الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفخذين عورة (1)». والمرأة كلها عورة بحضرة رجال غير محارم لها، إلا أن تكون من القواعد من النساء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«المرأة عورة، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان، وإنها أقرب ما تكون إلى الله وهي في قعر بيتها (2)» .
(1) المعجم الكبير، ج 19، ص 246.
(2)
المعجم الكبير، ج 10، ص 132.
سادسا: ضوابط عامة:
أ- مراعاة الأخلاق العامة، مثل: تجنب الغضب، والكلام البذيء، والغش، ومثيرات العداوة والبغضاء، والتعدي على الآخرين.
ب- مراعاة التنوع في الترويح، فلا يركز على أحد الجوانب الترويحية دون الجوانب الأخر.
ج- مراعاة الصحة العامة بشكل عام في جميع الممارسات الترويحية.
د- منع الصرف الزائد على الجوانب الترويحية، وإعطاء كل ذي حق حقه في الصرف.
هـ- عدم التبعية وتقليد الآخرين في استجلاب أنماط ترويحية لا تتوافق وقيم المجتمع المسلم، فإن ما يصلح للكفار من أنماط ترويحية متسقة ومستمدة من قيمهم ودينهم لا يصلح للمسلمين؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«من تشبه بقوم فهو منهم (1)» . والمطالبة بعدم التقليد والتبعية لا تعني عدم الاستفادة من الآخرين، بل تعني ضبط هذه الاستفادة،
(1) سنن أبي داود، كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة، ج 2، ص 261.
وإخضاعها للمراقبة والتقويم، وتكييف هذه الأنشطة الترويحية المجلوبة مع قيم المجتمع وثقافته.
ومما لا شك فيه أن المجتمع المسلم في حالة أخذه بتلك الضوابط فإنه يعمل بشكل مباشر على نجاح برامجه الترويحية؛ لأنه أخذ في الاعتبار الخصوصية التي يتميز بها عن غيره من المجتمعات على سطح الأرض، وهذا بدوره يؤدي إلى تحقيق النتائج المتوقعة من البرامج الترويحية، وليس هذا فحسب، بل ستكون في أقصى درجات الإيجابية على الفرد وعلى المجتمع بصفة عامة، فضلا عن تحقيق التوازن في حياة الفرد والمجتمع المسلم في أوضح صوره ومعانيه، إضافة إلى الاقتراب من التكامل في حياة المجتمع المسلم، ومن تحقيق المقاصد المستهدفة من التواصي بالحق والتواصي بالصبر.
ولقد غفل عن هذا المبدأ الهام في التخطيط للبرامج الترويحية- وهو مبدأ الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المجتمع- بعض من كتب في الأنشطة الترويحية وأوقات الفراغ، إضافة إلى إهمالهم بعض الضوابط السابقة، مما يجعلنا نحكم بفشل تلك البرامج وعدم مناسبتها بشكلها المطروح دونما تعديل. ومما يؤسف له أن معظم الكتب التي تناولت الأنشطة الترويحية أوردت أنشطة لا تتناسب والمجتمع المسلم، فقلما نجد كتابا من المكتب المذكورة يخلو من الحث والتشجيع على ممارسة الموسيقى والعزف والغناء والرقص وإقامة نوادي لها، بل واعتبارها جانبا هاما في العملية الترويحية، على الرغم من ورود الأدلة العديدة والصريحة في تحريمها.
كما تقوم بعض هذه الكتب بالحث على ممارسة المراسلة بين الجنسين، وكذلك الدعوة إلى أنشطة سلبية وضارة، لا ابتكارية مفيدة، بل هي تبعية وتقليد محض، مثل الحث على جمع الأزارير، أو إقامة حفلات أعياد الميلاد، والحفلات التنكرية، وحفلات الأزياء،. . . إلخ. وبالجملة ينبغي أن تراعى بعض القواعد الرئيسة حين التخطيط للأنشطة الترويحية، والبرامج الترفيهية في المجتمع المسلم، ومن هذه القواعد والأسس ما يلي:
1 -
يجب أن تكون الأنشطة الترويحية مباحة في الإسلام، وألا تتعارض مع أحكامه وقواعده العامة.
2 -
أن تعمل الأنشطة الترويحية على تحقيق الأهداف العليا للأمة الإسلامية.
3 -
أن تكون تلك الأنشطة الترويحية محققة للمصلحة العامة للأفراد والمجتمع بشكل عام.
4 -
أن تكون تلك الأنشطة سادة لحاجة من حاجات البلاد.
ففي ظل هذه الأسس والقواعد العامة التي تكون إطارا عاما تدور حول محوره الأنشطة الترويحية، والبرامج الترفيهية التي يتم تخطيطها وتقديمها في المجتمع المسلم ولأفراده - نضمن نجاح البرامج