الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد البر والقرطبي وغيرهم ولو صح فالمراد: لا يسأل عنها بكيف فيقال: كيف صفات الله؟
وهذا معروف عن أهل السنة أنهم ينهون عن السؤال عن صفات الله بكيف. قال وكيع: نسلم هذه الأحاديث كما جاءت ولا نقول كيف هذا ولم جاء هذا (1).
أو يقال: إن الكيف المرفوع: الكيف الذي يذكره البشر كما سبق.
(1) النزول للدارقطني 62، العلو للذهبي 117.
المبحث الأول: مذهب المخالفين لأهل السنة في الاستواء
اختلفت أقوالهم في بيان المراد من استواء الله على عرشه وتباينت آراؤهم فلم يكن لهم منهج مستقيم يسيرون عليه ولا حجه صحيحة يستندون إليها من كتاب الله عز وجل أو من السنة أو من لغة العرب.
1 -
فذهبت الجهمية والمعتزلة وكثير من متأخري الأشعرية إلى أن معنى الاستواء الاستيلاء وهو القهر والغلبة ومعناه أن الرحمن غلب العرش وقهره.
قال البيهقي في كتابه الأسماء والصفات:
وفيما كتب إلي الأستاذ أبو منصور بن أبي أيوب أن كثيرا من متأخري أصحابنا ذهبوا إلى أن الاستواء هو القهر والغلبة ومعناه
أن الرحمن غلب العرش وقهره. . .، قال: والاستواء. بمعنى القهر والغلبة شائع في اللغة كما يقال: استوى فلان على الناحية إذا غلب أهلها قال الشاعر في بشر بن مروان:
قد استوى بشر على العراق
…
من غير سيف أو دم مهراق (1)
2 -
وقال أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي: (والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك كأنه أراد أن الملك ما استوى لأحد غيره)(2)، وهذا أيضا قول لبعض المعتزلة (3).
3 -
وذهب أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري إلى أن الاستواء هو: (أن الله تعالى فعل في العرش فعلا سماه استواء كما فعل في غيره فعلا سماه رزقا ونعمة أو غيرهما من أفعاله)(4).
4 -
وقال بعض الأشعرية إن الاستواء هو: (صفة لله بنفي الاعوجاج عنه)(5).
5 -
وقيل: إن معنى استوى أقبل على خلق العرش وعمد إلى خلقه (6)،
(1) الأسماء والصفات 519، شرح الأصول الخمسة 226.
(2)
أصول الدين 113.
(3)
شرح الأصول الخمسة 227.
(4)
الأسماء والصفات 517، أصول الدين لعبد القاهر البغدادي 113.
(5)
الأسماء والصفات 519.
(6)
الإتقان في علوم القرآن 1/ 652.