الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الملك أنا الديان (1)»، فإذا كان حقيقة التكليم والمناداة شيئا واحدا، وتواردت الأخبار والآثار به فما إنكاره إلا عناد واتباع للهوى المردي، وصدوف عن الحق، وترك للصراط المستقيم {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (2).
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 475) ح (3638) والبخاري في الأدب المفرد ص (429) ح (970) وأحمد (3/ 600) ح (16048)، وحسنه الألباني صحيح الأدب المفرد ص (372) ح (746).
(2)
سورة النساء الآية 115
(شبهة وجوابها):
وأما استدلاله على خلق الحروف بقوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (1) والحروف شيء.
(القرآن غير مخلوق):
قلنا: هذا شبهة المعتزلة في أن القرآن مخلوق، ونحن وأنتم قد اتفقنا على أن القرآن غير مخلوق وهو حروف، فلزم (2) أن لا تكون مخلوقة، على أن هذه الآية لا بد من تخصيصها بأن الله تعالى
(1) سورة الزمر الآية 62
(2)
في ب (فيلزم).
وصفاته ليس شيء منها مخلوقا، وكلام الله صفة من صفاته، وهو حروف وأصوات بما بيناه وكذلك قوله:{خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (1) يخرج منه القرآن وكل كلام لله تعالى من التوراة والإنجيل وغيرهما وهي حروف على ما قدمنا واستدلاله (بأن الله خالق كل صانع وصنعته) يريد به أن الحروف صنعته، وهذا سفه قد تقدم الجواب عنه، وقول الله تعالى:{لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} (2) لا دلالة فيه؛ فإن اليد مخلوقة والمكتوب بها من كلام الله غير مخلوق، فإن الله تعالى أخبر أن القرآن العظيم الكريم في كتاب مكنون فقال:{قُرْآنٌ مَجِيدٌ} (3){فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (4)، فالقرآن غير مخلوق، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن تناله أيديهم (5)» ، يريد المصاحف التي فيها القرآن، وقال الله تعالى:
(1) سورة البقرة الآية 29
(2)
سورة البقرة الآية 79
(3)
سورة البروج الآية 21
(4)
سورة البروج الآية 22
(5)
أخرجه البخاري (2/ 356) ح (2990)، ومسلم (1869)، وأحمد (2/ 10) وغيرهم.