الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصوفية. .، ووصل الأمر أن وجدنا المستشرقين يحتفلون حتى بالكتابات المعاصرة التي سارت في نفس الاتجاه، وغير خاف على المتتبع للموضوع طريقة استقبالهم لأطروحة د. محمد أحمد خلف الله عن " الفن القصصي في القرآن ".
المطلب الثالث: نقد المستشرقين لأمهات التفاسير عند أهل السنة
منذ بداية القرن العشرين لم تدخر الحركة الاستشراقية جهدا للطعن في هذه التفاسير، فعمد كليمان هوار ت 1927م في مقالة نشرت بالجريدة الأسيوية 1904م إلى ادعاء أن التفاسير تتشكل من تراث أهل الكتاب، وخلص في مقالته إلى القول: " أن مقاطع كثيرة من الطبري. . . مرتبطة بمثلها في سفر التكوين الذي يعرض للروايات اليهودية والنصرانية، وكان وهب بن منبه هو الطريق الذي انتقلت بواسطته هذه الآثار في نهاية القرن الأول الهجري. . . (1)
بعد حوار وجدنا جولد تسيهر يتحامل على التفسير منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم حتى إذا انتهى به الكلام إلى ابن جرير الطبري لم ير في " جامع البيان " أكثر من " موسوعة للإسرائيليات "، ذلك أن أبا جعفر -حسب تسيهر - "يتوسع كذلك في استخدام المصادر اليهودية الأصل، فيما يتصل بقصص الإسرائيليات، ولم يكن في ذلك لينال موافقة سلفه الذين سبقوه. . .، بل إن كتابه أغزر
(1) c. Huart، Wahb ben monabbih. . . in Jounal Asiatique، 10: Serie، Tome 4P: 350
الكنوز بالنصوص المنتشرة في الأوساط الإسلامية من مواد الإسرائيليات كذلك الأساطير النصرانية يرويها راجعا إلى وهب بن منبه (1).
وعند ظهور الطبعة الأولى من " الموسوعة الإسلامية " كانت حملة المستشرقين على التفسير في أوجها مما سمح لهم بالإعلان عن دعواهم بأن الأحاديث التي تضمنتها كتب التفسير كلها موضوعة.
قال كاراديفو: "وعلم التفسير قديم قد يرجع تاريخه إلى صدر الإسلام، ويروى أن ابن عباس ت 68هـ كان حجة في التفسير، وقد نسبوا إليه تفسيرا. وتساءل النقاد المحدثون (جولد تسيهر ولانس وغيرهما) عن قيمة الأحاديث الواردة في هذه الكتب الجامعة، ولم يصلوا بعد إلى رأي يعززها كثيرا، والظاهر أن أغلب هذه الأحاديث موضوع إما لتقرير مسألة شرعية وإما لأغراض كلامية، وإما لمجرد التوضيح، بل قد يكون لمحض اللهو والتسلية.
ويذهب النقاد المحدثون إلى أنه لا أمل في العثور في هذه التفاسير على أخبار صحيحة عن أسباب نزول القرآن وإذاعته في الناس " (2).
ولقد كان " جامع البيان " للطبري ت 310هـ أكثر كتب التفسير تعرضا للنقد عند المستشرقين حتى في السنوات الأخيرة حين نشر " بيير غودي " ترجمة فرنسية لما اعتبر " مختصر تفسير الطبري "
(1) جولد تسيهر، مذاهب التفسير ص 111، 112.
(2)
دائرة المعارف الإسلامية مادة " تفسير " ج: 5 ص 347.