الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني: أن هذا تشبيه لله تعالى بنا وقياس له علينا وهذا كفر.
الثالث: أن بعض المخلوقات لم تحتج إلى مخارج في كلامها كالأيادي والأرجل والجلود التي تتكلم يوم القيامة، والحجر الذي سلم على النبي (1) صلى الله عليه وسلم، والحصى الذي سبح في كفه والذراع المسمومة التي كلمته.
وقال ابن مسعود: «كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل (2)» ، ولا خلاف في أن الله تعالى قادر على إنطاق الحجر الأصم بلا أدوات، فكيف عجزوا الله تعالى عن الكلام بلا أدوات.
(1) مسلم (4/ 1782) ح (2277).
(2)
البخاري (2/ 523) خ (3579).
(أسماء الله قديمة):
وقولهم: إن التعاقب يدخل في الحروف. قلنا: إنما كان ذلك في حق من ينطق بالمخارج والأدوات ولا يوصف الله تعالى بذلك.
وقولهم: إن القديم لا يتجزأ، ولا يتعدد غير صحيح، فإن أسماء الله معدودة، قال الله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (1)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة (2)» .
وهي قديمة وقد نص الشافعي رحمه الله على (أن
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2)
البخاري (4/ 174) خ (6410)
أسماء الله غير مخلوقة) (1)، وقال الإمام أحمد:(من قال إن أسماء الله مخلوقة فقد كفر)(2)، وكذلك كتب الله تعالى، فإن التوراة والإنجيل والزبور والقرآن متعددة، وهي كلام الله غير مخلوقة، وإنما هذا شيء أخذوه من علم الكلام، وهو مطرح عند جميع الأئمة الأعلام، قال أبو يوسف:(من طلب العلم بالكلام تزندق)، وقال الشافعي رحمه الله:(ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح)، وقال أحمد: (ما أحب الكلام أحد فكان عاقبته إلى
(1) ابن بطة في الإبانة، الكتاب الثالث في الرد على الجهمية (1/ 274) ح (42)، وشرح السنة (1/ 188).
(2)
مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص (262).