الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونتف الإبط وقص الشارب (1)».
هذا فيما يتلخص في العناية العامة بالبدن وتفصيل ذلك في المباحث التالية:
(1) صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة 1/ 221.
المبحث الأول: العناية الصحية باليدين:
اليد أكثر الأعضاء ملامسة للأشياء فهي آلة الإنسان التي يمسك ويأكل ويحمل ويصافح بها فهي أكثر الأعضاء عرضة للجراثيم والغبار وكذلك الرجلان فهي آلة الإنسان في حركته وتنقله.
فالوضوء يحقق نظافتهما وطهارتهما وإزالة ما بهما قال تعالى في آية الوضوء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (1).
وجاءت الأحاديث النبوية مؤكدة على هذا المعنى يقول عليه السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذالكم الرباط (2)» .
(1) سورة المائدة الآية 6
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب فضل إسباغ الوضوء على المكاره 1/ 182.
وبهذا الغسل المتمثل في الوضوء تتخلص الأطراف من الجراثيم والميكروبات بل إن غسلهما يساعد على تنشيط الدورة الدموية (1).
كما أمر الإسلام بتقليم أظافرهما، فالظفر مجمع للأوساخ والجراثيم حيث تجد تلك الجراثيم طريقا سهلا إلى المعدة خاصة عن طريق أظافر اليد فعن طريقها تنتقل الجراثيم المسببة لالتهاب المعدة والنزلات المعوية الجرثومية وحمى التيفوئيد وغيرها.
لذا يقول عليه السلام فيما أخرجه مسلم بسنده من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عشرة من الفطرة قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء، يعني: الاستنجاء قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة (2)» .
وخص الإسلام اليد بالغسل عند الأكل وقاية للإنسان من التلوث بل كان ذلك فعله صلى الله عليه وسلم، أخرج الإمام أحمد في مسنده من طريق عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل أو يشرب قالت: يغسل يديه
(1) الطب الوقائي بين العلم والدين د. نضال سميح عيسى ص 22.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة 1/ 223، والأمام أحمد في مسنده 1/ 137.
ثم يأكل ويشرب (1)».
وأخرج ابن ماجه في سننه بسنده من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع (2)» .
وخص النبي صلى الله عليه وسلم الأكل باليمين وقاية للإنسان أخرج البخاري ومسلم بسندهما عن طريق وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة قال: «كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال: يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك (3)» .
يقول الطبيب الدكتور غريب جمعة: " إذ إن اليد اليسرى قد تكون ملوثة بالميكروبات أو بويضات بعض الطفيليات نتيجة ملامستها وقت الاستنجاء "(4).
(1) أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة، باب السواك من الفطرة 1/ 61 من طريق عمار بن ياسر.
(2)
أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الأطعمة، باب الوضوء عند الطعام 2/ 1085، والبيهقي في سننه 7/ 275.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام والأكل باليمين 6/ 196، ومسلم في صحيحه، كتاب (الأشربة)، باب (آداب الطعام والشراب وأحكامهما) 3/ 1599.
(4)
الطب في ضوء الإسلام ص 53.
كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغسل اليدين ثلاثا عند الاستيقاظ من النوم جاء ذلك فيما أخرجه مسلم في صحيحه بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلهما فإنه لا يدري أين باتت يده (1)» .
كما أمر عليه السلام بغسل اليد بعد قضاء الحاجة جاء ذلك فيما أخرجه الترمذي بسنده من طريق بسرة بنت صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ (2)» .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبالغ في نظافة يده عند الغسل من الجنابة أخرج مسلم في صحيحه بسنده من طريق ابن عباس قال: حدثتني ميمونة قالت: «أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة فغسل كفيه مرتين أو ثلاثا ثم أدخل يده في الإناء ثم أفرغ به على فرجه، وغسله بشماله ثم ضرب بشماله الأرض فدلكهما دلكا شديدا ثم توضأ وضوءه للصلاة ثم
(1) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب كراهة غمس المتوضئ وغيره يده المشكوك في نجاستها في الإناء قبل غسلهما ثلاثا 1/ 193.
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب (الطهارة)، باب (الوضوء من مس الذكر) 1/ 55.