الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الثَّانِي:
6058 -
[3] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ عِلِّيِّينَ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ،
ــ
الفصل الثاني
6058 -
[3](أبو سعيد الخدري) قوله: (ليتراءون) أي: ينظرون ويرون، ومنه قول ابن عمر رضي الله عنهما:(كنا نترآى اللَّه في ذلك المقام) يريد المطاف. و (عليين) جمع عِلِّيٍّ بكسر العين واللام وتشديد الياء أصله عِلِّيوٌ فأعِلَّ إعلال الواو والياء أولاهما ساكنة، قال في (القاموس) (1): هو مقام في السماء السابعة تصعد إليه أرواح المؤمنين، وفي (مجمع البحار) (2): هو اسم للسماء السابعة، وقيل: اسم لديوان الملائكة الحفظة ترفع إليه أعمال الصالحين من العباد، وقيل: أراد أعلى الأمكنة وأشرف المراتب وأقربها من اللَّه في الآخرة، ويعرب بالحروف والحركات كنحو قنّسرين على أنه جمع أو واحد، انتهى.
وفي (الدر المنثور)(3): عليون [فوق السماء السابعة عند] قائمة العرش اليمنى، وقد سبق ذكره في حديث:(صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين)(4).
و(الكوكب الدري) بضم دال وشدة راء وتحتية بلا همز وبه: الشديد الإنارة كأنه نسب إلى الدر تشبيهًا به لصفائه، [وقال] الفرَّاء: هو عند العرب: العظيم المقدار، وقيل:
(1)"القاموس"(ص: 1183).
(2)
"مجمع بحار الأنوار"(3/ 668).
(3)
"الدر المنثور"(8/ 448).
(4)
أخرجه أبو داود في "سننه"(ح: 558).
وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا". رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةِ"، وَرَوَى نَحْوَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. [د: 3987، ت: 3658، جه: 96].
6059 -
[4] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3664].
6060 -
[5] وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ عَلِيٍّ. [جه: 95].
ــ
هو أحد الكواكب الخمسة السيارة.
وقوله: (وإن أبا بكر وعمر منهم) كذا في نسخ الأصول، وفي بعض نسخ (المصابيح):(لمنهم) باللام.
وقوله: (وأنعما) أي: زادا وفضلا، من أحسنت إلي وأنعمت، أي: زدت على الإنعام، أو صارا إلى النعيم، كذا في (النهاية)(1)، وقيل: معناه: زادا وفضلا عن كونهما أهل عليين، وقيل: معناه: تناهيا فيه إلى غايته.
6059، 6060 - [4، 5](أنس، وعلي) قوله: (سيدا كهول) بضم الكاف: جمع كهل.
في (القاموس)(2): الكهل: من وَخَطَهُ الشيبُ، أو من جاوز الثلاثين أو أربعًا وثلاثين إلى إحدى وخمسين. وفي (مجمع البحار) (3): الكهل: من انتهى شبابه،
(1)"النهاية في غريب الحديث والأثر"(5/ 83).
(2)
"القاموس"(ص: 950).
(3)
"مجمع بحار الأنوار"(4/ 449).
6061 -
[6] وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَا أَدْرِي مَا بَقَائِي فِيكُمْ؟ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3663].
6062 -
[7] وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ رَأْسَهُ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانَا يَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ وَيَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3668].
6063 -
[8] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ،
ــ
واكتهل النبت: تم طوله، وهو من الرجال من زاد على ثلاثين سنة إلى أربعين، وقيل: من ثلاث وثلاثين إلى الخمسين، وأكتهل وكاهل: إذا بلغ الكهولة، ووصفُهما بالكهولة باعتبار ما كانوا في الدنيا وإلا فلا كهل في الجنة، فالمعنى: سيدا من مات كهلًا من المسلمين، وإذا كانا سيدي الكهول فأولى أن يكونا سيدي الشباب، كذا قالوا، وقيل: أراد به ههنا الحليم العاقل، أي: يُدخلهما اللَّه الجنة حلماء وعقلاء.
6061 -
[6](حذيفة) قوله: (ما بقائي) أي: لا أدري كم مدة (بقائي فيكم؟ ).
6062 -
[7](أنس) قوله: (كانا يتبسّمان إليه ويتبسم إليهما) وذلك من عادة المحبة وخاصيتها إذا نظر أحدهما إلى الآخر يحصل منهما التبسم بلا اختيار، ولا يدرى سببه، وسبب الضحك التعجب على ما قال أهل الحكمة.
6063 -
[8](ابن عمر) قوله: (خرج) أي: من حجرته.
وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، وَهُوَ آخِذٌ بِأَيْدِيهِمَا. فَقَالَ:"هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 3669].
6064 -
[9] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: "هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُرْسَلًا. [ت: 3671].
6065 -
[10] وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ وَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَوَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3680].
ــ
6064 -
[9](عبد اللَّه بن حنطب) قوله: (عبد اللَّه بن حنطب) بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الطاء المهملة، تابعي كبير.
وقوله: (هذان السمع والبصر) قيل: معناه أنهما في المسلمين كالسمع والبصر في الجسد بالنسبة إلى سائر الأعضاء في الشرف والنفاسة، ويقرب منه ما قيل: إن منزلتهما في الدين منزلة السمع والبصر في الجسد، أو هما مني كالسمع والبصر أسمع وأبصر بهما، ويرجع إلى معنى الوزارة والوكالة، أو المراد شدة حرصهما على استماع الحق واتباعه ومشاهدة الآيات في الأنفس والآفاق.
6065 -
[10](أبو سعيد الخدري) قوله: (إلا وله وزيران) الوزير من الوِزْر بالكسر بمعنى الثقل لأنه يحتمل عن الملك ويعينه برأيه، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا حزبه
6066 -
[11] وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ فَرَجَحْتَ أَنْتَ، وَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، وَوُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَحَ عُمَرُ، ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ، فَاسْتَاءَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْنِي فَسَاءَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ:"خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. [ت: 2287، د: 4634].
ــ
أمر شاورهما كالوزير بالنسبة إلى السلطان.
6066 -
[11](أبو بكرة) قوله: (فاستاء لها) صحِّح هذا اللفظ بوجهين: أحدهما: أن استاء على وزن افتعل من السوء مطاوع ساء، يقال: ساءه فاستاء، و (لها) جار ومجرور والضمير للرؤية، أي: اغتم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لهذه الرؤية، وثانيهما:(فاستاءلها) على وزن استفعل من الأَوْل، أي: طلب تأويلها بالتأمل والنظر. (فقال: خلافة نبوة) أي: انقضت بأبي بكر وعمر بحيث يكون سالمًا عن شوب ملك كما يكون بعدهما، وأما بعد خلافة الأربعة يكون ملكًا عضوضًا، وإنما فهم هذا لأن الموازنة إنما تراعى في أشياء متقاربة، فإذا تباعدت لم يوجد للموازنة معنى، فلهذا رفع الميزان، ودلت هذه الرؤيا على انحطاط أمر الخلافة بعدهما، يعني دلت الرؤيا على أن خلافة الحق بحيث لم يشب فيها من طلب الملك شيء ينتهي بانقضاء خلافة عمر، وكون المرجوحية انتهت إلى عثمان دل على حصول المنازعة فيها، وإنها في زمن علي رضي الله عنه مشوبة بالملك لكنها ليس بعضوض، وبعده يكون ملكًا عضوضًا، هكذا فسروا الحديث، واللَّه أعلم.