الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبيان اشتمال الكتاب والسنة على جميع الهدى، وأن التفرق والضلال إنما حصل بترك بعضه) (1).
(1) ابن تيمية، الاستقامة 1/ 3.
سادسا: أثر الاستقامة:
طريق الاستقامة يمثل خط العدل الذي لا انحراف فيه ولا شطط، وأثر الاستقامة لا ينحصر في الفرد المستقيم، بل يتعدى الأفراد إلى الأسرة، ويتجاوز الأسرة إلى المجتمع، بل يعم الأمة كلها.
فالشاب المسلم المستقيم الذي يخاف الله عز وجل في السر والعلن، لديه رقابة ذاتية قوية، هي بمثابة تحصين عال، تحصين ذاتي، أساسه الإيمان.
والإيمان والاستقامة بينهما ترابط، كل منهما يقوى ويزيد من التحصين الذاتي للشباب؛ ولكن بشرط توافر الإيمان أولا، فإذا ضعف الإيمان ضعفت الاستقامة وبالتالي ضعف التحصين، فالمطلوب هو الإيمان الصحيح الصادق الذي يظهر أثرا في الاستقامة، علما وعملا، وهذه الاستقامة تؤثر على التحصين قوة وضعفا، وفيما يلي أثر الاستقامة التي تزيد بعون الله وقدرته من التحصين.
1 -
الثبات على الإيمان:
الإيمان أساس الاستقامة، وله أركان ستة هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره
وشره، ولا يتم إيمان أحد إلا إذا آمن بها جميعا على ما دل عليه القرآن الكريم والسنة النبوية (1).
وقد ورد في شرح النووي لصحيح مسلم في باب جامع أوصاف الإسلام، أن القاضي عياضا رحمه الله تعالى شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه:«قل آمنت بالله ثم استقم (2)» . إن هذا الحديث مطابق لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (3)، أي أنهم آمنوا، ووحدوا الله، ثم استقاموا، لم يحيدوا ويخرجوا عن طاعة الله، بل التزموا طاعة الله سبحانه وتعالى (4).
وقال ابن عطية: إن الموحد المستقيم على طاعة الله عز وجل، أتم حالا وأكمل بشارة (5).
والعلاقة بين الإيمان والاستقامة علاقة قوية؛ لأنه لا بد من الإيمان أولا، ثم الاستقامة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«قل آمنت بالله ثم استقم (6)» ، فالإيمان أساس الاستقامة ومن لا إيمان له لا استقامة له، والاستقامة مرتبطة بالإيمان، فإذا زاد الإيمان زادت
(1) هراس، محمد خليل: شرح العقيدة الواسطية ص 17.
(2)
سبق تخريجه.
(3)
سورة فصلت الآية 30
(4)
النووي، شرح صحيح مسلم 1/ 9.
(5)
ابن عطية، المحرر الوجيز 5/ 15.
(6)
صحيح مسلم الإيمان (38)، سنن الترمذي الزهد (2410)، سنن ابن ماجه الفتن (3972)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 413)، سنن الدارمي الرقاق (2710).