الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أركان الصلاة، وبه قال الجمهور، واشتهر عند الحنفية أن الطمأنينة سنة وصرح بذلك كثير من مصنفيهم، لكن كلام الطحاوي كالصريح في الوجوب عندهم. . . (1)
ومن السنة في السجود الاعتدال فيه فلا يضع ذراعيه على الأرض، كما تفعل السباع، فقد أخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب (2)» .
قال الترمذي رحمه الله: والعمل عليه عند أهل العلم، يختارون الاعتدال في السجود، ويكرهون الافتراش كافتراش السبع (3).
قال ابن قدامة رحمه الله: وجملته أن من السنة أن يجافي عضديه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه إذا سجد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في سجوده. . . (4)
(1) فتح الباري 2/ 279.
(2)
أخرجه البخاري. انظر: فتح الباري 2/ 301.
(3)
سنن الترمذي 2/ 66.
(4)
المغني 2/ 200. وللمزيد من سنن السجود انظر: المغني 2/ 199 - 207. والمجموع 4/ 421 - 435.
ثالثا: فضل السجود:
ورد من فضل السجود ما يلي:
1 -
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ لما روى
أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء (1)» .
2 -
حرم الله عز وجل على النار أن تأكل آثار السجود؛ لما روى أبو هريرة رضي الله عنه في حديث طويل وفيه: «حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم، ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود. فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود (2)» . . . .
3 -
في السجود لله رفعة الدرجات وحط الخطايا؛ لما أخرج مسلم في صحيحه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه:«عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة (3)» .
4 -
معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل السجود يوم القيامة مع كثرة الخلائق؛ لما روى عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من أمتي من
(1) صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود 1/ 350.
(2)
صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه 1/ 353.
(3)
صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود 1/ 350.
أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: أرأيت لو دخلت صيرة. فيها خيل دهم (3). وفيها فرس أغر (4). محجل (5).، أما تعرفه منها؟ قال: بلى. قال: فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء».
5 -
في السجود طاعة للرحمن، وخيبة للشيطان؛ لما أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله. أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار (6)» .
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، انظر: الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل للبنا، 23/ 213، 214، وصححه الألباني في صفة الصلاة 131.
(2)
الصيرة: حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر. انظر: النهاية 3/ 66. (1)
(3)
(2). بهم البهم: جمع بهيم، وهو الذي لا يخالط لونه لون سواه. انظر النهاية 1/ 167.
(4)
الغرة: بياض في الجبهة، والأغر: الأبيض من كل شئ. انظر: ترتيب القاموس المحيط 3/ 380.
(5)
المحجل من الخيل هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد. انظر: النهاية 1/ 346.
(6)
صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة 1/ 87.