الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوقاية الصحية في الإسلام
"دراسة حديثية"
لفضيلة الدكتور / علي بن جابر وادع الثبيتي (1).
المقدمة:
جاءت الشريعة الإسلامية بصلاح القلوب والأبدان ففروض الشريعة وسننها ومستحباتها وأوامرها ونواهيها أسس صحيحة يقول سان جيورجيو دوريلانو عنها: " إن الفروض والواجبات والسنن والمستحبات التي كلف بها المسلمون ترمي إلى إصابة هدفين وتحقيق غايتين في آن واحد: غاية دينية وغاية صحية ".
ويقول رونة ساند في كتابه نحو الطب الاجتماعي: " إن تعاليم الإسلام الدينية تحافظ على الصحة وتحسنها لأنها تدعو إلى الاعتدال في الأكل والشرب وتفرض النظافة والاغتسال بالماء الطاهر
(1) أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية، بكلية المعلمين بمكة المكرمة.
خمس مرات في اليوم وقبل كل صلاة ".
هذه الأسس والفوائد الصحية منها ما كشف الطب الحديث عنها ومنها ما زال بحاجة إلى بحث قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (1).
وليس هذا فحسب بل الإسلام وضع أسس الوقاية الصحية من الأمراض النفسية التي أشار إليها الإسلام وجالت في ساحات الغرب، وتولد عنها الانتحار والاكتئاب، الأمر الذي عجز عنه الطب الحديث قال تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (2).
بيد أن الإسلام قد وضع العلاج لكثير من الأسقام منها ما يصيب الإنسان جراء العين فشرع الرقية وهي علاج لم يستطع الطب الحديث أن يعالج ذلك كله. أخرج ابن ماجه في سننه من طريق سفيان عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: «مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة. فما لبث أن لبط به فأتي به إلى النبي صلى الله عليه
(1) سورة فصلت الآية 53
(2)
سورة طه الآية 124
(3)
أخرجه ابن ماجه في كتاب الطب باب العين 2/ 1160.
وسلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا، قال: من تتهمون به قالوا: عامر بن ربيعة قال: علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره، وأمره أن يصب عليه (1)» اهـ.
فشفي منها سهل وكأن لم يصيبه أذى - وغيره كثير -. لهذا تناولت هذه الفوائد الصحية وقسمت البحث إلى مقدمة وفصلين تناولت في المقدمة شمولية الإسلام لجميع جوانب الحياة وصلاح القلوب والأبدان ثم تناولت في الفصل الأول العناية الصحية بالبدن واشتمل على المباحث التالية:
المبحث الأول: العناية الصحية بالبدن.
المبحث الثاني: العناية الصحية بالوجه.
المبحث الثالث: العناية الصحية بالعينين.
المبحث الرابع: الأسس الصحية للعناية بالفم والأنف.
المبحث الخامس: العناية الصحية بالسبيلين.
المبحث السادس: العناية بالشعر.
المبحث السابع: العناية بالأذنين.
المبحث الثامن: العناية بالرجلين.
(1) المخبأة: الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد (النهاية 2/ 3). (3)
وأما الفصل الثاني فتناولت فيه:
المبحث الأول: وقاية الماء من التلوث.
المبحث الثاني: وقاية الطعام من التلوث.
المبحث الثالث: الوقاية من العدوى.
والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.