الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من المسلمين وغيرهم فرارا من التشبيه على زعمهم، ثم (عادوا)(1) إلى تشبيه أقبح وأفحش من كل تشبيه، وهذا نوع من التغفيل، ومن أدل الأشياء على فساد قولهم تركهم قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وما لا يحصى من الأدلة، وتمسكوا بكلمة قالها الأخطل (2)، جعلوها أساس مذهبهم وقاعدة عقدهم، فلو أنها انفردت عن مبطل وخلت عن معارض لما جاز أن يبنى عليها هذا الأصل العظيم، فكيف وقد عارضها ما لا يمكن رده، فمثلهم كمثل رجل بنى قصرا على أعواد الكبريت في مجرى السيل.
(1) في ب (صاروا).
(2)
غير واضحة في (ب).
(كلام الله تعالى لا يشبه كلام الآدميين):
وأما قولهم: إن كلام الله تعالى يجب ألا يكون حروفا؛ لئلا يشبه كلام الآدميين، قلنا: جوابه من وجوه:
أحدها: أن الاتفاق في أصل الحقيقة ليس بتشبيه، كما أن اتفاق البصر في إدراك المبصرات، والسمع في أنه إدراك المسموعات، والعلم في إدراك المعلومات ليس بتشبيه كذلك هنا (1).
الثاني: أنه لو كان ذلك تشبيها كان تشبيههم أقبح وأفحش على ما ذكرنا.
(1) في ب (هذا).