الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
6255 -
[60] عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ رُقَبَاءَ، وَأُعْطِيْتُ أَنَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ"، قُلْنَا: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "أَنَا وَابْنَايَ وَجَعْفَرٌ وَحَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَبِلَالٌ وَسَلْمَانُ وَعَمَّارٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو ذَرٍّ وَالْمِقْدَادُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3785].
6256 -
[61] وَعَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كَلَامٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ خَالِدٌ وَهُوَ يَشْكُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَجَعَلَ يُغْلِظُ لَهُ. . . . .
ــ
فإنه جاء عقيب قوله تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ} [محمد: 38]، فهو تحريض وبعث لهم على الإنفاق، فلا يلزم منه التفضيل.
الفصل الثالث
6255 -
[60](علي) قوله: (نجباء) جمع نجيب، في (القاموس) (1): هو الرجل الكريم الحسيب، وقد نجب ككرم نجابة، والمنتجب: المختار، و (رقباء) جمع رقيب وهو الحافظ والحارس.
وقوله: (قلنا) أي: لعلي.
وقوله: (قال) أي: علي رضي الله عنه.
6256 -
[61](خالد بن الوليد) قوله: (فجاء خالد) كلام الراوي.
وقوله: (فجعل) أي: خالد (يغلظ له) أي: لعمار.
(1)"القاموس"(ص: 125).
وَلَا يَزِيدُهُ إِلَّا غِلْظَةً وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَبَكَى عَمَّارٌ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَا تَرَاهُ؟ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأسَهُ وَقَالَ: "مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ" قَالَ خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَى عَمَّارٍ فَلَقِيتُهُ بِمَا رَضِيَ فَرَضِيَ.
6257 -
[62] وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عز وجل، وَنِعْمَ فَتَى الْعَشِيرَةِ". رَوَاهُمَا أَحْمَدُ. [حم: 4/ 89، 90].
ــ
وقوله: (من أبغض) البغض والعداوة بمعنى، في (الصراح) (1): إبغاض: دشمن داشتن، فهذا تأكيد، أو يجعل (عادى) من العدوان بمعنى الظلم، و (عاداه اللَّه) من قبيل المشاكلة، أو المراد بـ (عادى) فَعَل فعلًا يفضي إلى العداوة، وبالإبغاض: العداوة بالفعل، أو المراد بـ (عادى): جعل نفسه عدوًّا له، وبالإبغاض: عَدَّه عدوًّا لنفسه، فافهم.
6257 -
[62](أبو عبيدة) قوله: (أبي عبيدة) بضم المهملة وفتح الموحدة بعدها تحتية وآخرها تاء.
وقوله: (خالد سيف من سيوف اللَّه) وقد احتج به رضي الله عنه في قتله مالك بن نويرة عند قوله عن النبي: (صاحبكم) حين مؤاخذة عمر إياه: كيف قتلته؟ فقال: أما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: خالد سيف من سيوف اللَّه، وهل يجري سيف اللَّه إلا على الحق؟ والقصة طويلة مذكورة في موضعها.
وقوله: (ونعم فتى العشيرة) المخصوص محذوف، أي: خالدٌ.
(1)"الصراح"(ص: 277).
6258 -
[63] وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى أَمرنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! سَمِّهِمْ لَنَا، قَالَ:"عَلِيٌّ مِنْهُمْ" يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثًا، "وَأَبُو ذَرٍّ وَالْمِقْدَادُ وَسَلْمَانُ أَمَرَنِي بِحُبِّهِمْ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. [ت: 3718].
6259 -
[64] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي بِلَالًا. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3754].
6260 -
[60] وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ بِلَالًا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي للَّهِ فَدَعْنِي وَعَمَلَ اللَّهِ. . . . .
ــ
6258 -
[63](بريدة) قوله: (يقول ذلك ثلاثًا) إنما قال ثلاثًا تأكيدًا؛ لأن بريدة كان فيه شيء من علي لمَّا رأى منه رضي الله عنه في قضية إمارة اليمن ما يسوؤه، كما سبق [في](باب في فضائل علي) في قصة غدير خم.
6259 -
[64](جابر) قوله: (وأعتق سيدنا) يعني بلالًا، قاله تواضعًا فإن عمر رضي الله عنه أفضل منه، وأيضًا السيادة لا تُثبت الأفضلية، كذا قالوا، أقول: ضمير المتكلم مع الغير لا يجب أن يكون شاملًا للكل ويكفي الأكثر، والضمير كناية عن الصحابة.
6260 -
[65](قيس بن أبي حازم) قوله: (إن بلالًا قال لأبي بكر) قاله حين استدعى أبو بكر أن يؤذن له كما كان يؤذن لرسول اللَّه، فأبى وذهب إلى الشام.
وقوله: (وعمل اللَّه) بالنصب مفعول معه.
رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3545].
6261 -
[66] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يُضُيِّفُهُ؟ يَرْحَمُهُ اللَّهُ"، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ وَنَوِّمِيهِمْ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ، فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ كَيْ تُصْلِحِيهِ فَأَطْفِئِيهِ، فَفَعَلَتْ فَقَعَدُوا وَأَكَلَ الضَّيْفُ، وَبَاتَا طَاوِيَيْنِ،
ــ
6261 -
[66](أبو هريرة) قوله: (من يضيفه) بالتشديد استفهام. و (يرحمه اللَّه) استئناف، وصحح في بعض النسخ بالجزم جملة شرطية.
وقوله: (فعلليهم) علله به، أي: لهَّاه به، وتعليل الصبي: وعده وتسويفه وشغله عما يراد صرفه عنه، قالوا: وهذا محمول على [أن] الصبيان لم يكونوا محتاجين إلى الطعام، وإنما كان طلبهم على عادة الصبيان من غير جوع وإلا وجب تقديمهم، وكيف يتركان واجبًا وقد أثنى اللَّه عليهما؟
وقوله: (فأريه) بلفظ أمرٍ للمخاطبة من الإراءة، (فإذا أهوى) أي: الضيف (بيده) أي: أمال يده وقصد.
وقوله: (طاويين) أي: جائعين.
فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى (1) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ -أَوْ: ضَحِكَ اللَّهُ- مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانَةٍ".
وَفِي رِوَايَةٍ مِثْلُهُ، وَلَمْ يُسَمِّ أَبَا طَلْحَةَ، وَفِي آخِرِهَا: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3798، م: 2054].
6262 -
[67] وَعَنْهُ قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ هَذَا يَا أَبَا هُرَيرَةَ؟ " فَأقولُ: فُلَانٌ، فَيَقُولُ:"نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا"، وَيَقُولُ:"مَنْ هَذَا؟ " فَأَقُولُ: فُلَانٌ، فَيَقُولُ:"بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا"، حَتَّى مَرَّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ:"مَنْ هَذَا؟ " فَقُلْتُ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. فَقَالَ: "نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3846].
ــ
وقوله: (غدا إلى رسول اللَّه) وفي بعض النسخ: (على)، أي: أقبل عليه غاديًا. و (الخصاصة) الفقر والحاجة.
6262 -
[67](وعنه) قوله: (فيقول: بئس عبد اللَّه هذا) لعله كان يقول هذا لمن علمه من المنافقين؛ لأنه يبعد ولم يعهد أن يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذا لمن كان من المؤمنين وإن كان على طريق سوء، وقلَّ من كان من المؤمنين في ذلك الزمان عليه، واللَّه أعلم.
(1) في نسخة: "إلى".
6263 -
[68] وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَتِ الأَنْصَارُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْبَاعٌ وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا، فَدَعَا بِهِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3788].
6264 -
[69] وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا نَعْلَمُ حَيًّا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ أَكْثَرَ شَهِيدًا أَعَزَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ: وَقَالَ أَنَسٌ: قُتِلَ مِنْهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعُونَ. . . . .
ــ
6263 -
[68](زيد بن أرقم) قوله: (أن يجعل أتباعنا منا) وقال الشيخ ابن حجر (1): أتباع الأنصار: الحلفاء والموالي، (منا) أي: اجعلهم أن يقال لهم الأنصار حتى تتناولهم الوصية بهم بالإحسان إليهم ونحو ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم:(أوصيكم بالأنصار)، وقال:(فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)، وقال الطيبي (2): اجعلهم مقتفين آثارنا وعلى سيرتنا وطريقتنا تابعين لنا بإحسان، وهذا المعنى أظهر، فافهم.
6264 -
[69](قتادة) قوله: (أكثر شهيدًا أعزّ يوم القيامة) يحتمل أن يكون (أكثر) مفعولًا ثانيًا لـ (نعلم) و (أعز) بدلًا منه، وأن يكون (أكثر) صفة لـ (حيًّا) و (أعز) مفعولًا ثانيًا، أو يكون كل منهما صفة بدون العطف، وأن يكون الأول صفة والثاني حالًا إن كان العلم بمعنى المعرفة.
وقوله: (قتل منهم يوم أحد سبعون) قال الشيخ (3): روى ابن منده من حديث أبيٍّ: قتل من الأنصار يوم أحد أربعة وستون، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة ومصعب
(1)"فتح الباري"(7/ 114).
(2)
"شرح الطيبي"(12/ 353).
(3)
"فتح الباري"(7/ 114).