الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول: أحكام سجود التلاوة:
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: عدد سجدات القرآن الكريم ومواضعها
.
سجدات القرآن الكريم هي الآيات التي يشرع فيها السجود لله عز وجل عند ختام الآية لتالي القرآن الكريم.
وللعلماء في عدد سجدات القرآن الكريم ومواضعها أقوال منها:
أولا: ذهب الإمام مالك في رواية ابن وهب عنه، وأحمد في رواية عنه، وإسحاق، والطبري رحمهم الله، أن سجدات القرآن الكريم خمس عشرة سجدة هي:.
1 -
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} (1).
2 -
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (2).
3 -
قوله تعالى:
(1) سورة الأعراف الآية 206
(2)
سورة الرعد الآية 15
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (1){يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (2).
4 -
قوله تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} (3){وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} (4){وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (5).
5 -
6 -
7 -
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (8).
(1) سورة النحل الآية 49
(2)
سورة النحل الآية 50
(3)
سورة الإسراء الآية 107
(4)
سورة الإسراء الآية 108
(5)
سورة الإسراء الآية 109
(6)
سورة مريم الآية 58
(7)
سورة الحج الآية 18
(8)
سورة الحج الآية 77
8 -
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} (1).
9 -
قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} (2){اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (3).
10 -
قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (4).
11 -
12 -
قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (6){فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} (7).
(1) سورة الفرقان الآية 60
(2)
سورة النمل الآية 25
(3)
سورة النمل الآية 26
(4)
سورة السجدة الآية 15
(5)
سورة ص الآية 24
(6)
سورة فصلت الآية 37
(7)
سورة فصلت الآية 38
13 -
قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} (1).
14 -
قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} (2).
15 -
قوله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} (3).
ثانيا: ذهب الإمام أبو حنيفة، والثوري، والشافعي في المشهور عنه، وأحمد في المشهور من المذهب، وأبو ثور رحمهم الله إلى أن سجدات القرآن أربع عشرة سجدة. واختلفوا في تحديد بعضها: فذهب أبو حنيفة والثوري إلى عد ما سبق سوى السجدة الثانية من سورة الحج الآية (77).
وذهب الشافعي وأحمد إلى عد ما سبق سوى سجدة سورة ص الآية (24). وذهب أبو ثور إلى عد ما سبق سوى سجدة سورة النجم الآية (62).
ثالثا: ذهب الإمام مالك في رواية المذهب والشافعي في
(1) سورة النجم الآية 62
(2)
سورة الانشقاق الآية 21
(3)
سورة العلق الآية 19
رواية - رحمهما الله - إلى أن سجدات القرآن إحدى عشرة سجدة ليس منها شيء من المفصل (النجم، والانشقاق، والعلق)، وكذلك السجدة الثانية من سورة الحج عند مالك، وسجدة سورة ص عند الشافعي.
ووردت أقوال أخرى لكنها غير مشهورة فلا يعتد بها (1).
ويتضح مما سبق أن العلماء رحمهم الله قد اتفقوا على الكثير من السجدات واختلفوا في بعضها، فمما اتفقوا عليه من السجدات ما يلي:
1 -
سجدة سورة الأعراف الآية (206).
2 -
سجدة سورة الرعد الآية (15).
3 -
سجدة سورة النحل الآية (49، 50).
4 -
سجدة سورة الإسراء الآية (109).
5 -
سجدة سورة مريم الآية (58).
6 -
السجدة الأولى من سورة الحج الآية (18).
7 -
سجدة سورة الفرقان الآية (60).
(1) انظر: أحكام القرآن 7/ 357، 10/ 63، وفتح الباري لابن حجر 2/ 551.
8 -
سجدة سورة النمل الآية (25).
9 -
سجدة سورة السجدة الآية (15).
10 -
سجدة سورة فصلت الآية (37، 38)(1).
ومما اختلفوا فيه من السجدات ما يلي:
1 -
سجدة سورة الحج الآية (77).
2 -
سجدة سورة ص الآية (24).
3 -
سجدة سورة النجم الآية (62).
4 -
سجدة سورة الانشقاق الآية (21).
5 -
سجدة سورة العلق الآية (19).
والأقرب - والله أعلم - أن سجدات القرآن خمس عشر سجدة؛ لما روى عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن منها: «ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان (2)» . وأما ما اختلف فيه
(1) انظر: شرح معاني الآثار للطحاوي 1/ 359، والمحلى لابن حزم 5/ 106
(2)
أخرجه أبو داود في سننه: باب تقريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن. انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود 4/ 278. وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب سجود القرآن. سنن ابن ماجه 1/ 334. والدارقطني في سنته 1/ 408. والحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 223. والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 314. قال ابن حجر: حسنه المنذري والنووي، وضعفه عبد الحق، وابن القطان. تلخيص الحبير 2/ 10. وانظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم وكلامه في ثبوت هذا الحديث 2/ 406، 407. وانظر الكلام على سند هذا الحديث في التبيان في سجدات القرآن للسدحان 64 - 67
العلماء رحمهم الله تعالى من سجدات القرآن الكريم، وما ورد من الأحاديث في مشروعيتها فهي كالتالي:
أولا: السجدة الثانية من سورة الحج الآية (77).
وقد أخرج الإمام أحمد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله أفضلت سورة الحج عن سائر القرآن بسجدتين؟ قال: نعم. فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما (1)» .
(1) مسند الإمام أحمد 4/ 151. وأخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة، باب تفريغ أبواب السجود 2/ 120. والترمذي في سننه: أبواب الصلاة، باب ما جاء في السجدة في الحج 2/ 470. قال الترمذي بعد سياقه لهذا الحديث: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي. وقال الشيخ أحمد شاكر معقبا على كلام الترمذي: بل هو حديث صحيح، فإن ابن لهيعة ومشرح بن هاعان ثقتان. . . الجامع الصحيح 2/ 471. وانظر: التبيان في سجدات القرآن 80 - 83 ففيه كلام نفيس على سند هذا الحديث.
وأخرج أبو داود في المراسيل (1) عن خالد بن معدان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين (2)» .
قال البيهقي رحمه الله: وهذا المرسل إذا انضم إلى رواية ابن لهيعة صار قويا.
وأخرج البيهقي بسنده عن عبد الله بن ثعلبة أنه صلى مع عمر رضي الله عنه الصبح فسجد في الحج سجدتين (3).
وأخرج بسنده عن نافع قال: أخبرني رجل من أهل مصر أنه صلى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفجر بالجابية فقرأ السورة التي يذكر فيها الحج فسجد فيها السجدتين، قال نافع: فلما انصرف قال: إن هذه السورة فضلت بأن فيها سجدتين. وكان ابن عمر يسجد فيها سجدتين. وهذه الرواية عن عمر. وإن كانت عن نافع في معنى المرسل لترك نافع تسمية المصري الذي حدثه، فالرواية الأولى عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن عمر رواية صحيحة
(1) المرسل من الحديث: رواية غير الصحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر: الباعث الحثيث 44.
(2)
المراسيل لأبي داود 113. وانظر: السنن الكبرى للبيهقي 2/ 317.
(3)
السنن الكبرى 2/ 317.
موصولة، وكذلك رواية نافع عن ابن عمر موصولة (1).
وممن روى البيهقي سجوده من الصحابة في سورة الحج سجدتين: عمر، وابن عمر، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وأبو موسى الأشعري، وأبو الدرداء، وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
قال ابن قدامة: ولأنه - أي السجود في سورة الحج سجدتان - قول من سمينا من الصحابة، ولم يعرف لهم مخالف في عصرهم فكان إجماعا.
قال أبو إسحاق: أدركت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين (2). (3)
ثانيا: سجدة سورة ص الآية (24).
أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(1) السنن الكبرى 2/ 317. وانظر: كتاب الأم للإمام الشافعي 1/ 137.
(2)
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عنه 2/ 12.
(3)
المغني 2/ 356. وانظر: المحلى لابن حزم 5/ 106، 107.
وأخرج البخاري أيضا بسنده أن مجاهدا سأل ابن عباس رضي الله عنهما: من أين سجدت - أي في سورة ص -؟ فقال: أو ما تقرأ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (3) إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} (4)، فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به، فسجدها داود فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) فتح الباري 2/ 552.
(2)
(1)، وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها
(3)
سورة الأنعام الآية 84
(4)
سورة الأنعام الآية 90
قال ابن عبد البر رحمه الله: واختلفوا أيضا في السجود في سورة (ص): فذهب مالك، والثوري، وأبو حنيفة إلى السجود فيها، وروي ذلك عن عمر، وعثمان، وابن عمر، وجماعة من التابعين، وبه قال أحمد وإسحاق وأبو ثور - واختلف في ذلك عن ابن عباس -.
وذهب الشافعي إلى أن لا سجود في (ص)، وهو قول ابن مسعود وعلقمة (1). وقال ابن حزم: واختلف أفي (ص) سجدة أم لا؟ وإنما قلنا بالسجود فيها لأنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السجود فيها (2).
ثالثا: السجود في سور المفصل (3)، من القرآن الكريم وهي:
سورة النجم الآية: 62، وسورة الانشقاق الآية: 21، وسورة العلق الآية:19.
أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس (4)» .
(1) التمهيد 19/ 129.
(2)
المحلى 5/ 107.
(3)
انظر هامش رقم 2، ص 20.
(4)
فتح الباري 8/ 614. وانظر: تعليل سجود غير المسلمين في فتح الباري 8/ 614.
وأخرج البخاري أيضا بسنده «عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم. قال: فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه. . . (1)» .
وأخرج مسلم في صحيحه بسنده «عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قرأ لهم: فسجد فيها. فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها (3)» .
وأخرج مسلم في صحيحه أيضا بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «سجدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في و (6)» وأخرج أبو داود الطيالسي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «سجد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في وومن هو خير منهما (10)» .
(1) فتح الباري 8/ 614. وانظر: تعليل سجود غير المسلمين في فتح الباري 8/ 614.
(2)
صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة 1/ 406.
(3)
سورة الانشقاق الآية 1 (2){إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
(4)
صحيح مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة 1/ 406.
(5)
سورة الانشقاق الآية 1 (4){إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
(6)
سورة العلق الآية 1 (5){اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
(7)
مسند أبي داود الطيالسي 327 حديث 2499. وصحح إسناده الشيخ السدحان. انظر: التبيان في سجدات القرآن 141.
(8)
سورة الانشقاق الآية 1 (7){إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
(9)
سورة العلق الآية 1 (8){اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(10)
يعني النبي صلى الله عليه وسلم. (9)
قال أبو عمر ابن عبد البر: احتج من أنكر السجود في المفصل بقول أبي سلمة لأبي هريرة: لقد سجدت في سورة ما رأيت الناس يسجدون فيها.
قالوا: فهذا دليل على أن السجود في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (1) كان قد تركه الناس، وجرى العمل بتركه في المدينة، فلهذا ما كان اعتراض أبي سلمة لأبي هريرة في ذلك.
واحتج من رأى السجود في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (2) في سائر المفصل، بأن أبا هريرة رأى الحجة في السنة لا فيما خالفها، ورأى أن من خالفها محاج بها، وكذلك أبو سلمة لما أخبره أبو هريرة بما أخبره به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت لما لزمه من الحجة، ولم يقل له الحجة في عمل الناس، لا فيما تحكي أنت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل علم أن الحجة فيما نزع به أبو هريرة، فسلم وسكت. وقد ثبت عن أبي بكر وعمر والخلفاء
(1) سورة الانشقاق الآية 1
(2)
سورة الانشقاق الآية 1