الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالإسلام لا ينفي العدوى، قال الحافظ ابن حجر:" أن المراد بنفي العدوى أن شيئا لا يعدي بطبعه، نفيا لما كانت الجاهلية تعتقده أن الأمراض تعدي بطبعها من غير إضافة إلى الله، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم اعتقادهم ذلك وأكل مع المجذوم ليبين لهم أن الله هو الذي يمرض ويشفي، ونهاهم عن الدنو منه ليبين لهم أن هذا من الأسباب التي أجرى الله العادة بأنها تفضي إلى مسبباتها، ففي نهيه إثبات الأسباب، وفي فعله إشارة إلى أنها لا تستقل بل الله هو الذي إن شاء سلبها قواها فلا تؤثر شيئا وإن شاء أبقاها فأثرت "(1).
ومن الطرق الوقائية من العدوى في السنة النبوية ما يلي:
(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري (10/ 160).
أولا: النهي عن الخروج من الأرض الموبوءة أو الدخول إليها:
يعرف هذا الإجراء في الطب الحديث بالحجر الصحي ويعد الحجر الصحي من طرق الوقاية التي سبق الإسلام إليها.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الطاعون رجز وعذاب أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها (1)» .
(1) أخرجه مسلم في صحيحة، كتاب السلام، باب الطاعون والطيرة 8/ 436 من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.