الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكانه ما يصطلح عليه " بأطلس " العلوم المختلفة، فقد وجدنا هؤلاء المستشرقين يتسابقون لتحرير مواد أطلس الديانات، بخاصة وأن هذا التصنيف الجديد يتم نقله في أقراص الحاسوب، بالإضافة إلى كونه مؤهلا ليدخل ضمن شبكات المعلومات، عبر برامج الإنترنت، وما قد يجد بعد عصر الإنترنت.
المطلب الثالث: التفسير في المجلات والدوريات الاستشراقية
دأب المستشرقون على كتابة المقالات والدراسات في شتى المناسبات: كالمشاركة في الندوات أو المؤتمرات، أو الأيام الدراسية، أو في ذكرى تأبين أحدهم، أو في الاحتفال بمؤسساتهم وجمعياتهم، وقد تكون هذه المشاركة عبارة عن ورقة بحث أو محاضرة أو مداخلة مرتجلة، وبسبب حرص المستشرقين على توثيق أعمالهم، فقد كانت جميع أعمالهم تأخذ طريقها إلى النشر بمجرد تحريرها.
ولعل أهم وسائل النشر التي استفادت منها الحركة الاستشراقية: الجرائد والمجلات والنشرات.
فالجرائد الاستشراقية قد تصدر كل ثلاثة أشهر، ويشكل كل أربعة أعداد منها مجلدا، أما المجلات فهي مطبوعات دورية مختصة بمجال محدد من مجالات الدراسة، وقد تكون المجلة شهرية أو فصلية أو نصف سنوية أو حولية حسب انتظام صدور أعدادها. أما النشرات فهي مطبوعات، الغرض الأساسي منها هو التعريف بالمعهد، أو المؤسسة أو الجمعية أو النشاط. . .
لكن البحث عن موضوع معين في هذه المطبوعات ليس عملا سهلا ميسورا، لكثرة هذه المطبوعات، واختلاف لغات كتابتها وندرة العديد منها، إلا في المراكز العلمية المجهزة، هذا فضلا عن كون الفهارس التي أحدثت لهذه المطبوعات لا تفي دائما بالغرض لتشعب الموضوعات وتداخل تخصصاتها. . .
وبالنسبة لموضوع التفسير، فإن أول ما يجب على الباحث الحرص عليه في هذه المطبوعات: أن يلم أولا بأسماء المستشرقين الذين اهتموا بالموضوع، فأحيانا يكون عنوان المقالة خادعا، وأعطي مثالين لذلك اعتمادا على ما نشر ضمن " الجريدة الأسيوية " التي تصدر بباريس منذ 1822م حتى يومنا الراهن.
فمن الجزء الرابع من السلسلة العاشرة من الجريدة الأسيوية عدد " سبتمبر" أكتوبر 1904م نشر كليمان هوار مقالته المطولة عن
" وهب بن منبه والتراث اليهودي النصراني باليمن"، وهذه المقالة تعرف بالتفسير، وخلص صاحبها في خاتمته إلى توجيه الطعن " لجامع البيان " لابن جرير الطبري وفي نفس الجريدة عدد 261 ( Celxi) الصادر 1973م نجد مقالة عنوانها " الدراسات العربية والإسلامية" قدمها في الأصل: كلود كاهن، وشارل بيلا لأحد الملتقيات الاستشراقية، وليس في المقالة شيئا عن الدراسات الإسلامية، أو عن التفسير؛ لأن محرريها يهتمان بمجال الأدب فحسب.
واعتبارا لما يقتضيه المنهج من عرض تحليلي لكتابات المستشرقين عن تفسير القرآن، فسيخصص المبحثان التاليان لتصورات المستشرقين لهذا العلم.
فنعرض أولا: لمواقفهم من التراث التفسيري المتراكم حيث إنهم اتجهوا إلى نقض هذا التراث، ثم نعرض ثانيا: لدعوة متأخريهم