الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثالث: أنهم إن نفوا هذه الصفة لكون هذا تشبيها، ينبغي أن ينفوا سائر الصفات، من الوجود والحياة والسمع والبصر وغيرها.
الرابع: أننا نحن لم نفسر هذا إنما فسره الكتاب والسنة كما تقدم.
(صفة الكلام ليست من المتشابه):
وأما قولهم: إنكم فسرتم هذه الصفة، قلنا: إنما لا يجوز تفسير المتشابه الذي سكت السلف عن تفسيره، وليس كذلك الكلام، فإنه من المعلوم بين الخلق لا شبهة فيه، وقد فسره الكتاب والسنة.
الثاني: إننا نحن فسرناها بحمله على حقيقته تفسيرا جاء به الكتاب والسنة، وهم فسروه، مما لم يرد به كتاب ولا سنة، ولا يوافق الحقيقة، ولا يجوز نسبته إلى الله تعالى، وأما قولهم: إن الحروف تحتاج إلى مخارج وأدوات، قلنا: احتياجها إلى ذلك في حقنا لا يوجب ذلك في كلام الله، تعالى الله عن ذلك، فإن قالوا: بل يحتاج الله تعالى كحاجتنا، قياسا له علينا، أخطئوا من وجوه:
(القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر):
أحدها: أنه يلزمهم في سائر الصفات التي سلموها، كالسمع والبصر والعلم والحياة، فلا يكون ذلك في حقنا إلا في جسم، ولا يكون البصر إلا من حدقة، ولا السمع إلا من انخراق، والله تعالى بخلاف ذلك.