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2591].
5674 -
[10] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ،
ــ
5672 -
[8](أبو هريرة) قوله: (وغلظ جلده) في غلظ الأعضاء تعذيب وتقبيح، وإدراك العذاب أشد وأكثر.
وقوله: (مسيرة ثلاث) أي: ثلاث ليال.
الفصل الثاني
5673 -
[9](أبو هريرة) قوله: (فهي سوداء مظلمة) وهذا أشد وأدخل في الوحشة والعذاب.
5674 -
[10](أبو هريرة) قوله: (مثل أحد) وهو جبل مشهور على مسيرة
وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مسيرَةُ ثَلَاثٍ مِثْلُ الرَّبَذَةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2578].
5675 -
[11] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ غِلَظَ جِلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَإِنَّ مَجْلِسَهُ مِنْ جَهَنَّمَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2577].
5676 -
[12] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْكَافِرَ لَيَسْحَبُ لِسَانَهُ الْفَرْسَخَ وَالْفَرْسَخَيْنِ يَتَوَطَّؤُهُ النَّاسُ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيْثٌ غَرِيبٌ. [حم: 2/ 92، ت: 2580].
ــ
ثلاثة أميال من المدينة المطهرة، عند مشهد سيد الشهداء حمزة وغيره، وغزوته مشهورة، وإنما سمي أحدًا لكونه منفردًا غير ملتصق بجبال أخر.
وقوله: (مثل البيضاء) وهي عقبة التنعيم موضع مشهور قريب بمكة يحرم منه للعمرة، و (الربذة) بفتح الراء والباء والذال المعجمة: موضع قرب المدينة، مدفن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.
5675 -
[11](وعنه) قوله: (إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعًا) قد سبق أنه مسيرة ثلاث، ولعل الحال يتفاوت بتفاوت أصناف الكافرين، وكذا الكلام على قوله:(مقعده من النار مسيرة ثلاث).
وقوله: (وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة) وهي مسيرة عشرة أيام، أو أكثر على ما هو المعتاد.
5676 -
[12](ابن عمر) قوله: (ليسحب) بلفظ المعلوم، سحبه: جره على وجه الأرض.
5677 -
[13] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الصَّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يُتَصَعَّدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَيُهْوَى بِهِ كَذَلِكَ فِيهِ أَبَدًا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2576].
5678 -
[14] وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي قَوْلِهِ: {كَالْمُهْلِ} أَيْ: كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذَا قُرِّبَ إِلَى وَجْهِهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2581].
ــ
5677 -
[13](أبو سعيد) قوله: (الصعود جبل من نار) وذلك ما وقع في قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} [المدثر: 17]، وقال البيضاوي (1): سأغشيه عقبة شاقة المصعد، وهو مثل لما يلقى من الشدائد، في (القاموس) (2): الصعود: العقبة الشاقة، وجبل في جهنم، وتصعد في الشيء وتصاعدني: شق عليّ.
5678 -
[14](أبو سعيد) قوله: (كالمهل) في (القاموس)(3): هو بضم الميم وسكون الهاء: اسم يجمع معدنيات الجواهر كالفضة والحديد، وما ذاب من صُفر أو حديدٍ، والزيت أو دُرْدِيُّهُ، وهو العكر محركة، وجاء تفسير (المهل) بالرصاص المذاب، وبالصديد السائل من أجساد الكفار.
وقوله: (وفروة وجهه) الفروة: بفتح الفاء وسكون الراء ليس معروفًا، يقال له: بوستين، وجلدة الرأس، والمراد هنا الجلدة.
(1)"تفسير البيضاوي"(5/ 260).
(2)
"القاموس"(ص: 279).
(3)
"القاموس"(ص: 977).
5679 -
[15] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى رُؤُوسِهِمْ، فَيَنْفُذُ الْحَمِيمُ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى جَوْفِهِ، فَيَسْلُتُ مَا فِي جَوْفِهِ، حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ وَهُوَ الصَّهْرُ، ثُمَّ يُعَادُ كَمَا كَانَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2582].
5680 -
[16] وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 16 - 17]، قَالَ:"يُقَرَّبُ إِلَى فِيهِ فَيَكْرَهُهُ، فَإِذَا أُدْنِي مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ، وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ، فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ دبرِهِ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]. وَيَقُولُ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} [الكهف: 29] "(1). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2583].
5681 -
[17] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لِسُرَادِقِ النَّارِ أَرْبَعَةُ جُدُرٍ، كِثَفُ كُلِّ جِدَارٍ مَسِيْرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2584].
ــ
5679 -
[15](أبو هريرة) قوله: (وهو الصهر) بفتح الصاد.
5680 -
[16](أبو أمامة) قوله: (فقطع أمعاءه) يؤيد حمل السلت في الحديث السابق على معنى القطع.
5681 -
[17](أبو سعيد الخدري) قوله: (لسرادق النار) يروى بفتح اللام، ورفع (سرادق) وبكسرها، وجر (سرادق)، وهو ما أحاط بشيء من حائط أو غيره
(1){الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ} سقط في نسخة.
5682 -
[18] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهْرَاقُ فِي الدُّنْيَا لأَنْتَنَ أَهْلُ الدُّنْيَا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 4/ 706].
5683 -
[19] وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّوْمِ قَطَرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ مَعَايِشَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ؟ ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحِيحٌ. [ت: 2585].
ــ
معرب سرا برده.
5682 -
[18](أبو سعيد الخدري) قوله: (لو أن دلوًا من غساق) هو بتشديد السين وتخفيفها: ما يغسق، أي: يسيل من صديدهم أو من دموعهم، وقد يفسر في {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: 24 - 25] بالزمهرير أيضًا، ويستثنى من البرد، ويوافق ذلك ما ذكر في (القاموس) (1) حيث قال: الغساق كسحاب وشداد: البارد المنتن إلا أنه أخر ليوافق رؤوس الآي.
5683 -
[19](ابن عباس) قوله: (لو أن قطرة. . . إلخ)، لما جرى ذكر التقوى الذي هو سبب النجاة من عذاب النار ذكر شيئًا من عذابها، منه الزقوم شجرة تخرج من أصل الجحيم، في (القاموس) (2): الزقم هو اللقم، أزقمه فازدقمه: أبلعه فابتلعه، والزقوم كتنور: الزبد بالتمر، وشجرة بجهنم، وفي (الصحاح) (3): قال ابن عباس:
(1)"القاموس"(ص: 843).
(2)
"القاموس"(ص: 1035).
(3)
"الصحاح"(5/ 1943).
5684 -
[20] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104]، قَالَ:"تَشْوِيهِ النَّارُ فتَقَلَّصُ شَفَتُهُ الْعُلْيَا حَتَّى تَبْلُغَ وَسْطَ رَأْسِهِ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2587].
5685 -
[21] وَعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ فِي النَّارِ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ كَأَنَّهَا جَدَاوِلُ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ،
ــ
لما نزل قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان: 43 - 44]، قال أبو جهل: التمر بالزبد، فأنزل اللَّه تعالى:{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ} الآية [الصافات: 64].
5684 -
[20](أبو سعيد) قوله: (كالحون) أي: عابسون حين تحرق وجوههم، وفي (الصراح) (1): كلوح: روئى ترش كردن، كلاح بالضم كذلك، فقال: ما أقبح كَلَحَتَهُ محركة يراد به الفم وما حواليه.
وقوله: (فتقلص شفته) أي: تتقلص، يقال: قلصت شفته: انزوت وشمّرت، والظل عني: انقبض، والثوب بعد الغسل: انكمش.
5685 -
[21](أنس) قوله: (ابكوا) أمر من بكى يبكي (فإن لم تستطيعوا فتباكوا) بفتح الكاف أيضًا أمر من التباكي، والمراد اخشوا واتقوا حتى تنجوا من عذاب النار يوم الآخرة المفضي إلى البكاء أشد البكاء.
(1)"الصراح"(ص: 108).
فَتَسِيلَ الدِّمَاءُ، فَتَقَرَّحُ الْعُيُونُ، فَلَوْ أَنَّ سُفُنًا أُزْجِيَتْ فِيهَا لجَرَتْ". رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ". [شرح السنة: 4418].
5686 -
[22] وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ، فَيَعْدِلُ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ، فَيَسْتَغِيثُونَ فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ {مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 6 - 7]، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالطَّعَامِ، فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ، فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُجِيزُونَ الْغُصَصَ فِي الدُّنْيَا بِالشَّرَابِ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمُ الْحَمِيمُ. . . . .
ــ
وقوله: (أزجيت) في (القاموس)(1): زجاه: ساقه ودفعه، كأزجاه.
5686 -
[22](أبو الدرداء) قوله: (فيعدل) أي: يماثل ويساوي ألم الجوع وعذاب النار الذي فيه.
وقوله: (من ضريع) في (القاموس)(2): الضريع كأمير: الشبرق، أو رطبه يسمى شبرقًا، ويابسه ضريعًا، لا تقربه دابة لخبثه، أو شيء في جهنم أمرّ من الصبِر وأنتن من الجيفة، وأحر من النار. وقال البيضاوي (3): وهي يبيس الشبرق، وهو شوك ترعاه الإبل ما دام رطبًا. وقال صاحب (الكشاف) (4): إذا يبس تحامته [الإبل]، وفي الحواشي: فهو سم قاتل للإبل.
وقوله: (بطعام ذي غصة) ولعله أيضًا من هذا الجنس من الأطعمة، ولهذا قال
(1)"القاموس"(ص: 1187).
(2)
"القاموس"(ص: 684).
(3)
"تفسير البيضاوي"(5/ 307).
(4)
"تفسير البيضاوي"(4/ 742).
بِكَلَالِيبِ الْحَدِيدِ، فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ شَوَتْ وُجُوهَهُمْ، فَإِذَا دَخَلَتْ بُطُونَهُمْ قَطَعَتْ مَا فِي بُطُوْنِهِمْ، فَيَقُولُوْنَ: ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ فَيَقُولُونَ: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: 50]" قَالَ: "فَيَقُوْلُوْنَ: ادْعُوا مَالِكًا فَيَقُولُوْنَ: {يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77]" قَالَ: "فيُجيبُهم: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] ". قَالَ الأَعْمَشُ: نُبُّئْتُ أَنَّ بَيْنَ دُعَائِهِمْ وَإِجَابَةِ مَالِكٍ إِيَّاهُمْ. . . . .
ــ
البيضاوي (1) في تفسير قوله: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} [المزمل: 13]: طعامًا ينشب في الحلق كالضريع والزقوم.
وقوله: (بكلاليب الحديد) جمع كلوب بالتشديد: حديدة معوجة الرأس، كذا في (شرح الشفا)، وفي (مجمع البحار) (2) نقلًا عن الكرماني: هو بفتح كاف وتشديد اللام مضمومة: حديدة له شعب يعلق بها اللحم، وفي (الصراح) (3): بالفتح والضم: أرّه، كلاليب جماعت.
وقوله: (ادعوا خزنة جهنم) أي: ادعوا اللَّه فينا يا خزنة جهنم! (فخزنة جهنم) منادى بحذف حرف النداء، كذا قالوا، ويمكن أن يكون (ادعوا) خطابًا لمن معهم، و (خزنة جهنم) مفعو له، والتقدير: فدعوهم فيقول الخزنة: {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ} الآية [غافر: 50].
وقوله: (إلا في ضلال) أي: في ضياع وخسار وباطل؛ لأنهم إن دعوا اللَّه لم
(1)"تفسير البيضاوي"(5/ 356).
(2)
"مجمع بحار الأنوار"(4/ 436).
(3)
"الصراح"(ص: 52).
أَلْفَ عَامٍ. قَالَ: "فَيَقُولُونَ: ادْعُوا رَبَّكُّمْ، فَلَا أَحَدَ خَيْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ، فَيَقُولُونَ: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 106 - 107] " قَالَ: "فيُجيبُهم: اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ" قَالَ: "فَعِنْدَ ذَلِكَ يَئِسُوا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ فِي الزَّفِيرِ وَالْحَسْرَةِ وَالْوَيْلِ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَالنَّاسُ لَا يَرْفَعُونَ هَذَا الْحَدِيْثَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2586].
5687 -
[23] وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ، أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ" فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى لَوْ كَانَ فِي مَقَامِي هَذَا سَمِعَهُ أَهْلُ السُّوقِ، وَحَتَّى سَقَطَتْ خَمِيصَة كَانَتْ عَلَيْهِ. . . . .
ــ
يجبهم، وإن دعوا الآلهة لم تستطع إجابتهم، كذا في (الكشاف)(1).
وقوله: (اخسؤوا فيها) خسأ الكلب: طرده.
وقوله: (في الزفير) وهو أول صوت الحمار، والشهيق آخره، وقد ورد الشهيق أيضًا في قوله تعالى:{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 106](والويل) حلول الشر والهلاك والتفجع، واسم واد بجهنم.
وقوله: (الناس لا يرفعون هذا الحديث) بل يجعلونه موقوفًا على أبي الدرداء، ولا يخفى أنه إن كان موقوفًا فهو في حكم المرفوع؛ لأنه لا يعلم إلا بإخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم.
5687 -
[23](النعمان بن بشير) قوله: (خميصة كانت عليه) وهي كساء أسود
(1)"الكشاف"(2/ 521).
عِنْدَ رِجْلَيْهِ. رَوَاهُ الدَّارمِيُّ. [دي: 2854].
5688 -
[24] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ -وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ الْجُمْجُمَةِ- أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ لَبَلَغَتِ الأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ قَبْلَ أنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا أَوْ قَعْرَهَا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2588].
ــ
مربع في طرفيه علم.
5688 -
[24](عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (لو أن رصاصة) أي: قطعة من الرصاص، وهي معنى الوحدة، و (الجمجمة) بضم الجيمين: القِحْفُ أو العظم فيه الدماغ، وقد يجيء بمعنى القدح من خشب، وهذه هي الرواية الصحيحة المشهورة، وقد يروى بالخائين المعجمتين، وقال في (مجمع البحار) (1): هي حبة صغيرة.
وقوله: (لبلغت الأرض قبل الليل) لعل المراد به مدة قليلة، لا التعيين والتحديد.
وقوله: (من رأس السلسلة) قال الطيبي (2): هي السلسلة المذكورة في قوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} [الحاقة: 32]، والمراد بالعدد الكثرة، انتهى. وأشار بهذا إلى دفع توهم أنه لما كان ذرع السلسلة سبعين ذراعًا كيف يبلغ مسيره أربعين خريفًا يعني أن المراد بالعدد الكثرة فيصح رجع الضمير في أصلها إلى
(1)"مجمع بحار الأنوار"(2/ 117).
(2)
"شرح الطيبي"(10/ 287).