الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرآن: (منه بدأ وإليه يعود) أي: أنه بدأ من الله تعالى بإنزاله على نبيه عليه السلام ثم يعود إليه بذهابه من الأرض لذهاب حملته وحفاظه وقد روينا في حديث «أنه يرفع من صدور الرجال ومن المصاحف قبل قيام الساعة (1)» ، والله أعلم.
(1) أخرجه ابن ماجه (2/ 1344) ح (4049) بنحوه، والحاكم (4/ 520) ح (8460) بنحوه، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2/ 378) ح (3273) والسلسلة الصحيحة رقم (87) ص (171).
(القرآن الكريم هو الكتاب العربي الموجود في المصاحف):
وقد ثبت بما ذكرنا من الأدلة القاطعة اليقينية من الكتاب والسنة والإجماع أن القرآن هو هذا الكتاب العربي الذي هو سور وآيات وحروف وكلمات، الذي نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، وأنه قرآن كريم في كتاب مكنون وقرآن مجيد في لوح محفوظ، فمهما جاء من الأخبار يجب تفسيره، بما يوافق ذلك ولا يجوز حمله على خلافه؛ لأن ما خالف الأدلة القاطعة كان باطلا في نفسه، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز بطلان شيء منه، لأنه معصوم من قول الباطل فتعين ما ذكرناه فيه، ومن حمل شيئا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على محمل يخالف ذلك كان بمنزلة الزنادقة الذين
يستدلون على فساد دين الإسلام بعمومات أو احتمالات في آيات وأحاديث، ومثل هذا لا يلتفت إليه، ولا يعول عليه، وقد بلغني عن بعض متحذلقيهم أنه قال: الم ليست حروفا إنما هي أسماء الحروف، فألف اسم للألف، ولام اسم لها، وكذلك ميم، فخالف بهذا القول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه سماها حروفا وكذلك أصحابه وسائر الناس فإنهم يسمونها حروفا، ويقولون الحروف المقطعة في أوائل السور، وقد روي عن الشعبي أنه قال:(إن لله في كل كتاب سرا وسره في القرآن الحروف المقطعة في أوائل السور) وروي نحو هذا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وروي عن سعيد بن جبير أنه قال:(هي أسماء الله تعالى لو أحسن العباد توصيلها ألا ترى أن ألف لام راء حاء ميم نون هي الرحمن)(1)، ثم إن هذا القول لا ينفي كونها حروفا وإنما أسماء الحروف حروف، فاسم الألف ثلاثة أحرف ألف
(1) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 230 - 231) ح (163، 164، 165، 166) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
ولام وفاء، واسم اللام ثلاثة، واسم الميم ثلاثة، فيكون ذلك تسعة أحرف، فكأنه قال: إنها ليست ثلاثة أحرف إنما هي تسعة أحرف، والخلاف في كونها حروفا لا في عددها، وقد ثبت أنها حروف فلا يضر الخلاف في عددها، والحمد لله وحده، وصلاته على سيدنا محمد وآله وصحبه، وحسبنا الله ونعم الوكيل