الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمور تعبدية توصل الطب الحديث إلى كنهها (1). وإليك بيانها في المطلب التالي:
(1) معجزات في الطب للنبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، ص 41.
المطلب الأول: العناية الصحية بالفم:
تمثلت العناية في الإسلام بالفم في الأمور التالية:
1 -
المضمضة المأمور بها في الوضوء لكل صلاة:
" المضمضة مأمور بها المسلم في كل وضوء قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (1) الآية.
ومن الوجه المأمور بغسله في الآية الفم والأنف وغسلهما يكون بالمضمضة والاستنشاق، ولا تقبل صلاة العبد إلا بهذا الوضوء المأمور به في الآية قال عليه السلام فيما أخرجه البخاري في صححيه من طريق معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه:«لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ (2)» . الحديث".
وجاءت صفة الوضوء بما اشتمل عليه من مضمضة واستنشاق فيما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس «أنه توضأ فغسل وجهه، أخذ غرفة من
(1) سورة المائدة الآية 6
(2)
صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب لا تقبل صلاة بغير طهور 1/ 43.
ماء فمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا أضافها إلى يده الأخرى فغسل بها وجهه، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء فرش على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة أخرى فغسل بها رجله يعني اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ (1)». وكتب السنة زاخرة بأحاديث صفة الوضوء.
حيث بينت صفة الوضوء وكيفية المضمضة المرادة وهي: إدخال الماء وإدارته بالفم ثم مجه، وبهذه الكيفية يتخلص المرء من كثير من الجراثيم والطفيليات يقول الدكتور محمد زكي سويدان:" وأن غسيل الفم بالماء يكفي جدا من جميع هذه العوامل والعواقب، وقد ثبت أن الغسيل بالماء لا يفوقه الغسيل بأي معجون أسنان إلا ما حوى مادة الفلورين التي تحمي الأسنان من التسوس "(2).
هذه فوائد المضمضة التي أمر بها المسلم عند كل وضوء تساعد بفضل الله على التخلص من الجراثيم المسببة للروائح والمرض فوجب على المسلم الإتيان بها محققا صفتها كما جاءت تعبدا لله
(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الوضوء باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة 1/ 44.
(2)
الصلاة صحة ووقاية للدكتور زكي سويدان ص 58.
وتنفيذا وامتثالا لهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وسلامة لبدنه.
كما كان فعله صلى الله عليه وسلم المضمضة بعد تناول الطعام أخرج البخاري في صحيحه من طريق ابن عباس رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض وقال: إن له دسما (1)» .
وأخرج ابن ماجه رضي الله عنه في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة فمضمض وغسل يديه وصلى (2)» . بل إنه صلى الله عليه وسلم أمر بذلك فيما أخرجه ابن ماجه من طريق عبد المهيمن بن عباس الساعدي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مضمضوا من اللبن فإن له دسما (3)» .
2 -
السواك:
للأسنان أهميه بالغة في مضغ الطعام كما أنها تمثل مظهرا لجمال الإنسان أو قبحه فهي من الأعضاء الظاهرة التي تعكس أهمية الإنسان بنفسه كما أنها تكون انطباع الآخرين عنه ولقد جاءت نصوص السنة النبوية بالحث على نظافتها لما لها من أثر هام على
(1) أخرجه البخاري في صححيه كتاب (الأشربة)، باب شرب اللبن برقم 5179.
(2)
أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها، باب (66) 1/ 164.
(3)
أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها 1/ 167.
صحة الفرد وسلامته.
أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة (1)» .
وجاءت السنة النبوية مبينة فوائد السواك يقول عليه السلام فيما أخرجه البخاري في صحيحه من طريق عائشة رضي الله عنها.
«السواك مطهرة للفم مرضاة للرب (2)» .
وأخرج البخاري بسنده من طريق شعيب بن الحبحاب عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثرت عليكم في السواك (3)» . واستنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه صفرة الآسنان فقال: «مالي أراكم تأتوني قلحا استاكوا (5)» .
فالسواك يحقق طهارة الفم وسلامة اللثة ووقاية الأسنان يقول
(1) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة 1/ 214.
(2)
أخرجه البخاري تعليقا، كتاب الصوم، باب السواك الرطب واليابس للصائم 2/ 234.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب السواك يوم الجمعة 1/ 214.
(4)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده من طريق جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه.
(5)
القلح: صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها. النهاية في غريب الحديث (4/ 99). (4)
ابن حجر في فتح الباري: " وفيه تأكيد على السواك، وأنه لا يختص بالأسنان، وأنه من باب التنظيف والتطيب لا من باب إزالة القاذورات لكونه صلى الله عليه وسلم لم يكتف به، وبوبوا عليه استياك الإمام بحضرة الرعية "(1).
ولهذا حرص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أخرج ابن ماجه بسنده من طريق أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم. وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفي مقادم فمي (2)» .
وكان عليه السلام يحرص على السواك في أوقات عدة منها:
عند قيامه من النوم أخرج البخاري من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك (3)» .
وعند كل صلاة أخرج ابن ماجه بسنده من حديث ابن
(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 1/ 356.
(2)
أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها، باب السواك 1/ 106.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب السواك 1/ 66.
عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ركعتين، ثم ينصرف فيستاك (1)» .
وعند دخول المنزل أخرج ابن ماجه بسنده عن شريك عن المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن عائشة قال: قلت: «أخبرني بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل عليك! قالت: كان إذا دخل يبدأ بالسواك (2)» .
ويؤخذ السواك من شجرة الأراك التي تنبت في سواحل البحر بشبه الجزيرة العربية وأفريقيا وبلاد الهند وسوريا وإيران.
تقول الدكتورة عائدة عبد العظيم البنا: " توصل العالم الهندي شارما وهو متخصص في علم النبات إلى أن شجرة الأراك غنية بمادة الفلور، والسيليكون والكالسيوم والبوتاسيوم وغير ذلك "(3).
وتقول أيضا: " جاء في الدراسة التي قام بها (فاروتي وسيرفيا ستافا) أن معجون الأسنان الذي يحتوى على مستخلصات من هذا النبات لديه القدرة على الاحتفاظ باللثة والأسنان في صحة جيدة وأنه يضفي على الأسنان بياضا ناصعا "(4).
(1) أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها، باب السواك 1/ 105.
(2)
أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها 1/ 106.
(3)
الإسلام والتربية الصحية للدكتورة عائدة عبد العظيم البنا ص33.
(4)
الإسلام والتربية الصحية للدكتورة عائدة عبد العظيم البنا ص34.
وجاء في نشرة تبنتها جامعة الملك سعود وقسم الكيمياء في جامعة إنديانا عن نبات الأراك " أثبتت المواد المستخلصة من نبات سلفادورا " الأراك " تأثيرها المضاد للبكتيريا. . . لهذا فإن استخدام نسبة كبيرة من السكان في المملكة العربية السعودية لهذا النبات كفرشاة للأسنان غير ضار بالتأكيد، بل قد يساهم نظرا لما يحتويه من المكونات البيولوجية الفعالة في حماية الأسنان من التسوس "(1).
ونقل الدكتور عز الدين فراج عن نشرة معهد الميكروبات والأوبئة في جامعة رستوك بألمانيا الديمقراطية: " أن السواك الذي يستعمله المسلمون من عصر نبيهم من أرقى وسائل تنظيف الأسنان لاحتواء السواك على مادة فعالة مضعفة للميكروبات تشابه في مفعولها مفعول البنسلين "(2).
هذه فوائد السواك التي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وكشف الطب الحديث عنها، وأن إهمال نظافة الفم والأسنان ينشأ عنها حالات مرضية يقول الدكتور محمد زكى سويدان:" إذا أهملت نظافة الأسنان تنشأ حالة مرضية (بيوريا - التهاب صديدي باللثة) تؤدى إلى أمراض مختلفة منها الضعف، وسوء الهضم، والروماتيزم "(3).
(1) الإسلام والتربية الصحية للدكتورة عائدة عبد العظيم البنا ص34.
(2)
الإسلام والوقاية من الأمراض، للدكتور عز الدين فراج ص81.
(3)
الصلاة صحة ووقاية، للدكتور محمد زكي سويدان (57).