الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خليط الأتربة والعرق والقشور الجلدية والجزيئات الدقيقة فهو بحاجة إلى نظافة مستمرة وعناية فائقة خاصة إذا كان الشعر كثيفا. وكثافة الشعر في الجسد تنحصر في أربعة مواضع هي:
1 -
شعر الرأس.
2 -
شعر اللحية والشارب.
3 -
شعر الإبط.
4 -
شعر العانة.
وكل موضع من هذه المواضع نال بيانا نبويا في الاهتمام به ونظافته وإليك التفصيل:
أولا: شعر الرأس:
وقد جاءت نصوص السنة تؤكد العناية بنظافته ويتمثل ذلك فيما يلي:
أ - تخليل شعر الرأس عند الغسل: جاءت السنة النبوية بالأمر بتخليل شعر الرأس عند الغسل، أخرج البخاري في صحيحه من طريق هشام بن عروة عن عائشة قالت:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم اغتسل، ثم يخلل بيده شعره حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات ثم غسل سائر جسده (1)» .
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (صحيح البخاري بشرح فتح الباري)، كتاب الغسل، باب تخليل الشعر 1/ 72.
وتخليل شعر الرأس غاية النظافة والإنقاء ليصل الماء إلى البشرة ويكون ذلك سببا في تنقيتها وإزالة ما بها لينحدر مع الماء إضافة إلى ما في التخليل من الدلك والإنقاء.
ب - تسريح الشعر: تكمن عناية الشعر في تسريحه فالتسريح يمنع تجعد الشعر ويساعد على نظافته وجماله، أخرج البخاري في صحيحه بسنده من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:«كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض (1)» .
وكان عليه السلام يدني رأسه لعائشة رضي الله عنها فترجله أخرج البخاري في صحيحه بسنده من طريق هشام عن عروة أنه سئل أتخدمني الحائض أو تدنو مني المرأة وهي جنب، فقال عروة: كل ذلك هين وكل ذلك تخدمني وليس على أحد في ذلك بأس أخبرتني عائشة أنها كانت ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حائض (2).
بل كانت عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بسدل شعر الرأس، أخرج البخاري في صحيحه بسنده من طريق ابن عباس
(1) أخرجه البخاري في كتاب الحيض، باب غسل الحائض رأس زوجها 1/ 77.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحيض، باب غسل الحائض زوجها وترجيله 1/ 77.
رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رءوسهم. فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد (1).
بل كان اتخاذ الفرق في الرأس آخر الأمرين من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعر رأسه لما أخرج البخاري بسنده من طريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم (2)» .
قال ابن حجر: قال ابن بطال الترجل تسريح شعر الرأس واللحية ودهنه وهو من النظافة وقد ندب الشرع إليها وقال الله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (3). (4)
بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفارقه سواكه ومشطه، وكان عليه السلام يتعهد شعره بذلك، أخرج الطبراني بسنده من طريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:«كان لا يفارق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه ومشطه (5)» .
(1) أخرجه البخاري في صحيحه صحيح البخاري بشرح فتح الباري، كتاب اللباس، باب الفرق 10/ 361.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه صحيح البخاري بشرح فتح الباري، كتاب اللباس، باب الفرق 10/ 361.
(3)
سورة الأعراف الآية 31
(4)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري 10/ 367.
(5)
أخرجه الطبراني في الأوسط 6/ 264، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 233.
وأخرج البيهقي من طريق أم المؤمنين أنها قالت: «خمس لم يفارقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضر ولا سفر المشط والمكحلة والمرآة والسواك والمدري (1)» .
هذا في حق الرجال وفي المرأة أعظم وأوجب؛ لأن شعرها هو جمالها وحلقه أو تقصيره مثلة، يحرمها الإسلام.
وروى ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الله بن زيد قال: «مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم في وضوئه من ناصيته إلى قفاه ثم رد يديه إلى ناصيته فمسح رأسه كله (2)» . وكيفية المسح هذه، تزيل ما يعلق بشعر الرأس من غبار أو نحوه بل إن الأمر يحتاج إلى دراسة طبية لمعرفة الفوائد الصحية الأخرى من مسح الرأس فإذا تعذر نظافة الشعر تعين الحلق في حق الرجل.
ويعد الحلق عناية بفروة الرأس وتجديدا لبصيلات الشعر خاصة إذا انتشر في الشعر القمل والقشر ونحوه ولهذا أذن الرسول للمحرم بحلق شعره أخرج مالك بسنده من طريق كعب بن عجرة أنه قال: «جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنفخ تحت قدر لأصحابي وقد امتلأ رأسي ولحيتي قملا. فأخذ بجبهتي. ثم قال: احلق هذا
(1) شعب الإيمان للبيهقي 5/ 233.
(2)
صحيح ابن خزيمة، كتاب الوضوء، باب مسح جميع الرأس في الوضوء 1/ 81.