الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث السابع: في الاستياك أمام الناس:
اختلف الفقهاء في حكم الاستياك أمام الناس على قولين:
القول الأول: أن السواك سنة على كل حال وخاصة عند الصلاة في المساجد وبحضرة الناس. وهو قول جمهور الفقهاء (1).
القول الثاني: عدم الاستياك في المساجد وأمام الناس. وبه قال المالكية (2).
استدل أصحاب القول الأول بالأدلة الآتية:
1 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة (3)» .
وجه الدلالة من الحديث:
أن في الحديث دلالة على أن السواك سنة على كل حال وخاصة عند الصلاة، وبما أن الصلوات المفروضة تقام في المساجد جماعة فإن السواك بحضرة الناس وفي المساجد من السنن المندوبة، إذ المسلم مأمور في كل حال من أحوال التقرب إلى الله تعالى أن يكون في حالة كمال ونظافة، إظهارا لشرف العبادة (4).
(1) انظر: حاشية ابن عابدين 1/ 114، المجموع 1/ 272، الإنصاف 1/ 118، 119.
(2)
انظر: مواهب الجليل 1/ 266.
(3)
صحيح البخاري التمني (7240)، صحيح مسلم الطهارة (252)، سنن الترمذي الطهارة (22)، سنن النسائي الطهارة (7)، سنن أبو داود الطهارة (46)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (287)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 433)، موطأ مالك الطهارة (147)، سنن الدارمي الطهارة (683).
(4)
انظر: إحكام الأحكام 2/ 65، 271، فتح الباري 2/ 376.
2 -
حديث أبي بردة، عن أبيه - قال:«أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يستن بسواك بيده يقول: أع أع (3)» .
وجه الدلالة من الحديث:
أنه يدل على تأكيد السواك، وأنه لا يختص بالأسنان، وأنه من باب التنظيف والتطيب لا من باب إزالة القاذورات، لكونه صلى الله عليه وسلم لم يختف به؛ ولهذا بوبوا لهذا الحديث باب استياك الإمام بحضرة رعيته (4).
3 -
ما ورد أن خالدا الجهني رضي الله عنه كان يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه، موضع القلم من أذن الكاتب، لا يقوم إلى الصلاة إلا استن ثم رده إلى موضعه.
(1) أخرجه البخاري 1/ 66، واللفظ له في كتاب الوضوء باب السواك، ومسلم 1/ 220 في كتاب الطهارة باب السواك.
(2)
يستن: يدلك أسنانه بالسواك. انظر: معالم السنن 1/ 43، فتح الباري 2/ 375. (1)
(3)
(2)، والسواك في فيه كأنه يتهوع
(4)
انظر: فتح الباري 1/ 356.