الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقد ثبت بالأدلة القاطعة اليقينية أن القرآن هو النظم العربي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو مائة وأربع عشرة سورة، أولها الفاتحة وآخرها المعوذتان، وأنه آيات وكلمات وحروف.
(القول بخلق القرآن ضلال وجهل):
فمن قال بخلافه فقد قال بخلق القرآن، ووافق المعتزلة وخالف أهل الحق، ومن زعم أنه ليس بقرآن فقد كذب الله تعالى ورسوله، وخرق الإجماع.
ومن زعم أنه عمل حروفه فهو تيس ليس معه كلام، فإن الكلام إنما هو مع الآدميين، فلو كان قال هو قولي كان أقرب فإن الحروف قول وكلام، ولكنه أراد أن يجعلها عملا حتى يدخل بزعمه في عموم الآية التي احتج بها، فجاء بطامة لم يسمع بمثلها، ولو كان كل من تلا آية أو روى خبرا (1)، أو أنشد شعرا هو العامل لحروفه (2) لم يبق لله تعالى كتاب، ولا لنبيه عليه السلام قول (ولا
(1) في ب (حديثا).
(2)
في ب (هو الذي قاله).
شاعر شعر) (1)، ولا كان ذلك إلا لتاليه وراويه ومنشده، وهذا أظهر فسادا من أن نتكلم عليه، على أننا قد دللنا على فساده بما فيه كفاية إن شاء الله تعالى، ومن العجب أن هذا الكتاب سماه الله تعالى وسماه رسوله قرآنا بقوله:{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (2)، {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (3)، وسمته الجن قرآنا {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} (4)، واتفق المسلمون من الصحابة ومن بعدهم على تسميته قرآنا، وسماه الذين كفروا به قرآنا، فقالوا:{لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ} (5)، وسمته المعتزلة قرآنا، فخالف هؤلاء رب العالمين والخلق أجمعين، وقالوا: ما هذا قرآنا؛ ليردوا على المعتزلة قولهم القرآن مخلوق، ثم عادوا فوافقوهم في خلقه، فليتهم صرحوا بأن القرآن مخلوق وكفوا مؤنة بدعتهم التي خالفوا بها ربهم ونبيهم، وخرقوا إجماع المسلمين.
ونزيد ما ذكرناه وضوحا وبيانا بأننا أجمعنا على أن القرآن كلام الله تعالى وقد أخبر الله تعالى بذلك بقوله سبحانه: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (6)، وقوله سبحانه:{وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} (7)
(1) ما بين القوسين سقط من (ب)، والصواب لغة أن يقال: ولا لشاعر شعر.
(2)
سورة الأنعام الآية 19
(3)
سورة الفرقان الآية 30
(4)
سورة الجن الآية 1
(5)
سورة سبأ الآية 31
(6)
سورة التوبة الآية 6
(7)
سورة البقرة الآية 75