الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (1).
(1) سنن الترمذي، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل لحوم الجلالة وألبانها 3/ 176.
المبحث الثالث: الوقاية من العدوى
العدوى هي: انتقال المرض من السقيم إلى الصحيح وهي اسم من الإعداء،. . . يقال: أعداه الداء يعديه إعداء وهو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء (1).
وقد حير العلماء وجود أصحاء في المناطق الموبوءة تزيد نسبتهم على 90% من السكان حاملين للفيروس دون أن يكون له أثر على صحتهم.
وتبادر إلى أذهان الأطباء أن الفيروس الحامل للمرض يختلف فيتأثر به البعض ويسلم منه البعض الآخر لكن تبين بالفحص الدقيق أن الفيروس هو ذاته. لا يختلف بل هو نوع واحد.
كما أرجع بعض الأطباء ذلك إلى مناعة الشخص لكن تبين أن المرض يفتك بالأصحاء ويسلم منه غيرهم (2). كما أثبت الأطباء أن هذه الخاصية في انتقال الميكروب لا تختلف عن أي ميكروب أو فيروس آخر باختلاف نوع المرض بل هي في ذلك سواء، فلا فرق
(1) النهاية في غريب الحديث 3/ 192 بتصرف.
(2)
العدوى بين الطب وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (46).
بين ميكروب الحمى الشوكية، وحمى التيفوئيد، وشلل الأطفال، والجذام وغيرها، فزاد ذلك الأطباء حيرة.
لكن المتأمل للأحاديث النبوية يجد سر ذلك الإعجاز الذي حير الأطباء حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه «لا عدوى ولا صفر ولا هامة. فقال أعرابي يا رسول الله: فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها؟ فقال: فمن أعدى الأول (1)» .
ففي هذا الحديث يثبت الرسول صلى الله عليه وسلم أن المرض لا ينتقل بذاته، جاء ذلك في جوابه صلى الله عليه وسلم على الأعرابي بقوله:«فمن أعدى الأول (2)» إشارة إلى أن العدوى لا تنتقل بذاتها وإنما بإرادة الله سبحانه.
فالكائن الدقيق من الفيروسات والميكروبات والفطريات والحيوانات ذات الخلية الواحدة مخلوقات من مخلوقات الله يسيرها سبحانه كيف شاء، يصيب بها من يشاء ويسلم منها من شاء سبحانه.
(1) أخرجه البخاري صحيح البخاري بشرح فتح الباري في كتاب الطب، باب لا صفر ج 10/ 210. ومسلم في كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة (4/ 1742) من طريق ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
(2)
صحيح البخاري الطب (5717)، صحيح مسلم السلام (2220)، سنن أبو داود الطب (3911)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 327).