الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رضي الله عنه قبل إسلامه. فجاء الإسلام وأقر هذه الممارسة الترويحية بين أفراد المجتمع بعد أن هذب أساليبها واستبعد منها ما لا يليق. فلم تكن المصارعة فيما سبق على الصورة الحالية وما تحمله من وحشية وتجاوز أخلاقي وسلوكي. ولقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرياضة، ففي سنن أبي داود «أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم (1)» . وكان ذلك الموقف سببا في إسلام ركانة رضي الله عنه.
ولقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم صارع أفرادا آخرين غير ركانة، منهم: أبو الأسود الجمحي، وكان شديدا قويا. كما كان صغار أصحابه- رضوان الله عليهم- يتصارعون فيما بينهم، ولقد صارع الحسن الحسين رضي الله عنهما بمرأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).
(1) سنن أبي داود، كتاب اللباس، باب في العمائم، ج 2، ص 270.
(2)
معالجة الإسلام لوقت الفراغ، أبو بكر إسماعيل، مكتبة التوبة، الرياض، 1414 هـ، ص 28.
د-
الرمي:
ويكون بالسهام، وهذا الأمر يعد من أكثر الألعاب التي كان
شباب الصحابة وشيوخهم- رضوان الله عليهم- يمارسونها، ويحثون على تعلمها. وكيف لا يكون ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم مارسها وحث على تعلمها، بل وحذر من تعلمها ونسيها بالإثم؛ ففي الحديث الذي يرويه سلمة رضي الله عنه:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق، فقال: ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان- لأحد الفريقين- فأمسكوا بأيديهم، فقال: ما لهم؟ قالوا: وكيف نرمي وأنت مع بني فلان؟ قال: ارموا وأنا معكم كلكم (2)» وفي الحديث الآخر الذي يرويه عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا (3)» .
وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه: (أن علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي).
ويروي الهيثمي: (أن أنسا كان يجلس ويطرح له فراش ويجلس عليه ويرمي ولده بين يديه، فخرج يوما وهم يرمون، فقال: يا بني، بئس ما ترمون، ثم أخذ القوس فرمى فما أخطأ القرطاس)(4). وقال مصعب بن سعد رضي الله عنه: كان سعد بن أبي وقاص يقول: عليكم بالرمي فإنه خير لكم (5)
(1) صحيح البخاري، كتاب المناقب، حديث رقم 3245
(2)
يتناضلون: أي يتسابقون ويتنافسون في رمي النبال. (1)
(3)
صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه.
(4)
مجمع الزوائد، الهيثمي، دار الريان للتراث، القاهرة، 1407هـ، ج 5، ص 271.
(5)
الترغيب والترهيب، المنذري، دار الريان للتراث، القاهرة، 1407هـ، ح 2، ص 278.