الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على ذلك، ثم استقاموا مدة حياتهم، فلا خوف عليهم من كل شر أمامهم، ولا هم يحزنون على ما خلفوا وراءهم، أولئك أصحاب الجنة، أي أهلها الملازمون لها، الذين لا يبغون عنها حولا ولا يريدون بها بدلا، {خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1) من الإيمان بالله، المقتضي للأعمال الصالحة التي استقاموا عليها (2).
وبذلك يتضح أن من جزاء الاستقامة ونتائجها الحسنة ما يلي:
- تنزل الملائكة - عدم الخوف - عدم الحزن - الجنة؛ وهذه آثار عظيمة وفوائد جليلة من أثر الاستقامة.
(1) سورة الأحقاف الآية 14
(2)
السعدي عبد الرحمن، تيسير الكريم الرحمن 7/ 153.
3 -
العمل الصالح:
فروض الإسلام، وأركانه، وواجباته، وسننه، ونوافله، وأعمال الخير الأخرى، كلها أعمال صالحة، يقوم بها من اتبع طريق الاستقامة، وكل عمل من هذه الأعمال له أثر على حياة المسلم.
فالاستقامة (هي منتهى العمل)(1)، والعمل الصالح هو أثر عمل الاستقامة، ويأتي بعد الإيمان، قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (2).
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره هذه الآية: (إن الذين
(1) البيضاوي 2/ 394.
(2)
سورة فصلت الآية 8
آمنوا بهذا الكتاب، وما اشتمل عليه مما دعا من الإيمان، وصدقوا إيمانهم بالأعمال الصالحة، الجامعة للإخلاص، والمتابعة، لهم أجر عظيم) (1).
قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (2).
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية " من عمل بطاعة الله، وأوفى بعهود الله إذا عاهد من ذكر أو أنثى من بني آدم وهو مصدق بثواب الله الذي وعد أهل طاعته على الطاعة، وبوعيد أهل معصيته على المعصية "(3). وتفسير الحياة ورد فيها عدة أقوال: قيل: إنها الرزق الحلال، وقيل: القناعة، وقيل: العيش في الطاعة، وقيل: حلاوة الطاعة وقيل: هي الجنة (4).
قال البيضاوي: في الدنيا يعيش عيشا طيبا، وفي الآخرة الأجر العظيم (5).
(1) السعدي، عبد الرحمن، تيسير الكريم الرحمن 7/ 77.
(2)
سورة النحل الآية 97
(3)
الطبري تفسير الطبري 4/ 555.
(4)
البغوي، مختصر تفسير البغوي 1/ 502.
(5)
البيضاوي، تفسير البيضاوي 1/ 556.