الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا كان العرش مخلوقا قبل خلق السماوات والأرض فكيف يكون استواؤه عمده إلى خلقه له لو كان هذا يعرف في اللغة أن استوى على كذا، بمعنى أنه عمد إلى فعله وهذا لا يعرف قط في اللغة لا حقيقة ولا مجازا لا في نظم ولا في نثر، ومن قال: استوى بمعنى عمد ذكره في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} (1)؛ لأنه عدي بحرف الغاية كما يقال: عمدت إلى كذا، وقصدت إلى كذا، ولا يقال: عمدت على كذا، ولا قصدت عليه، مع أن ما ذكر في تلك الآية لا يعرف في اللغة أيضا ولا هو قول أحد من مفسري السلف، بل المفسرون من السلف قولهم بخلاف ذلك كما قدمناه عن بعضهم) (2).
(1) سورة فصلت الآية 11
(2)
الفتاوى 5/ 520، 521.
الخاتمة
-
في ختام هذا البحث أحمد الله وأشكره على ما يسر ووفق من إعداد هذا البحث
وقد ظهرت لي عدد من النتائج:
1 -
أن الاستواء يأتي بمعنى العلو والارتفاع إذا عدي بإلى أو بعلى وإذا قرن بالواو فمعناه المساواة، وإذا أطلق فمعناه الكمال والتمام.
2 -
أهل السنة متفقون على تفسير الاستواء المعدى بإلى أو بعلى بالعلو ولا يصح عندهم تفسير الاستواء المعدى بإلى بالقصد ونحوه.
3 -
يوافق بعض متقدمي الكلابية والأشعرية أهل السنة في تفسير الاستواء المعدى بعلى بالعلو.
4 -
قول الإمام مالك في الاستواء يريد به أن الاستواء معلوم في اللغة وكيفيته مجهولة.
5 -
بطلان مذهب المخالفين لأهل السنة وخلوه من الدليل الصحيح وتعدد أقوالهم فيه مما يبين بطلان مذهبهم واختلافهم فيه أبرز دليل على مجانبته الصواب.
6 -
احتجاج بعضهم ببيت الشاعر: قد استوى بشر. . . احتجاج باطل فهذا البيت لا يعرف قائله ولا يستبعد أنه موضوع وينازع في سلامته من التحريف وفي معناه.