الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إليهم، والأمير فيما جعل إليه، والقاضي فيما جعل إليه، والإنسان في بيته مع أولاده وأهل بيته فيما يستطيع.
أما من لا يستطيع ذلك، أو إذا غيره بيده يترتب عليه الفتنة والنزاع والمضاربات فإنه لا يغير بيده، بل ينكر بلسانه، ويكفيه ذلك، لئلا يقع بإنكاره باليد ما هو أنكر من المنكر الذي أنكره، كما نص على ذلك أهل العلم.
أما هو فحسبه أن ينكر بلسانه؛ فيقول: يا أخي اتق الله، هذا لا يجوز، هذا يجب تركه، هذا يجب فعله، ونحو ذلك من الألفاظ الطيبة والأسلوب الحسن.
ثم بعد اللسان القلب، يعني يكره بقلبه المنكر ويظهر كراهته ولا يجلس مع أهله فهذا من إنكاره بالقلب، والله ولي التوفيق.
س: بعض الناس يحاولون
النيل من شباب الصحوة بحجة أن فيهم تطرفا
وتزمتا فما تعليق سماحتكم على ذلك؟
ج: الواجب تشجيع الشباب على الخير، وشكرهم على نشاطهم في الخير، مع توجيههم إلى الرفق والحكمة وعدم العجلة في الأمور؛ لأن الشباب وغير الشباب يكون عندهم زيادة غيرة فيقعون فيما لا ينبغي. فالواجب توجيه الشيخ والشاب إلى أن يتثبت في الأمور، وأن يتحرى الحق في كل أعماله حتى تقع الأمور منه في موقعها. وقد رأى رجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعض المنكرات فحملته الغيرة لله على أن قال لصاحب المنكر: والله لا يغفر الله لك، فقال الله عز وجل:«من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان، إني قد غفرت له وأحبطت عملك (1)» رواه الإمام مسلم في صحيحه. وما ذلك إلا
(1) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2621).