الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحافظة على كيان دوله الإسلام، وبناء مجتمعه:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (1).
- نسيان الذات من أجل الدفاع عن دين الله، وتقديم الغالي والنفيس من أجل عزة دين الله، وعدم علو الباطل عليه.
- نصر مبادئ وتعاليم الإسلام، مع الثبات والتمسك بأوامره واجتناب نواهيه، لأن هذا من نصر الله.
(1) سورة آل عمران الآية 103
الفهم الجيد:
إن الشباب الجامعي في حاجة إلى تركيز الفهم للمهمة التي يجب أن يتهيأ لها، وإدراك دلالات الغزو الفكري الموجه نحو أمته، تأسيا بالصحابي الجليل: حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فقد روي عنه أنه قال:" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة الوقوع فيه ".
فالشباب في الجامعة، يحسن بهم ألا ينتظروا الهجوم عليهم فكريا. . بل من الحزم تتبع ما يثار فكريا قديما، على ما يسمعون حديثا، ليوازنوا ويقارنوا، وليبحثوا عما رد به على السابقين،
ويتلمسوا ما يناسب اللاحقين، فيكونوا مهاجمين، بدلا أن يكونوا مدافعين.
فالمسلمون في كل مكان ما ضيع عملهم، ولا أضعف مكانتهم، ولا أدخل عليهم أعداءهم، إلا عدم فهم الدين، واختلاف الكلمة. . وعدوهم في كل مكان يحرص على تغذية الخلاف بينهم.
وعملية الفكر الإسلامي نحو الشباب، يجب أن ترتكز دعائمه على محاربة فهم الدين فهما حقيقا، في العمل والتطبيق أولا. وإدراك نقاط الخلاف، والعمل بالقضاء عليها ثانيا (1).
- ولا يغرب عن البال أهمية تعليم الناشئة أمور دينهم، وتوسيع مداركهم، والإجابة على تساؤلاتهم بما يرضي طموحاتهم ويطمئن نفوسهم، حتى ترتبط بحسن المأخذ، ويتأصل حبه في القلوب.
- وبذلك تكبر دائرة الفهم، بتكاثرهم، مع إدراكهم لتعاليم دينهم، ودور هذه التعاليم في تنظيم المجتمعات وإصلاح الأمم. . لأنه ما من حكم شرعي في الإسلام، إلا وراءه مصلحة. . ويسميها بعضهم: حكمة التشريع.
- تنظيم الرحلات الإسلامية، التي منها يتعود الشباب، تسيير
(1) ينظر في هذا كتابنا: " الشباب والفكر السليم " نشر رسائل النور رقم (8) تطوان المغرب ص 27 ـ 34.
الحياة اليومية، وتطبيق ما يجهله بعضهم من أمور دينه، وما قيل علميا وراء العبادات في الإسلام من أسرار، وأن يرعى هذه الرحلات، من يوثق في علمه وخلقه، وسلامة فكره.
- وتكوين المحاضرات والندوات المتنقلة، وفتح أبواب الحوار للمناقشة والمحاورة، على تصحيح مفاهيم الشباب وتساؤلاتهم.
- ترجمة الكتب ونشرها باللغات التي يفهمها الشباب، والاهتمام بحسن الاختيار، فيما يفيد الشباب حسب الأمور والشبهات المطروحة في المجتمع الشبابي.
- نسيان النفس، أو طلب الشهرة في العمل الإسلامي؛ ليكون الهدف الحمية لدين الله، وتربية جيل بأكمله، يخرج على السطح الاجتماعي، ويرد في الفكر العالمي الأمور إلى مكانتها في دين الإسلام، حسب الفهم الصحيح.
وبذلك يكون لهؤلاء الشباب وزن في المجتمع الذي يعيشون فيه، وتصبح كلماتهم ذات صدى، وأعمالهم نحو أبناء الإسلام في مجتمعهم تتكاثر، وخاصة عندما تحوجهم الأمور، إلى أن يكونوا ضمن الأقليات في بعض المجتمعات. . ليؤثروا فيمن حولهم، ويبينوا لهم مقاصد شريعة الإسلام.
وليظهر عليهم الأثر بما عرفوه ودرسوه، وليؤثروا في غيرهم في حوارهم، ونقاشهم الهادئ مع غيرهم، أوردهم على ما ينشر من
فكر مغاير لمنطق الفهم الصحيح، في عقيدة المسلم المتمكن.
وبذلك يكون لهؤلاء الشباب وزن في المجتمع الذي يعيشون فيه، وتصبح كلماتهم ذات صدى، وأعمالهم نحو أبناء الإسلام في مجتمعهم تتكاثر، وخاصة عندما تحوجهم الأمور إلى أن يكونوا ضمن الأقليات في بعض المجتمعات. . ليتميزوا فيمن حولهم، ويبينوا لهم مقاصد الإسلام.
- والمفكر يجب أن يكون بعيد النظرة، حاسبا لكل مشكلة حلا، فإذا رسم الهدف، ووضحت المعالم، وتأسست القاعدة، سهل أمر التنفيذ بالتكاتف والتعاون، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وإن من المناسب تضمين حديثي: بكلمة تنسب للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (1)، فقد سأل ابنه عبد الله: ماذا تريد لنفسك أن تكون في العلم؟ فقال: أريد أن أكون مثلك. . فقال الإمام أحمد: ثكلتك أمك، لقد كنت أتوقع لنفسي أن أكون مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقصر جهدي دون ذلك، وأنت إذا كنت تريد أن تكون مثلي، فلا شك أنك ستقصر دون ذلك.
وهذا ما يراد للشباب بطموحهم، ونمو فكرهم، وما يرسمه
(1) تراجع سيرته في وفيات الأعيان لابن خلكان 63: 1 - 68 وفي حلية الأولياء لأبي نعيم 16: 10ـ233 بتوسع.
المسئولون عن تعليمهم وتوجيههم؛ فإنه لا بد من وضع هدف بعيد المرمى، جيد النتائج، وإعانتهم بالأساليب الموصلة لذلك، حتى يكونوا بجهودهم - إن شاء الله - حل المشكلة جذريا؛ لأن الفهم الإسلامي يكون عاما لا فرديا.
وما حقق اليهود - وهم أعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية كلها، وأعداء شرع الله - مطالبهم، وأثروا في المجتمعات التي عاشوا فيها، إلا بتكاتفهم وتنظيم أمورهم، وتخطيطهم بعيد الهدف، وهم أهل باطل، ويسعون خلف كل باطل. . كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عجبت لأهل الحق ونكوصهم عن حقهم، ولأهل الباطل وصمودهم على باطلهم.
أما نحن معاشر المسلمين فأصحاب حق، ونطبق شرع الله، وندافع عن دينه، ونحن أولى منهم بمثل هذا الدفاع والصبر عليه؛ لأن ديننا يأمر بذلك. . وحملنا الله رسالة ليست لأنفسنا، وإنما لإسعاد البشرية كلها على وجه الأرض، وتبليغ شرع الله إلى عباد الله، وهذا هو سر الوجود البشري على وجه الأرض كما قال سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (1){مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} (2){إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (3).
(1) سورة الذاريات الآية 56
(2)
سورة الذاريات الآية 57
(3)
سورة الذاريات الآية 58
ونرجو من الله الأجر والإعانة، بما لا يرجون، والله سبحانه يقول:{إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} (1).
إن الشباب في كل موقع إسلامي، إذا أحسن توجيههم، وحددت لهم مسارات المآخذ الحسنة، وأعينوا بما يضع الصوى على الطريق. . فإنهم بإذنه تعالى سيتخطون العقبة في أنفسهم، وستكبر عندهم المهمة، ويكونون دعاة في مجتمعاتهم وعند من حولهم، ومسلحين ضد الغزو الفكري الذي لا يكبر حجمه في المجتمع، إلا مع نقص العلم، وضعف الوازع الإيماني، فإذا كبرت قاعدة الشباب الفكرية السليمة، فإنهم بحول الله سيؤدون الواجب على كل مسلم حول توضيح الإسلام، لمن يجهله، وتبيين ما وراء شبهات المغرضين، من أهداف مع نقضها، ويكونون قدوة لغيرهم في الجيل بعدهم، وذلك بعد صلاحهم في أنفسهم، وسلامة أفكارهم.
والأهم ألا يتكلم الإنسان إلا بعلم، ولا يجادل إلا بحلم، وأن يكون صبورا ومتحملا لما يلقى عليه، أو يكتب ضده، ويمتثل بهذا التوجيه الرباني الكريم:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (2).
(1) سورة الكهف الآية 30
(2)
سورة النحل الآية 125
وما قد يبدر من تقصير، فإنما هو على عاتق المفكرين، من العلماء المدركين، وينوء به كاهل المسئولين عن توجيه الشباب، فيحسن تداركه بالتناصح والتعاون على البر والتقوى.
والله الموفق لكل خير.
صفحة فارغة
الاستقامة في التربية
الإسلامية وأثرها في تحصين الشباب
لفضيله الدكتور / عيد بن حجيج الفايدي (1)
الحمد لله الذي أنعم بنعمة الإسلام، والحمد لله الذي جعل الصراط المستقيم طريق النجاة وطريق السعادة لعباده الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي بعثه رسولا، وبشيرا ونذيرا، وسراجا منيرا للناس كافة. . وبعد:
الإسلام دين الله عز وجل، دين الفطرة السليمة، دين الحق والخلق القويم، قال الله تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (2).
يقول ابن جرير في تفسيره: " فسدد وجهك نحو الوجه الذي
(1) أستاذ مساعد، قسم التربية، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
(2)
سورة الروم الآية 30
وجهك إليه ربك يا محمد لطاعته. . . إن إقامتك وجهك للدين حنيفا غير مغير ولا مبدل هو الدين القيم، يعني المستقيم الذي لا عوج فيه عن الاستقامة من الحنيفية " (1).
ورد في تفسير البغوي: أن أخلص دينك لله. وإقامة الوجه: أي إقامة الدين. وقيل: أي سدد عملك على دين الله عز وجل، ملتزما فطرة الله التي خلق الناس عليها، المقصود بالفطرة هو دين الإسلام (2).
وقال البيضاوي في تفسيره لقوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} (3)(أي فقومه له، غير ملتفت أو ملتفت عنه، وهو تمثيل للإقبال، للاستقامة عليه والاهتمام به)(4).
وفي هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود يولد، إلا يولد على الفطرة؛ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه (5)» .
الكتاب والسنة مصدران أساسيان للتربية الإسلامية، والبحث فيهما عن علاج مشكلات الشباب أمر لا بد منه، خاصة وأن
(1) الطبري، تفسير الطبري 6/ 104.
(2)
البغوي، مختصر تفسير البغوي 2/ 725.
(3)
سورة الروم الآية 30
(4)
البيضاوي، تفسير البيضاوي 2/ 220.
(5)
الزبيدي، مختصر صحيح البخاري ص159.
الإسلام جاء بمنهاج كامل وشامل وواضح.
قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (1). (منهاجا: طريقا واضحا في الدين، من نهج الأمر: إذا وضح)(2).
وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (3).
قال ابن جرير: " اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك. . . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله عز وجل أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم، والمؤمنين به، أنه أكمل لهم دينهم، بإفرادهم البلد الحرام، وإجلاله عنه المشركين، حتى حجه المسلمون دونهم لا يخالطهم المشركون "(4).
وقال الشوكاني في تفسيره لهذه الآية: (جعلته كاملا؛ غير محتاج إلى إكمال، لظهوره على الأديان كلها، وغلبته لها، ولكمال أحكامه التي يحتاج المسلمون إليها من الحلال والحرام، والمشتبه، وفيما تضمنه الكتاب والسنة من ذلك)(5).
والشباب في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهم أعمال
(1) سورة المائدة الآية 48
(2)
البيضاوي، تفسير البيضاوي 1/ 269.
(3)
سورة المائدة الآية 3
(4)
الطبري، 3/ 18.
(5)
الشوكاني، فتح القدير 2/ 11.
جليلة، وسجل حافل، ودور بارز في نشر الإسلام، فقد سارعوا في الدخول إلى الإسلام وناصروا الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم، وكانوا يسارعون في المشاركة في الغزوات والمهمات، ومن الشباب القراء والحفظة لكتاب الله عز وجل.
وخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب بقوله: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء (1)» .
ذكر الصنعاني في كتاب سبل السلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب الشباب لأنهم مظنة الشهوة وحثهم على الصوم، حتى يحصل للشباب التحصين (2).
ومن فوائد هذا الحديث النبوي؛ أن التحصين يحصل بأمر من الله تعالى بعد قيام الشباب بعمل صالح، وهو الزواج، وبالتالي فإن التحصين نتيجة من نتائج الأعمال الصالحة.
وأهل الجنة شباب، حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ينادى مناد: يا أهل الجنة: إن
(1) صحيح مسلم، ص432.
(2)
الصنعاني، سبل السلام ص 342.
لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا (1)».
والشاب الصالح الذي نشأ في عبادة الله عز وجل، هو من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. ففي الحديث الذي ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (2)» وذكر منهم: «شاب نشأ في عبادة ربه (3)» . رواه البخاري، وأيضا رواه مسلم:«وشاب نشأ في عبادة الله (4)» .
وقسم فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى، الشباب إلى ثلاثة أقسام:
1 -
شاب مستقيم وهو شاب مؤمن بدينه، ومقتنع به، ومغتبط به، يرى الظفر به غنيمة، والحرمان منه خسرانا مبينا، وهو يعبد الله مخلصا له ومتبعا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: في القول والعمل والفعل، وهذا القسم مفخرة للأمة.
2 -
شاب منحرف في عقيدته متهور في سلوكه، مغرور بنفسه لا يقبل الحق من غيره ولا يمتنع عن باطل.
(1) صحيح مسلم، ص719.
(2)
الزبيدي، مختصر صحيح البخاري ص 102.
(3)
الزبيدي، مختصر صحيح البخاري ص 102.
(4)
صحيح مسلم، ص 244.
3 -
شاب حائر مشدود بين مفترق الطرق، عرف الحق واطمأن به، وعاش في مجتمع محافظ، إلا أنه انفتحت عليه أبواب الشر؛ تشكيك في العقيدة، وانحراف في السلوك، وفساد في العمل، وهذا القسم يكثر في شباب نالوا بعضا من الثقافة الإسلامية لكنهم درسوا كثيرا من العلوم الكونية الأخرى التي تعارض الدين، فوقفوا حيارى بين ثقافتين.
لذلك فإن الشباب المستقيم هو الذي يتصف بالإيمان والعبادة لله عز وجل متبعا الرسول صلى الله عليه وسلم في القول والعمل والفعل.
وإذا صح الشباب وهم أصل الأمة الذي يبنى عليه مستقبلها، وكان صلاحه مبنيا على دعائم قوية من الدين والأخلاق، فسيكون للأمة مستقبل زاهر إن شاء الله تعالى (1).
ولا بد للشباب أن يدركوا الاستقامة علما وعملا، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: الاستقامة أن لا تشرك بالله شيئا. وقال عمر رضي الله عنه عن الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعلب. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: الاستقامة: أي أخلص العمل لله، وقال علي رضي الله عنه:
(1) العثيمين، من مشكلات الشباب ص4.
الاستقامة أداء الفرائض، وقال الحسن رضي الله عنه: الاستقامة أي استقاموا على أمر الله تعالى فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته، وقال مجاهد وعكرمة: الاستقامة أي: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله (1).
وإذا تحققت هذه الأمور التي قيلت عن الاستقامة، فإن الآثار لا تقتصر على الشاب أو الأسرة بل تصل إلى الأمة إن شاء الله تعالى.
(1) البغوي، مختصر تفسير البغوي، 2/ 829