الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما خفي عليه، في فعله أو قوله، يقف عند هذا الأثر الموقوف على ابن مسعود رضي الله عنه:" ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح ".
المرور ببعض الشبهات:
إن ما يتعرض له الشباب، مما يشوش أفكارهم، وخاصة في عصرنا هذا، حيث أشرعت السهام ضد الإسلام، بأهداف ومسميات شتى، وفي مقدمتها كلمة الإرهاب، الذي جعلوه شعارا ضد الإسلام ومبادئه وقيمه، ومع هذا الشعار وتحت مظلته تكاثرت التيارات المتعارضة، وتباينت الأغراض المقصودة، فكانت فتنا يحتار فيها الحليم.
وكثرت الأفكار المتصارعة، الموجهة نحو شباب الإسلام، مما أصاب بعضهم بالحيرة، في هذه النماذج الفكرية، وكيفية مواجهتها، وبعضهم انساق بدون روية مدفوعا أو مقلدا، كما حصل عندما تكاثرت الأفكار في أيام الدولة الأموية، وما بعدها، وعندها نبت
الأعداء الذين دخلوا الإسلام خداعا، أو ممن تأثروا بخلفيات الأمم المغلوبة عقيدة وفكرا فنشأت الفتن والفرق، وظهر شباب أحداث السن، خاوية عقولهم، فخرجوا على جماعة المسلمين، وسموا الخوارج بفكرهم وعدم فهمهم منطلقات الإسلام، واتباعهم من لا يريدون لوحدة المسلمين، وعقائدهم خيرا، فنشأت البداية في تكفير ولاة الأمور والعلماء.
ولذا كان على المهتمين بالأمانة العلمية، والمتحملين للقيادة والتوجيه، واجب يحسن بهم أن يأخذوا الحيطة من أجله، وجهودا يجدر بها أن تبذل، من أجل حماية الشباب، وتحصين عقولهم عن تلك الأفكار المسلطة، وتنقية أفكارهم من تلك التيارات الجارفة. . وإحلال أذهانهم بأفكار إسلامية مكانها، حتى يتكون لدى الشباب في البيئة الإسلامية - بفضل من الله -: مناعة في التصدي، وقدرة على فهم ما ينطوي عليه الغزو الفكري الموجه، ومن مثل هذا تتكون لدى كل شاب القدرة على المجابهة، ومقارعة الشبهة بحجة واضحة، بعدما تكتمل الحصيلة، التي يغترف منها في المجابهة.
وسأدلي بدلو في الميدان، مسترشدا بالتعليق والإدلاء بما يفيد ويعين، ومشاركا بالتوضيح والإبانة، إذ حسبي في هذا التعرض: الحماسة والرغبة في المساهمة، وطرح الموضوع للإبانة عن أهمية الحاجة إلى حلول مريحة، تطمئن الأمة على شبابها، وتعين في حمايتهم
من المخاطر المحدقة بهم.
وعندما تعرف مكامن الخطر ومواطن الداء، يمكن للمختصين التعاون والتشاور في تلمس العلاج، ووصف الدواء. ذلك أن الواجب التعاون مع الشباب اليوم، الذين يمرون بعقبات متعددة، وتحيط بهم مدلهمات خطيرة، وتكتنفهم تيارات عديدة، أكثر مما أحاط بشباب الأمس.
لأن العدو قد ركز شبهاته على صميم الأمة الإسلامية، ووجه غزوا سافرا متعمدا، بقصد بلبلة أفكار الشباب وجاءهم بأفكار وشبهات عديدة، مصداقا للحديث الشريف الذي ورد في الفتن: بأنهم يأتون خلف ألف غاية وغاية. ويريد العدو من وراء ذلك السيطرة على أفكار الأمة ممثلة بشبابها، لمباعدتهم عن دينهم، وتشكيكهم في قدرة شرائعه على حل ما يعترضهم، ومحاولة صم آذانهم عن فهم تعاليمه، فهما صحيحا، أو أخذها من مصادرها الموثوقة وتخفيف مكانة العلماء من نفوسهم، بأوصاف ونعوت وصلت إلى حد تكفيرهم، ثم تكفير ولاة الأمر؛ ليبرروا الخروج عليهم، وفتح باب الفتنة بالفساد والترويع.
ولذا فإن الحماية من تلك الأخطار - والحماية من الله سبحانه - تحتاج إلى جهد يبذل، وعمل متواصل، وجهود تتظافر من الشباب في الجامعات، مع فهم عميق منهم، وإدراك وروية من
أساتذتهم والموجهين لهم، حتى يتعاون الجميع في التركيز على ما يجب عليهم عمله؛ لوقف الفكر الزاحف عليهم، الذي يهدف لصد الشباب عن دينهم، وصرفهم عن التحمس له.
ولئن كان شباب اليوم، قد انفتحت أمامهم مصادر المعرفة، وتكاثرت عليهم الآراء المتباينة، وانتشرت في ثقافتهم المطروحة أمامهم الأفكار والنوايا المغرضة، التي يراد بها تشكيك المسلمين في تعاليم دينهم حتى ينحرفوا عنه، فإن المهم جدا، حتى لا يتشعب أمام الشباب في بلادنا وغيرها، مع الأحداث المتتالية، والمجسمة إعلاميا، عدم تركهم في الميدان وحدهم تائهين بين الغزو الفكري. . والشبهات المجسمة أمامهم. . وحائرين بين ما يجب أخذه، وما يحسن تركه. فهم مع ما يدور بينهم، كالواضع قدميه على تلتين بينهما هوة، يخشى من الوقوع فيها إن حرك إحدى قدميه بلا توازن أو تبصر.
إذا هم في حاجة لمن يأخذ بأيديهم، ويفتح ما انغلق أمامهم، في حل ينير لهم الطريق، ويبصرهم بما يجلي الغشاوة أمامهم. . ويوضح المقصد من تلك الشبهات، سواء نحو تعاليم الدين، أو السمع والطاعة لولاة الأمر، أو الاسترشاد بالفتوى الصحيحة المستندة على النص الشرعي، من العلماء الموثوقين.
ولئن تعددت المصادر التي تأتي منها الأفكار والعلوم،
فأصبحت المعرفة الموجهة إلى الشباب، ذات أبعاد متنوعة من فكرية إلى عقدية، إلى مادية، وابتزاز، إلى وعود وتهديدات، إلى ملذات ودعوة لتسليم النفس قيادة الهوى، والنفس أمارة بالسوء.
فإننا نخاف على الشباب عموما وشباب الجامعات بالذات من الضعف أمام المغريات، والاستسلام والهزيمة، في إحباط يمس كيان الأمة، ولذا فإن من المهم تبصيرهم بالمصادر السليمة، التي تعينهم في تخطي العقبات، ويؤخذ بأيديهم لما يوصلهم لبر الأمان، لينتفعوا وينفعوا.
فترابط أطراف العالم بثقافاته، وتشابك الطرق المؤدية إلى ذلك، وتعدد الوسائل الحاملة لهذه الثقافات، مما يدعو إلى إعانة الشباب في معرفة ذلك كله، وتبصيرهم بما خلف كل ثقافة، من بعد عميق في الجذور العقدية، وإدراك للمنطلقات الفكرية الموجهة للشباب، حتى يتفاداها؛ لأن غالبها خلفه أيد نشطة تحركه وتغذيه، وتدفع في سبيله الشيء الكثير من مال ووقت، وجهد وتخطيط، ومغريات وإعلام، ومواصلة ذلك بلا كلل ولا ملل.
حيث أصبحت وسائل الثقافة الموجهة، تتغير بين وقت وآخر بمسميات ورموز، فتوافرت في كل صقع من الأرض، بل دخلت كل بيت في أنحاء المعمورة، حتى أكواخ الفقراء، ومضارب البادية، وحصون النساء المخدرات، ولم يكن بوسع أحد أن يوقف زحفها. .؛
لأنها تسربت بالوسائل العديدة إلى كل مكان، وتحركها عوامل عديدة: من نفس وهوى وشيطان. . وشياطين الإنس أشد خطرا من شياطين الجن.
والشاب في الجامعات أصبح يصارع التيارات المختلفة، ويعاني من ثقافات اليوم، التي هي سلاح ذو حدين في التوجيه والاهتمام، مما يعني أنهم في حاجة إلى من يأخذ بأيديهم، ويعينهم في الفهم ومن ثم إدراك ما ينبغي عمله أمام ذلك السلاح. . الذي إن روعي طرح الحل أمام كل جانب، بعد فهمه جيدا، وإدراك أبعاده. . فهذا جانب خير ومفيد، ولا ننسى الاهتمام بشغل فراغهم، بما هو مفيد ونافع، والوقوف إلى جانبهم، رعاية وتوجيها وتعليما.
هذه الأمور لن تتأتى إلا بجهود مبذولة، في التوجيه والإعداد، ومغالبة للنفس في العمل وحسن الإدراك. وجهود أخرى من المراقبة والحيطة، وتوعية للشباب بصبر وإقناع، ورغبة منهم في التتبع وتلمس المداخل لذلك الخطر.
وهذا الجانب المهم، مهما بذل فيه، فإن له طرقا للإفلات يدركها المتمرسون فيه، والمدفوعون إلى ترويج ذلك الغزو، لأي هدف وبأي مصلحة: شخصية أو جماعية، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان عن طريق يخرج الشباب من منعطفات ذلك الغزو، ويعينهم على الصبر والعلاج النافع لهم، ومن ثم لأمتهم التي لزاما
عليهم الدفاع عنها، يقول صلى الله عليه وسلم:«حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات (1)» .
فحتى يدرك الشاب منزلة الجنة، التي هي مطمع لكل مسلم، حيث ترنو الأفئدة لذلك الفوز العظيم، فإنه لا بد أن يكره نفسه، ويفسرها على كثير من الأمور، حتى ينال تلك السلعة الغالية.
واتباع الشهوات التي يبسطها العدو أمامه، بأمور بارزة، وثقافات متعددة، تثير العواطف، وتحرك الشهوات التي تورد الشباب موارد الردى إن تخاذل، وتسلمهم إلى المهالك التي لا تقتصر عليهم، بل تتعدى إلى الأمة بأسرها، كما قال الله تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2).
ودور الراعين لمصلحة الشباب وتوجيههم، حتى ينفذ كلامهم إلى سويداء قلوبهم، ومكامن التأثير فيهم، عندما يتحدثون أمامهم عن نماذج الغزو الفكري، الموجه للتقريب بضرب المثل المحسوس أمامهم بين طريقين:
أحدهما: في نهايته أشياء محببة للنفس، ونتائج مفيدة للمجتمع. . والآخر ينتهي بمن سلكه إلى أشياء تكرهها النفس
(1) أخرجه مسلم والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، جامع الأصول 10:521.
(2)
سورة الأنفال الآية 25
ونتائج سيئة للأمة بأسرها.
فالأول: لمن يرغبه، يحتاج إلى الصبر والتحمل، والإعداد بزاد يعين على الوصول بزاد يعين على الوصول إليه:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (1).
والثاني: لمن يوجه نفسه إليه، فالوصول إليه بتسليم النفس شهواتها، ونسيانها من الزاد.
«والعاجز من أتبع نفسه هواها ثم تمنى على الله الأماني (2)» .
فالأول: الدليل إليه، توجيه رباني، وطاعة لله ورسوله.
والثاني: يقود الناس إليه عدو الله الشيطان وأعوانه من شياطين الإنس والجن، مما يقود إلى عصيان أمر الله ورسوله.
والفرق بينهما كبير، والنتائج متباينة؛ لأن الضدين لا يجتمعان. . فطاعة الله فيها الفلاح، وطاعة الشيطان باتباع الهوى، فيها الخسارة الأبدية، وهذا الأمر لا يتمكن عند الشاب، إلا مع تمكين الإيمان من قلبه، وإيقاظ ضميره، لتمكين تعاليم الإسلام فيه، بالمذاكرة والتعلم، حتى يكبر عنده خوفه من الله، وحرصه على حسن التطبيق، وخوفه من عقاب ولاة الأمر.
فالشباب عندما تكبر مداركهم، يجب أن يوضح لهم المختصون الأمور بالقرائن الملامسة لأوتار القلب، حتى يستيقظ عندهم
(1) سورة الزمر الآية 10
(2)
جزء من حديث جاء في سنن ابن ماجه في الزهد برقم4250.
الإحساس، وتكبر لديهم المهمة، التي تشعرهم بالدور الملقى عليهم؛ ليكون الشباب يقظا وحذرا، ومستعدا للتهيؤ للمعركة بما يناسب المقام: من سلاح وقوة.
قوة في الفهم والإدراك، وقوة في الحجة ودرء الشبهات، وسلاح يقارع به ما سلط عليه، وما نصب نحوه من أهداف، يقال في المثل العربي:(إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب).
فالمسلم كيس فطن، تحركه المصائب، وتؤثر فيه الأحداث بعدما يستنهض، وخاصة عندما يستهدف دينه، وموطن عزته، أو تطرح شبهات تمس الذات الإلهية، أو يقصد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تعاليم الإسلام في القرآن الكريم.
وعندما يتحرك الإحساس في نفسه، ويدرك أن وراء الموجة للأمة الإسلامية شرورا كثيرة، فإنه ينبعث مع حماسته، جهد يتقي به السلاح الموجه إلى الإسلام، بالمدافعة ورد الشبهات المطروحة، بحيطة وحذر وعلم، وغزو مضاد. وهذا ما يسمى: القوة الكامنة.
ونستطيع أن نجمل مسارب الغزو الفكري، وتياراته المعاصرة في أمور منها:.
1 -
التحديات ومحاولة طمس معالم الإسلام، ونسيان أثره
على البشرية جمعاء.
2 -
الهجمة الشرسة على الإسلام، والعداء للمسلمين، وتسليط الإعلام ضد المملكة العربية السعودية بالذات؛ لأنها تمثل ركيزة الإسلام.
3 -
محاولة قسر الأمور الإسلامية، حتى توافق أهواء أولئك الأعداء، وما يرضي نزغات اليهود خاصة.
4 -
التشكيك في التشريعات الإسلامية، ووصفها بأنها تعلم الإرهاب، وتدعو إليه، وكذبهم إعلاميا: بأن المملكة بمناهجها ومدارسها تصدر الإرهاب.
5 -
المقاييس المختلفة في التعبير عن الأمور، حيث يعتبرون جهاد الفلسطينيين بالحجارة لضعفهم إرهابا، وضربهم بالطائرات وأحدث الأسلحة، وهدم منازلهم، وتشريدهم في العراء، يسمونه مكافحة للإرهاب، وهم المعتدون المتجمعون من شذاذ الآفاق.
6 -
الرغبة في حذف آيات من القرآن الكريم: كالجهاد، والدعوة إلى دين الله، وغير ذلك مما يريدون منه، التعديل والتبديل في شرع الله، بما يحلو لهم، وما يوافق أهواءهم، كما عملوا من قبل في كتبهم، التي طمسوا معالمها، كما قال تعالى:{لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (1).
(1) سورة آل عمران الآية 78
7 -
إظهار شعارات مختلفة للتضليل من باب دس السم في الدسم، لتكون مجالات ودعوات للتقارب مع الإسلام، باسم التقارب بين الأديان، ودين الله واحد، وأتباع إبراهيم، الدين الإبراهيمي والمؤمنون متحدون وغير ذلك.
8 -
التباعد بين الشباب وبين قياداتهم وعلمائهم وتكفيرهم حتى تنزع الثقة بينهم وبين العلماء وولاة الأمور، وذلك بتجسيم أمور لم تحصل، ووضع أمور في غير محلها، وباب الكذب واسع، وميدانه فسيح.
9 -
ابتداع شعارات مطاطة، لا مفهوم ثابت لها، ليحركوها كيفما يريدون: كالإرهاب، ومحور الشر، والتطرف والغلو وغير ذلك بقصد التبرير لغاياتهم المبطنة، والاتجاه للغرض الذي يقصدون.
10 -
الإطلاق على المدارس وخاصة مدارس تحفيظ القرآن الكريم، والمناهج والكتب المدرسية، في ديار المسلمين، بأنها تعلم الإرهاب؛ ليبرروا الدخول في الشئون المحلية لكل إسلامي. . والدخول في خصوصيات كل دولة. . مما يرفضونه هم عن أنفسهم، فكيف يبيحونه لأنفسهم بغير حق.
11 -
تجسيم التيارات الفكرية، ونشرها وتمجيد أصحابها،
ما دامت منطلقة من أفكارهم، واعتبار محاربتها والدفاع عما يمس الإسلام إرهابا، يدعو للتصدي له، وهذا فيه قلب لموازين الأمور بما يرونه، ففكر الإسلام وتعاليمه في نظرهم باطل، وفكرهم الباطل يجعلونه حقا وذلك وفق عرضهم للأمور: إعلاميا وبثه علميا.
12 -
وصف الشريعة الإسلامية بالقصور، وعدم الإحاطة ببعض الأمور التي جدت على مسرح الحياة، وخاصة في الاقتصاد، حتى يبرروا الدعوة إلى استبدالها بالقوانين والأنظمة الوضعية. وبذلك يخف ميزان التشريع الإسلامي من القلوب، وما العولمة إلا جزء من ذلك.
13 -
تسليط المغريات على الشباب من الجنسين، والتركيز على المرأة حتى تخلع الحجاب تدريجيا، حيث يصفونه بالتخلف، وحقوق الإنسان المهضومة لإخراجها في المجتمعات كما هي عندهم، حتى تنبذ تعاليم الإسلام تدريجيا (1)، وعدم القدرة على العمل.
14 -
وضع البرامج في وسائل إعلامهم المشوقة في أوقات العبادات عند المسلمين، حتى يكثر المتباطئون عن الصلاة مثلا،
(1) يراجع هذا في بحثنا: " الشباب والتيارات المعاصرة " بمجلة البحوث الإسلامية العدد: 26 ص215 - 254.
يعينهم في هذا عدو الله إبليس وأعوانه بالإلهاء والإغراء.
وغيرها من أمور كثيرة، يدركها من يتابع أقوالهم ودعواتهم في وسائل إعلامهم المختلفة.
ولن نمر بكل واحدة من هذه الأمور التي المقصود بها الشباب، باعتبارهم الركيزة المهمة، في بث الأخطار وتسليط الغزو. . وهذا يحتاج إلى بسط واستدلالات. . لأن الوقت لا يسمح بالإطالة والاستقصاء؛ لأن المثل العربي يقول: رب إشارة أبلغ من عبارة، ولعل من معرفة الداء، أن يوفق لله الشباب بالحماسة، إلى الوصول إلى الدواء واستعماله. والإمام مالك رحمه الله يقول: لا يصلح آخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أولها.
فأولها لم يصلحه إلا الإسلام: تطبيقا وعملا، وآخرها لن يصلحه إلا الإسلام والعودة إليه: فهما وحماسة، وأخذ تعاليمه منهج عبادة، وإصلاحا للأمة.
وجدير بالشباب أن يتعمقوا في فهم هذه الآية الكريمة: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (1).
ففي كتاب الله المخرج من كل مشكلة، والحل لكل معضلة وراحة القلب من كل هم، والتصدي لكل خصم، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم،
(1) سورة النحل الآية 89