الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج- يصاحب الترويح وينتج عنه حالة من المتعة، والسعادة، والسرور، والرضا لمن يقوم بممارسته.
د- يعد الترويح نشاطا بناء وهادفا، أي: يعمل على بناء وتنمية بعض أو كل جوانب شخصية الممارس للترويح.
هـ- يتصف الترويح بأن له خاصية تجعل له القدرة على مساعدة الفرد على التخفف من ضغوط الحياة، وكسر رتابتها اليومية، ومنحه دفعة بدنية ونفسية تساعد على مواجهة مصاعب العيش.
وليس له مردود أو كسب مادي للفرد الممارس للترويح.
المبحث الثاني: الترويح في الإسلام:
يعد الترويح في الإسلام أمرا مشروعا، بل مطلوبا، ما دام أنه في إطاره الشرعي السليم المنضبط بحدود الشرع التي لا تخرجه -أي الترويح- عن حجمه الطبيعي في قائمة حاجات النفس البشرية.
فالإسلام دين الفطرة، ولا يتصور أن يتصادم مع الطاقة البشرية الفطرية، أو الغرائز البشرية في حالتها السوية.
ومن هنا فقد أجاز الإسلام النشاط الترويحي الذي يعين الفرد المسلم على تحمل مشاق الحياة وصعابها، والتخفيف من الجانب الجدي فيها ومقاومة رتابتها، شريطة ألا تتعارض تلك الأنشطة مع شيء من شرائع الإسلام، أو يكون فيها إشغال عن عبادة مفروضة، والأصل في ذلك الحديث الذي يرويه حنظلة رضي الله عنه أنه قال:
ويؤكد مبدأ الترويح في الإسلام ما ورد في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي يرويه البخاري رحمه الله في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك
(1) صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، دار الخير، بيروت، 1414 هـ، كتاب التوبة، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة، ج 6، ص 223.
حقا وإن لزوجك عليك حقا (1)»، وكذلك الحديث الذي يروى عنه صلى الله عليه وسلم:«روحوا القلوب ساعة وساعة (2)»
ففي الأحاديث السابقة وغيرها دلالة على مراعاة الإسلام لحق النفس في الراحة، وإعطائها حقها من ذلك ما دام أنه ضمن الإطار الشرعي، وداخل الحدود المقبولة اجتماعيا، ومما لا شك فيه أن الأصل في الترويح أن يتلازم مع وقت الفراغ ويمارس فيه، كما يجب أن يكونا متعادلين في الكمية فلا يطغى أحدهما على الآخر، ففي زيادة وقت الفراغ في حياة الإنسان وتركه دون استغلال فإنه يتحول إلى مشكلة، وفي زيادة الترويح على أوقات الفراغ تصبح الحياة لهوا ولعبا.
وهذا ما جعل الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، وهذا أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: إني لأستجم لقلبي بالشيء من اللهو؛ ليكون
(1) صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب حق الجسم في الصوم، ج 2، ص 697.
(2)
مسند الشهاب، محمد بن سلامة القضاعي، مراجعة حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405 هـ، ج 1، ص 393. وكذلك: تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، عبد الرحمن بن علي الأثري، دار الكتاب العربي، بيروت، بدون تاريخ، ص 85. وقال عن الحديث: أخرجه الديلمي من رواية أبي نعيم وغيره عن أنس مرفوعا، ويشهد له ما في صحيح مسلم وغيره من حديث حنظلة ساعة وساعة.